المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



الأمام الحسن يذكر نبي الله يوسف  
  
4002   03:56 مساءً   التاريخ: 6-03-2015
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص259-260.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام) /

روى ابن شهرآشوب: ان الحسن (عليه السلام) دخلت عليه امراة جميلة وهو في صلاته، فاوجز في صلاته، ثم قال لها : ألك حاجة؟.

قالت : نعم، قال : وما هي؟ قالت : قم فأصب مني؟ وفدت ولا بعل لي، قال : اليك عني لا تحرقيني بالنار ونفسك، فجعلت تراوده عن نفسه وهو يبكي ويقول : ويحك اليك عني، واشتد بكاؤه، فلما رات ذلك بكت لبكائه، فدخل الحسين (عليه السلام) وهما يبكيان، فجلس يبكي وجعل اصحابه يأتون ويجلسون ويبكون حتى كثر البكاء وعلت الاصوات، فخرجت الاعرابية وقام القوم وترحلوا، ولبث الحسين بعد ذلك دهرا لا يسال اخاه عن ذلك اجلالا له، فبينما الحسن (عليه السلام) ذات ليلة نائما اذا استيقظ وهو يبكي، فقال له الحسين (عليه السلام) : ما شانك؟ قال : رؤيا رايتها الليلة.

قال : وما هي؟ .

قال : لا تخبر احدا ما دمت حيا.

قال : نعم، قال : رأيت يوسف (عليه السلام) فجئت انظر اليه فيمن نظر، فلما رايت حسنه بكيت، فنظر الي في الناس، فقال : ما يبكيك يا أخي، بأبي انت وامي؟ فقلت : ذكرت يوسف وامراة العزيز وما ابتليت به من امرها، وما لقيت من السجن وحرقة الشيخ يعقوب فبكيت من ذلك، وكنت اتعجب منه، فقال يوسف : فهلا تعجبت مما فيه المرأة البدوية بالأبواء!.

وروي ايضا انه : سال الحسن بن علي (عليه السلام) رجل فاعطاه خمسين ألف درهم وخمسمائة دينار، وقال : ائت بحمال يحمل لك، فأتى بحمال فاعطاه طيلسانه، فقال : هذي كري الحمال وجاءه بعض الاعراب فقال : اعطوه ما في الخزانة، فوجد فيها عشرون ألف درهم، فدفعها الى الاعرابي، فقال الاعرابي : يا مولاي، الا تركتني ابوح بحاجتي وانشر مدحتي، فانشأ الحسن (عليه السلام):

نحن اناس نوالنا خضل           يرتفع فيه الرجاء والامل

تجود قبل الوال انفسنا            خوفا على ماء وجه من يسل

لو علم البحر فضل نائلنا          لغاض من بعد فيضه خجل

وروى ايضا عن أبي جعفر المدائني في حديث طويل، قال : خرج الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر حجاجا، ففاتهم اثقالهم فجاعوا وعطشوا، فراوا في بعض الشعوب خباء رثا وعجوزا، فاستسقوها، فقالت : اطلبوا هذه الشويهة، ففعلوا واستطعموها، فقالت : ليست الا هي فليقم احدكم فليذبحها حتى اصنع لكم طعاما، فذبحها احدهم، ثم شوت لهم من لحمها، واكلوا وقيلوا عندها، فلما نهضوا قالوا لها : نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه، فاذا انصرفنا وعدنا فالممي بنا، فانا صانعون بك خيرا ثم رحلوا، فلما جاء زوجها وعرف الحال اوجعها ضربا، ثم مضت الايام، فأضرت بها الحال، فرحلت حتى اجتازت بالمدينة فبصر بها الحسن (عليه السلام) ، فأمر لها بألف شاة واعطاها الف دينار، وبعث معها رسول الى الحسين (عليه السلام) فأعطاها مثل ذلك، ثم بعثها الى عبدالله بن جعفر فأعطاها مثل ذلك.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.