أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2014
2402
التاريخ: 5-05-2015
5814
التاريخ: 2-03-2015
2974
التاريخ: 2024-01-01
1696
|
كانت ولادته عليه السّلام سنة 148 هـ و توفي عام 202 هـ.
فكما عاش آبائه عليهم السّلام أمام المشكلات التي كانت تعصف بالمسلمين و تمزقهم إلى مذاهب وفرق، بسبب التفاسير المتأثرة بالإسرائيليات، و التي شجع عليها بنو أمية و وعاظ بلاطاتهم بالجمود على ظاهر الآيات والروايات الدالة على التشبيه ؟! و لكن الإمام الرضا عليه السّلام كان يبين للأمة التفسير عن أهل البيت الحق بقوله : «ما شهد به الكتاب والسنّة فنحن القائلون به» (1).
كذلك مسألة رؤية اللّه سبحانه و تعالى، و هي من المسائل التي لم يتمكن الأشاعرة إيجاد التفسير المناسب والصحيح لها مما وقعوا بالقول به، منها الآية {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم : 13] و في معرض ردّه، قال أبو الحسن الرضا عليه السّلام : «إن بعد هذه الآية ما يدل على ما رأى حيث قال {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى } [النجم : 11] يقول : ما كذب فؤاد محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما رأت عيناه، ثم أخبر بما رأى، فقال : { لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم : 18]
فآيات اللّه عز و جل غير اللّه؟! و قد قال : {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه : 110] فإذا رأته الأبصار فقد أحاطت به العلم و وقعت المعرفة ... حتى قال عليه السّلام :
«إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبتها» (2).
وقال عليه السّلام في تفسير الآيات الأخرى التي يستدل بها الأشاعرة من العامة، مثل آية {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } [القيامة : 23] قال عليه السّلام : يعني مشرفة تنتظر ثواب ربها (3).
وأيضا في تفسير الآية : {وَ جاءَ رَبُّكَ} قال عليه السّلام : «جاء أمر ربك و الملك صفا صفا» (4).
لذلك وصف إبراهيم بن عباس كلام الإمام الرضا عليه السّلام بقوله : «كان كلامه كله و جوابه، و تمثله، انتزاعات من القرآن» (5).
وكيف لا و أن الأئمة عليهم السّلام و استنادا إلى القرآن الكريم دحضوا أقوال الشاذين، و ذلك عند ما عرض على مسامعه عليه السّلام رأي المعتزلة في عدم غفران الكبائر قال عليه السّلام : «قد نزل القرآن بخلاف قول المعتزلة؟! { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ } [الرعد : 6].
وقد ردّ على من جعل للّه تعالى يدا لقولهم : { بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ } أجاب عليه السّلام : «إن كان مرادهم أنها كأيدي الإنسان كان مخلوقا» (6).
وهكذا يتضح لنا أن الأئمة هم الثقل الثاني مع الكتاب العزيز و لا مجال للأمة إلا بالتمسك بهم، لا كونهم مجرد علماء و مفسرين؟!
وفي هذا ردّ على من يتساءل فلم لا يجوز أن يكون في الأرض إمامان في وقت واحد؟ و لما ذا يجب أن يكون من أهل بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ؟! و لعل الجواب في حديث الإمام الرضا عليه السّلام ما رواه عن جده صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قوله : «كلمة اللّه حصني، فمن دخل حصني آمن من عذابي ... فلما مرت للراحلة نادانا : بشروطها و إنا من شروطها» (7).
ومن أقواله عليه السّلام في مجال التفسير ومنهجه القويم : «من رد متشابه القرآن إلى محكمه هدي إلى صراط مستقيم» ثم قال : «إن في أخبارنا متشابها كمتشابه القرآن فردوا متشابهها إلى محكمها و لا تتبعوا متشابهها فتضلوا» (8).
روي عن العباس أنه في مدينة مرو، استدعى عليا الرضا فأنزله أحسن منزلة و جمع خواص الأولياء و أخبرهم أنه نظر في أولاد العباس و أولاد علي بن أبي طالب، فلم يجد وقته أحد أفضل و لا أحق بالأمر من علي الرضا عليه السّلام فبايعه (9).
وقال إبراهيم بن العباس سمعت العباس يقول : «ما سئل الرضا عن شيء إلّا علمه، و لا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقت عصره، و كان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيبه الجواب الشافي (10).
وهذا ما يؤيد ما جاء في كتاب العهد له بالخلافة من بعد المأمون، «لما رأى من فضله البارع و علمه الذائع ، و تفرده عن الناس ...» (11).
_______________________
(1) التوحيد ص 113، الكافي 1/ 100.
(2) التوحيد ص 111، و الكافي 1/ 95.
(3) عيون أخبار الرضا 1/ 114، أمالي الصدوق ص 246، مسند الرضا 1/ 379.
(4) التوحيد ص 162.
(5) عيون أخبار الرضا 2/ 180.
(6) التوحيد ص 168.
(7) عيون أخبار الرضا 2/ 134، التوحيد ص 25، معاني الأخبار ص 371، أمالي الصدوق ص 146 أبو نعيم، حلية الأولياء 3/ 192.
(8) عيون الأخبار 1/ 290.
(9) راجع تاريخ ابن خلكان و مروج الذهب.
(10) راجع الفصول المهمة، لابن الصباغ.
(11) راجع الفصول المهمة و نور الأبصار، للشبلنجي الشافعي في ذكر الرضا عليه السّلام.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|