المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

زيد بن الحسن بن الحسن
8-9-2017
Solution-Diluent Volume Ratios
24-8-2016
يوجب قرب الاجل
30-7-2019
من مساوئ التبني / الكذب الدائم
21-4-2016
اليوريا هي الناتج النهائي الرئيسي لتقويض النتروجين عند الانسان
27-9-2021
Egnatio Pellegrino Rainaldi Danti
12-1-2016


مناظرة أحد العلماء في حكم بناء القبور  
  
461   04:54 مساءً   التاريخ: 2-12-2019
المؤلف : الشيخ عبد الله الحسن
الكتاب أو المصدر : مناظرات في العقائد
الجزء والصفحة : ج2 ، 97-104
القسم : العقائد الاسلامية / الحوار العقائدي / * التوسل وبناء القبور وزيارتها /

العالم الشيعي: لماذا خربت تلك الأبنية؟ - يعني الأبنية التي في البقيع - لماذا هذه الاهانة وعدم الاحترام؟

السني: هل تقبل كلام الإمام علي (عليه السلام)؟

العالم الشيعي: نعم، هو أول إمام لنا، وخليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بلا منازع.

السني: ورد في كتبنا المعتبرة: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قال: يحيى أخبرنا، وقال الآخران، حدثنا: وكيع عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب (عليه السلام): ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن لا تدع تمثالا إلا طمسته، ولا قبرا مشرفا إلا سويته.

(1) العالم الشيعي : هذا الحديث، مخدوش من حيث السند والدلالة ومرفوض، أما سندا، فلوجود 1 - وكيع 2 - سفيان 3 - حبيب بن أبي ثابت 4 - أبي وائل، الذين لم يوثقوا من طرف أهل الحديث. فمثلا قال أحمد بن حنبل حول وكيع : أنه أخطأ في خمس مائة حديث (2).

وأما سفيان الثوري ، فقد نقل ابن المبارك: أن سفيان الثوري كان يدلس في الحديث، ويخجل مني حين يراني (3)، والتدليس: هو أن يظهر الباطل بصورة الحق، وأما حبيب بن أبي ثابت ، فقد نقل عن ابن حيان أنه كان يدلس في الحديث (4).

وأما أبي وائل فقيل عنه: إنه كان من النواصب، ومن جملة الذين انحرفوا عن الإمام علي (عليه السلام) (5).

كما ينبغي التوجه إلى أن جميع كتب الصحاح الستة لأهل السنة، قد نقلت عن أبي الهياج فقط هذا الحديث، مما يعتبر مؤشرا على أنه لم يكن من أهل الحديث، ولم يكن مورد اعتماد، فالحديث المذكور لا يعتمد عليه سندا.

وأما دلالة ومحتوى: أ - أن الاصطلاح اللغوي لكلمة مشرف في الحديث المذكور، بمعنى المكان المرتفع المسلط على مكان آخر أدنى منه، فلا يشمل كل شيء مرتفع.

ب - وأما الاصطلاح اللغوي ل‍ سويته ، بمعنى التساوي والاستقامة، لذلك، لا يكون معنى الحديث هو هدم كل قبر عال، إضافة إلى أن مساوات القبر مع الأرض خلاف للسنة الإسلامية، لأن جميع فقهاء الإسلام قد أفتوا باستحباب رفع القبر عن الأرض ولو شبرا (6).

ويطرأ احتمال آخر هو أن المراد من سويته تساوي سطح القبر وعدم جعله محدبا كتحدب ظهر البعير، كما فهم هذا المعنى علماء كبار من أهل السنة، كمسلم في صحيحه، والترمذي والنسائي في سننهما.

فالنتيجة : إنه توجد ثلاث احتمالات: 1 - هدم بناء القبر وخرابه 2 - مساوات سطح القبر مع الأرض 3 - أن يكون سطح القبر مسطحا لا محدبا، والاحتمال الأول والثاني غير صحيح، والاحتمال الثالث هو الصحيح.

لذلك، لا يدل الحديث المذكور على هدم بناء القبور، ونضيف أيضا: لو كان الإمام علي (عليه السلام) يقول بهدم أبنية القبور، فلماذا لم يهدم أبنية قبور أولياء الله والأنبياء (عليهم السلام) في البيت المقدس، في عصر خلافته، ولم ينقل لنا التأريخ شواهد كهذه.

السني: أريد أن أطرح سؤالا؟ هل يوجد دليل في القرآن يصرح بلزوم بناء الأبنية والأضرحة المجللة والعظيمة على قبور أولياء الله؟

العالم الشيعي:

أولا: ليس من المفروض أن يذكر كل شيء في القرآن، حتى المستحبات وإلا لبلغ حجم القرآن أضعاف ما عليه الآن.

وثانيا: هناك إشارات إلى هذا الموضوع، في القرآن، فمثلا الآية 32 من سورة الحج {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32] ، أن اصطلاح شعائر جمع شعيرة بمعنى العلامة أو الآية، وليس المنظور في هذ الآية وجود الله، لأن العالم بأكمله، آيات وجود الله سبحانه، بل المنظور (معالم دين الله) (7).

فكل ما له ارتباط بدين الله، فاحترامه يوجب القرب الإلهي، فنقول: أن قبور الأنبياء والأئمة وأولياء الله (عليهم السلام) تعتبر معالم لدين الله، فلو بنيت تلك القبور بنحو جميل ومجلل وفخم، كان دليلا على احترام شعائر الله، ويكون عملا محبوبا لدى الله طبقا للقرآن، وأشارت الآية {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23].

إن المودة والتقرب لأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) هي أجر للرسالة، فيكون بناء قبور أهل بيته بنحو مجلل لائق بهم، إحدى أسباب التقرب وإظهار الحب لأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله)، لا أنها فعل محرم.

فمثلا، لو وضعنا القرآن الكريم في مكان غير مناسب، على التراب وفي معرض المطر والرياح، ألا يعتبر ذلك إهانة للقرآن؟ وإذا لم يعتبر إهانة أليس من الأفضل أن نغلفه ونضعه في مكان مناسب بعيدا عن الغبار والنجاسة؟

السني: هذا الكلام يقع مورد قبول في المجامع العرفية، أما في القرآن فلا يوجد دليل صريح على ذلك.

العالم الشيعي : جاء في القرآن في قصة أصحاب الكهف: إنهم التجأوا إلى الغار وغطوا في نوم عميق، فحينما عثر الناس عليهم وهم بهذه الصورة، تنازعوا فيما بينهم، فقال بعض: {ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا } [الكهف: 21] ، وقال بعض آخر: {لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا} [الكهف: 21] .

فالقرآن ينقل كلا النظرين، من دون انتقاد لهما، فلو كان كلا النظرين، أو أحدهما، حراما وغير صحيح، لتعرض قطعا لانتقاد القرآن، وعلى أية حال فكلا النظرين، يدلان على نوع من الاحترام لقبور أولياء الله، والآيات الثلاث المذكورة : 1 - آية تعظيم الشعائر 2 - آية المودة 3 - النظران المذكوران في قبور أصحاب الكهف، تدل على جواز بل استحباب بناء قبور أولياء الله بصورة فخمة (8).

_______________

(1) صحيح مسلم: ج 2 ص 666 ح 93 (ك الجنائز ب 31)، الجامع الصحيح للترمذي: ج 3 ص 366 ح 1049، سنن النسائي: ج 4 ص 88 - 89.

(2) تهذيب التهذيب: ج 11 ص 125.

(3) تهذيب التهذيب: ج 4 ص 115.

(4) تهذيب التهذيب: ج 2 ص 179.

(5) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 4 ص 99.

(6) الفقه على المذاهب الأربعة للجزيري: ج 1 ص 535.

(7) مجمع البيان للطبرسي: ج 7 ص 133.

(8) أجود المناظرات للأشتهاردي: ص 340 - 345.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.