المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



مناظرة الشيخ المفيد مع بعضهم في الدليل على وجود الإمام المهدي (عليه السلام)  
  
649   09:48 صباحاً   التاريخ: 12-11-2019
المؤلف : الشيخ عبد الله الحسن
الكتاب أو المصدر : مناظرات في العقائد
الجزء والصفحة : ج1 ، 445-450
القسم : العقائد الاسلامية / الحوار العقائدي / * الإمام المهدي (عجل الله فرجه) /

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما.

سأل سائل الشيخ المفيد (رحمه الله) فقال: ما الدليل على وجود الإمام صاحب الغيبة (عليه السلام)، فقد اختلف الناس في وجوده اختلافا ظاهرا؟ فقال له الشيخ: الدليل على ذلك إنا وجدنا الشيعة الإمامية فرقة قد طبقت الأرض شرقا وغربا، مختلفي الآراء والهمم، متباعدي الديار لا يتعارفون، متدينين بتحريم الكذب، عالمين بقبحه، ينقلون نقلا متواترا عن أئمتهم (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إن الثاني عشر يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون (1) ويحكون أن الغيبة تقع على ما هي عليه، فليس تخلوا هذه الأخبار أن تكون صدقا أو كذبا، فإن كانت صدقا فقد صح ما نقول، وإن كانت كذبا استحال ذلك، لأنه لو جاز على الإمامية وهم على ما هم عليه، لجاز على سائر المسلمين في نقلهم معجزات النبي (صلى الله عليه وآله) مثل ذلك، ولجاز على سائر الأمم والفرق مثله، حتى لا يصح خبر في الدنيا، وكان ذلك إبطال الشرائع كلها. قال السائل: فلعل قوما تواطئوا في الأصل فوضعوا هذه الأخبار ونقلتها الشيعة وتدينت بها، وهي غير عالمة بالأصل كيف كان. قال له الشيخ رضي الله عنه: أول ما في هذا إنه طعن في جميع الأخبار، لأن قائلا لو قال للمسلمين في نقلهم لمعجزات النبي (صلى الله عليه وآله): لعلها في الأصل موضوعة، ولعل قوما تواطئوا عليها فنقلها من لا يعلم حالها في الأصل، وهذا طريق إلى إبطال الشرائع، وأيضا فلو كان الأمر على ما ذكره السائل لظهر وانتشر على ألسن المخالفين - مع طلبهم لعيوبهم وطلب الحيلة في كسر مذاهبهم - وكان ذلك أظهر وأشهر مما يخفى، وفي عدم العلم بذلك ما يدل على بطلان هذه المعارضة. قال: فأرنا طرق هذه الأخبار، وما وجهها ووجه دلالتها؟ قال: الأول ما في هذا الخبر الذي روته العامة والخاصة، وهو خبر كميل ابن زياد قال: دخلت على أمير المؤمنين صلوات الله عليه وهو ينكث في الأرض فقلت له: يا مولاي ما لك تنكث الأرض أرغبة فيها؟ فقال: والله ما رغبت فيها ساعة قط، ولكني أفكر في التاسع من ولد الحسين (عليه السلام)، هو الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملأت ظلما وجورا، تكون له غيبة يرتاب فيها المبطلون، يا كميل بن زياد، لا بد لله في أرضه من حجة، إما ظاهر مشهور شخصه، وإما باطن مغمور لكيلا تبطل حجج الله (2).

والخبر طويل وإنما اقتصرنا على موضع الدلالة.

وما روي عن الباقر (عليه السلام): إن الشيعة قالت له يوما: أنت صاحبنا الذي يقوم بالسيف؟ قال: ليست بصاحبكم، انظروا من خفيت ولادته فيقول قوم: ولد، ويقول قوم: ما ولد، فهو صاحبكم (3).

وما روي عن الصادق (عليه السلام) إنه قال: كيف بكم إذا التفتم يمينا فلم تروا أحدا، والتفتم شمالا فلم تروا أحدا، واستولت أقوام بني عبد المطلب، ورجع عن هذا الأمر كثير ممن يعتقده، يمسي أحدكم مؤمنا ويصبح كافرا، فالله الله في أديانكم هناك فانتظروا الفرج. وما روي عن موسى بن جعفر (عليهما السلام)، إنه قال: إذا توالت ثلاثة أسماء محمد وعلي والحسن فالرابع هو القائم صلوات الله عليه وعليهم (4).

ولو ذهبنا إلى ما روي في هذا المعنى لطال به الشرح، وهذا السيد ابن محمد الحميري يقول في قصيدة له قبل الغيبة بخمسين ومائة سنة:

وكذا روينا عن وصي محمد * وما كان فيما قاله بالمتكذب

بأن ولي الأمر يفقد لا يرى * ستيرا كفعل الخائف المترقب

فيقسم أموال الفقيد كأنما * تغيبه تحت الصفيح المنصب

فيمكث حينا ثم ينبع نبعة * كنبعة درى من الأرض يوهب

له غيبة لا بد من أن يغيبها * فصلى عليه الله من متغيب (5) .

فانظروا رحمكم الله قول السيد هذا القول وهو (الغيبة) كيف وقع له أن يقوله لولا أن سمعه من أئمته، وأئمته سمعوه من النبي (صلى الله عليه وآله)، وإلا فهل يجوز لقائل أن يقول قولا فيقع كما قال ما يخرم منه حرف؟! عصمنا الله وإياكم من الهوى، وبه نستعين، وعليه نتوكل (6).

قال السائل: فقد كان يجب أن ينقل هذه الأخبار مع الشيعة غيرهم. فقال له: هذا غير لازم ولا واجب، ولو وجب وجب أن لا يصح خبر لا ينقله المؤالف والمخالف وبطلت الأخبار كلها. فقال السائل: فإذا كان الإمام (عليه السلام) غائبا طول هذه المدة لا ينتفع به، فما الفرق بين وجوده وعدمه (7).

قال له: إن الله سبحانه إذا نصب دليلا وحجة على سائر خلقه فأخافه الظالمون كانت الحجة على من أخافه لا على الله سبحانه، ولو أعدمه الله كانت الحجة على الله لا على الظالمين، وهذا الفرق بين جوده وعدمه. قال السائل: ألا رفعه الله إلى السماء فإذا آن قيامه أنزله؟ فقال له: ليس هو حجة على أهل السماء، إنما هو حجة على أهل الأرض، والحجة لا تكون إلا بين المحجوجين به، وأيضا فقد كان هذا لا يمتنع في العقل لولا الأخبار الواردة أن الأرض لا تخلو من حجة، فلهذا لم يجز كونه في السماء وأوجبنا كونه في الأرض وبالله التوفيق. فقام إنسان من المعتزلة وقال للشيخ المفيد: كيف يجوز ذلك منك وأنت نظار منهم قائل بالعدل والتوحيد، وقائل بأحكام العقول، تعتقد إمامة رجل ما صحت ولادته دون إمامته، ولا وجوده دون عدمه، وقد تطاولت السنون حتى أن المعتقد منكم يقول إن له مند ولد خمسا وأربعين ومائة سنة (8)، فهل يجوز هذا في عقل أو سمع؟ قال له الشيخ: قد قلت فافهم، اعلم: إن الدلالة عندنا قامت على أن الأرض لا تخلو من حجة. (9) قال السائل: مسلم لك ذلك ثم آيش؟ قال له الشيخ: ثم إن الحجة على صفات، ومن لا يكون عليها لم تكن فيه. قال له السائل: هذا عندي، ولم أر في ولد العباس، ولا في ولد علي، ولا في قريش قاطبة من هو بتلك الصفات، فعلمت بدليل العقل أن الحجة غيرهم، ولو غاب ألف سنة، وهذا كلام جيد في معناه إذا تفكرت فيه، لأنه إذا قامت الدلالة بإن الأرض لا تخلو من حجة، وإن الحجة لا يكون إلا معصوما من الخطأ والزلل، لا يجوز عليه ما يجوز على الأمة، وكانت المنازعة فيه لا في الغيبة، فإذا سلم ذلك كانت الحجة لازمة في الغيبة (10).

_________________

(1) راجع: أصول الكافي: ج 1 ص 338 ح 7، كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: ج 1 ص 288 ح 1 وص 302 ح 9 وص 303 ح 14 - 16، عيون أخبار الرضا للصدوق: ج 2 ص 69 ح 36، بحار الأنوار: ج 51 ص 146 ح 14 وص 160 ح 6 (بما مضمون الخبر).

(2) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: ج 1 ص 289 ح 1، الأصول من الكافي: ج 1 ص 338 ح 7 (ب في الغيبة)، كتاب الغيبة للطوسي: ص 104 و204، وفي الأخيرين: عن الأصبغ بن نباتة بدلا من كميل بن زياد.

(3) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: ج 1 ص 325 ح 2، كتاب الغيبة للنعماني: ص 179 ح 126 (وفيهما عن أبي عبد الله (عليه السلام)).

(4) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: ج 1 ص 334 ح 3.

(5) راجع: الغدير للأميني: ج 2 ص 246 - 247، ديوان السيد الحميري لشاكر هادي: ص 116 - 117 رقم القصيدة: 20.

(6) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: ج 1 ص 34 - 35، الغدير للأميني: ج 2 ص 246 - 247.

(7) روي عن الأعمش عن الصادق (عليه السلام) قال: لم تخلو الأرض منذ خلق الله آدم من حجة لله فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة لله فيها ولو لم يعبد الله، قال سليمان: فقلت للصادق (عليه السلام): فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور؟ قال: كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب. (بحار الأنوار: ج 52 ص 92 ح 6 وراجع: ح 7 و8).

(8) الذي يبدو أن هذه المناظرة وقعت في سنة 400 ه‍.

(9) راجع: بحار الأنوار: ج 23 ص 37 ح 65 وح 67.

(10) مصنفات الشيخ المفيد عليه الرحمة المجلد السابع (ص 11 - 16) (الرسالة الثانية).

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.