إحتجاج أمير المؤمنين (عليه السلام) على الزبير بن العوام وطلحة بن عبد الله في مواطن متعددة |
3706
09:07 صباحاً
التاريخ: 5-12-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2019
424
التاريخ: 4-12-2019
663
التاريخ: 5-12-2019
3707
التاريخ: 11-12-2019
468
|
روي عن ابن عباس رحمه الله أنه قال: كنت قاعدا عند علي عليه السلام حين دخل عليه طلحة والزبير فاستأذناه في العمرة فأبى أن يأذن لهما، وقال: قد اعتمرتما فأعادا عليه الكلام فأذن لهما، ثم التفت إلي فقال: والله ما يريدان العمرة، وإنما يريدان الغدرة .
قلت له فلا تأذن لهما فردهما، ثم قال لهما: والله ما تريدان العمرة وما تريدان إلا نكثا لبيعتكما، وفرقة لأمتكما، فحلفا له فأذن لهما، ثم التفت إلي فقال: والله ما يريدان العمرة قلت: فلم أذنت لهما؟ قال، حلفا لي بالله، قال: فخرجا إلى مكة فدخلا على عائشة فلم يزالا بها حتى أخرجاها.
وروي أنه عليه السلام قال عند توجههما إلى مكة للاجتماع مع عايشة للتأليب عليه بعد أن حمد الله تعالى وأثنى عليه: أما بعد فإن الله عز وجل بعث محمدا صلى الله عليه وآله للناس كافة، وجعله رحمة للعالمين فصدع بما أمر به وبلغ رسالات ربه، فلم به الصدع ورتق به الفتق وأمن به السبل وحقن به الدماء وألف بين ذوي الأحن والعداوة والوغر في الصدور، والضغائن الراسخة في القلوب، ثم قبضه الله إليه حميدا لم يقصر في الغاية التي إليها أدى الرسالة، ولا بلغ شيئا كان في التقصير عنه عند الفقد وكان من بعده ما كان من التنازع في الأمرة، وتولى أبو بكر، وبعده عمر، ثم عثمان، فلما كان من أمره ما كان أتيتموني فقلتم: " بايعنا " فقلت: " لا أفعل " فقلتم: " بلى " فقلت: " لا " وقبضت يدي فبسطتموها، ونازعتكم فجذبتموها، وتداككتم علي تداك الإبل الهيم على حياضها يوم ورودها، حتى ظننت أنكم قاتلي وأن بعضكم قاتل بعض، فبسطت يدي فبايعتموني مختارين، وبايعني في أولكم طلحة والزبير طائعين غير مكرهين، ثم لم يلبثا أن استأذناني في العمرة، والله يعلم أنهما أرادا الغدرة، فجددت عليهما العهد في الطاعة، وأن لا يبغيا للأمة الغوائل، فعاهداني، ثم لم يفيا لي، ونكثا بيعتي، ونقضا عهدي، فعجبا من انقيادهما لأبي بكر وعمر، وخلافهما لي ولست بدون أحد الرجلين، ولو شئت أن أقول لقلت:
" اللهم اغضب عليهما بما صنعا وظفرني بهما ".
وقال: عليه السلام في أثناء كلام آخر.
وهذا طلحة والزبير ليسا من أهل النبوة، ولا من ذرية الرسول، حين رأيا أن قد رد علينا حقنا، بعد أعصر فلم يصبرا حولا كاملا، ولا شهرا كاملا، حتى وثبا علي، دأب الماضين قبلهما، ليذهبا بحقي ويفرقا جماعة المسلمين عني، ثم دعا عليهما.
وعن سليم بن قيس الهلالي قال: لما التقى أمير المؤمنين عليه السلام أهل البصرة يوم الجمل. نادى الزبير يا أبا عبد الله أخرج إلي: فخرج الزبير ومعه طلحة.
فقال لهما والله إنكما لتعلمان وأولوا العلم من آل محمد وعائشة بنت أبي بكر: أن كل أصحاب الجمل ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وآله، وقد خاب من افترى.
قالا كيف نكون ملعونين ونحن أصحاب بدر وأهل الجنة؟!
فقال عليه السلام: لو علمت أنكم من أهل الجنة لما استحللت قتالكم، فقال له الزبير: أما سمعت حديث سعيد بن عمرو بن نفيل وهو يروي: أنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " عشرة من قريش في الجنة "؟ قال علي عليه السلام: سمعته يحدث بذلك عثمان في خلافته، فقال الزبير أفترا كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله؟
فقال له علي عليه السلام: " لست أخبرك بشئ حتى تسميهم " قال الزبير: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعيد بن عمرو بن نفيل.
فقال له علي عليه السلام: " عددت تسعة فمن العاشر؟ " قال له: أنت
قال علي عليه السلام: قد أقررت أني من أهل الجنة، وأما ما ادعيت لنفسك وأصحابك فإنا به من الجاحدين الكافرين، قال له، أفتراه كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال عليه السلام: ما أراه كذب، ولكنه والله اليقين.
فقال علي عليه السلام: والله إن بعض من سميته لفي تابوت في شعب في جب في أسفل درك من جهنم، على ذلك الجب صخرة إذا أراد الله أن يسعر جهنم رفع تلك الصخرة، سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله وإلا أظفرك الله بي وسفك دمي على يديك، وإلا أظفرني الله عليك وعلى أصحابك وسفك دمائكم على يدي وعجل أرواحكم إلى النار، فرجع الزبير إلى أصحابه وهو يبكي.
وروي نصر بن مزاحم (1) أن أمير المؤمنين عليه السلام حين وقع القتال وقتل طلحة، تقدم على بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله الشهباء بين الصفين، فدعا الزبير فدنى إليه حتى اختلف أعناق دابتيهما، فقال: يا زبير أنشدك بالله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول إنك ستقاتل عليا وأنت له ظالم؟
قال: نعم. قال: فلم جئت؟
قال: جئت لأصلح بين الناس فأدبر الزبير وهو يقول:
ترك الأمور التي تخشى عواقبها * لله أجمل في الدنيا وفي الدين
أتى علي بأمر كنت أعرفه * قد كان عمر أبيك الخير مذحين
فقلت حسبك من عذل أبا حسن * بعض الذي قلت هذا اليوم يكفيني
فاخترت عارا على نار مؤججة * أنى يقوم لها خلق من الطين
نبئت طلحة وسط النقع منجدلا * مأوى الضيوف ومأوى كل مسكين
قد كنت أنصر أحيانا وينصرني * في النائبات ويرمي من يراميني
حتى ابتلينا بأمر ضاق مصدره * فأصبح اليوم ما يعنيه يعنيني .
قال: وأقبل الزبير على عائشة، فقال: يا أمه ما لي في هذا بصيرة، وإني منصرف.
فقالت عائشة: يا أبا عبد الله أفررت من سيوف ابن أبي طالب؟ فقال، إنها والله طوال حداد، تحملها فتية أنجاد ، ثم خرج راجعا فمر بوادي السباع وفيه الأحنف بن قيس قد اعتزل من بني تميم، أخبر الأحنف بانصرافه فقال: ما أصنع به إن كان الزبير ألقى بين غارتين من المسلمين وقتل أحدهما بالآخر ثم هو يريد اللحاق بأهله. فسمعه ابن جرموز فخرج هو ورجلان معه - وقد كان لحق بالزبير رجل من كليب ومعه غلامه - فلما أشرف ابن جرموز وصاحباه على الزبير، فحرك الرجلان رواحلهما، وخلفا الزبير وحده، فقال لهما الزبير: ما لكما هم ثلاثة ونحن ثلاثة، فلما أقبل ابن جرموز قال له الزبير: إليك عني فقال ابن جرموز: يا أبا عبد الله إني جئتك لأسألك عن أمور الناس.
قال: تركت الناس يضرب بعضهم وجوه بعضهم بالسيف.
قال ابن جرموز: أخبرني عن أشياء أسألك عنها.
قال: هات قال: أخبرني عن خذلك عثمان، وعن بيعتك عليا وعن نقضك بيعته، وعن إخراجك عائشة، وعن صلاتك خلف ابنك، وعن هذا الحرب التي جنيتها، وعن لحوقك بأهلك. فقال: أما خذلي عثمان فأمر قدم الله فيه الخطية، وأخر فيه التوبة، وأما بيعتي عليا، فلم أجد منها بدا، إذ بايعه المهاجرون والأنصار. وأما نقضي بيعته، فإنما بايعته بيدي دون قلبي. وأما إخراجي أم المؤمنين، فأردنا أمرا وأراد الله أمرا غيره. وأما صلاتي خلف ابني فإن خالته قدمته فتنحى ابن جرموز عنه. وقال: قتلني الله إن لم أقتلك.
وروي أنه جيئ إلى أمير المؤمنين برأس الزبير وسيفه، فتناول سيفه وقال:
طالما والله جلى به الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله ولكن الحين، ومصارع السوء .
وروي أنه عليه السلام لما مر على طلحة من بين القتلى قال اقعدوه فأقعد فقال: إنه كانت لك سابقة من رسول الله، لكن الشيطان دخل في منخريك فأوردك النار.
وروي أنه مر عليه فقال: هذا ناكث بيعتي، والمنشئ للفتنة في الأمة والمجلب علي الداعي إلى قتلي وقتل عترتي، أجلسوا طلحة: فأجلس.
فقال أمير المؤمنين: يا طلحة بن عبيد الله قد وجدت ما وعدني ربي حقا، فهل وجدت ما وعدك ربك حقا؟ ثم قال: أضجعوا طلحة! وسار فقال له بعض من كان معه:
يا أمير المؤمنين أتكلم طلحة بعد قتله؟ فقال أما والله سمع كلامي كما سمع أهل القليب كلام رسول الله صلى الله عليه وآله يوم بدر.
وهكذا فعل عليه السلام بكعب بن شور القاضي، لما مر به قتيلا، وقال: هذا الذي خرج علينا في عنقه مصحف، يزعم أنه ناصر أمه يدعو الناس إلى ما فيه، وهو لا يعلم ما فيه، ثم استفتح وخاب كل جبار عنيد أما إنه دعا الله أن يقتلني فقتله الله.
وروي أن مروان بن الحكم هو الذي قتل طلحة بسهم رماه به.
وروي أيضا أن مروان بن الحكم يوم الجمل كان يرمي بسهامه في العسكرين معا، ويقول: من أصبت منهما فهو فتح، لقلة دينه، وتهمته للجميع، وقيل: إن اسم الجمل الذي ركبته يوم الجمل عائشة " عسكر " من ولد إبليس اللعين ورؤي منه ذلك اليوم كل عجيب، لأنه كلما أبتر منه قائمة من قوائمه ثبت على أخرى حتى نادى أمير المؤمنين عليه السلام: اقتلوا الجمل فإنه شيطان، وتولى محمد بن أبي بكر وعمار بن ياسر رحمة الله عليهما عقره بعد طول دمائه.
وروى الواقدي (2) إن عمار بن ياسر رحمة الله عليه، لما دخل على عائشة فقال كيف رأيت ضرب نبيك على الحق؟ فقالت: استبصرت من أجل أنك غلبت فقال عمار: أنا أشد استبصارا من ذلك. والله لو ضربتمونا حتى تبلغونا سعيفات هجر لعلمنا أنا على الحق، وأنكم على الباطل. فقالت عائشة: هكذا يخيل إليك يا عمار. أذهبت دينك لابن أبي طالب.
وروي عن الباقر عليه السلام أنه قال: لما كان يوم الجمل وقد رشق هودج عائشة بالنبل قال أمير المؤمنين عليه السلام: والله ما أراني إلا مطلقها فأنشد الله رجلا سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " يا علي أمر نسائي بيدك من بعدي " لما قام فشهد؟
فقال: فقام ثلاثة عشر رجلا فيهم بدريان فشهدوا: أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول علي بن أبي طالب عليه السلام: " يا علي أمر نسائي بيدك من بعدي " قال: فبكت عائشة عند ذلك حتى سمعوا بكاءها فقال علي عليه السلام: لقد أنبأني رسول الله صلى الله عليه وآله بنبأ فقال: إن الله تعالى يمدك يا علي يوم الجمل بخمسة آلاف من الملائكة مسومين.
وروي عن ابن عباس (3) قال لأمير المؤمنين عليه السلام حين أبت عائشة الرجوع دعها في البصرة ولا ترحلها فقال علي عليه السلام: أنها لا تألوا شرا، ولكني أردها إلى بيتها.
وروى محمد بن إسحاق (4) أن عائشة لما وصلت إلى المدينة راجعة من البصرة لم تزل تحرض الناس على أمير المؤمنين، وكتبت إلى معاوية وأهل الشام، مع الأسود بن البختري، تحرضهم عليه عليه السلام.
وروي أن عمرو بن العاص قال لعائشة: لوددت أنك قتلت يوم الجمل فقالت ولم لا أبا لك؟ قال: كنت تموتين بأجلك وتدخلين الجنة، ونجعلك أكثر للتشنيع على علي عليه السلام.
________________
(1) نصر بن مزاحم المنقري العطار، أبو الفضل كوفي مستقيم الطريقة صالح الأمر، غير أنه يروي عن الضعفاء، كتبه حسان كما في خلاصة العلامة .
(2) أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد المدني كان إماما عالما له التصانيف، والمغازي وفتوح الأمصار، وله كتاب الردة وغير ذلك. تولى القضاء بشرقي بغداد وولاه المأمون القضاء بعسكر المهدي، وهي المحلة المعروفة بالرصافة بالجانب الشرقي من بغداد عمرها المنصور لولده المهدي فنسب إليه. - قال ابن النديم: إن الواقدي كان يتشيع، حسن المذهب، يلزم التقية وهو الذي روى: أن عليا " عليه السلام " كان من معجزات النبي " صلى الله عليه واله " كالعصا لموسى " عليه السلام " وإحياء الموتى لعيسى بن مريم. - ولد سنة " 130 " وتوفي سنة " 207 " وصلى عليه محمد بن سماعة، ودفن بمقابر خيزران عن الكنى والألقاب للقمي ج 3 ص 230 – 233 .
(3) عبد الله بن العباس من أصحاب رسول الله " صلى الله عليه واله " كان محبا لعلي " عليه السلام " وتلميذه، حاله في الجلالة والإخلاص لأمير المؤمنين " عليه السلام " أشهر من أن يخفى، وقد ذكر الكشي أحاديث تتضمن قدحا فيه، وهو أجل من ذلك، وقد ذكرناها في كتابنا الكبير وأجبنا عليها رضي الله تعالى عنه. خلاصة العلامة ص ١٠٢ .
(4) محمد بن إسحاق أخو يزيد شعر - بالشين المعجمة والعين المهملة والراء - روى الكشي عن حمدويه عن الحسن بن موسى قال: حدثني يزيد بن إسحاق شعر:
أن محمدا أخاه كان يقول بحياة الكاظم " عليه السلام " فدعا له الرضا عليه السلام حتى قال بالحق خلاصة العلامة ص ١٥١ .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|