المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28



مقتل محمد بن عبد اللّه بن الحسن الملقّب بالنفس الزكية  
  
4997   09:35 صباحاً   التاريخ: 7-03-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص378-381.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته /

كان محمد بن عبد اللّه يكنّى بابي عبد اللّه و يلقب بصريح قريش و ذلك لعدم كون احدى أمّهاته وجدّاته أم ولد و كانت امّه هند بنت أبي عبيدة بن عبد اللّه بن زمعة بن الاسود بن المطلب، ولقب أيضا بالنفس الزكية لكثرة زهده و عبادته و قال أهله فيه المهديّ لقول رسول اللّه (صلى الله عليه واله)«انّ المهدي من ولدي اسمه اسمي».

وقيل فيه أيضا المقتول باحجار الزيت، و قد مدحوه بالشجاعة و السخاء وكثرة الفضائل و الفقه، وكان بين كتفيه شامة سوداء كبيرة بقدر البيضة و لذا اعتقد الناس انّه هو المهدي الموعود من آل محمد (صلى الله عليه واله) فلذا بايعوه و ترصدوا خروجه.

وقد بايعه المنصور مرّتين، مرّة بمكّة في المسجد الحرام، و لمّا خرج محمد من المسجد جاء المنصور و قبض لجام ركابه و احترمه كثيرا فقيل له: من هذا الذي تحتشمه و تكرمه هكذا؟

قال: ويلك أ لا تعلم انّه محمد بن عبد اللّه المحض مهدي آل محمد (صلّى اللّه عليه و آله)، و بايعه في المرة الثانية في الابواء كما ذكر في خبر عبد اللّه.

وقد ذكر أبو الفرج و السيد بن طاوس رحمه اللّه أخبارا كثيرة في انكار عبد اللّه المحض و سائر اهله انّ محمد النفس الزكية هو المهدي الموعود، و كانوا يقولون انّ المهدي الموعود (عليه السلام) غيره.

وقد اختفى محمد و ابراهيم بعد استقرار ملك بني العباس، و كانا يأتيان أباهما و هو في السجن معتمّين في هيئة الأعراب فيستأذنانه في الخروج و يقولان انّ قتلنا اولى من قتل جمع كثير من ذرية رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فقال عبد اللّه: ان منعكما أبو جعفر أن تعيشا كريمين فلا يمنعكما أن تموتا كريمين، فاستعدّا للخروج فان ظفرتما فنعما هو و ان قتلتما لا بأس عليكم.

فكان المنصور دائم القلق من أمرهما و قد وضع العيون و الجواسيس كي يطلع على مكانهما.

و روى أبو الفرج عن محمد بن عبد اللّه ما حاصله انّه قال: كنت مخفيّا في شعاب الجبال فلمّا كنت بجبل رضوي و معي أم ولد ولدت لي رضيعا رأيت فجأة عبدا جاء من المدينة يطلبني ففرت و فرّت أم ولدي مع رضيعها فسقط الطفل من يدها في الوادي و تقطع.

و قيل انّ محمدا أنشد هذه الابيات لما سقط الطفل:

منخرق الخفّين يشكو الوجى‏     تنكبه أطراف مرو حداد

شرّده الخوف فأزرى به‏          كذاك من يكره حرّ الجلاد

قد كان في الموت له راحة       و الموت حتم في رقاب العباد

و في الجملة فقد خرج محمد في سنة (145) ه في شهر رجب في مائتي و خمسين نفرا فدخلوا المدينة و رفعوا أصواتهم بالتكبير و جاءوا الى سجن المنصور ففتحوا أبوابه و أخرجوا السجناء و سجنوا رياح بن عثمان سجّان المنصور، ثم ارتقى محمد المنبر و خطب الناس و ذكر نبذة من مثالب و مطاعن المنصور و خبث ذاته و استفتى الناس من مالك بن أنس في انّه هل يجوز لهم البيعة مع محمد و الحال انّهم بايعوا المنصور؟

فكان يقول: بلى لانّ بيعتكم للمنصور كانت عن اكراه و اجبار، فبادر الناس الى بيعة محمد، فاستولى محمد على مكة و المدينة و اليمن فلمّا بلغ المنصور ذلك أرسل الى محمد كتابا على طريق الصلح و المداراة و كتب له الأمان.

فكتب محمد في جوابه كتابا شافيا و ذكر في آخره: فأي أمان تعطيني، الامان الذي أعطيته لعمك عبد اللّه بن عليّ أو لأبي مسلم أو لأبي هبيرة، و غرضه أنّ أمانك لا يعتمد عليه و أنت غدّار كما فعلت بهؤلاء الثلاثة فأعطيتهم الامان ثم غدرت بهم، ثم أرسل ثانيا الى أبي جعفر و جادله كثيرا في الحسب و النسب و لا يسعنا ذكره فليرجع الطالب الى تذكرة سبط ابن الجوزي وغيرها.

ولمّا يئس أبو جعفر منه بعث إليه عيسى بن موسى- ابن اخيه- و قال: لا أبالي أيهما قتل صاحبه لأنّ السفاح كان عهد الى عيسى بعد أبي جعفر، و أبو جعفر كان يكره ذلك، و جهّز مع عيسى أربعة آلاف فارس وألفي راجل لدفع محمد ثم قال لعيسى: ابذل له الامان قبل قتاله لعلّه ينقاد إلينا.

وسار عيسى حتى وصل الى فيد (منزل على طريق مكة) فكتب الى جماعة من اصحاب محمد فتفرقوا عنه، و تهيّأ محمد للحرب لمّا بلغه قدوم عيسى وخندق حول المدينة وجاء عيسى مع جيشه فحاصر المدينة و كان ذلك في شهر رمضان.

روى السبط ابن الجوزي انّه : لما نزل اصحاب أبي جعفر بعقوة محمد لم يكن همّه الّا أن حرق ديوانه و كان فيه اسامي من كاتبه و بايعه فلما فرغ من ذلك، قال: الآن طبت نفسا بالموت، و لو لا فعله ذلك لوقع الناس في أمر عظيم، (لانّه لو اطلع المنصور على ذلك الديوان لعلم مبايعيه و ناصريه و لقتلهم كلّهم).

وجاء عيسى فوقف على سلع- اسم جبل بالمدينة- ثم قال: يا محمد لك الامان، فصاح به محمد: واللّه لا نسمع ما تقول و انّ الموت في عزّ خير من الحياة في ذلّ، ثم ترحّل فقد بقي معه من مائة الف ثلاثمائة وستة عشر رجل على عدد أهل بدر، ثم اغتسل هو واصحابه وتحنّطوا و عرقبوا دوابهم ثم حملوا على عيسى و اصحابه فهزموهم ثلاثا ثم تكاثروا عليهم فقتلوهم و قتل حميد بن قحطبة محمدا وجاء برأسه الى عيسى، وأورت أخته زينب و ابنته فاطمة جسده بالبقيع و حمل رأسه الى أبي جعفر فنصبه في الكوفة و طاف به في البلدان و كان مكثه منذ ظهر الى ان قتل شهرين و سبعة عشر يوما لانّه خرج في أوّل رجب وقتل لأربع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة (145) ه وسنّه يوم قتل خمس و اربعون سنة، وكان قتله عند احجار الزيت‏ كما أخبر عنه امير المؤمنين (عليه السلام) بقوله «و انّه يقتل عند أحجار الزيت».

وروى أبو الفرج انّه : ذهب ابن حصين (احد رجال محمد) الى السجن لمّا تفرق الناس و قتل محمد، فذبح رياحا (سجّان المنصور) و لم يجهز عليه و تركه يضطرب حتى مات و أخذ ديوان محمد الذي فيه اسماء رجاله فحرقه بالنار ثم لحق بمحمد فقاتل حتى قتل معه‏ .

وروى أيضا عن بعض انّه قال : أتيتنا برأس خضير فو اللّه ما جعلنا نستطيع حمله لما به من الجراح و كأنّه باذنجانة مفلقة، فكنّا نضمّ أعظمه ضمّا .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.