المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الملك خع حتب رع-سبك حتب السادس.
2024-03-03
الصحافة ومهمة الخدمات العامة
28-12-2022
فقد هدروليكي hydraulic loss
12-3-2020
مفتاح زجاجي glass switch
28-10-2019
Enzymes
5-9-2021
خلافة أبي العـباس
28-6-2017


كيف يربى الطفل في الإسلام ؟  
  
2867   01:18 صباحاً   التاريخ: 11-9-2019
المؤلف : محمد بن محمود آل عبد الله
الكتاب أو المصدر : دليل الآباء في تربية الأبناء
الجزء والصفحة : ص9-14
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2016 2047
التاريخ: 15-1-2016 2150
التاريخ: 20-2-2021 2093
التاريخ: 19-7-2022 1477

ان أكرم المخلوقات وأشرف الموجودات على ظهر هذا الكوكب الأرضي هو الإنسان ، لكن الانسان إذا فقد ما به الإنسان إنساناً لم يعد كريماً ولا شريفاً , بل مجرد دابة ناطقة. تلك الأخلاق التي أكرم الله بها الإنسان هي رأس ماله ومن مقومات وجوده ، من هنا كان تركيز الإسلام على بناء حياة الإنسان والاهتمام به في شتى مراحل تطوره مراعيا صحته النفسية جنبا إلى جنب مع صحته البدنية , ومزكيا له بالقيم السلوكية ومكارم الأخلاق .

ولما كانت البذرة الطيبة عليها المعول الأول في صلابة العود وقوته ، وصلاحيته المثمرة ونضجها ؛ فإن الإسلام قد ركز اهتمامه على الإنسان من البداية , ليس من مرحلة الطفولة وإنما من مرحلة ما قبل الطفولة , والتي يمكن أن نسميها بمرحلة الإعداد لتلك الطفولة , والتي تبدأ منذ التفكير في بناء الأسرة ، والإقدام على الزواج .

فنرى الإسلام مثلاً يهتم بحسن اختيار الزوج لزوجته ، والزوجة لزوجها، جاعلا الأساس الأهم، وركيزة الصلاح في هذا الاختيار... صدق الإيمان ، وحسن اليقين ، سلامة التدين... لأن الإيمان والتدين بمثابة الظلال الوارفة التي يجد في ظلها الشركاء برد الراحة , وأمان القلب  وسعادة النفس... وبذلك يتوافر الجو النفسي السليم , التربية الصالحة الخصبة , العقيدة السليمة للطفل ساعة يولد , ليتربى في مناخ صالح ، وبيئة سوية ؛ فينشأ مستقيماً على الدرب القويم وينهل من المنابع الصافية النقية وينمو ويترعرع على أساس قوي ومتين. فبمجرد ولادة الطفل واستقبال الدنيا له... نرى الإسلام بتعاليمه السامية يحث على أن يؤذن للوليد في أذنه اليمنى , ويقام للصلاة في أذنه اليسرى فيكون أول صوت وصل إلى سمعه ناطقا بعظمة الله وقدرته : الله أكبر ... شاهدا بوحدانية الله ومصدقا لرسوله : أشهد أن لا إله إلا الله , وأشهد أن محمدا رسول الله ... داعيا إلى وصل العبد بالمعبود أو المخلوق بالخالق ، لأن هذا سبيل الفلاح حي على الصلاة ... حي على الفلاح ... ثم يؤكد مرة أخرى اهم قضية إيمانية وهي الإقرار بقدرة الله والاعتراف بعظمته , والتصديق بوحدانيته : الله أكبر ... الله أكبر ... لا إله إلا الله .

ثم يحث الإسلام الحنيف على أن يحسن الأبوان اختيار اسم وليدهما ، لما للأسماء من آثار تنعكس على النفس , وقد أثبت العلم الحديث ذلك وتوصل إليه... فالأسماء القبيحة التي تمجها الأذواق ، وتشمئز من وقعها النفوس , ويظهر أثرها على الوجوه... فتجرح إحساس صاحب الاسم , وتصيبه بألم النفس ، فينزوي عن المجتمع أو يحاول أن يرد اعتباره بأساليب إجرامية , كما أن الأسماء التي تحمل معاني البطش أو الشدة تؤثر في أصحابها , كما يسمي أحدهم ابنه بصخر , أو حرب أو صعب ... ولقد ثبت أن النبي – صلوات ربي وسلامه عليه – قد غير أسماء بعض من آمن به , فغير اسم حرب إلى سلم , وصعب إلى سهل , زاد الخيل إلى زاد الخير ... وهكذا .

ثم يجب على الأبوين في ظل الإسلام بعد ذلك أن يتعهدا وليدهما بحسن الرعاية والتربية وتعويده على الآداب في السلوك , فإذا ما بلغ مرحلة الاستعداد للتعلم , علماه شيئا من القرآن الكريم ، ومبادئ العبادة , اصطحبه أبوه معه إلى المسجد أو جعله في البيت يصلي من خلفه بدءا بالتقليد , وانتهاء بالتعلم .

كما يجب على الأبوين في ظلال الإسلام أن يحيطا وليدهما بالعطف والمودة والرحمة وإدخال السرور على قلبه برقة المداعبة والملاعبة , وقد وجهنا إلى ذلك خير خلق الله ، وأحب عباد الله  سيدنا محمد بن عبد الله وذلك حين قبل الحسن بن علي (عليهما السلام) في وجود الأقرع بن حابس التميمي... فذكر الأقرع لرسول الله أن له عشرة من الولد ما قبل منهم أحدا ... فنظر إليه الرسول في دهشة ثم قال : (من لا يَرحم لا يُرحم) ... ومعلوم أن الحسن والحسين (عليهما السلام) كانا يمتطيان الرسول ويعلوان ظهره وهو ساجد ، فلا يقوم من سجوده حتى ينزلا ..

فالإسلام يحث على حسن اختيار الزوج لزوجته والزوجة لزوجها... وليتحقق ذلك.. وضع أصولا وضوابط لاختيار الزوجة ، أفصح عنها قوله عليه الصلاة والسلام - :(تنكح المرأة لأربع : لمالها , ولنسبها , ولجمالها ، ولدينها , فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ونلاحظ هنا التركيز على الدين ؛ لأنه المعيار الذي له الديمومة , بل كلما مر عليه الوقت , وتقادم الزمن ازداد صقلا .. بعكس غيره من المال , والحسب والجمال ، إذ كلها متغيرات ... لا يمكن أن تثبت , فالجمال يذبل ، والحسب يمحى والمال يزول ... أما الدين فيثبت ، ويزداد ، ويرسخ وترسخ معه القيم والأخلاق والأخلاقيات التي تحيط بالحياة الزوجية بسياج يحمي سعادتها ويحفظ عفتها وشرفها , وينمى صفاءها .

كما حذر الرسول (صلى الله عليه وآله) من خضراء الدمن .. وهي الحسنة المظهر .. السيئة المخبر. وفضل الإسلام أن يكون زواج الرجل من الأجنبيات عنه – أي غير القريبات – لأن الزواج من القريبات تخشى معه أن تفتر العلاقة , وتخمد العاطفة ، وتتضاءل الرغبة بين الزوجين .. فيأتي نسلهما ضعيفا ..

كما وضع الإسلام أصولا وضوابط لاختيار الزوج وفي ذلك يقول (صلى الله عليه وآله) (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه .. إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) وأثر أن رجلا استشار الحسن – عليه السلام - فيمن يزوج ابنته ؟ فأجابه الحسن : زوجها من تقي .. فإن أحبها أكرمها . وإن كرهها لم يهنها ..

فإذا ما أحسن الزوج اختيار زوجته بمقياس الدين , وأحسنت الزوجة اختيار زوجها بمعيار الإسلام .. وهو الدين أو التدين في الحالين .. قامت الحياة الأسرية النظيفة والحريصة على القيم والمثل , والرامية إلى بعيد .. إلى مرضاة الله تبارك وتعالى في كل أمورها .. وهذا بلا شك ينعكس أثره واضحا جليا على الأبناء ، حيث لا تقع عينهم إلا على جميل , ولا تسمع آذانهم إلا الخير , لا يدعون من جانب أبويهم إلا إلى مكارم الأخلاق  .

هذا , ومما لا شك فيه أنه إذا وجد الأبناء في حياتهم الأولى من يحكم تربيتهم , ويحسن تأديبهم  ويسلك بهم سبيل الاستقامة ، ويأخذ بيدهم إلى الفضيلة وينأى بهم عن كل انحراف أو رذيلة فإن الابن سيشب حسن الخلق... طيب النفس... سمح الطباع... متعلقا بأهداب القيم والمثل متمسكا بحبل الرشاد والهدى ، فيحيا حياة طيبة.. يكون بها سعيدا في نفسه.. ونافعا في أمته.. وملتزما بأصول دينه .

ويأتي في مقدم ما يجب نحو الصغار لإصلاحهم غرس روح الإيمان في نفوسهم , وتوضيح أصول العقيدة لهم , ولعلنا نجد منهجا متكاملا يجمع بين العقيدة  والعبادة والسلوك في وصية لقمان لابنه وهو يعظه قائلا: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أو فِي السَّمَاوَاتِ أو فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}[لقمان: 13 - 19] .

ثم نجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعلم عبد الله بن عباس قائلا : يا غلام ، إني أعلمك كلمات : (احفظ الله يحفظك .. أحفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله .. وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم ان الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك .. رفعت الأقلام .. وجفت الصحف) .

كما نجد رسول الله يحث الآباء جميعا : (مروا أولادكم بالصلاة لسبع ، واضربوهم عليها لعشر , وفرقوا بينهم في المضاجع) .

وثبت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان ينهي الصغير أن تطيش يده في الصحفة ويأمره أن يأكل مما يليه ..

ويلزم الآباء في تربيته للأبناء , أن يلزموا أنفسهم بالسلوك والقيم والأخلاقيات التي يلقنونها لهم  وإلا فلن يكون لندائهم صدى ، ولا لتوجيههم ثمرة إذ ليس من المعقول أو المقبول أن يحث الآباء الأبناء على الصدق وهم كاذبون ، أو على الأمانة وهم خائنون ، أو على الإصلاح وهم مفسدون , أو على الصلاة وهم عنها ساهون ، أو على اجتناب الخمر وهم لها شاربون ، لأن فاقد الشيء لا يعطيه , والإناء لا ينضح إلا بما فيه ..




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.