أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-9-2019
1926
التاريخ: 7-6-2022
2216
التاريخ: 12-4-2017
1930
التاريخ: 18-4-2016
2606
|
يتصف الطالب في المرحلة الثانوية بنمو عاطفي قوي فانفعالاته متقلبة ومتطرفة وهي في الوقت نفسه حادة قوية.
ويمكن أن ترجع انفعالاته لعاملين قويين هما:
الأول: أن الطالب في هذه المرحلة من حياته يتعرض لتغيرات فسيولوجية سريعة تؤدي لوثبات انفعالية نتيجة المراهقة التي يتعرض لها.
والثاني: هو عامل البيئة التي يعيشها الطالب فهو ينظر إلى نفسه كما لو أصبح رجلاً بالفعل ويتطلب من البيئة التي تحيط به أن تعامله كرجل ناضج بينما ينظر إليه الأهل والأبوان كما لو كان لا يزال طفلاً. هذا الاختلاف في النظرة إلى الطالب إنما يعقد حياته ويجعله يعيش في أزمات نفسية وحالات انفعالات شديدة. والواقع أن كلا النظرتين على خطأ لأن الطالب في المرحلة الثانوية ليس طفلاً كما يعتبره الأهل والآباء وليس رجلاً تام النضج كما ينظر إلى نفسه.
ان مرحلة الدراسة الثانوية فترة انتقال بين عهدين الدراسة الابتدائية والدراسة الجامعية، إنها مرحلة يعاد فيها تنظيم القوى النفسية والعقلية كي تجابه مطالب الحياة الرشيدة.
أن طالب ثانوي ينمو ويريد الاستقلال ويريد أن يعترف الآخرون بشخصيته ولكن بعض الآباء يعتبرون ذلك تمرداً وجحودا من ابنهم ويقابلون سلوكه بالعنف والاستهزاء.
وهنا يثور كثير من الطلاب على آبائهم مما يجعلهم ينصرفون عن آبائهم إلى رفاقهم الذين يستمدون منهم المثل الأعلى(1).
يشعر الطالب في هذه المرحلة بأنه غير مفهوم ممن يحيطون به وهو في الوقت نفسه غير راض عمن حوله.
يشعر انه ذكي ولكن الوسط الاجتماعي لا يقدر مواهبه.
يحق أحياناً لمستوى مثالي غامض لا يستطيع هو نفسه أن يحدده مع انه يدرك بوضوح الفرق الواضح بين الواقع والخيال.
وفي أغلب الأحيان تجده حساساً جداً يحب الطبيعة ويتأثر بالجمال في جميع صوره ، يثور أحياناً على رجال الدين ليثبت شخصيته ويؤكدها وليرضي اعتداده بذاته.
إنه يعيش في عالم خاص به يضاف إلى ذلك العزلة المقصودة والاستغراق في التأملات والتقلب الانفعالي.
يريد الطالب أن يصلح المجتمع في عالم من الآمال ولكنه يصطدم بالواقع فينهار ولذا تجده تارة سعيداً وتارة أخرى في منتهى الشقاء.
إن اضطرابه النفسي يجذب انتباهه إلى نفسه فيتهم بتحليل ذاته وتأمل ما يدور فيها ووصف هذه المشاعر الداخلية.
انه يسعى ليكون له مركز بين جماعته فيقوم بأعمال تلفت النظر إليه ، كأن يتصنع في طريقة كلامه وضحكته ومشيته أو يقحم نفسه في المناقشات ، ويعتبر تدخينه وسيلة لتأكيد ذاته وتدعيم شعوره بالاستقلال الذاتي.
تثور في نفسه رغبة في مقاومة السلطة ، وهي في جوهرها تمرد على المجتمع يعصي خلالها آراء الكبار ويحتقرها ، ويشمل تمرده الأسرة والمدرسة والدين والتقاليد.
وأغرب من هذا كله... تمرد المراهق على نفسه كما يحدث في حالات رهبنة المراهقة وانتحار الطلاب.
يميل الطالب للتمرد على الأسرة والتحرر من قيودها وموانعها وهو (الفطام النفسي) للتحرر والاستقلال.
أما المدرسون والأنظمة المدرسية والمناهج... الخ فهي أمور تثير الطالب وتدفعه للتذمر والعصيان ولذلك ينتهز الفرصة للتعبير عن تبرمه ويسقط عيوب المدرسة التي نجد من ابرزها في نظره:
1ـ شعور الطالب بثقل وطأة المناهج.
2ـ محاسبة الطالب في الفحص على أساس ما ورد في الكتاب حرفياً.
3ـ طريقة التقرير المملة التي يتبعها اغلب المدرسين في تدريسهم.
أيها الطالب الكريم... هذه ابرز خصائص نفسية الطلاب في المرحلة الدراسية الثانوية ولا تظن أن جميع ما ذكرناه ينطبق عليك بالذات ، وإنما عي سمات عامة قد تعيش بعضها وقد تسر بوجودها في ذاتك وهذا لا يمنع من اطلاعك على الآفاق المجهولة بالنسبة إليك.
لقد قال سقراط (اعرف نفسك) ومن عرف نفسه استطاع توجيهها وتقويمها والسير بها إلى معارج المجد والتقدم.
قال الشاعر:
عليك نفسك هذبها فمن ملكت قيادة النفس عاش الدهر مذموماً
إن آفاق التربية ومسارها ليس بالعمل السهل وعملية إعداد الشاب يجب أن تكون بها أمور فنية كبيرة ستؤدي بالتالي إلى أن يكون المعلم أو المدرس أو المربي وولي الأمر فناناً جيداً لإيصال المعلومات والنصائح والإرشادات الى تلميذه الذي يجب أن يصنع منه طالباً صاغياً له لأن عملية الترويض عملية ليست بالسهلة فتارة يجب أن ينضم المربي إلى جانب المراهق لكسب وده أولاً ومن ثم إملاء ما يراه مناسباً عليه أما عملية التصدي له بقوة وحزم فهذه مسألة قد يحتاجها بعد أن يكون قد زحف الى وجدانه وأخذ المراهق يتأثر به وبشخصيته ويضمن أنه لا يسيء له عندما يكون حازماً معه في بعض المواقف وهذا هو سر النجاح الذي يستطيع الوصول به الى مدارك المراهق السرية في بعض الأحيان والمربي يجب أن يكون له تماس مباشر مع المراهق ومع النقاط المهمة التي تهم المراهق مثلاً طلباته ، حالات الغراميات ، حالات الاستماع لمشاكله ، التحول مباشرة إلى صفه في بعض الأمور رغم أنها خاطئة لكنها أسلوب لكسب المراهق أولاً والتسلل لوجدانه ثانياً.
___________________
(1) كيف نربي أبنائنا ونعالج مشاكلهم ـ معروف زريق ـ مدرس التربية وعلم النفس في دار المعلمين بدمشق ـ دار الفكر بدمشق ط1 1963.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|