المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



استشهاده مسموماً (عليه السلام)  
  
3360   09:24 صباحاً   التاريخ: 7-03-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص325-326.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة /

اعلم انّه وقع الخلاف في يوم استشهاد هذا الامام المظلوم، قيل في اليوم السابع من شهر صفر سنة خمسين للهجرة، و قيل في الثامن و العشرين من ذلك الشهر، و وقع الخلاف أيضا في مدّة عمره الشريف، و المشهور هو (47) سنة كما روى صاحب كشف الغمّة عن ابن الخشاب عن الامام الباقر و الصادق عليهما السّلام انّه: «مضى أبو محمد الحسن بن عليّ (عليه السلام) و هو ابن سبع و اربعين سنة، و كان بينه و بين اخيه الحسين مدّة الحمل و كان حمل أبي عبد اللّه ستّة أشهر، فأقام أبو محمد مع جدّه رسول اللّه (صلى الله عليه واله) سبع سنين، و أقام مع ابيه بعد وفاة جدّه ثلاثين سنة، و أقام بعد وفاة أمير المؤمنين (عليه السلام) عشر سنين» .

و روى القطب الراوندي عن الامام الصادق (عليه السلام) انّه قال: قال الحسن لأهل بيته: انّي أموت بالسم كما مات رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فقالوا: و من يفعل ذلك؟ قال: امرأتي جعدة بنت الاشعث بن قيس فانّ معاوية يدسّ إليها و يأمرها بذلك.

قالوا: أخرجها من منزلك و باعدها من نفسك، قال: كيف أخرجها و لم تفعل بعد شيئا و لو أخرجتها ما قتلني غيرها و كان لها عذر عند الناس، فما ذهبت الايام حتى بعث إليها معاوية مالا جسيما و جعل يمنّيها بأن يعطيها مائة الف درهم أيضا و يزوجها من يزيد و حمل إليها

شربة سمّ لتسقيها الحسن.

فانصرف (عليه السلام) الى منزله و هو صائم فأخرجت له وقت الافطار- و كان يوما حارّا- شربة لبن و قد ألقت فيها ذلك السمّ، فشربها و قال: يا عدوّة اللّه قتلتيني قتلك اللّه و اللّه لا تصيبين منّي خلفا، و لقد غرّك و سخر منك و اللّه يخزيك و يخزيه.

(فاسترجع الامام (عليه السلام) و حمد اللّه على نقله له من هذه الدنيا الى تلك الدنيا الباقية و لقائه جدّه و أبيه و عمّيه حمزة و جعفر) فمكث (عليه السلام) يومين ثم مضى، فغدر معاوية بها و لم يف لها بما عاهد عليه‏ .

و قال الشيخ المفيد رضوان اللّه عليه: لما استقر الصلح بين الحسن (عليه السلام) و بين معاوية خرج الحسن (عليه السلام) الى المدينة، فأقام بها كاظما غيظه، لازما بيته، منتظرا لأمر ربه عز و جل، الى ان تمّ لمعاوية عشر سنين من امارته و عزم على البيعة لابنه يزيد (و كان هذا الامر خلاف المعاهدة و المصالحة التي وقعت بين الحسن و بينه فكان يلاحظ و يخاف من الامام و يهابه فعزم على قتل الامام).

فدسّ الى جعدة بنت الاشعث بن قيس و كانت زوجة الحسن (عليه السلام) و حملها على سمّه (بالسم الذي ابتاعه من ملك الروم) و ضمن لها ان يزوجها بابنه يزيد، فأرسل إليها مائة الف درهم، فسقته جعدة السمّ فبقي اربعين يوما مريضا و مضى لسبيله في شهر صفر سنة خمسين من الهجرة و له يومئذ ثمانية و اربعون سنة و كانت خلافته عشر سنين.

و تولى أخوه و وصيّه الحسين (عليه السلام) غسله و تكفينه و دفنه عند جدّته فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف (رضي اللّه عنها) بالبقيع‏ .

و روي في الاحتجاج للطبرسي انّه أتى الحسن بن عليّ عليهما السّلام رجل فقال: يا بن رسول اللّه أذللت رقابنا و جعلتنا معشر الشيعة عبيدا- لبني أميّة- ما بقي معك رجل، قال: و مم ذلك؟

فقال: بتسليمك الامر لهذا الطاغية.

قال: و اللّه ما سلّمت الأمر إليه الّا انّي لم أجد أنصارا، و لو وجدت أنصارا لقاتلته ليلي و نهاري حتى يحكم اللّه بيني و بينه و لكنّي عرفت أهل الكوفة و بلوتهم و لا يصلح لي منهم من كان فاسدا انّهم لا وفاء لهم و لا ذمّة في قول و لا فعل، انّهم لمختلفون و يقولون لنا: انّ قلوبهم معنا و انّ سيوفهم لمشهورة علينا.

فكان (عليه السلام) يتكلم إذ تنخع الدّم فدعا بطست فحمل من بين يديه ملئ ما خرج من جوفه من الدم، فقال الرجل: ما هذا يا ابن رسول اللّه انّي لأراك وجعا؟

قال: أجل، دسّ إليّ هذا الطاغية من سقاني سما فقد وقع على كبدي و هو يخرج قطعا كما ترى، قال: أ فلا تتداوى؟ قال (عليه السلام): قد سقاني مرّتين و هذه الثالثة لا أجد لها دواء .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.