كان الإعلام الألماني طوال حكم [الحزب النازي] وفي ظل حكم [هتلر] التسلطي الدكتاتوري موجها جميعه لخدمة الافكار والفلسفة النازية القائمة على أساس مبدأ [عبادة الفرد] والإيمان [بالجنس الآري] على اعتبار أنه الأفضل، وتخير كافة الجهود من أجل خوض غمار حروب توسعية والسيطرة على العالم، وكان [جوبلز] وزير الدعاية الالماني هو واضع هذه الاستراتيجية والسياسة الإعلامية، والمخطط لهذا الإعلام المدمر، الذي دمر ألمانيا وحطم أوروبا وجعل العالم كله يعاني، وكانت الاستراتيجية الإعلامية التي وضعها [جوبلز] تقول:

”الجنس الآري هو الجنس الأفضل وحكم الفرد وتقديس الزعيم هو الأساس الذي تقوم على ترسيخه مختلف الأجهزة الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية)).

وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية [١٩٣٩-ه١٩٤]، وسقوط ألمانيا النازية كان لا بد من تغيير هذه الاستراتيجية وتلك السياسة التي وضعها (جوبلز)؛ ولع مولد (ألمانيا الاتحادية)؛. وكان لا بد أيضا من اتخاذ الضمانات التي يمكن معها التأكد من عدم إخضاع أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية للدولة أو لفرد أو لجماعة مرة أخرى . وأن تنطلق هذه الأجهزة في ظل مؤسسات قومية مستقلة ليست ملكا للدولة، بل هي مؤسسات مستقلة تماما ولا تخضع لسيطرة الدولة، مع وجود القانون الامامي والدستور الشامل، الذي يضمن للمواطن الالماني حرياته كاملة، وأن تقوم الاستراتيجية والسياسة الإعلامية الجديدة على مبادئ الحرية والعدالة والحكم الديمقراطي والدولة الاتحادية، وألا يترك الأمر لحزب سياسي، أو شخص واحد لكي يصنع الاستراتيجية والسياسة الإعلامية لالمانيا.