المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

موانع الميراث في قانون حمورابي
2-1-2022
Principle of Insufficient Reason
14-3-2021
Cubature
2-12-2021
A relaxed stellar system around a MBH
6-2-2017
النخر Necrosis
25-4-2019
هل الجنة والنار هما اليوم مخلوقان ؟
2023-05-04


نفسية الطالب في المرحلة الثانوية  
  
4712   04:38 مساءً   التاريخ: 2-1-2020
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج1 ص61ـ64
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-9-2019 1926
التاريخ: 7-6-2022 2216
التاريخ: 12-4-2017 1930
التاريخ: 18-4-2016 2606

يتصف الطالب في المرحلة الثانوية بنمو عاطفي قوي فانفعالاته متقلبة ومتطرفة وهي في الوقت نفسه حادة قوية.

ويمكن أن ترجع انفعالاته لعاملين قويين هما:

الأول: أن الطالب في هذه المرحلة من حياته يتعرض لتغيرات فسيولوجية سريعة تؤدي لوثبات انفعالية نتيجة المراهقة التي يتعرض لها.

والثاني: هو عامل البيئة التي يعيشها الطالب فهو ينظر إلى نفسه كما لو أصبح رجلاً بالفعل ويتطلب من البيئة التي تحيط به أن تعامله كرجل ناضج بينما ينظر إليه الأهل والأبوان كما لو كان لا يزال طفلاً. هذا الاختلاف في النظرة إلى الطالب إنما يعقد حياته ويجعله يعيش في أزمات نفسية وحالات انفعالات شديدة. والواقع أن كلا النظرتين على خطأ لأن الطالب في المرحلة الثانوية ليس طفلاً كما يعتبره الأهل والآباء وليس رجلاً تام النضج كما ينظر إلى نفسه.

ان مرحلة الدراسة الثانوية فترة انتقال بين عهدين الدراسة الابتدائية والدراسة الجامعية، إنها مرحلة يعاد فيها تنظيم القوى النفسية والعقلية كي تجابه مطالب الحياة الرشيدة.

أن طالب ثانوي ينمو ويريد الاستقلال ويريد أن يعترف الآخرون بشخصيته ولكن بعض الآباء يعتبرون ذلك تمرداً وجحودا من ابنهم ويقابلون سلوكه بالعنف والاستهزاء.

وهنا يثور كثير من الطلاب على آبائهم مما يجعلهم ينصرفون عن آبائهم إلى رفاقهم الذين يستمدون منهم المثل الأعلى(1).

يشعر الطالب في هذه المرحلة بأنه غير مفهوم ممن يحيطون به وهو في الوقت نفسه غير راض عمن حوله.

يشعر انه ذكي ولكن الوسط الاجتماعي لا يقدر مواهبه.

يحق أحياناً لمستوى مثالي غامض لا يستطيع هو نفسه أن يحدده مع انه يدرك بوضوح الفرق الواضح بين الواقع والخيال.

وفي أغلب الأحيان تجده حساساً جداً يحب الطبيعة ويتأثر بالجمال في جميع صوره ، يثور أحياناً على رجال الدين ليثبت شخصيته ويؤكدها وليرضي اعتداده بذاته.

إنه يعيش في عالم خاص به يضاف إلى ذلك العزلة المقصودة والاستغراق في التأملات والتقلب الانفعالي.

يريد الطالب أن يصلح المجتمع في عالم من الآمال ولكنه يصطدم بالواقع فينهار ولذا تجده تارة سعيداً وتارة أخرى في منتهى الشقاء.

إن اضطرابه النفسي يجذب انتباهه إلى نفسه فيتهم بتحليل ذاته وتأمل ما يدور فيها ووصف هذه المشاعر الداخلية.

انه يسعى ليكون له مركز بين جماعته فيقوم بأعمال تلفت النظر إليه ، كأن يتصنع في طريقة كلامه وضحكته ومشيته أو يقحم نفسه في المناقشات ، ويعتبر تدخينه وسيلة لتأكيد ذاته وتدعيم شعوره بالاستقلال الذاتي.

تثور في نفسه رغبة في مقاومة السلطة ، وهي في جوهرها تمرد على المجتمع يعصي خلالها آراء الكبار ويحتقرها ، ويشمل تمرده الأسرة والمدرسة والدين والتقاليد.

وأغرب من هذا كله... تمرد المراهق على نفسه كما يحدث في حالات رهبنة المراهقة وانتحار الطلاب.

يميل الطالب للتمرد على الأسرة والتحرر من قيودها وموانعها وهو (الفطام النفسي) للتحرر والاستقلال.

أما المدرسون والأنظمة المدرسية والمناهج... الخ فهي أمور تثير الطالب وتدفعه للتذمر والعصيان ولذلك ينتهز الفرصة للتعبير عن تبرمه ويسقط عيوب المدرسة التي نجد من ابرزها في نظره:

1ـ شعور الطالب بثقل وطأة المناهج.

2ـ محاسبة الطالب في الفحص على أساس ما ورد في الكتاب حرفياً.

3ـ طريقة التقرير المملة التي يتبعها اغلب المدرسين في تدريسهم.

أيها الطالب الكريم... هذه ابرز خصائص نفسية الطلاب في المرحلة الدراسية الثانوية ولا تظن أن جميع ما ذكرناه ينطبق عليك بالذات ، وإنما عي سمات عامة قد تعيش بعضها وقد تسر بوجودها في ذاتك وهذا لا يمنع من اطلاعك على الآفاق المجهولة بالنسبة إليك.

لقد قال سقراط (اعرف نفسك) ومن عرف نفسه استطاع توجيهها وتقويمها والسير بها إلى معارج المجد والتقدم.

قال الشاعر:

عليك نفسك هذبها فمن ملكت        قيادة النفس عاش الدهر مذموماً

إن آفاق التربية ومسارها ليس بالعمل السهل وعملية إعداد الشاب يجب أن تكون بها أمور فنية كبيرة ستؤدي بالتالي إلى أن يكون المعلم أو المدرس أو المربي وولي الأمر فناناً جيداً لإيصال المعلومات والنصائح والإرشادات الى تلميذه الذي يجب أن يصنع منه طالباً صاغياً له لأن عملية الترويض عملية ليست بالسهلة فتارة يجب أن ينضم المربي إلى جانب المراهق لكسب وده أولاً ومن ثم إملاء ما يراه مناسباً عليه أما عملية التصدي له بقوة وحزم فهذه مسألة قد يحتاجها بعد أن يكون قد زحف الى وجدانه وأخذ المراهق يتأثر به وبشخصيته ويضمن أنه لا يسيء له عندما يكون حازماً معه في بعض المواقف وهذا هو سر النجاح الذي يستطيع الوصول به الى مدارك المراهق السرية في بعض الأحيان والمربي يجب أن يكون له تماس مباشر مع المراهق ومع النقاط المهمة التي تهم المراهق مثلاً طلباته ، حالات الغراميات ، حالات الاستماع لمشاكله ، التحول مباشرة إلى صفه في بعض الأمور رغم أنها خاطئة لكنها أسلوب لكسب المراهق أولاً والتسلل لوجدانه ثانياً.

___________________

(1) كيف نربي أبنائنا ونعالج مشاكلهم ـ معروف زريق ـ مدرس التربية وعلم النفس في دار المعلمين بدمشق ـ دار الفكر بدمشق ط1 1963.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.