أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-7-2019
1289
التاريخ: 16-4-2016
800
التاريخ: 15-7-2019
1431
التاريخ: 15-7-2019
768
|
ازدهرت الرحلة فى الإسلام بصورة واسعة وذلك للأسباب الآتية :
1- المساحة الشاسعة للدولة الإسلامية وعدم القدرة على تحقيق وحدة سياسة واحدة ، كما كان فى القرن الأول من الهجرة النبوية ، إذ فقدت الإمبراطورية الإسلامية وحدتها السياسية فى منتصف القرن الثانى الهجرى (الثامن الميلادى) ولكن روابط الدين واللغة والثقافة ظلت تجمع بين سكان الدولة الإسلامية ، فكانوا يشعرون بأنهم أبناء إمبراطورية إسلامية بعيدة الأطراف ، وقد كانت تلك الروابط قوية فى العصور الوسطى ، ولم تكن القوميات الإقليمية قد عظم شأنها بعد ، وكانت أنحاء هذا الملك الواسع الذى أسسه المسلمون تتطلب الدراسة والوصف ، تمهيداً لتطبيق أحكام الشريعة ، وتسهيلاً لمهمة الولاة فسافر القوم لدراسة البلاد وطرقها وحاصلاتها وخراجها وما إلى ذلك ، مما لابد منه للتأليف فى علم تقويم البلدان ، وطبيعياً أن تكون الرحلات والأسفار من أول السبل لطلب العلم فى تلك العصور فقد كانت الكتب نادرة ، وكانت الدراسة العلمية تقوم مقام ما نصنعه اليوم من تتبع المراجع والمؤلفات التى تزدحم بها خزانات الكتب الخاصة والعامة . وفضلاً عن ذلك فقد تعددت مراكز الثقافة فى ديار المسلمين وكان رجال العلم يتناقلون فى طلبه من إقليم إلى آخر ، يدرسون على مشاهير الأساتذة ، ويلقون أعلام الفقهاء والمحدثين واللغويين ، والأطباء والفلاسفة والرياضيين .
وتأكيداً لدور الرحلة فى التراث الجغرافى للعرب والمسلمين. يؤكد عبد الله محمد احمد المقدسى، أحد أقطاب التراث الجغرافى فى القرن الرابع الهجرى (العاشر الميلادى) أهمية رحلاته فى أنحاء العالم الإسلامى من أجل المعاينة ، وجمع المادة العلمية التى سجلها فى كتابه الشهير (أحسن التقاسيم فى معرفة الأقاليم) فيقول فى مقدمة كتابه : نحن لم نبق إقليماً إلا وقد دخلناه وأقل سبب إلا وقد عرفناه ، وما تركنا مع ذلك البحث والسؤال والنظر فى الغيب ، فانتظم كتابنا هذا ثلاثة أقسام أحدها ما عايناه ، والثانى ما سمعناه من الثقات ، والثالث ما وجدناه فى الكتب المصنفة فى هذا الباب وغيره . وما بقيت خزانة تلك إلا وقد لزمتها ، ولا تصانيف فرقة إلا وقد تصفحتها ، ولا مذاهب قوم إلا وقد عرفتها ، ولا أهل زهد إلا وقد خالطهم ولا مذكرو بلد وقد شهدتهم حتى لى ما ابتغيته فى هذا الباب.
2- كان الحج من أهم العوامل التى دفعت بالمسلمين من كل فج عميق وعلى كل ضامر إلى الرحلة والانتقال ، فالحج كان ولا يزال رحلة يتشوق إلى أدائها كافة الناس ، وليس علماؤهم أو فقهاؤهم فقط ، نتيجة ذلك اكتسبت رحلة الحج صفة تراثية شعبية ، كما أن العديد من الحكام والسلاطين قد أقاموا على الطريق الكثير من المنشآت لخدمة الحجاج ، وعهدوا إلى الجنود تأمين طريق الحج وحماية سالكيه ، كما ان الحجاج كانوا يتجمعون فى قوافل تبدأ صغيرة ثم تنمو كلما تقدم بها الطريق ، بما ينضم إليها من وفود ، حتى يصبح فى النهاية للعراق حجيجه ، وللشام حجيجه ، ولإفريقيا حجيجها ، وتسير القافلة فى ألفة ونظام وتعاطف شامل ، يحميها جنود الحكام ، ويرحب بها سكان المدن والقرى فى معظم الأحيان ، ويزداد الترحيب كلما زاد فى القافلة عدد العلماء ورجال الدين .
3- كانت التجارة عاملاً هاماً يقتضى القيام بالرحلة والسفر البعيد ، ومع أن تجارة المسلمين فى العصر الذهبى للدولة الإسلامية كانت قد بلغت شأناً لم تبلغه أى أمة قبل عصر الاكتشافات الجغرافية الأوروبية الحديثة ، إلا أن الاجتهاد العربى كان قد أفلح من زمن بعيد فى اختراق حاجز المسافة ناحية الشرق ، وفى انتظام الرحلة العربية الإسلامية فى المحيط الهندى ولعل من أشهر الرحلات البحرية التجارية فى المحيط الهندى التى تمت خلال النصف الثانى للقرن الثالث الهجرى هى رحلة التاجر سليمان السيرافى . ومن التجار الرحالة الذين جاءوا فى عصر لاحق نذكر مثلاً ياقوت الحموى ، الذى كانت رحلاته للتجارة أساساً ، إلا أن مؤلفه الجغرافى (معجم البلدان) قد اكتسب شهرة كبيرة) .
4- التكليف من قبل الحكام ، إذ كانت هناك رحلات تكليفية بمهام رسمية كالتى بعثها الواثق بالله إلى حصون جبال القوقاز عام 227هـ ، ويدخل فى باب التكليف بالرحلة الحاجة إلى المعلومات والبيانات للأغراض الاقتصادية أو الدينية أو العلمية ، مثل هذا النوع تقوم الدولة بتمويلها . غير هذا النوع من الرحلات كانت الرحلة الإسلامية بصفة عامة جهداً ذاتياً واجتهاداً شخصياً خالصاً .
5- التقدير البالغ للرحالة فى كافة أمصار العالم الإسلامى ، إذ أن الرحالة المسلمين قد ركزوا أسفارهم داخل نطاق العالم الإسلامى واسع الأرجاء ، والممتد من المغرب العربى والأندلس إلى أقصى الشرق والهند وحتى الصين وقد كانت الرحلة خارج هذا النطاق محدودة وغير واردة على نطاق واسع ، وقد سهل الاتصال البرى الانتقال فى ربوع البلاد شرقاً وغرباً ، علاوة على توفير الكثير من التسهيلات لإيواء المسافرين جنباً إلى جنب ، وإلى ماحظى به الرحالة أيضاً من كرم وضيافة العلماء والحكام الوافدين إليهم ، ولولا ذلك لربما تعزر على الرحالة أبن بطوطة مثلاً أن يقطع آلاف الأميال متنقلاً فى ربوع البلاد مقيماً سنوات فى بعضها أو زائراً للبعض الآخر لمدة قصيرة .
فقطع ابن بطوطة هذه المسافات الطويلة دون أن يشعر أنه خرج من بلده أو فارق أهله ، ووجد فى كل مكان من يستقبله ويؤويه ويقدم له الطعام ، لا على سبيل التكرم والتفضل ، بل لأنه كان هناك تنظيم محكم وضعته الأمة ، وقامت على رعايته وتنفيذه دون تدخل الدولة : ذلك هو نظام الزوايا والمدارس والرُبط (جمع رباط) وهى دور ضيافة ينشئها رجال الطرق الصوفية أو بعض أهل الخير أو كبراء أهل الدولة من مالهم الخاص ، وقد تنشئها الجماعة نفسها ، وتتولى أمرها ورعاية النازلين بها من أموال تجمع لهذا الغرض .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|