المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
رجوع البصرة إلى بني أمية.
2024-11-02
إمارة مصعب بن الزبير على العراق.
2024-11-02
مسنونات الاذان والاقامة
2024-11-02
خروج البصرة من يد الأمويين.
2024-11-02
البصرة في عهد الأمويين.
2024-11-02
إمارة زياد على البصرة.
2024-11-02



الشفاعة في تفسير آية الكرسي  
  
676   10:45 صباحاً   التاريخ: 1-9-2019
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج2 - ص 205- 212
القسم : العقائد الاسلامية / الحوار العقائدي / * المعاد /

... طلب منا أحد الأخوة أن نعطيه رأينا بما ذكره [فلان] في تفسير آية الكرسي حول معنى الشفاعة ، حيث إن هذا السائل لا يرى في ما ذكره [فلان]   أي محذور فكتبنا إليه الجواب التالي ردا على موضوع الشفاعة عند [فلان] :

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

وبعد..

فقد قرأت بحث [فلان] حول الشفاعة في تفسيره لآية الكرسي، وقد صرح: أن الله يريد نفي معنى الشفاعة التي تستبطن أن الشفيع يملك التأثير على المشفوع عنده، وذلك لأن الله «ليس كمثله شيء حتى يساويه أو يتقدم عليه ليفرض إرادته على إرادته، وليس موقعاً للانفعالات العاطفية أو غيرها ليتأثر بها، فهو الغني بذاته عن كل خلقه، فلا يملك أحد عنده أي شيء، بل هو المالك لهم في كل وجودهم. فلا معنى للشفاعة بالمعنى الذاتي للشفيع.

ولذلك كان النفي عن ملكية أحد للشفاعة عنده مساوقاً لنفي مساواة غيره له أو تأثيره عليه».

إلى أن قال: «وهذا هو الذي يجعلنا لا نفهم معنى للسببية في الشفاعة، والدعاء، والمسألة، بالمعنى الذاتي لارتباط المسبب بسبب، بل نفهمها بالمعنى الجعلي الإذني للشفعاء والداعين والسائلين».

ونلاحظ على كلامه:

أولاً: إن امتلاك التأثير لا يعني: أن الذي يؤثر يكون مساوياً، أو متقدماً على المشفوع عنده.. بل يعني أنه عزيز عنده أثير لديه، وقد تتعدد أسباب حصول هذه المكانة له..

ثانياً: إن الشافع لا يفرض إرادته على إرادة الله، بل تكون إرادته من مبادئ تكّون إرادة إلهية جديدة تتعلق بالغفران له، تماماً كما تؤثر التوبة في إحداث إرادة المغفرة للمذنب، بعد أن كان مستحقاً للعقاب.. ولا تعني التوبة غلبة إرادة التائب على الإرادة الإلهية والعياذ بالله..

ثالثاً: صحيح أن الله سبحانه ليس موقعاً للانفعالات العاطفية، ولكن ذلك لا يعني عدم قيام المعاني الملزومة لتلك الانفعالات في الذات الإلهية المقدسة، فالله سبحانه رحيم بعباده، رؤوف ـ يشتد غضبه على العصاة ـ يحب أهل الطاعة، ويبغض الفاحش المتفحش، وما إلى ذلك..

وهناك أسباب تؤثر في إحداث إرادة إلهية لمقتضيات تلك المعاني وآثارها.. فقد يعمل ما يوجب غضب الله، أو حب الله، أو رحمة الله أو.. أو.. إلخ.. وذلك لا ينافي قدرته، وإطلاق إرادته تعالى..

وهو لا يعني أيضاً: أن الشافع صار يملك قدرة ذاتية في مقابل قدرة الله، ولا أن العامل بما يوجب الرحمة أو الغضب قد عمل بقدراته الذاتية.. فما ذكره [فلان] كله لا معنى له، فيما يرتبط بمعنى الشفاعة..

وقد اتضح أيضاً: أن قوله: إنه لا يفهم معنى للسببية في الدعاء والشفاعة والتوسل لا مبرر له..

والحمد لله رب العالمين.

 

رسالة ردّ ونقاش :

وقد أعاد الأخ طرح اشكالاته علينا في الرسالة التالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام، على سيد المرسلين، محمد وآله الطيبين الطاهرين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وصلتني رسالتكم التي قمتم بالرد فيها على رسالتي وإليكم تعليقاتي عليها وبالله استعين:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

وبعد..

فما ذكره [فلان] كله لا معنى له، فيما يرتبط بمعنى الشفاعة.. [سبحان الله هذا بحث بطوله عن الشفاعة وتقول إنه لا يرتبط به].

وقد اتضح أيضاً: أن قوله: إنه لا يفهم معنى للسببية للدعاء والشفاعة والتوسل لا مبرر له..

هذا نص السيد: «وهذا هو الذي يجعلنا لا نفهم معنىً للسببية في الشفاعة والدعاء والمسألة بالمعنى الذاتي لارتباط المسبب بسببه، بل نفهمها بالمعنى الجعلي الإذني للشفعاء والداعين والسائلين الذين يسألون ويشفعون ويدعون، فيمنحهم الله ما يريدون من خلال إذنه لهم بالقيام بهذه الأمور، فلا استقلال لهم في شيء، {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} [الأنبياء: 26، 27].

«سبحان الله وكأنك تأخذ الشق الاول من الآية ولا تقربوا الصلاة وتترك الباقي أخي ما هو الخطأ في الفقرة السابقة أنظر إلى ما تحته خط». [أخي إنتبه جداً فأنت كما غيرك تنسبوا للسيد ما ليس فيه وكأنكم تطبقون إحمل أمر أخيك على أسوء محمل].

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله.. وبعد..

فقد تلقيت رسالتكم الجوابية، فوجدت أن من الضروري لفت نظركم إلى النقاط التالية:

أولاً: لقد علقتم على قولنا في الاعتراض الثالث: «فما ذكره [فلان] كله، لا معنى له، فيما يرتبط بمعنى الشفاعة».

فقلتم: «سبحان الله، هذا بحث بطوله عن الشفاعة، وتقول: إنه لا يرتبط به؟!..»

ونقول لك أيها الأخ الكريم:

إننا نقصد: أن [فلان] وإن كان يتحدث عن موضوع الشفاعة، لكنه لم يستطع أن يقدم لنا معنى الشفاعة الحقيقي والصحيح، الذي يقول به الشيعة، بل هو قد جاء بمعنى آخر لها، ليس هو المعنى الصحيح لها.

وليس مقصودنا أنه لم يتكلم حول الشفاعة بل تكلم حول الصلاة أو الزكاة مثلاً.

ثانياً: ذكرتم لنا نص [فلان] حول موضوع السببية في الشفاعة، والدعاء، والتوسل.. لتؤكدوا لنا: أنه إنما ينكر السببية «بالمعنى الذاتي».

ونقول لكم:

إن ما ذكرناه في الرد على كلام [فلان] قد أظهر: أنه حين يقول: إنه يفهم الشفاعة بالمعنى الجعلي الإذني الإنشائي.. إنما ينفي أن التسبيب موجود.

وهذا هو أحد موارد الخطأ في الفقرة السابقة، فإذا ضممت ذلك إلى ما ذكرناه في سائر الفقرات التي تتحدث عن موضوع فرض الإرادة من قبل الشافع، وعن لزوم المساواة والتقدم للشافع.. وغير ذلك من فقرات ـ نعم إذا ضممت ذلك كله بعضه إلى بعض ـ ظهر لك: المزيد من الاشكالات على كلامه، والمزيد من المخالفات.

ثالثاً: إننا نقول لك: إن التوبة توجب المغفرة وتبدل إرادة العذاب بإرادة أخرى فهل هذا من باب التسبيب الذاتي للتائب، أي هل للتائب سببية وتأثير في حصول المغفرة التي تحتاج إلى إرادة جديدة، وزوال إرادة العذاب والعقاب..

رابعاً: إنك لم تجب على سائر الاشكالات التي سجلناها على كلام [فلان] وهي تثبت أنه قد أخطأ في بيان مفهوم الشفاعة، وأن الشفاعة بالمعنى الذي يقول به هو، ليست هي التي عند الشيعة.. فهل سلمت بتلك الإشكالات؟ فإن لم تكن سلمت بها، فلماذا لم تجب عليها؟

خامساً: إنك قلت: كأننا نعمل بمقولة: إحمل أمر أخيك على أسوء محمل..

ونقول: ليس في أمور العقيدة مجاملات، بل الميزان هو ما يصدر عن الإنسان من كلام، فيؤخذ بظواهره ونصوصه ودلالاته، ويحاسب عليها. لأن الظواهر حجة عند جميع البشر.. ويؤخذ البشر بإقراراتهم، ويطالبون بأقوالهم.. والمحملة الحسنة والسيئة إنما تكون في التصرفات المجملة التي لا ظهور لها. والتي يكون فيها وجوه من الاحتمالات، أما حين يكون الإنسان في مقام بيان وشرح تمام مقاصده ويختار العبائر التي يرى أنها الأصلح للدلالة عليها.. فهل نترك نحن دلالات كلامه ونجري وراء احتمالات لا تنسجم مع و..

أخي الكريم: إنني قبل أن أودعك أذكرك بقول الإمام علي [عليه السلام]: إعرف الحق تعرف أهله..

وبالقول الآخر: إنما يعرف الرجال بالحق، ولا يعرف الحق بالرجال..

والسلام عليك ورحمة الله وبركاته..

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.