أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-9-2019
2042
التاريخ: 23-6-2021
2915
التاريخ: 6-2-2017
1850
التاريخ: 6-2-2017
2719
|
سرية بشير بن سعد إلى الجناب سنة سبع
حدثني يحيى بن عبد العزيز، عن بشير بن محمد بن عبد الله بن زيد، قال: قدم رجلٌ من أشجع يقال له حسيل بن نويرة، وقد كان دليل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى خيبر، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أين يا حسيل؟ قال: قدمت من الجناب. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما وراءك؟ قال: تركت جمعاً من غطفان بالجناب، قد بعث إليهم عيينة يقول لهم: إما تسيروا إلينا وإما نسير إليكم. فأرسلوا إليه أن سر إلينا حتى نزحف إلى محمد جميعاً، وهم يريدونك أو بعض أطرافك. قال: فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا بكر وعمر رضوان الله عليهما، فذكر لهما ذلك، فقالا جميعاً: ابعث بشير بن سعد! فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بشيراً فعقد له لواء؛ وبعث معه ثلاثمائة رجل، وأمرهم أن يسيروا الليل ويكمنوا النهار، وخرج معهم حسيل بن نويرة دليلاً؛ فساروا الليل وكمنوا النهار حتى أتوا أسفل خيبر فنزلوا بسلاح ، ثم خرجوا من سلاح حتى دنوا من القوم، فقال لهم الدليل: بينكم وبين القوم ثلثا نهارٍ أو نصفه، فإن أحببتم كمنتم وخرجت طليعةً لكم حتى آتيكم بالخبر، وإن أحببتم سرنا جميعاً. قالوا: بل نقدمك. فقدموه، فغاب عنهم ساعةً ثم كر عليهم فقال: هذا أوائل سرحهم فهل لكم أن تغيروا عليهم؟ فاختلف أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال بعضهم: إن أغرنا الآن حذرنا الرجال والعطن. وقال آخرون: نغنم ما ظهر لنا ثم نطلب القوم. فشجعوا على النعم، فأصابوا نعماً كثيراً ملأوا منه أيديهم، وتفرق الرعاء وخرجوا سراعاً، ثم حذروا الجمع فتفرق الجمع وحذروا، ولحقوا بعلياء بلادهم، فخرج بشير بأصحابه حتى أتى محالهم فيجدها وليس بها أحد. فرجع بالنعم حتى إذا كانوا بسلاح راجعين لقوا عيناً لعيينة فقتلوه، ثم لقوا جمع عيينة، وعيينة لا يشعر بهم فناوشوهم، ثم انكشف جمع عيينة وتبعهم أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأصابوا منهم رجلاً أو رجلين فأسروهما أسراً، فقدموا بهما على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأسلما فأرسلهما النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
عيينة: هو ذاك، إني خفت الإسار وكان أثري عند محمد ما تعلم في غير موطن. قال الحارث: أيها الرجل، قد رأيت ورأينا معك أمراً بيناً في بني النضير، ويوم الخندق وقريظة، وقبل ذلك قينقاع، وفي خيبر، إنهم كانوا أعز يهود الحجاز كله، يقرون لهم بالشجاعة والسخاء، وهم أهل حصون منيعة وأهل نخل؛ والله إن كانت العرب لتلجأ إليهم فيمتنعون بهم. لقد سارت حارثة بن الأوس حيث كان بينهم وبين قومهم ما كان فامتنعوا بهم من الناس، ثم قد رأيت حيث نزل بهم كيف ذهبت تلك النجدة وكيف أديل عليهم. فقال عيينة: هو والله ذاك، ولكن نفسي لا تقرني. قال الحارث: فادخل مع محمد. قال: أصير تابعاً! قد سبق قوم إليه فهم يزرون بمن جاء بعدهم يقولون: شهدنا بدراً وغيرها. قال الحارث: وإنما هو على ما ترى، فلو تقدمنا إليه لكنا من علية أصحابه، قد بقي قومه بعدهم منه في موادعة وهو موقعٌ بهم وقعةً، ما وطىء له الأمر. قال عيينة: أرى والله! فاتعدا يريدان الهجرة والقدوم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أن مر بهما فروة ابن هبيرة القشيري يريد العمرة وهما يتقاولان، فأخبراه بما كانا فيه وما يريدان. قال فروة: لو استأنيتم حتى تنظروا ما يصنع قومه في هذه المدة التي هم فيها وآتيكم بخبرهم! فأخروا القدوم على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومضى فروة حتى قدم مكة فتحسب من أخبارهم، فإذا القوم على عداوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، لا يريدون أن يدخلوا طائعين أبداً، فخبرهم بما أوقع محمد بأهل خيبر. قال فروة: وقد تركت رؤساء الضاحية على مثل ما أنتم عليه من العداوة لمحمد. قالت قريش: فما الرأي، فأنت سيد أهل الوبر؟ قال: نقضي هذه المدة التي بينكم وبينه ونستجلب العرب ، ثم نغزوه في عقر داره. وأقام أياماً يجول في مجالس قريش، ويسمع به نوفل بن معاوية الديلي، فنزل من باديته فأخبره بما قال لقريش، فقال نوفل: إذاً لأجد عندكم شيئاً! قدمت الآن لمقدمك حيث بلغني، ولنا عدوٌ قريبٌ داره، وهم عيبة نصح محمد لا يغيبون عليه حرفاً من أمورنا. قال: من هم؟ قال: خزاعة. قال: قبحت خزاعة؛ قعدت بها يمينها! قال فروة: فماذا؟ قال: استنصر قريشاً أن يعينونا عليهم. قال فروة: فأنا أكفيكم. فلقي رؤساءهم، صفوان بن أمية، وعبد الله بن أبي ربيعة، وسهيل بن عمرو، فقال: ألا ترون ماذا نزل بكم! إنكم رضيتم أن تدافعوا محمداً بالراح. قالوا: فما نصنع؟ قال: تعينون نوفل بن معاوية على عدوه وعدوكم. قالوا: إذاً يغزونا محمدٌ في ما لا قبل لنا به فيوطئنا غلبةً، وننزل على حكمه، ونحن الآن في مدة وعلى ديننا. فلقي نوفل بن معاوية فقال: ليس عند القوم شيء. ورجع فلقي عيينة والحارث فأخبرهم وقال: رأيت قومه قد أيقنوا عليه فقاربوا الرجل وتدبروا الأمر. فقدموا رجلاً وأخروا أخرى.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
أولياء أمور الطلبة يشيدون بمبادرة العتبة العباسية بتكريم الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|