المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Azoreductase
24-6-2017
Translating a Name into its Chemical Structure
2-1-2022
أخطاء التربية / الانتقاد العلني أمام الاقران والغرباء
25-1-2017
Contour Integral
17-11-2018
أخذ المتخلّفين بالعقاب النفسيّ
2-7-2017
Conditional Logit Regression
27-3-2021


الضرورات الفردية في الحرية  
  
1524   07:32 صباحاً   التاريخ: 19-7-2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة : ص237ـ 243
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

أساس البحث هو الحريات المطلقة والمنع المطلق للطفل، وكيف أن ذلك سيجلب له التعاسة ويسبب له العبودية في بعض الموارد وتوجد له الصدمات والأضرار الجدية والشديدة.

سلامة نمو الطفل تتحقق في ظل خليط من المنع والعطاء الفكري والمنطقي، ويجب على الأولياء أداء دورهم اللازم هنا والتخطيط والتنظيم له، وجود خط واضح للأطفال من مسؤولية الأولياء ولهذا دور بنّاء، وإلا فإن خطر سقوط الطفل والشاب سيكون أمراً قطعياً ثم رددناه أسفل سافلين: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ}[التين: 5].

الضرورات اللازمة

نبحث هنا ضرورة مناقشة الموضوع من زاويتين:

ألف: في مجال المنع

والمقصود منه هو إيجاد الموانع في طريق حركة الطفل ووضع الحواجز أمام رغباته لكي يمنع عنه الضرر وأساس هذا المنع هو وجود مشاكل في حياة الطفل منها:

1ـ المشاكل الطبيعية والوراثية: والتي تضم:

- جهل الطفل الذي أشار إليه القرآن وحذر الوالدين منه لأنه يولد الطفل وهو في حالة جهل مطبق: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[النحل: 78].

-الضعف الذي يقول به القرآن: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} [الروم: 54].

- ثنائية الباطن بحيث يطغى فيه الخير أحياناً، ومرة أخرى يطغى الشر ويبقى له موقعاً(1).

- انعدام الادراك العقلي حيث يولد الطفل بعقل وعلم كامن ويحتاج إلى التجربة لتفتح ذلك العلم وهذا يحتاج إلى وقت.

-عدم تشخيص الحسن عن القبيح والشر عن الخير وهذا يرتبط بعقله أيضاً وإهمال ذلك له عواقب ومخاطر كالاحتراق والسقوط والاختناق وكوارث أخرى.. وهذه الأمور متصلة بالنسبة له: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ}[الرعد: 2].

2ـ مشاكل الرغبة والميول: يولد الطفل وهو مليء بالرغبات منها جلب المنافع ودفع الآلام ولكن ذلك ليس بمصلحته دائماً.

- له غرائز تتصف أغلبها بالأخذ والطلب منها غريزة الجوع والعطش، ... الخ.

- يطمح دائماً إلى توجيه رغباته النفسية والحيوانية إلى الأمام وعلى الدوام وهذا ما سيؤدي بالنهاية إلى انفلات لجام مركبه ويؤدي به إلى الهاوية(2).

- يمر بفترة مراهقة في سنين معينة تدفعه إلى جهات متعددة يستلزم فيها القيد والشرط وإلا فإنها ستؤدي إلى الفساد والخجل(3).

- يمتلك رغبات وميول تحققها أحياناً يؤدي إلى السقوط والانحراف.

- الخمول المعشعش في داخله يجعله يرضى باللذات المؤقتة وهذا ما يؤدي إلى التبعية والعبودية، وإلى ترك النظام، والسير في الطريق المعاكس للحضارة المدنية.

3- المشكلة الذهنية: الطفل مصاب عادة بمشكلة ذهنية خصوصاً في بداية مراحله لعدم كفاية نموه وعدم علمه بأسرار العالم.

- يمتاز بحب الاطلاع الذي يدفعه إلى التطفل على كل أمر وطريق وهذا ما سيسبب له الصدمة والضرر أو يكون سبباً لمضايقة الآخرين.

- تتبع الأحداث وأسبابها والتي لا تكون بدافع الشر دائماً ولكنه يحاول معرفة أسباب ودقائق المسائل مما يؤدي الى وقوع الحوادث ويجلس بعد ذلك لمشاهدتها.

- قدرته الخيالية قوية ولا يفرق بين الحقيقة والخيال، ويتصور نفسه بأدوار مختلفة وهذا ما يخلق له المشاكل(4).

- العبث بالأشياء بدون أن يعلم عواقب ذلك، وسيكون هذا خطراً عليه وإلى حد الموت أحياناً أو نقص عضو معين.

ـ يتميز بالضعف العقلي وعدم الدقة والنسيان والعجز الفكري وكل ذلك سيضيف حملاً إلى أثقاله.

4ـ المشكلة العاطفية: لديه مشاكل عاطفية تسبب له كذلك الضرر، وهذا بحد ذاته يمكن أن يكون مبرراً للسيطرة عليه.

- لديه مشكلة الخوف التي تعتبر حياتية بالنسبة له ولكنها تسبب الضرر له في كثير من الأحوال.

- لديه مشكلة الغضب والسخط الأعمى الذي يثار ضد الأولياء وأحياناً ضد نفسه.

- حسود ويسبب له هذا الحسد العذاب والقلق وأحياناً يتطور الأمر إلى حد ضعف الجسم بدون أن يحصل على فائدة من ذلك(5).

- ينتابه العشق في سنين البلوغ، وهنا حتماً بجب ضبطه وحصاره.

- يتميز بالأنانية والطمع واللجاجة والرغبة بالسلطة والحب المفرط، ويطمح إلى السرور والنشاط للحصول على اللذة الآنية ودفع الألم، وترك ذلك وعدم السيطرة عليه يسبب له الصدمات وخصوصاً في مجال التقييد الفكري.

5ـ المشكلة النفسية: مساحتها واسعة وتشمل:

- مشكلة الإدراك: لم يصل الطفل إلى درجة من الفهم والرشد لكي يدرك مسائله الحياتية.

- مشكلة عدم التعمق الناشئة من عدم البصيرة وفقدان التجربة.

- ضعف الارادة التي تؤدي إلى القرار السريع وغير الناضج وهذا سيؤدي بدوره إلى الإضرار.

- الضعف في التحمل الذي يؤدي إلى الحرمان ورفض الأشياء التي هي في صلاحه.

- الغرور بالنفس والذي قد يؤدي إلى التوقعات اللامحسوبة.

- الفرار من الضوابط والقواعد التي تفرضها روحه المتحررة والتي تجعله يغض النظر عن القيم، وهناك عوامل أخرى مثل التسرع والتجاوز والعناد.

النتيجة

تفرض هذه المجموعة من البحوث والبحوث الأخرى التي لم نتطرق إليها للاختصار أنه لابد من وجود عقل منفصل يرافق الطفل ويتجلى هذا بالأولياء (الأم، الأب، المربي).

يسيطر على حالات وحركات ومواقف الطفل - بالإضافة الى ذلك من الضروري أن لا ننسى الأمور التالية:

- من ترك الشهوات كان حراً.

- عبد الشهوة اذل من عبد الرق.

- اقمعوا هذه النفوس فإنها طلقة إن تطيعوها نزع بكم إلى شر غاية.

- وحسب رأي ديوي: السلوك الحر لا يقيد بالأهواء والميول وإنما في قدرته على السيطرة على نفسه.

ب: في مجال العطاء:

هناك ادلة توجب عدم حذف الحرية من حياة الطفل بصورة مطلقة، وعدم استعباده. يتميز بعض الأولياء بقلة الصبر والتحمل ولا يستطيعون تحمل خشونة الأطفال وثرثرتهم فيقضون على حريتهم بالكامل. يطلق على هذا النوع من الأولياء بالأناني الذي يغض النظر عن حقوق الأبناء ويفكر بمصلحته الشخصية فقط وهذا ما يؤدي الى إضرار الطفل وهو محكوم عليه من الناحية التربوية، يجب أن يقيد الطفل ولكن لا يصل الأمر إلى حرمانه من لعبه ونشاطه بحيث يصبح كالحيوان مكبلاً بالقيود، الحرية المشروطة عامل مساعد لنمو وتعالي الطفل، وأما الإفراط والتفريط فسيؤديان إلى السقوط والانحراف.

أدلة منح الحرية

هناك العديد من المبررات التي توجب وجود الحرية المشروطة. يمكن ذكر بعض الموارد مثل:

- حفظ السلامة الجسمية وإيجاد الرشد في البدن وهي أصول أساسية في حياة الطفل.

- اتساع تجارب الطفل ويقوم هذا على كون الطفل حراً في حركته ونشاطه وعبثه.

- تأمين السلامة النفسية التي يفتقر لها الأطفال الذين لا حرية لهم بالكامل ولا يمكنهم الوصول إليها.

- تفتح الاستعدادات التي تعتمد هي الأخرى على حركة الطفل وعبثه بالأشياء.

- الدفاع عن جسمه وروحه وفكره وهذا من لوازم أدامة حياته.

- يحتاج إلى البلوغ الفكري والسياسي والاقتصادي وإلى أسباب الاتساع بمعناها المطلق.

- لا يمكن تأييد قيمة العمل من خلال التضييق الشديد.

- اكتشاف طرق حل كثيرة في موارد متعددة ومتنوعة، أما سبب تأخيرها فهو التحديد القاسي.

- ظهور الابتكار والخلاقية التي تكمن بكثرة في داخل الأطفال.

- جعله مستقلاً بحيث يمكنه فك ارتباطه عن حاجته للآخرين في بعض الأحيان لأن مستقبله مشروط باستقلاله وكذلك سعادته.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ قول فلسفي: ج2، الشر كامن في طبيعة كل أحد - علي (علسه السلام).

2ـ نهج البلاغة: خطبة16.

3ـ غرر الحكم: حديث رقم 4885، أمير المؤمنين (عليه السلام).

4ـ آلسترو: علم نفس الطفل.

5ـ الحسود لا يسود. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.