المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

إرغام أمير المؤمنين على بيعة ابي بكر
19-3-2016
اللقاحات المباشرة DVS) Direct Vat Starters)
1-2-2018
تفسير الآية (67-68) من سورة يوسف
8-7-2020
مضاعَفَة الأَجر
22-2-2018
Addition of Br2 to Alkyne
20-1-2020
قاعدة « قاعدة الإلزام – الزام المخالفين بما ألزموا به أنفسهم »
19-9-2016


مناظرة الكراجكي مع بعض أهل الكلام في عذاب الكافر يوم القيامة إلى الأبد  
  
488   11:12 صباحاً   التاريخ: 3-9-2019
المؤلف : الشيخ عبد الله الحسن
الكتاب أو المصدر : مناظرات في العقائد
الجزء والصفحة : ج1 ، 102-111
القسم : العقائد الاسلامية / الحوار العقائدي / * المعاد /

قال الشيخ الكراجكي - أعلى الله مقامه -: حضرت في سنة ثماني عشرة وأربعمائة مجلسا، فيه جماعة ممن يحب استماع الكلام، ومطلع نفسه فيه إلى السؤال، فسألني أحدهم، فقال: كيف يصح لكم القول بالعدل، والاعتقاد بأن الله تعالى لا يجوز عليه الظلم؟ مع قولكم أنه سبحانه يعذب الكافر في يوم القيامة بنار الأبد، عذابا متصلا غير منقطع، وما وجه الحكمة والعدل في ذلك؟ وقد علمنا أن هذا الكافر وقع منه كفره في مدة متناهية، وأوقات محصورة، وهي مائة سنة في المثل، وأقل وأكثر، فكيف جاز في العدل عذابه أكثر من زمان كفره؟ وألا زعمتم أن عذابه متناه كعمره، ليستمر القول بالعدل، وتزول مناقضتكم لما تنفون عن الله تعالى من الظلم.

الجواب: فقلت له: سألت فافهم الجواب، اعلم أن الحكمة لما اقتضت الخلق والتكليف، وجب أن يرغب العبد فيما أمره به من الإيمان بغاية الترغيب، ويزجره عما نهى عنه في الكفر بغاية التخويف والترهيب، ليكون ذلك أدعى له إلى فعل المأمور به، وأزجر له عن ارتكاب المنهي عنه. وليس غاية الترغيب إلا الوعد بالنعيم الدائم المقيم، ولا يكون غاية التخويف والترهيب، إلا التوعيد بالعذاب الخالد الأليم، وخلف الخبر كذب، والكذب لا يجوز على الحكيم، فبان بهذا الوجه، أن تخليد الكافر في العذاب الدائم، ليس بخارج عن الحكمة، والقول به مناقض للأدلة.

فقال صاحب المجلس: قد أتيت في جوابك بالصحيح الواضح، غير أنا نظن بقية في السؤال، تطلع نفوسنا إلى أن نسمع عنها الجواب، وهي: أن الحال أفضت إلى ما ينفر منه العقل، وهو أن عذاب أوقات غير محصورة، يكون مستحقا على ذنوب مدة متناهية محصورة.

فقلت له: أجل، إن الحال قد أفضت إلى أن الهالك على كفره، يعذب بعذاب تقدير زمانه أضعاف زمان عمره، وهذا هو السؤال بعينه، وفي مراعاة ما أجبت به عنه بيان أن العقل لا يشهد به، ولا ينفر منه، على أنني آت بزيادة في الجواب مقنعة في هذا الباب.

فأقول: إن المعاصي تتعاظم في نفوسنا على قدر نعم المعصي بها، ولذلك عظم عقوق الولد لوالده لعظم إحسان الوالد عليه، وجلت جناية العبد على سيده، لجليل إنعام السيد عليه، فلما كانت نعم الله تعالى أعظم قدرا، وأجل أثرا من أن توفى بشكر، أو تحصى بحصر، وهي الغاية في الإنعام، الموافق لمصالح الأنفس والأجسام، كان المستحق على الكفر به، وجحده إحسانه ونعمه، هو غاية الآلام، وغايتها هو الخلود في النار.

فقال رجل ينتمي إلى الفقه كان حاضرا: قد أجاب صاحبنا الشافعي عن هذه المسألة بجوابين، هما أجلى وأبين مما ذكرت.

قال له السائل: وما هما؟ قال: أما أحدهما فهو أن الله سبحانه، كما ينعم في القيامة على من وقعت منه الطاعة في مدة متناهية بنعيم لا آخر له ولا غاية، وجب قياسا على ذلك أن يعذب من وقعت منه المعصية في زمان محصور متناه، بعذاب دائم غير منقض ولا متناه.

قال: والجواب الآخر، أنه خلد الكفار في النار لعلمه أنهم لو بقوا أبدا لكانوا كفارا. (1) فاستحسن السائل هذين الجوابين منه استحسانا مفرطا، إما لمغايظتي بذلك، أو لمطابقتهما ركاكة فهمه.

فقال صاحب المجلس: ما تقول في هذين الجوابين؟ فقلت: اعفني من الكلام، فقد مضى في هذه المسألة ما فيه كفاية.

فأقسم علي وناشدني.

فقلت: إن المعهود من الشافعي والمحفوظ منه كلامه في الفقه وقياسه في الشرع، أما أصول العبادات والكلام في العقليات فلم تكن من صناعته، ولو كانت له في ذلك بضاعة لاشتهرت، إذ لم يكن خامل الذكر، فمن نسب إليه الكلام فيما لا يعلمه على طريق القياس والجواب، فقد سبه، من حيث أن فساد هذين الجوابين لا يكاد يخفى عمن له أدنى تحصيل.

أما الأول منهما وهو: مماثلته بيت إدامة الثواب والعقاب، فإنه خطأ في العقل والقياس، وذلك أن مبتدئ النعم المتصلة في تقدير زمان أكثر من زمان الطاعة، إن لم يكن ما يفعله مستحقا، كان تفضلا، ولا يقال للمتفضل المحسن: لم تفضلت وأحسنت، ولا للجواد المنعم، لم جدت وأنعمت. وليس كذلك المعذب على المعصية في تقدير زمان زائد على زمانها، لأن ذلك إن لم يكن مستحقا كان ظلما، تعالى الله عن الظلم، فالمطالبة بعلة المماثلة بين الموضعين لازمة، والمسألة مع هذا الجواب عما يوجب التخليد قائمة. والعقلاء مجمعون على أن من أعطى زيدا على فعله أكثر من مقدار أجره، فليس له - قياسا على ذلك - أن يعاقب عمرا على ذنبه بأضعاف ما يجب في جرمه.

وأما جوابه الثاني فهو وإن كان ذكره بعض الناس، لاحق بالأول في السقوط، لأنه لو كان تعذيب الله عز وجل للكافر بعذاب الأبد، إنما هو لأنه علم منه أنه لو بقي أبدا كافرا، لكان إنما عذبه على تقدير كفر لم يفعله، وهذا هو الظلم في الحقيقة، الذي يجب تنزيه الله تعالى عنه، لأن العبد لم يفعل الكفر إلا مدة محصورة (2).

وقد اقتضى هذا الجواب أن تعذيبه الزائد على مدة كفره هو عذاب على ما لم يفعله، ولو جاز ذلك لجاز أن يبتدئ خلقا، ثم يعذبه من غير أن يبقيه ويقدره، ويكلفه، إذا علم منه أنه إذا أبقاه، وأقدره، وكلفه، كان كافرا جاحدا لأنعمه، وقد أجمع أهل العدل على أن ذلك لا يجوز منه سبحانه، وهو كالأول بعينه في العذاب، للعلم بالكفر قبل وجوده، لا على ما فعله وأحدثه، وقبحها يشهد العقل به ويدل عليه، تعالى الله عن إضافة القبيح إليه. فعلم أنه لا يعتبر في الجواب عن هذا السؤال بما أورده هذا الحاكي عن الشافعي، وأن المصير إلى ما قدمناه من الجواب عنه أولى، والحمد لله.

فلما سمع المتفقه طعني فيما أورده، وقولي إن الشافعي ليس من أهل العلم بهذه الصناعة، ولا له فيها بضاعة، ظهرت إمارات الغضب في وجهه، وتعذر عليه نصرة ما جاء به، كما تعذر عليه وعلى غيره ممن حضر القدح فيما كنت أجبت به، فتعمد لقطع ما كنا فيه بحديث ابتداه لا يليق بالمجلس ولا يقتضيه.

فبينا نحن كذلك إذ حضر رجل، كانوا يصفونه بالمعرفة، وينسبونه إلى الاصطلاح بالفلسفة، فلما استقر به المجلس، حكوا له السؤال، وبعض ما جرى فيه من الكلام.

فقال الرجل: هذا سؤال يلزم الكلام فيه، ويجب على من أقر بالشريعة، طلب جواب صحيح عنه، يعتمد عليه.

ثم سألوني الرجوع إلى الكلام والإعادة لما سلف لي من الجواب، ليسمع ذلك الرجل الحاضر.

فقلت له: ألا سألتم الفقيه إعادة ما كان أورده لعله أن يرضى هذا الشيخ إذا سمعه، وعنيت بالفقيه، الحاكي عن الشافعي؟ قالوا: قد تبين لنا فساد ما أجاب به، ولا حاجة بنا إلى إشغال الزمان بإعادته.

قلت: فأنا مجيبكم إلى الكلام، وسالك غير الطريقة الأولى في الجواب، لعل ذلك أن يكون أسرع لزوال اللبس، وأقرب إلى سكون النفس، إن وجدت منكم مع الاستماع حسن إنصاف.

قالوا: نحن مستمعون لك غير جاحدين لحق يظهر في كلامك.

فقلت: كان السؤال عن وجه العدل والحكمة في تعذيب الله عز وجل لمن مات وهو كافر بالعذاب الدائم، الذي تقدير زمانه لا ينحصر، وقد وقع من العبد كفره في مبلغ عمره المتناهي.

والجواب عن ذلك: أن العذاب المجازى به على المعصية، كائنة ما كانت، لا كلام بيننا في استحقاقه، وإنما الكلام في اتصاله وانقطاعه، فلا يخلو المعتبر في ذلك أن يكون هو الزمان الذي وقعت المعصية فيه ومقداره وتناهيه، أو المعصية في نفسها وعظمها من صغرها.

فلو كانت مدة هي المعتبرة، وكانت يجب تناهي العذاب لأجل تناهيها في نفسها، لوجب أن يكون تقدير زمان العقاب عليها بحسبها وقدرها، حتى لا يتجاوزها ولا يزيد عليها.

وهذا حكم يقضي الشاهد بخلافه، ويجمع العقلاء على فساده، فكم قد رأينا فيما بيننا معصية قد وقعت في مدة قصيرة، كان المستحق من العقاب عليها يحتاج إلى أضعاف تلك المدة، ورأينا معصيتين، تماثل في القدر زمانهما، واختلف زمان العقاب المستحق عليهما، كعبد شتم سيده، فاستحق من الأدب على ذلك أضعاف ما يستحقه إذا شتم عبدا مثله، وإن كان زمان الشتمين متماثلا.

فالمستحق عليهما من الأدب والعقاب يقع في زمان غير متماثل، ولو لم يكن في هذا حجة إلا ما نشاهده من هجران الوالد أياما كثيرة لولده على فعل، وقع في ساعة واحدة منه، مع تصويب كافة العقلاء للوالد في فعله، بل لو لم يكن فيه إلا جواز حبس السيد فيما بيننا لعبده زمانا طويلا على خطيئته.

وكذلك الإمام العادل لمن يرى من رعيته، لكان فيه كفاية في وضح الدلالة، وليس يدفع الشاهد إلا مكابر معاند، فعلم مما ذكرناه أنه لا يعتبر فيما يستحق على المعصية بقدر زمانها، ولا يجب أن يماثل وقت الجزاء عليها لوقتها، ووجب أن يكون المرجع إليها نفسها، فبعظمها يعظم المستحق عليها، سواء أطال الزمان أو قصر، اتصل أم انقطع، وجد فكان محققا، أو عدم فكان مقدرا، والحمد لله. فلما سمع القوم مني هذا الكلام، وتأملوا ما تضمنه من الإفصاح والبيان، وتمثيلي بالمتعارف من الشاهد والعيان، لم يسعهم غير الإقرار للحق والإذعان والتسليم في جواب السؤال لما أوجبه الدليل والبرهان، والحمد لله الموفق للصواب، وصلواته على سيدنا محمد خاتم النبيين وآله الطاهرين. زيادة في المسألة:

وقد احتج من نصر الجواب الثاني المنسوب إلى الشافعي بقول الله تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ} [الأنعام: 28] ، وجعل ذلك دلالة على أنه عذبهم بعذاب الأبد، لعلمه بذلك من حالهم، وليس في هذه الآية دلالة على ما ظن، وإنما هي مبنية على باطن أمرهم، ومكذبة لهم فيما يكون في القيامة من قولهم، وما قبل الآية تتضمن وصف ذلك من حالهم، وهو قوله تعالى سبحانه: {إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنعام: 27] ، فقال الله سبحانه: {بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [الأنعام: 28]. هذا: لما تمنوا الرجوع إلى دار التكليف، وليس فيه إخبار بأنه عذبهم لما علمه منهم أن لو أعادهم، حسبنا الله ونعم الوكيل (3).

______________

(1) سوف يأتي إن مفاد بعض الروايات إنما خلد أهل النار فيها لنياتهم العصيان (الكفر به تعالى) وهذا غير القول أنه يعذبهم لعلمه بعصيانهم لو بقوا أبدا، فهل يمكن القول: بأنه لو مات إنسان مؤمن صالح، وكان في علم الله تعالى أن هذا الرجل لو بقي في الحياة حينا لكان عاصيا فاسقا، كان يعذبه الله تعالى على ما علم منه ذلك، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، إن الله لا يظلم أحدا مثقال ذرة، فكيف يعذبه على أمر لم يفعله!

(2) وقد جاء مفاد بعض الروايات، إنما خلد أهل النار في النار لنيتهم العصيان الأبدي لو خلدوا في الدنيا، لاحظ ما رواه الشيخ الصدوق (رحمه الله) في العلل عن أبيه عن سعد، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داوود الشاذكوني عن أحمد بن يوسف، عن أبي هاشم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الخلود في الجنة والنار، فقال: إنما خلد أهل النار في النار لأن نياتهم كانت في الدنيا لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا، وإنما خلد أهل الجنة في الجنة لأن نياتهم كانت في الدنيا لو بقوا أن يطيعوا الله أبدا ما بقوا، فالنيات تخلد هؤلاء وهؤلاء، ثم تلى قوله تعالى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} [الإسراء: 84] قال: على نيته. علل الشرائع: ج 2 ص 523 ب 299 ح 1 وعنه بحار الأنوار: ج 8 ص  347 ح 5. وعلى ضوء هذه الرواية والله العالم أن أهل النار إنما خلدوا لنيتهم الكفر الأبدي، فعذابه الأبدي ليس زائدا على مدة كفره بل مؤاخذ عليه، إذ عقد قلبه على الكفر بالله تعالى لو بقي مخلدا في الحياة، فيكون عذابه الأبدي في الآخرة على أمر فعله في الدنيا.

(3) كنز الفوائد للكراجكي: ج 1، ص 308 - 314.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.