المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



تأثير الإسلام في آداب اللغة العربية  
  
10588   04:58 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص187
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاسلامي /

ان ظهور الإسلام انقلاب ديني سياسي اجتماعي. ولابد لكل انقلاب من آثار يخلفها في نفوس اصحابه وعقولهم، فيحدث تغييرا في آدابهم وعلومهم. والتغيير الذي احدثه الإسلام في آداب الجاهلية يرجع الى ثلاثة اوجه:

أولا – انه أبطل بعض تلك الآداب. ثانياً – انه نوع البعض الاخر. ثالثاً – انه أحدث آدابا جديدة لم تكن من قبل .. فالآداب التي أبطلها الإسلام الكهانة وفروعها إذا جاء الحديث بتحريمها (1) والآداب التي احدثها، بعضها اقتضاه الإسلام كالعلوم الشرعية واللسانية، وبعضها نقل عن الامم الأخرى كالفلسفة والطبيعيات والطب. وسيأتي الكلام عنها في حينه.

اما النوع الذي احدثه الإسلام في آداب الجاهلية، فأكثره في الشعر والخطابة وهما من الآداب الجاهلية التي زادها الإسلام رونقا. لكن الخطابة سبقت الشعر في الرقى لحاجة المسلمين اليها في الفتوح والغزوات. والعرب لا يزالون على بداوتهم تتأثر نفوسهم من التصورات الشعرية سواء سبكت في قالب الخطابة او الشعر. والخطابة أقرب تناولا، اذ لم يرد في القرآن الكريم ما ينفر الناس منها كما ورد في الشعر والشعراء .. فكما كان الشاعر في الجاهلية يقدم على الخطيب لفرط حاجتهم الى الشعر في تقييد مآثرهم وتفخيم شأنهم والتهويل على عدوهم والتهيب من فرسانهم، أصبح الخطيب في الإسلام مقدماً على الشاعر لفرط حاجتهم الى الخطابة في استنهاض الهمم وجمع الاحزاب وارهاب الاعداء (2).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)  مشكاة المصابيح

(2) البيان والتبيين ج1

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.