المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6667 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



الحضارة في مفهوم السيد موسى الصدر صيرورة تاريخية  
  
2875   01:47 صباحاً   التاريخ: 9-5-2019
المؤلف : علي حسين الجابري
الكتاب أو المصدر : الإمام موسى الصدر وفلسفة التاريخ
الجزء والصفحة : ص12- 19
القسم : التاريخ / التاريخ والحضارة / التاريخ /

الحضارة في مفهوم السيد موسى الصدر صيرورة تاريخية:

الحضارة تشكل خلاصة الجهد البشري المتجه صوب حل المعضلات المادية والمعنوية للانسان في اطار مثلث نوهنا به من الحاجات والدوافع والنوازع تحركها (الحاجة) و(الدهشة) و(الرهبة)(1) حتى استقامت حلول الانسان على مر التاريخ صرحاً من العلوم والفلسفات والعقائد, انه صرح الحضارة لكن هذا الصرح يصعد ويهبط في ضوء تغير العلاقة بين الانسان وناسه ومسرحه الجغرافي والكوني ووعيه وعلاقته مع الأسباب العلوية. والذي يهم السيد الصدر هنا تكامل العلاقة بين هذه المنتجات الحضارية المدنية والثقافية على أساس كوني يعتمد مبدأ الاستخلاف والصلاح اللذان يقودان عبر العقلانية والحرية الى نوع من المسؤلية الاجتماعية والعقيدية فمتى ما كانت العلاقة ايجابية (جدلية) مع أطراف الوجود المادي والروحي كان العطاء مجزياً والعكس صحيح ما دام الهدف المشترك (السعادة والصلاح).

أ) فالتجارب البشرية عند السيد الصدر "متى واينما حصلت هي ثروة انسانية يجب الاستفادة منها"171 في اطار مثلث (الاجتهاد والولاية والعمل الصالح)(2) ان هذا المنظور الصدري للحضارة في ضوء شروطها الكونية والبشرية املته ظروف الحياة المعاصرة والاحراجات التي واجهتها النظرية الفلسفية الموزعة بين منظور متشائم لمصير الحضارة الغربية ومصير الانسان وآخر يراهن على (الصراع) او (العلم) او قوة رأس المال وسلطته في بلوغ غايته, او حسم صراعه مع الآخرين.

ب) ولما كانت الاشكالية هنا أكبر من حقيقة المشكلات ذهب السيد الصدر الى القوانين التي تحكم التاريخ والحضارة كما هو حكم (الضرورة والحرية) لفرط تأثير العامل الكوني بالعامل الانساني, أي اننا ازاء اشكالية العلاقة بين (المتغير والثابت) او الفاني والخالد, كما كان شأن الفلاسفة سابقاً منشغلين بقضية العلاقة بين (الكثرة والوحدة)(3) حتى اختلفوا فيها وحولها وهم دائرة الاسلام فكيف بنا اليوم ونحن نواجه تحديات شتى فكرية وحضارية؟ هذه الأسباب وغيرها دفعت السيد موسى الصدر للحديث عن العلاقة بين (معيارية الدين) ومنطق التغير والتطور الدنيوي لظن البعض باستحالة توجيه نصوص (ثابتة) لمجتمعات متطورة وعلاقات متغيرة وظروف حياتية تتباين في الفترات المختلفة التاريخية(4) والعاقل يعترف بتفاوت الظروف المعاصرة مع كان عليه الناس قبل عشرات القرون(5) .

ت) ولمعالجة الاشكالية يدخل الامام الصدر في مباحث اللغة والفهم والتأويل ولا سيما حين يختص الأمر (بالقرآن الكريم والحياة المتغيرة)(6) والارادات المتعارضة مما يتطلب وقفة متانية:

1- 1- ولا سبيل امام هذه الاشكالية الا (النص) الثابت و(العقل) الذي يريد اكتشاف العلاقة بين الخالد والفاني في زماننا هذا متخذاً من مسألة (الانفاق اليوم) على المحرومين والفقراء والقضايا الأساسية وسيلة عملية للتوفيق بين النص ومشكلات الواقع (عقلا)(7) في وطننا العربي الاسلامي, وعموم العلم الثالث.

2- ان اشكالية الخالد والمتغير تعني الامساك بمنطق التطور المامون المستنير بالنص القرءاني والمرشد للحياة المتحركة دوماً على قاعدة (الطريق المستقيم) الذي نتنكبه بفضل وعي العلاقة الايجابية بين الأرضي والسماوي بمعنى ان وجهة التطور تتجلى على وفق دلالات ربانية خالدة في الحياة الانسانية (المتغيرة)(18) انطلاقاً من القاعدة الصدرية القائلة ان (نص) القرآن هو صانع التطور وقد جربته البشرية وبه ارتقت لسبعة قرون انه مطور لا بمعنى الجبر المفروض من الخارج انما بفضل ارادة الانسان ووعيه ونيته الصالحة هكذا فقط يصبح لعمل الانسان قيمة تاريخية (حضارية) مقترنة بنسغ رحماني فهو سبحانه (اقرب اليك من حبل الوريد)(19) من جانب وأنت ايها الانسان خليفة الله على الأرض(20) من جانب آخر, فاذا وجدنا ان الأمة المستنيرة بالقرآن (مختلفة معنى هذا انها فقدت بوصلتها الرحمانية في الوصول الى الحياة المزدهرة)(21) المطلوب اذا (الفهم العقلاني الصحيح للنص المقدس) في ضوء معطيات العصر.

3- وحين ينسب السيد الصدر (التأخر لنا) و(التقدم لهم) للغربيين بعزوهما اليهم يقول هم ارادوها خطاء او عمدا بمعنى ان ثمة خلل في سياقات التطور ومفهومه فالصحيح في التطور التاريخي الحضاري: هو

أولاً: التفاؤل بالخير لأنه سبيل لتطور وتنشيط الانسان الى العمل(22) شرط توفر اسبابه.

ثانياً: لا نهضة جديدة من غير امتلاك اسباب العلم والتقدم (23).

ثالثاً: امتلاك الاسباب المادية والنفسية لصناعة الحضارة والمدنية (العلوم/ المادية) التي يتمتع بخيراتها ابناء المجتمع كافة(24) .

رابعاً: كسب أيد جديدة للعمل ترتقي بمستوى الحضارة(25) نحو الأفضل.

خامساً: ايجاد المواطن (المؤمن الصالح) و(الحاكم الصالح) و(المجتمع الصالح)(26) على قاعدة وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر وفي ذلك يطول الحديث والا فسيكون الانسان "في خسر"(27) أي منكفئ متخاف منحط وهو الواقع في زماننا هذا بمعنى ان الامة لم تعتبر من دروس التاريخ ولا من تحذيرات النص المقدس(28) فبقيت منكفنة على نفسها.

ث) هكذا تكون الاعمال المحمودة والانجاز الحضاري اذا جاء العمل الانساني متوافقاً مع الجزاء الهي خارج المفهوم الجبري فتصير المعادلة الحضارية هكذا نحن ذاتنا مستقبلنا مجموع اعمالنا لوحة ذاتنا مجموعة الخطوط التي رسمناها في ايام الحياة (29) هذا هو القصد الحضاري للدين خلق مجتمع متكامل متعاون موحد مؤمن يعيش الفطرة الواردة في (آية 30 من سورة الروم) ويحسن استثمار الزمن والعمل.

ج) الدين في بنية الحضارة هو نوع من الخلق في عالم التشريع ينسجم مع الخلق في عالم التكوين، وهناك تناسب متين بين الشريعة وبين الخلق(30) فكلما ازداد علم الانسان بالخلق يزداد ايمان الانسان مما يخلق تناسباً بين العلم والايمان والعمل التاريخي(31) والانجاز الحضاري, هكذا يرى السيد موسى الصدر معادلة الحضارة.

ح) ومثلما هو شأن القرأة الخلدونية للحضارة العربية الاسلامية في مسألة الاعتبار يرى السيد موسى الصدر علمياً ان العبر تمر علمياً والوضع الذي وصلنا اليه في هذا العصر في هذه المنطقة عبرة لمعالجة الأمور معالجة صحيحة والالتزام بالأخلاق والقيم والمناقب وتوثيق العلاقات الاجتماعية (32) ومعالجة عوامل القهر والحرمان والخوف فيها.

خ) هذا يعني واقعياً ان الاسلام وبعد كل هذه القرون كنص لم يفتقد قدرته على خلق حضارة جديدة متكاملة ذات مبادئ اجتماعية واقتصادية رصينة(33) شرط ان يحل "التعارض بين الضمير والعصر"(34) .

د) ولتمكين الناس من ادوارهم التاريخية تصبح العدالة عند السيد موسى الصدر عنوان المجتمع السعيد الذي يقطع دابر الحرمان والفقر والظلم ويحقق الاعتدال المالي في المصروف الرسمي والعدالة(35) فلا نهضة اليوم من غير ثلاثية العمل اليومي والمساعي والاعمال والجزاء العادل.

ذ) التوجيه الامثل للطاقات البشرية والثروات المادية لا يتحقق الا بالسعي لمجتمع الصلاح الذي تكون فيه للدولة والحاكم باب مفتوح للناس وعلى الناس فحين احتجب الخليفة عن الناس في سالف العصور تحولت الخلافة الى الملك عضوض وتحول الحاكم(36) الى مالك وتحول بيت ما المسلمين الى خزانة للحاكم وتحول الجيش الى حرس خاص بالحاكم مع ان القاعدة الذهبية تقول كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته(37) واحترام الرأي والرأي المخالف على أسس من الاجتهاد العقلاني والديمقراطية ونسبية الحقيقة وتعدد سبلها(38) .

خ) السقوط الحضاري يعبر عنه السيد الصدر من خلال الانحرافات الخلقية, والمعاصي الشائعة(39) والظلم والعدوان ويعقب عملياً بالقول "أنا لا أعتقد أن الأمة واجهت خطراً أكبر مما نواجهه الآن"(40) ولا خروج من ذلك الا في:

1- توحد العرب والمسلمين على قواعد عقلانية جديدة في التقارب والتفاهم والحوار لمواجهة المعضلات المشتركة.

2- عرض الاسلام الحق عرضاً علمياً بلغة العصر.. ونشره امام الرأي العام العالمي لقطع الطريق على المنحرفين.

3- المساعدة المادية في تخفيف المشكلات العالمية(41) .

4- الاستفادة من جوانب القوة في الحضارة الغربية والتقدم التقني والعلمي لأنها تمثل المستقبل(42) .

5- مما شاة العصر الذي نعيشه(43) باعتدال وموازنة.

6- التمسك باليقظة الروحية في زمن المادة والعمل على محاربة مشكلة العصر باليقظة من الشكوك والمادة(44) والالحاد.

ز) اما الدين (المكون المعنوي للحضارة) فهو عند السيد موسى الصدر "أفضل وسيلة للحياة قبل أن يكون زاداً للآخرة"(45) او سبيلاً للارهاب والدين هنا "ليس معارضاً للتقدم العلمي والاجتماعي"(46) . عليه لا يمكن رفع المستوى (العقيدي) الديني للمجتمع الا برفع المستوى الاجتماعي ورفع مستوى الثقافة الدينية"(47) السليمة. فالدين الحق (الذي يختلف عن الدعاوى الدينية المتطرفة والتكفيرية والمنغلقة الموجودة في جميع الأديان" يعلمنا التسابق في البناء ورفع المستوى الاجتماعي والخلقي مع سائر الطوائف غير مهتمين الى التعصب والهدم وسائر الآثار السلبية التي عانينا منها متاعب جمة"(48) في زماننا هذا ويحث السيد موسى الصدر على امتلاك شروط النهضة قائلاً "ليس المطلوب رفض التطور... لكن المطلوب ان لا نفقد ذاتيتنا (خصوصيتنا وهويتنا الحضارية) واصالتنا وان نجعل الانتاجات البشرية الحديثة في اطارنا الاصيل وان نزنها بمقاييسنا فنرفض ونختار ونبني من جديد امة اصيلة"(49) .

س) لهذا السبب انتقد السيد موسى الصدر رسل الحضارة الغربية المادية لأنهم:

1- عدوّ المشاعر الدينية والالتزامات المعنوية الاسلامية عقبات في طريقهم فاستمروا بقلع جذورها واطفاء جذوتها في العالم"(50) (انها مقدمة لحربهم على الارهاب في القرن الحادي والعشرين).

2- وانتقد اصنام العصر وعبودياته المادية(51) .

3- كما انتقد (الطائفية) التي تناقض الوعي الديني الصحيح فمثل هذا الوعي يمثل (الدعامة المتينة لتحرير الانسان من كهوف الطائفية، فالطائفية السلبية واحدة من عوامل الاعاقة لحركة الناس والتاريخ (52) .

4- وانتقد الحرمان وحياة القهر والظلم حتى بدا الدين الحق بسبب الحرمان "هو المحروم الأكبر"(53) كما ان الظلم يلغي الحرية ويقمع العدالة ويذبح المساواة فحين يدخل الدين عامل تحرير للانسان من جميع هذه القيود يكون وسيلة لعملية دفع تاريخي لا حدود له، لذلك يحاربة الظالمون"(54) . اما نحن فنتمسك به ما دام يمثل سلاحاً في النهضة به نعادل خلل حضارة الغرب، كما سنعرض لذلك في الموضوع اللاحق.

5) نقد سلبيات الحضارة المعاصرة ومعيقاتها ازمة الحضارة المعاصرة:

كشفت لنا السطور السابقة كيف وقف السيد موسى الصدر طويلاً عند محنة "الانسان المعاصرة" حتى مع أولئك الذي الذين يعيشون مدنية متقدمة وهذا صلب موقفه النقدي من العقبات المعاصرة:

أ) ارجع قلق الانسان المعاصر الى ((التنكر لله واعطاء الانسان صفة الاطلاق لمصنوعاته حيث لم يعد هناك استقرار او اطمئنان في حياته))(55). ما دام قد غادر فسطاط الروح وخيمة الخالق. فالقلق ناجم عن عدم استجابة الانسان الى مستلزمات ايمانه، ولا علاج الا بالانتماء الكلي (للقوة الربانية الكونية) والعودة الى خيمتها. وان مكاسب الانسان المعاصر مهما بلغت كما وكيف وشمولا فهي لا تتعدى نطاق الانسان ولا تخرج عن انها من مصنوعاته(56) . نعم فلا تجاوز لاخفاقات الانسان المعاصر واخفاق النظريات الفلسفية العاصرة الا بالاستقرار والطمأنينة وبعودته الى الايمان المطل ق(57). فالخوف والقلق مرده هذا الضياع في دروب المادة ومفارقة الروح لعبقها بسبب:

1- مادية الحضارة الغربية المطلقة واغترابها عن الله والروح.

2- التحلل الخلقي والتسبب عزل تأثير الخالق سبحانه عن الحياة الانسانية وذهاب الحياء.

3- اهمال الجوانب الوجودية للانسان وطغيان النزعة الانانية الملحدة.

ب) رافق ذلك عودة الجاهلية الاولى فالبشرية تعيش القهر بسبب الصراع بين طريق الهداية الالهية (الحضارة المتوازنة الانسانية) وطريق الجاهلية: الطريق المنحرف(58) . مع القانون الالهي الصائب يترجم عملياً على وفق القاعدة القائلة "اعمل لدنياك... واعمل لآخرتك" (59). على أساس نظرية الاستخلاف والتوازن والاستفادة من علوم العصر وكشوفاته وعقلانية الانسان وتبصر بالنص المقدس(60) .

ت) فشل الحضارة في اسعاد الناس او تحريرهم من الظلم والعدوان(61) . فالقاعدة المنحرفة للحضارة المادية لا يبني عليها الا الانحراف(62) .

ث) يحذر السيد موسى الصدر من (الاستعمار الفكري) الاعلامي والاضطهاد السياسي والعدوان العسكري من الغرب تحت دعاوى (الخطر الاسلامي) او لعزل رجال الفكر الروحانيين عن الموطنين "بهدف سلخ المسلم عن دينه"(63) . وسنده في ذلك حديث نبوي شريف جاء فيه سيأتي زمان على أمتي يكون فيه القايض على دينه كالقابض على الجمر(64) . ذلك هو الغزو الفكري المضاد للقيم الاسلامية وهو النوع الأخطر من أي استعمار آخر عرفناه لأنه يستهدف "الجذور العقائدية"(65) . ويترك المسلم حائراً ضائعاً في غربة واغتراب"(66) . وليس وهذا فقط بل يعني ان الغربي نفسه يعيش ازمة حضارية حيث قال السيد موسى "حتى لو افترضنا انها حضارة فهي فاشلة لانها تعاني من صعوبات عديدة وتناقضات ولم تتمكن من اسعاد البشر"(67) .

ولا خروج من هذه الأزمة الا بحضارة جديدة تأخذ ثمار العلوم والتقنية وتستعين بالأصالة الروحية والاخلاقية التراثية العقلانية – النقدية – الانسانية انه الموقف الديني الانساني (الوسط الذهبي) الذي يؤسس لحضارة عادلة، صالحة، انسانية على قاعدة "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"(68) .

ج) ولكي لا يفسر كلام الامام موسى الصدر على انه دعوة للقطيعة مع الغرب ميز بين الجوانب الايجابية في حضارته والجوانب السلبية ودعا الى الجمع بين ايجابيات الغرب واخلاقيات الاسلام في اطار الاستخلاف (69) . اما سعي الآخر لكي يبقى الاسلام في إطار الايمان التجريدي والتنكر لما وراء الطبيعة فالقصد منه انها العلمانية المادية (70). مما يوجب اعادة تربية الانسان تربية جديدة لأفق حضاري جديد يقوم على الحوار بين الأديان (الايمان) ولا سيما المسيحية والاسلام (71)، ويرى السيد الصدر ان التنافس يتحول الى صراع بين الأفراد والدول الصراع يصير صداما والصراع الدائم بين البشر (ظاهرة فطرية) ناجمة عن التنافس لكن الذي حدث على مر التاريخ ان الصراع دائم ومستمر.. لماذا الصراع؟ لأن البشر (الذي لا يخشى الله) طامع والوسيلة محدودة والأطماع غير محدودة فيكون الدمار والحروب والمصائب(72) . والاستعمار والعدوان انه الطمع والجشع في سوق المال والتجارة كما ينتقد التفسير الماركسي وجدله المادي وقوانينه في الصراع، الذي سيترك في أزمة خانقة الى تفكك مما لا سبيل معه الا بتحول الصراع الى حوار وتفاهم وتعاون والأخذ بالحل العقلاني/ الكوني, المادي/ الروحي, وفكرة الحياتين والعدالة, والقصاص العادل وطمأنينة النفس(73) . نعم الحوار الحضاري/ والديني اساس الحل العادل(74) . بين الشرق والغرب، كما هو ضروري بين الاسلام والمسيحية(75) . مثلما هو العدل اساس الملك.

د) هذا النقد لم يطلقه الامام الصدر لمجرد النقد, فهو المفكر الذي انطلق من:

1) القول بوحدة الموحدين، ما دام الدين عبقاً رحمانياً انطلق من الشرق بعامة، ومن ديار العرب بخاصة ولا سيما المثلث الممتد بين (بابل والقدس ومكة) حيث كانت الرحلة الابراهيمية بدورتها الرحمانية ومن داخل هذه الدائرة (كانت الحنيفية واليهودية والمسيحية والاسلام) كان ذلك بالأمس وستكون اليوم وغدا قالها بعد ان استعان باله ابراهيم واسماعيل واله موسى وعيسى ومحمد ورب المستضعفين واله الخلق اجمعين(76) . وعد تلاقي هذه المواسم في مجرى الزمن السائر دون توقف يحملنا معه الى الينابيع المتدفقة التي صنعت التاريخ وخلقت الحضارات والقيم(77) . ولا يقف هذا المفهوم المتفائل عند السيد الامام الصدر بل عد (الايمان هو سر النهضة والتقدم والفوز الاعظم ضد قوى الظلام، فالايمان معرفة والمعرفة نور يفتح الدرب الى مستقبل مشرق(78) . ينظق ذلك على وحدة المؤمنين الحقة المبرأة من الضغائن والاحقاد العنصرية ولا سيما في لبنان وفلسطين وبين المسلمين والمسيحيين، هذا هو حكم التاريخ الذي يصدر (الجنوب)(79) . ليحمي الصمود فيه مستقبل العرب والمسلمين وعموم المؤمنين فازدهار دول الاسلام الحق (اليوم) هو في جوهره نصر للانسانية الباحثة عن العدالة(80) .

2) ان المنطق الحضاري الفلسفي للسيد موسى الصدر يتجلى عملياً في دعوته للتعايش الحضاري الذي لا يتم في الوطن الواحد، الا بالحرية والاخاء وانصاف المظلومين وتحقيق العدالة بجميع صورها (81). لأنه يعلم جيداً ان الضرورة المعاصرة توجب علينا التذكير بالبعد الانساني الحضاري للاسلام. والديانات الانسانية التي جاءت لتحرير الانسان من ضغوط الحضارة المادية في مقابل صعود ظاهرة مذهلة هي (الحضارة في الشرق): حضارة انسانية حقة ودنيا قويماً.. لا تحقير للانسان فيه او تمييزاً عناصره (82). على أساس المنظور المرآوي الذي نظر فيه بعض رجال الغرب الينا، من خلال (مرايا محدبة او معقرة) تشوه حقيقتنا الانسانية: لقصور فيهم لا فينا.

3) الامام السيد موسى الصدر وهو يتحدث بهذه الروح الحضارية عن وحدة المؤمنين يذكرنا بان التنوع والاختلاف بين الأمم والعقائد والأديان لا يشكل مثلبة ما دام الحوار والتفاهم، وتعدد طرق المعرفة هو الحق الذي نوه به الخطاب. المقدس القائل لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً، ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما أتاكم فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعاً (83). وهذا يعني ان التفاوت والاختلاف والتنوع سمة رحمانية في الأمم والأديان، وليس وسيلة للتصادم والصراع والكراهية(84) . فحتى داخل الدين الواحد ورد الخبر الشريف هكذا (بأن اختلاف امتي رحمة).

4) وحين أراد الامام الصدر ان يرد عن (الدين الحق) طعنات الخصوم، لم يكتف ببيان مثالب المدنية الغربية التي نوهنا بها في الصفحات الفائتة وما تنطوي عليه من عقبات في طريق النهوض الحضاري بل راح يكشف الجوهر المشرق للنبوة المحمدية، ودورها (اليوم) في انتشال الانسان من ورطته، عن طريق:

- اولاً: العودة الايجابية (لا الهروب) للفطرة التي تربط الانسان بخالقه الواحد الأحد، مما يعني تحريره من اصنام العصر المادية وفكرة الجاهلية الجديدة في التعدد والشرك والنزعة الامبراطورية القديمة الجديدة.

- ثانياً: تحرير الانسان من الغموض الذي كان وراء تقديس (المجهولات) وفتح مغاليق الطبيعة وجعلها واحدة أمن وأمان للانسان وليس (الهة) جديدة وتعزيز روح الأمل والتفاؤل والمثابرة طوال حياته (من المهد الى اللحد).

- ثالثاً: التذكير بمثلث الحضارة القائم على شمولية الوجود ووحدة المجتمع الفاضل ورفض اسباب الظلم والعدوان والاستبداد والدعوة للمساوات في الحقوق والواجبات.

- رابعاً: تهشيم صنمية (المال) وتحرير الناس من عبوديته القاسية والدعوة للتكافل على قاعدة (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم).

- خامساً: التشبث بالحق وعده منطلقاً لكل شيء فلا مجاملة عليه مهما كانت المواقف والظروف فالحق قوة انها قوة الحق التي انتصرت في مواقف كثيرة على (حق القوة الغاشمة) كما نريده اليوم في معارك الانقاذ العسكرية، ضد طواغيت العصر وجبابرته.

5) ان السيد الصدر (موسى) يتجاوز الصدر (يتخطى) في نقده للعوامل المحركة للتاريخ (سيرورة) وصيرورة حضارية! الأجوبة التقليدية التي وقفنا عندها في المبحث الأول من هذه الدراسة, الى القول بشبكة العوامل (الجدلية/الديالكتيكية) المحرك للتاريخ على وفق رؤية اصلية. فبرى سماحته ان منطق التاريخ او الجدل او الديالكتيك, انما هو (ليس حكراً على أحد) هو وسيلة الفلسفة الاسلامية (بمعنى فلسفة المسلمين) في موقفهم من تفسير التاريخ وهذا التفسير لا يقبل مثلاً بعد (الاقتصاد) هو المحرك الوحيد بل يقول ان هناك عوامل كثيرة تحيط بالانسان وبالحكام وبالشعب وتؤثر على تطوير الدولة (85). تسهم في دفع التاريخ. ولا يقف عند هذا الحد! بل يعرض لنا التصور المستنبط من قلب المصادر العقيدية التي تعالج اشكالية الحياة الانسانية واختلال المعايير في اطار (يتخطى) الحلول المادية التي عجزت في (قرن) عن معالجة هذه الاشكالية فكانت له مواقف من قضايا العمل والانتاج، وفائض القيمة والبعد الاجتماعي للثروة والمال والأرض.

...نعم ان المال وجهين فردي واجتماعي لا يجوز للأول ان ينعزل عن حركة المجتمع ولا المجتمع يحول دون النشاط الحر للأفراد فمثل هذا النشاط اذا اكتسب شروطه الاجتماعية اصبح واحد من عناصر القوة الحضارية. فالمعادلة بين (الانسان، والمجتمع والسلطات والثروة) تعني اسقاط ذرائع الذين لم يدركوا طبيعة العلاقة التي تربط اطراف هذه المعادلة. لذلك وقف الامام السيد موسى الصدر يصحح الأخطاء هكذا:

- أولاً: أن مفهوم العدالة الاقتصادية، في الاسلام اجتماعي بحسب اوضاع الأمة الاسلامية اليوم(86) . وفي هدى قواعدها المعروفة في (اجتماعية الثروة).

- ثانياً: وما دام (الواقع) هو معين الإمام الصدر في الحكم على الفجوة بين (النظر) و(العمل) وجد ان حركة المحرومين كانت عادلة وباتجاه تقدم الانسان في التاريخ لا لمجرد العوامل التي تحدثنا عنها (سابقاً) ولكن الحركة هذه كانت من مقتضيات الضرورة التاريخية بسبب المزيد من العوامل التي تعتبر على خلاف (معاكسة) سير التاريخ(87) . حسب المفهوم المادي.

- ثالثاً: وعن مكانة (العمل) وقيمته كما يراه الصدر وجد ان العمل في جوهره هو (صانع الحضارات) بفضل الصلة المثلثة بين (الانسان والطبيعة والخالق) فهو (العمل) طريق الانسان الى الله ما دام بالعمل يحقق الانسان رسالته بالاستخلاف على الأرض(88) . العمل لم يكن عند الامام موسى الصدر (مصدر الثراء الرأسمالية) على حساب حقوق العاملين بل هو نشاط انساني به يتقدم التاريخ الحضاري، مطلوب وضعه على أسس انسانية عادلة لتحقيق الوصايا السماوية في الحياة الكريمة للانسان(89) . (العامل لا يوصفه عبداً للطبيعة، بل سيداً لثروتها، به يواجه الانسان الذعر من معميات الطبيعة (90). وينتصر عليها ويسخرها له.

- رابعاً: اما اشكالية (التفاوت الطبقي) التي هي (لازمة) الأدبيات الماركسية فالسيد موسى الصدر يتحدث في معرض بيانه لصعوبات تطبيق المفهوم الاقتصادي للتاريخ: عن هذا المفهوم من جهة نظر نقدية – اسلامية متوازنة(91) . تتوافق مع ما سجله الشهيد الأول محمد باقر الصدر في مؤلفاته الكبرى. كما نقد الامام موسى الصدر مفهوم (ان وحدة الطبقة (العاملة) تحقق الفكر الموحد في المجتمع وتنفي الصراع الطبقي التاريخ . وعد ذلك حلا خيالياً لاهماله العوامل الأخرى المحرك للانسان. وان قيمة الاشياء تأتي من تمازج طاقة الانسان مع مكنونات الاشياء وفوائدها، او قل تزاوج العمل مع الطبيعة. لصالح الجميع بفضل العلاقة مع المحيطين الاجتماعي والكوني.

- خامساً: اما عن الثروة وسبل توزيعها فيضع السيد موسى الصدر فيصلا بين المفهومين (الاشتراكي المادي) و(الاسلامي الشوري) . مميزاً بين (فائض القيمة) الربوية والبعد الاجتماعي للمال في اطار من العدالة المنشودة في زماننا هذا . وعلى أساس الخطاب المقدس وهو يصدح الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة... ومما رزقناهم ينفقون . لا بقصد التذكير بأهمية (الزكاة) في هذا السياق انما لتأكيد مبدأ (اجتماعية الثروة) بجميع صورها ريع، زراعة, صناعة, تجارة, ثروة حيوانية, معاون, بترول.. فالناس فيها سواء والتسوية في الانفاق على المصالح العامة ذات النفع العام، التي للفقير فائدة اكثر من فائدة الثري. وبذلك رفض الامام الصدر مفهوم (الطبقية) الضيق . وقال باجتماعية الحلول.

- سادساً: ان القيمة وفائضها الموضوع الأثير عند ماركس، وصلتها بمفهوم الملكية (الخاصة والعامة) حظيت بنقد الامام السيد موسى الصدر ان كانت ناشئة. عن نشاط فردي ام اجتماعي، ام عام . فلقد درس تحديد القيمة وبين اثرها على الانتاج الحضاري والانساني حيث يتحقق تراكم الثروة وتنامي رأس المال" كناتج حضاري لجهود الجماعة لا بد ان يترك مردوداً اجتماعيا ينعكس على مجموعة المواطنين من حيث الوفاء بحاجاتهم (المباشرة) او غير المباشرة من خلال مصروفات المؤسسات ذات (النفع العام) بطرق عقلانية عادلة توفر لهم حياة كريمة وترد عنهم عاديات الزمن والاعداء واحابيلهم وبهذا تستوي معادلة (العمل, والثروة, والعدالة, والمساواة, والتضحية) بما ينمي الانتاج الحضاري ويحقق طمأنينة الانسان (حاجة) و (دهشة) و(رهبة), فيرتوي (الجسد) خيراً ويستقر (العقل) على قناعة بما ناله من علم ومعرفة يتوافق مع العمل ويتفوق عليه مثلما يطمئن القلب الباحث عن أمنه وأمانه بين (جبل) من التحديات! هكذا اذا السلامان الداخلي, والاجتماعي (الكوني) اذا وجدا طريقهما الى وعي انساننا وجنانه ادرك مفاتيح الحياة الكريمة والحضارة المزدهرة والتاريخ الفاعل والعكس بالعكس. من هنا جاء التصاق الانسان بالتاريخ وتشبثه بالعقيدة تلك هي خلاصة القراءة (الصدرية) لفلسفة التاريخ وقوله الأصيل فيها.

_________________

(1) علي حسين الجابري: الانسان والواجب اشكالية فلسفية: دار الشؤون الثقافية, بغداد 1998. ص 18 او ما تلاها.

(2) الامام موسى الصدر: حوارات صحفية(1), ص 312 و315.

(3) ايضاً, ص 318-324.

(4) عمر فرج زوراب: مسألة خلت العالم في فلسفة الكندي رسالة ماجستير, باشراف الدكتور علي حسين الجابري/ قسم 172- التفسير/ كلية الآداب/, جامعة مصراته/ ليبيا/ تموز 2001, ص 25 وما تلاها.

(5) الامام السيد موسى الصدر: دراسات للحياة, ص 11

(6) ايضاً, ص 73.

(7) الامام السيد موسى الصدر: دراسات للحياة, ص 12-13

(8) ايضاً, 13-15.

(9) ايضاً, ص 19.

(10) ايضاً, ص 29 و30.

(11)

(12) السيد موسى الصدر: دراسات للحياة, ص 19-20

(13) ايضاً, ص 74.

(14) ايضاً, ص 94 وما تلاها.

(15) ايضاً, ص 136.

(16) ايضاً, ص 137.

(17) ايضاً, ص 142.

(18) ايضاً, ص 149.

(19) ايضاً, ص 151-153.

(20) ايضاً, ص 225-227.

(21) السيد الصدر, دراسات, ص285.

(22) ايضاً, ص 286-287.

(23) ايضاً, ص 329.

(24) السيد الصدر: الاسلام وثقافة القرن العشرين, ص 17-18.

(25) ايضاً, ص 66 وكذلك الصدر: الى المحرومين, ص 17-18

(26) ايضاً, ص 76.

(27) السيد موسى الصدر: حوارات صحفية(1), ص6.

(28) ايضاً, ص 49.

(29) ايضاً, ص 54.

(30) السيد موسى الصدر: دراسات للحياة, ص 280-281.

(31) الصدر: حوارات(1), ص 47.

(32) ايضاً, ص 247.

(33) ايضاً, ص 13-14.

(34) ايضاً, ص 14.

(35) ايضاً, ص 20.

(36) السيد موسى الصدر: حوارات (1), ص 46.

(37) ايضاً, ص 8 و11.

(38) ايضاً, ص 10.

(39) ايضاً, ص 11.

(40) السيد موسى الصدر: دراسات للحياة, ص 20.

(41) السيد موسى الصدر: تقرير الى المحرومين, ص 26-27.

(42) ايضاً, ص 6.

(43) السيد موسى الصدر: حوارات, أيضاً, ص 18.

(44) السيد موسى الصدر: تقرير الى المحرومين, ص 5.

(45) ايضاً, ص 6-7.

(46) السيد موسى الصدر: حوارات صحفية: تأسيس المجتمع مقاوم ص 72-73.

(47)ايضاً, ص 74.

(48) ايضاً, ص 72.

(49) الامام السيد الصدر: الاسلام وثقافة القرن العشرين ص 76.

(50) ايضاً ص 177-181.

(51)ايضاً ص 86- 90 و ص115.

(52) السيد موسى الصدر: حوارات صحفية (1) ص 220-231.

(53) ايضاً ص 177-181.

(54) ايضاً ص 233.

(55) ايضاً ص 234.

(56) ايضاً صص 234.

(57) ايضاً ص 235.

(58) ايضاً ص 235-236.

(59) ايضاً ص 254-255 و335-337

(60) ايضاً ص 342-385.

(61) ايضاً ص 76.

(62) ايضاً ص 73 و84 و186-189 و196 وص 213-216.

(63) الامام الصدر: دراسات للحياة ص 207.

(64) ايضاً ص 208-214.

(65) الامام الصدر: تقرير الى المحرومين ص 8.

(66) الامام الصدر: حوارات صحفية ص 332.

(67) الامام السيد موسى الصدر: كلمة في كنيسة الآباء الكبوشيين بتاريخ 18/3/1975 (اصدار مركز الامام الصدر- لبنان).

(68)الامام السيد موسى الصدر: بيان بمناسبة التقاء احتفال عيد الأضحى يوم 23/1974 مع عيد ميلاد (السيد المسيح (ع) مركز الامام الصدر.

(69) الامام السيد موسى الصدر: مقالة في صحيفة الحياة يوم 9/4/1969 (نشر مركز الامام موسى الصدر).

(70) الامام السيد موسى الصدر: بيان يوم 20/5/1970 (مركز الامام موسى الصدر) وكذلك موسى الصدر: جريدة النهار يوم 8/5/1975 (اصدرا مركز الامام).

(71) الامام السيد موسى الصدر: مقال في جريدة اللوموند الفرنسية يوم 23/8/1978 (نشر مركز الامام موسى الصدر).

(72) السيد موسى الصدر: جريدة النهار في 18/1/1977 (مركز الامام)

(73) السيد موسى الصدر: من المهاجر الافريقية, شباط – تموز 1967 (مركز الامام الصدر).

(74) المائدة/148.

(75) الامام السيد موسى الصدر: حديث في كنيسة الكبوشية يوم 18/2/1975.

(76) الامام موسى الصدر: المذهب الاقتصادي قي الاسلام: تقديم وتعليق الشيخ علي حجتي كرماني, ترجمة منير سعودي, (مركز الامام الصدر) ط1 بيروت 1998 ص 134.

(77) الامام موسى الصدر: الاسلام والتفاوت الطبقي, محاضرات في الاقتصاد, تقدم كاظم الصدر, اصدار مركز الامام الصدر ط1 بيروت 2000, ص 115-121 و 120-126.

(78) الامام السيد موسى الصدر: حركة المحرومين, اصدار حركة امل- سلسلة محاضرات سماحة الإمام الصدر ط4 بيروت 1422 هـ/ 2001 م, ص 88.

(79) الامام الصدر: الاسلام والتفاوت الطبقي (مصدر سابق) ص 54-59.

(80) الامام الصدر: المذهب الاقتصادي في الاسلام (مصدر سابق) ص 101-110.

(81) الامام الصدر: وثيقة صور 14-09-60 (مصدر سابق).

(82) الامام موسى الصدر: الاسلام والتفاوت الطبقي ص 35-*58.

(83) السيد محمد باقر الصدر: اقتصادنا, ط3 دار الفكر بيروت 1969 ص 25 وما تلاها.

(84) الامام السيد موسى الصدر: المذهب الاقتصادي في الاسلام ص 130-131.

(85) ايضاً ص 141.

(86) ايضاً ص 51-57 و 81.

(87) الاسلام والتفاوت الطبقي ص 125-127.

(88) البقرة 2/3 والامام الصدر: المذهب الاقتصادي ص 144-148.

(89) الامام الصدر: المذهب الاقتصادي: ص 151-153.

(90) الامام موسى الصدر: وثيقة صور في 14/9/1960 ص 50.

(91) الامام الصدر: الاسلام والتفاوت الطبقي ص 59-60 و103-115 وص 118-124.

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).