المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

قدرة الإنسان تحدد مشيئة الله
15-11-2016
عزل رئيس الوحدة الادارية
2-4-2016
الاعمال التنفيذية في الظروف الاستثنائية
23-4-2022
عناصر الحديث.
13-8-2016
السماد العضوي
17-2-2018
العناصر الرمزية في الصورة- 5- المؤثرات الصوتية
27-3-2022


زيد بن الحسن (عليه السلام)‏  
  
3634   09:37 صباحاً   التاريخ: 23-2-2017
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص338-339.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته /

أبو الحسن زيد بن الحسن (عليه السلام) وهو أول أولاد الامام وقد قال الشيخ المفيد فيه: «وامّا زيد بن الحسن (عليه السلام) فكان يلي صدقات رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وأسنّ بني الحسن، و كان جليل القدر، كريم الطبع، ظريف النفس، كثير البرّ، و مدحه الشعراء، و قصده الناس من الآفاق لطلب فضله، و ذكر اصحاب السيرة انّ زيد بن الحسن كان يلي صدقات رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فلمّا ولي سليمان بن عبد الملك كتب الى عامله بالمدينة: «أما بعد فاذا جاءك كتابي هذا فاعزل زيدا عن صدقات رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وادفعها الى فلان بن فلان- رجل من قومه- و اعنه على ما استعانك عليه و السلام».

فلمّا استخلف عمر بن عبد العزيز اذا كتاب قد جاء منه: «أما بعد فانّ زيد بن الحسن شريف بني هاشم و ذو سنّهم، فاذا جاءك كتابي هذا فاردد عليه صدقات رسول اللّه (صلى الله عليه واله) واعنه على ما استعانك عليه و السلام» .

(فتولّى زيد الصدقات مرّة أخرى) ومات زيد بن الحسن وله تسعون سنة، فرثاه جماعة من الشعراء وذكروا مآثره وذكروا فضله، فممّن رثاه قدامة بن موسى، فقال:

فان يك زيد غالت الارض شخصه‏                  فقد بان معروف هناك وجود

و خرج زيد بن الحسن من الدنيا، ولم يدّع الامامة، ولا ادعاها له مدّع من الشيعة ولا غيرهم، وذلك لأنّ الشيعة رجلان امامي و زيدي، فالأمامي يعتمد في الامامة على‏ النصوص، وهي معدومة في ولد الحسن (عليه السلام) باتفاق منهم و لم يدّع ذلك احد منهم لنفسه فيقع فيه ارتياب.

و الزيدي يراعي في الامامة بعد عليّ و الحسن و الحسين عليهم السّلام الدعوة و الجهاد و زيد بن الحسن كان مسالما لبني أميّة و متقلّدا من قبلهم الاعمال و كان رأيه التقية لأعدائه و التألف لهم و المداراة، و هذا يضاد عند الزيدية علامات الامامة كما حكيناه.

و اما الحشوية فانّها تدين بامامة بني أمية و لا ترى لولد رسول اللّه (صلى الله عليه واله) امامة على حال، و المعتزلة لا ترى الامامة الّا فيمن كان على رأيها في الاعتزال، و من تولوهم، العقد له بالشورى و الاختيار و زيد على ما قدمنا ذكره خارج عن هذه الاحوال.

و الخوارج لا ترى امامة من تولى أمير المؤمنين (عليه السلام)، و زيد كان متواليا اباه و جدّه بلا خلاف‏ ».

فالخلاصة لا يكون زيد اماما على مذهب هذه الطوائف المذكورة، و اعلم انّ المشهور هو عدم مشاركة زيد لعمّه الحسين في سفره الى العراق، و قد بايع عبد اللّه بن الزبير بن العوام بعد استشهاد الحسين (عليه السلام)، لمّا ادعى عبد اللّه الخلافة فبايعه زيد و ذهب معه لانّ اخته أم الحسن كانت زوجة عبد اللّه بن الزبير، فلمّا قتل عبد اللّه أخذ أخته و جاء بها من مكة الى المدينة.

و قال أبو الفرج الاصبهاني: انّ زيد لازم عمّه في السفر الى كربلاء و أسّر مع سائر أهل البيت و جي‏ء به الى يزيد، ثم ذهب الى المدينة مع بقية أهل البيت (عليهم السّلام‏) .

وقد قال صاحب عمدة الطالب : عاش زيد مائة سنة، وقيل خمسا وتسعين، وقيل تسعين، ومات زيد بن الحسن بين مكة والمدينة بموضع يقال له حاجز.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.