المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تصميم مباني المستوطنة – مباني الشقق (Flatted factories)
6-7-2021
كرامات الامام في قوله وحديثه(عليه السلام)
31-07-2015
الخليل بن أحمد
22-06-2015
The One-Electron Atom
9-5-2017
أحجام المرور
2023-07-19
اللبس equivocation
22-2-2019


تفسير آية (182 - 186) من سورة الأعراف  
  
2246   01:49 صباحاً   التاريخ: 9-8-2019
المؤلف : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الألف / سورة الأعراف /

قال تعالى : { والَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (182) وأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183) أَولَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184) أَولَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ والأَرْضِ وما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ ويَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الأعراف : 182 - 186] .

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه الآيات (1) :

لما ذكر سبحانه المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ، الهادين بالحق ، ذكر بعده المكذبين بآياته ، فقال : {والذين كذبوا بآياتنا} التي هي القرآن ، والمعجزات الدالة على صدق النبي عليه السلام ، وكفروا بها {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون} إلى الهلكة حتى يقعوا فيه بغتة كما قال سبحانه : {بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها} وقال : {فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون فيقولوا هل نحن منظرون} . وقيل : يجوز أن يريد عذاب الآخرة ، أي : نقربهم إليه درجة درجة إلى أن يقعوا فيه ، وقيل : هو من المدرجة وهي الطريق ودرج : إذا مشى سريعا ، أي : سنأخذهم من حيث لا يعلمون أي طريق سلكوا ، فإن الطريق كلها علي ، ومرجع الجميع إلي ، ولا يغلبني غالب ، ولا يسبقني سابق ، ولا يفوتني هارب . وقيل : إنه من الدرج ، أي : سنطويهم في الهلاك ، ونرفعهم عن وجه الأرض . يقال : طويت فلانا ، وطويت أمر فلان : إذا تركته وهجرته . وقيل : معناه كلما جددوا خطيئة ، جددنا لهم نعمة ، عن الضحاك ، ولا يصح قول من قال : إن معناه نستدرجهم إلى الكفر والضلال ، لأن الآية وردت في الكفار ، وتضمنت أنه يستدرجهم في المستقبل ، فإن السين تختص المستقبل ، ولأنه جعل الاستدراج جزاء على كفرهم وعقوبة ، فلا بد من أن يريد معنى آخر غير الكفر .

وقوله : {وأملي لهم} معناه : وأمهلهم ولا أعاجلهم بالعقوبة ، فإنهم لا يفوتونني ، ولا يفوتني عذابهم ، {إن كيدي متين} أي : عذابي قوي منيع ، لا يمنعه مانع ، ولا يدفعه دافع ، وسماه كيدا لنزوله بهم من حيث لا يشعرون . وقيل : أراد إن جزاء كيدهم متين ، والقول هو الأول {أو لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة} معناه : أو لم يتفكروا هؤلاء الكفار ، والمكذبون بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وبنبوته ، في أقواله وأفعاله ، فيعلموا أنه صلى الله عليه وآله وسلم ليس بمجنون ، إذ ليس في أقواله وأفعاله ما يدل على الجنون ، وتم الكلام عند قوله : {أو لم يتفكروا} ثم ابتدأ ، فقال : {ما بصاحبهم من جنة} أي : ليس به جنون ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صعد الصفا ، وكان يدعو قريشا ، فخذا فخذا ، إلى توحيد الله ، ويخوفهم عذاب الله ، فقال المشركون : إن صاحبهم قد جن ، بات ليلا يصوت إلى الصباح ، فأنزل الله هذه الآية ، عن الحسن ، وقتادة {إن هو إلا نذير مبين} أي : ما هو الا معلم موضع المخافة ، ليتقى ، ولموضع الأمن ليجتبى ، ومعنى مبين ، بين أمره . وقيل : مبين لهم عن الله أمره فيهم .

ثم قال {أو لم ينظروا} معناه : أو لم يتفكروا {في ملكوت السماوات والأرض} وعجيب صنعهما ، فينظروا فيها نظر المستدل المعتبر ، فيعترفوا بأن لهما خالقا مالكا ، ويستدلوا بذلك عليه {وما خلق الله من شيء} أي : وينظروا فيما خلق الله من أصناف خلقه فيعلموا بذلك أنه سبحانه خالق جميع الأجسام ، فإن في كل شيء خلق الله عز وجل ، دلالة واضحة على إثباته وتوحيده {وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم} أي : أو لم يتفكروا وينظروا في أن عسى أن يكون قد قرب أجلهم ، وهو أجل موتهم ، فيدعوهم ذلك إلى أن يحتاطوا لدينهم ولأنفسهم ، مما يصيرون إليه بعد الموت ، من أمور الآخرة ، ويزهدوا في الدنيا ، وفيما يطلبونه من فخرها ، وشرفها ، وعزها . ومعناه : لعل أجلهم قريب وهم لا يعلمون {فبأي حديث بعده} أي : بعد القرآن {يؤمنون} مع وضوح الدلالة على أنه كلام الله المعجز ، إذ لم يقدر أحد منهم أن يأتي بسورة مثله ، وسماه حديثا ، لأنه محدث غير قديم . {من يضلل الله فلا هادي له} قد ذكرنا معناه {ونذرهم في طغيانهم يعمهون} معناه : ونتركهم في ضلالتهم يتحيرون . والعمه في القلب ، كالعمى في العين .

_________________________________

1 . تفسير مجمع البيان ، ج4 ، ص 401-403 .

 

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنيه في تفسير هذه الآيات (1) :

{والَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ} . قد تتابع النعم على الإنسان ، فيتمادى في طغيانه اغترارا بكثرته وثروته ذاهلا عن المخبآت والمفاجئات ، حتى إذا قال الناس طوبى له فاجأته ساعة السوء . . وقد اغتر أبو سفيان بيوم أحد ، وقال : يوم بيوم بدر ، حتى إذا جاء نصر اللَّه والفتح استسلم صاغرا . قال الإمام علي (عليه السلام) : كم من مستدرج بالإحسان إليه ، ومغرور بالستر عليه ، ومفتون بحسن القول فيه ، وما ابتلى اللَّه أحدا بمثل الإملاء له {وأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} . الإملاء الامهال وعدم الاستعجال ، والمراد بكيد اللَّه انه تركهم يغترون بإحسانه الظاهر ، حتى إذا ركنوا إليه أخذهم من حيث لا يشعرون : {أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وبَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ} [المؤمنون - 57] .

{أَولَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ} . هكذا يبث اللصوص والسفاحون دعاياتهم المضللة ضد كل مخلص في كل زمان ومكان . .

محمد مجنون وساحر وكذاب ، ولمه ؟ لأنه يأبى الكذب والضلال ، ويحارب اللصوصية والاستغلال . . افترت قريش على محمد . . وهي تعرف من هو محمد منذ نشأته ، حتى تجاوز الأربعين من عمره الشريف ، وتعرف فيه العقل والصدق والأمانة ، ولكنها تعرف أيضا ان رسالة محمد هي الخطر الأكبر على سلطان قريش وطغيانها ، ومن أجل هذا وحده قالت : انه مجنون عسى أن يخدع بهذا الافتراء من استغلوه واستعبدوه . . فدعاهم القرآن إلى التفكر والتدبر في أمر محمد (صلى الله عليه وآله) ، وهو صاحبهم ، وعشيرهم الذي سبروه وخبروه ، دعاهم القرآن أن يتفكروا : هل أخذوا عليه مأخذا ، أو وجدوا في عقله وخلقه مغمزا ؟ {إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ} يبين الحق ، وينذر من خالفه ، وهذا هو ذنبه الوحيد عندهم .

{أَولَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ والأَرْضِ وما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ} .

ملكوت مبالغة في الملك ، والمعنى ان السماوات والأرض وكل ما فيهما من شيء يخضع لسلطانه ، ويدل على وحدانيته ، وان ما من عاقل ينظر إلى أي شيء في هذا الوجود مجردا عن كل غاية إلا آمن باللَّه وكتبه ورسله ، أما الذي لا يفكر إلا في مصلحته فلا يهتدي ولن يهتدي إلى اللَّه ولا لشيء من الخير {وأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ} . بعد أن طلب اللَّه إليهم التفكر والتدبر في خلق الكون وأشيائه نبههم إلى الموت هادم اللذات ، ومفرق الجماعات ، وانه ربما فوجئوا به عما قريب ، وهم في ضلالهم سادرون . نبههم إلى هذا عسى أن يتوبوا ويثوبوا إلى الرشد .

{فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} ؟ الضمير في بعده يعود إلى القرآن ، وليس بعد القرآن بيان أوفى ، ولا دليل أقوى ، فمن لا تقنعه دلائل اللَّه فلا يقنعه شيء .

{مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ} ذكرنا معناه قريبا عند تفسير الآية 178 من هذه السورة {ويَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ} . أي ان اللَّه يتركهم يترددون في الضلال ويمهلهم إلى أجل ، ثم يجازيهم بما أسلفوا ، وليس في هذا الإهمال ظلم ، لأنه جاء بعد البيان والتحذير ، وبعد اليأس من ارعوائهم وهدايتهم .

____________________________

1. تفسير الكاشف ، ج4 ، ص 428-429 .

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

قوله تعالى : ﴿والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون﴾ الاستدراج الاستصعاد أو الاستنزال درجة فدرجة ، والاستدناء من أمر أو مكان ، وقرينة المقام تدل على أن المراد به هنا الاستدناء من الهلاك إما في الدنيا أو في الآخرة .

وتقييد الاستدراج بكونه من حيث لا يعلمون للدلالة على أن هذا التقريب خفي غير ظاهر عليهم بل مستبطن فيما يتلهون فيه من مظاهر الحياة المادية فلا يزالون يقتربون من الهلاك باشتداد مظالمهم فهو تجديد نعمة بعد نعمة حتى يصرفهم التلذذ بها عن التأمل في وبال أمرهم كما مر في قوله تعالى : ﴿ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا﴾ الأعراف : 95 ، وقال تعالى : ﴿لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد﴾ آل عمران : 197 .

ومن وجه آخر لما انقطع هؤلاء عن ذكر ربهم وكذبوا بآياته سلبوا اطمئنان القلوب وأمنها بالتشبث بذيل الأسباب التي من دون الله ، وعذبوا باضطراب النفوس وقلق القلوب وقصور الأسباب وتراكم النوائب ، وهم يظنون أنها الحياة ناسين معنى حقيقة الحياة السعيدة فلا يزالون يستزيدون من مهلكات زخارف الدنيا فيزدادون عذابا وهم يحسبونه زيادة في النعمة حتى يردوا عذاب الآخرة وهو أمر وأدهى ، فهم يستدرجون في العذاب من لدن تكذيبهم بآيات ربهم حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون .

قال تعالى : ﴿ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾ الرعد : 28 ، وقال : ﴿ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا﴾ طه : 124 ، وقال : ﴿فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون﴾ التوبة : 55 ، وهذا معنى آخر من الاستدراج لكن قوله تعالى بعده : ﴿وأملي لهم﴾ لا يلائم ذلك فالمتعين هو المعنى الأول .

قوله تعالى : ﴿وأملي لهم إن كيدي متين﴾ الإملاء هو الإمهال ، وقوله : ﴿إن كيدي متين﴾ تعليل لمجموع ما في الآيتين ، وفي قوله : ﴿وأملي﴾ بعد قوله : ﴿سنستدرجهم﴾ الآية ، التفات من التكلم مع الغير إلى التكلم وحده للدلالة على مزيد العناية بتحريمهم من الرحمة الإلهية وإيرادهم مورد الهلكة .

وأيضا الإملاء هو إمهالهم إلى أجل مسمى .

فيكون في معنى قوله : ﴿ولو لا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم﴾ الشورى : 14 ، وهذه الكلمة هي قوله لآدم (عليه السلام) حين إهباطه إلى الأرض : ﴿ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين﴾ البقرة : 36 وهو القضاء الإلهي والقضاء مختص به تعالى لا يشاركه فيه غيره ، وهذا بخلاف الاستدراج الذي هو إيصال النعمة بعد النعمة وتجديدها فإنها نعم إلهية مفاضة بالوسائط من الملائكة والأمر فلهذا السبب جيء في الاستدراج بصيغة المتكلم مع الغير ، وغير ذلك في الإملاء وفي الكيد الذي هو أمر متحصل من الاستدراج والإملاء إلى لفظ المتكلم وحده .

قوله تعالى : ﴿أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين﴾ في تركيب الكلام اختلاف شديد بينهم ، والذي يستبق إلى الذهن من السياق أن يكون قوله : ﴿أولم يتفكروا﴾ كلاما تاما سيق للإنكار والتوبيخ ثم قوله :﴿ما بصاحبهم من جنة﴾ الآية كلاما آخر سيق لبيان صدق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في دعواه النبوة ، وهو يشير إلى ما يتفكرون فيه كأنه قيل : أو لم يتفكروا في أنه ما بصاحبهم من جنة الآية حتى يتبين لهم ذلك ؟ نعم ، ما به من جنة إن هو إلا نذير مبين .

والتعبير عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بصاحبهم للإشارة إلى مادة الاستدلال الفكري فإنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يصحبهم ويصحبونه طول حياته بينهم فلو كان به شيء من جنة لبان لهم ذلك البتة فهو فيما جاء به نذير لا مجنون ، والجنة بناء نوع من الجنون على ما قيل وإن كان من الجائز أن يكون المراد به الفرد من الجن بناء على ما يزعمونه أن المجنون يحل فيه بعض الجن فيتكلم من فيه وبلسانه .

قوله تعالى : ﴿أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض﴾ إلى آخر الآية قد مر كرارا أن الملكوت في عرف القرآن على ما يظهر من قوله تعالى : ﴿إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء﴾ يس : 83 هو الوجه الباطن من الأشياء الذي يلي جهة الرب تعالى ، وأن النظر إلى هذا الوجه واليقين متلازمان كما يفهم من قوله : ﴿وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين﴾ الأنعام : 75 .

فالمراد توبيخهم في الإعراض والانصراف عن الوجه الملكوتي للأشياء لم نسوه ولم ينظروا فيه حتى يتبين لهم أن ما يدعوهم إليه هو الحق ؟ .

وقوله : ﴿وما خلق الله من شيء﴾ عطف على موضع السماوات ، وقوله ﴿من شيء﴾ بيان لما الموصولة ، ومعنى الآية : لم لم ينظروا في خلق السماوات والأرض وأي شيء آخر مما خلقه الله؟ لكن لا من الوجه الذي يلي الأشياء حتى ينتج العلم بخواص الأشياء الطبيعية بل من جهة أن وجوداتها غير مستقلة بنفسها مرتبطة بغيرها محتاجة إلى رب يدبر أمرها وأمر كل شيء ، وهو رب العالمين .

وقوله : ﴿وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم﴾ عطف على قوله : ﴿ملكوت﴾ الآية لكونه في تأويل المفرد والتقدير : أولم ينظروا في أنه عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فإن النظر في هذا الاحتمال ربما صرفهم عن التمادي على ضلالهم وغيهم فأغلب ما يصرف الإنسان عن الاشتغال بأمر الآخرة ، ويوجه وجهه إلى الاغترار بالدنيا نسيان الموت الذي لا يدري متى يرد رائده ، وأما إذا التفت إلى ذلك وشاهد جهله بأجله وأن من المرجو المحتمل أن يكون قد اقترب منهم فإنه يقطع منابت الغفلة ويمنعه عن اتباع الهوى وطول الأمل .

وقوله : ﴿فبأي حديث بعده يؤمنون﴾ الضمير للقرآن على ما يستدعيه السياق ، وفي الكلام إيئاس من إيمانهم بالمرة أي إن لم يؤمنوا بالقرآن وهو تجليه سبحانه عليهم بكلامه يكلمهم بما يضطر عقولهم بقبوله من الحجج والبراهين والموعظة الحسنة وهو مع ذلك معجزة باهرة فلا يؤمنون بشيء آخر البتة ، وقد أخبر سبحانه أنه طبع على قلوبهم فلا سبيل لهم إلى فقه القول والإيمان بالحق ، ولذلك عقبه بقوله في الآية التالية : ﴿من يضلل الله فلا هادي له﴾ الآية .

قوله تعالى : ﴿من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون﴾ العمه الحيرة والتردد في الضلال أو عدم معرفة الحجة ، وإنما لم يذكر ما يقابله وهو أن من يهدي فلا مضل له لأن الكلام مسوق لتعليل الآية السابقة : ﴿فبأي حديث﴾ الآية كأنه قيل : لم لا يؤمنون بحديث البتة ؟ فقيل : لأن من يضلل الله الآية .

____________________________

1. تفسير الميزان ، ج8 ، ص 346-349 .

تفسير الأمثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه الآيات (1) :  

قال تعالى : {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [الأعراف : 182-183] .

الاستدراج ! ...

تعقيبا على البحث السابق الذي عالجته الآيات المتقدمة ـ والذي يبيّن حال أهل النّار ، تبيّن هاتان الآيتان واحدة من سنن الله في شأن كثير من عباده المجرمين المعاندين ، وهي ما عبّر عنها القرآن «بعذاب الاستدراج».

والاستدراج جاء في موطنين من القرآن : أحدهما في الآيتين محل البحث ، والآخر في الآية (44) من سورة القلم ، وكلا الموطنين يتعلقان بمكذّبي آيات الله ومنكر بها.

وكما يقول أهل اللغة ، فإنّ للاستدراج معنيين :

أحدهما : أخذ الشيء تدريجا ، لأنّ أصل الاستدراج مشتق من (الدرجة) فكما أنّ الإنسان ينزل من أعلى العمارة إلى أسفلها بالسلالم درجة درجة ، أو يصعد من الأسفل إلى الأعلى درجة درجة ومرحلة مرحلة ، فقد سمي هذا الأمر استدراجا .

والمعنى الثّاني للاستدراج هو ، اللّف والطّي ، كطّي السّجل أو «الطومار» ولفّه . وهذان المعنيان أوردهما الراغب في مفرداته ، إلّا أنّ التأمل بدقّة في المعنيين يكشف أنّهما يرجعان إلى مفهوم كلي جامع واحد : وهو العمل التدريجي .

وبعد أن عرفنا معنى الاستدراج نعود إلى تفسير الآية محل البحث .

يقول سبحانه في الآية الأولى : {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ} .

أي سنعذبهم بالاستدراج شيئا فشيئا ، ونطوي حياتهم .

والآية الثّانية تؤكّد الموضوع ذاته ، وتشير بأنّ الله لا يتعجل بالعذاب عليهم ، بل يمهلهم لعلهم يحذرون ويتعظون ، فإذا لم ينتبهوا من نومتهم ابتلوا بعذاب الله ، فتقول الآية {وَأُمْلِي لَهُمْ} .

لأنّ الاستعجال يتذرع به من يخاف الفوت ، والله قوي ولا يفلت من قبضته أحد {إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} .

و «المتين» معناه القوي المحكم الشديد ، وأصله مأخوذ من المتن ، وهو العضلة المحكمة التي تقع في جانب الكتف (في الظهر) .

و «الكيد» والمكر متساويان في المعنى ، وكما ذكرنا في ذيل الآية (54) من سورة آل عمران ، أنّ المكر يعني في أصل اللغة الاحتيال ومنع الآخر من الوصول إلى قصده.

ويستفاد من الآية ـ آنفة الذكر وآيات أخرى وبعض الأحاديث الشريفة الواردة ـ في شأن الاستدراج ، أو العذاب الاستدراجي ، أنّ الله لا يتعجل بالعذاب على الطغاة والعاصين المتجرئين وفقا لسنته في عباده ، بل يفتح عليهم أبواب النعم. فكلّما ازدادوا طغيانا زادهم نعما .

وهذا الأمر لا يخلو من إحدى حالتين ، فإمّا أن تكون هذه النعم مدعاة للتنبيه والإيقاظ فتكون الهداية الإلهية في هذه الحال عملية.

أو أنّ هذه النعم تزيدهم غرورا وجهلا ، فعندئذ يكون عقاب الله لهم في آخر مرحلة أوجع ، لأنّهم حين يغرقون في نعم الله وملذاتهم ويبطرون ، فإنّ الله سبحانه يسلب عندئذ هذه النعم منهم ، ويطوي سجل حياتهم ، فيكون هذا العقاب صارما وشديدا جدّا ... وهذا المعنى بجميع خصوصياته لا يحمله لفظ الاستدراج وحده ، بل يستفاد هذا المعنى يفيد {مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ} أيضا.

وعلى كل حال ، فهذه الآية تنذر جميع المجرمين والمذنبين بأنّ تأخير الجزاء من قبل الله لا يعني صحة أعمالهم أو طهارتهم ، ولا عجزا وضعفا من الله ، وأن لا يحسبوا أنّ النعم التي غرقوا فيها هي دليل على قربهم من الله ، فما أقرب من أن تكون هذه النعم والانتصارات مقدمة لعقاب الاستدراج. فالله سبحانه يغشّيهم بالنعم ويمهلهم ويرفعهم عاليا ، إلّا أنّه يكبسهم على الأرض فجأة حتى لا يبقى منهم أثر ، ويطوي بذلك وجودهم وتأريخ حياتهم كله.

يقول الإمام علي عليه السلام في نهج البلاغة أنّه «من وسّع عليه في ذات يده فلم ير ذلك استدراجا فقد أمن مخوفا» (2) .

كما جاء عنه عليه السلام في روضة الكافي أنّه قال : «ثمّ إنّه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس في ذلك الزمان شيء أخفى من الحق ، ولا أظهر من الباطل ، ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله ‌وسلم ـ إلى أن قال ـ يدخل الداخل لما يسمع من حكم القرآن فلا يطمئن جالسا حتى يخرج من الدين ، ينتقل من دين ملك إلى دين ملك ، ومن ولاية إلى ولاية ملك ، ومن طاعة ملك إلى طاعة ملك ، ومن عهود ملك إلى عهود ملك ، فاستدرجهم الله تعالى من حيث لا يعلمون» (3) .

ويقول الإمام الصادق عليه السلام : «كم من مغرور بما قد أنعم الله عليه ، وكم من مستدرج يستر الله عليه ، وكم من مفتون بثناء الناس عليه» (4) .

وجاء عنه عليه السلام في تفسير الآية المشار إليها آنفا أنّه قال : «هو العبد يذنب الذنب فتجدد له النعمة معه ، تلهيه تلك النعمة عن الاستغفار عن ذلك الذنب» (5) .

وورد عنه عليه السلام في كتاب الكافي أيضا : «إنّ الله إذا أراد بعبد خيرا فأذنب ذنبا أتبعه بنقمة ويذكره الاستغفار ، وإذا أراد بعبد شرّا فأذنب ذنبا أتبعه بنعمة لينسيه الاستغفار ، ويتمادى بها ، وهو قوله عزوجل : {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ} بالنعم عند المعاصي» (6) .

- {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ * مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الاعراف : 184-186] .

التهم والأباطيل :

في الآية الأولى من الآيات ـ محل البحث ـ يردّ الله سبحانه على كلام المشركين الذي لا أساس له بزعمهم أنّ النّبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله ‌وسلم قد جنّ ، فيقول سبحانه : {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ} (7).

وهذا التعبير يشير إلى أن النّبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله ‌وسلم لم يكن شخصا مجهولا بينهم ، وتعبيرهم بـ «الصاحب» يعني المحب والمسامر والصديق وما إلى ذلك. وكان النّبي معهم أكثر من أربعين عاما يرون ذهابه وإيابه وتفكيره وتدبيره دائما وآثار النبوغ كانت بادية عليه ، فمثل هذا الإنسان الذي كان يعدّ من أبرز الوجوه والعقلاء قبل الدعوة إلى الله ، كيف تلصق به مثل هذه التهمة بهذه السرعة؟! أمّا كان الأفضل أن يتفكروا ـ بدلا من إلصاق التهم به ـ أن يكون صادقا في دعواه وهو مرسل من قبل الله سبحانه ؟! كما عقب القرآن الكريم وبيّن ذلك بعد قوله أو لم يتفكروا ؟ فقال : {إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ...}.

وفي الآية التّالية ـ استكمالا للموضوع آنف الذكر ـ دعاهم القرآن إلى النظر في عالم الملكوت ، عالم السموات والأرض ، إذ تقول الآية : {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ}.

ليعلموا أنّ هذا العالم الواسع ، عالم الخلق ، عالم السموات والأرض ، بنظامه الدقيق المحيّر المذهل لم يخلق عبثا ، وإنّما هناك هدف وراء خلقه. ودعوة النّبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله ‌وسلم في الحقيقة ، هي من أجل ذلك الهدف ، وهو تكامل الإنسان وتربيته وارتقاؤه.

و «الملكوت» في الأصل مأخوذ من «الملك» ويعني الحكومة والمالكية ، والواو والتاء المزيدتان المردفتان به هما للتأكيد والمبالغة. ويطلق هذا الاستعمال على حكومة الله المطلقة التي لا حدّ لها ولا نهاية ... فالنظر إلى عالم الملكوت ونظامه الكبير الواسع المملوك لله سبحانه يقوّي الإيمان بالله والإيمان بالحق ، كما أنّه يكشف عن وجود هدف مهم في هذا العالم الكبير المنتظم أيضا. وفي الحالين يدعو الإنسان إلى البحث عن ممثل الله ورسول رحمته الذي يستطيع أن يطبق الهدف من الخلق في الأرض.

ثمّ تقول الآية معقبة ... لتنبّههم من نومة الغافلين {وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}.

أي : أوّلا : ليس الأمر كما يتصورون ، فأعمارهم لا تخلد والفرص تمر مرّ السحاب ، ولا يدري أحد أهو باق إلى غد أم لا ؟! فمع هذه الحال ليس من العقل التسويف وتأجيل عمل اليوم إلى غد.

ثانيا : إذ لم يكونوا ليؤمنوا بهذا القرآن العظيم الذي فيه ما فيه من الدلائل الواضحة والبراهين اللائحة الهادية إلى الإيمان بالله ، فأي كتاب ينتظرونه خير من القرآن ليؤمنوا به؟ وهل يمكن أن يؤمنوا بكلام آخر ودعوة أخرى غير هذه؟!

وكما نلاحظ فإنّ الآيات محل البحث توصد جميع سبل الفرار بوجه المشركين ، فمن ناحية تدعوهم إلى أن يتفكروا في شخصيّة النّبي وعقله وسابق أعماله فيهم لئلا يتملّصوا من دعوته باتهامهم إيّاه بالجنون.

ومن ناحية أخرى تدعوهم إلى أن ينظروا في ملكوت السماوات والأرض ، والهدف من خلقهما ، وأنّهما لم يخلقا عبثا.

ومن ناحية ثالثة تقول : {وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ} لئلا يسوّفوا قائلين اليوم وغدا وبعد غد إلخ ... ومن ناحية رابعة تقول : إذا لم يؤمنوا بهذا القرآن فإنّهم لن يؤمنوا بأي حديث آخر وأي كتاب آخر ، إذ ليس فوق القرآن كتاب أبدا ...

وأخيرا فإنّ الآية التالية ، وهي آخر آية من الآيات محل البحث ، تختتم الكلام بالقول {مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ}.

وكما ذكرنا مرارا فإن مثل هذه التعابير لا تشمل جميع الكفار والمجرمين ، بل تختص بأولئك الذين يقفون بوجه الحقائق معاندين ألدّاء ، حتى كأنّما على أبصارهم غشاوة وفي سمعهم صمم وعلى قلوبهم طبع ، فلا يجدون إلّا أسدالا من الظلمات تحجب طريقهم. وكل ذلك هو نتيجة أعمالهم أنفسهم ، وهو المقصود بالإضلال الإلهي {مَنْ يُضْلِلِ اللهُ} .

 

__________________________

1. تفسير الأمثل ، ج4 ، ص 585-590 .

2. تفسير نور الثقلين ، ج 2 ، ص 106.

3. المصدر السابق.

4. تفسير نور الثقلين ، ج 2 ، ص 106.

5. المصدر السابق.

6. تفسير البرهان ، ج 2 ، ص 53.

7. «الجنّة» كما يذهب إليه أصحاب اللغة معناها الجنون ، ومعناها في الأصل : الحائل والمانع فكأنما يلقى على العقل حائل عند الجنون .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .