أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-17
800
التاريخ: 4-05-2015
5947
التاريخ: 5-05-2015
2383
التاريخ: 2024-09-06
327
|
للقرآن الكريم نواح ثلاث تجمعن فيه ، وبذلك اصبح القرآن كتابا سماويا ذا قدسية فائقة ، وممتازا على سائر الكتب النازلة من السماء :
اولا : كلام الهي ذو قدسية ملكوتية ، يتعبد بقراته ويتبرك بتلاوته .
ثانيا : هدى للناس ، يهدي الى الحق والى صراط مستقيم .
ثالثا : معجزة خالدة ، دليلا على صدق الدعوة عبر العصور.
تلك نواح ثلاث خطيرة تجمعن في هذا الكتاب ، رهن نظمه الخاص في لفظه ومعناه ، واسلوبه الفذ في الفصاحة والبيان ، ومحتواه الرفيع في نظمه وتشريعاته .
و بعد، فهل بإمكان الترجمة ـ من اية لغة كانت ـ الوفاء بتلكم النواحي ام ببعضها على الاقل ، ام تذهب بهن جمع ادراج الرياح ؟ امـا الـتـرجـمـة الحرفية فأنها تفتقد دلائل الاعجاز اولا، ولا سيما البياني منها القائم على اعلى درجـات الـبـلاغـة ،كـمـا تـعوزها تلك القدسية المعهودة بشان القرآن ، فلا تجري عليها الاحكام الـشـرعـيـة المترتبة على هذا العنوان الخاص (القرآن الكريم )، واخيرا فأنها تخون في التأدية احيانا، ان لم يكن في الاغلب .
لكن الترجمة المعنوية ـ الحرة غير المتقيدة بنظم الاصل ـ فأنها تواكب اختها غالبا في افتقاد دلائل الاعـجـاز، وكذا في الذهاب بقدسية القرآن الخاصة بهذا العنوان ، نعم سوى الايفاء بالمعنى ان قامت على شروطها اللازمة ، واليك التفصيل :
الترجمة الحرفية للقرآن
الترجمة الحرفية ان كانت بالمثل تماما، فمعناها: افراغ المعنى في قالب لفظي يشاكل قالبه الاول في جميع خصوصياته ومميزاته الكلامية تماما، سوى كونه من لغة اخرى ، الامر الذي لا يمكن الاتيان بـه بشان القرآن بتاتا، لان الاتيان بما يماثل القرآن نظما واسلوبا، هو الامر الذي تحدى به القرآن الكريم كافة الناس لو يأتوا بمثله ، وقد دلت التجربة على استحالته .
وان كانت بغير المثل ، بان يقوم المترجم بأنشاء كلام يشاكل نظم القرآن حسب المستطاع ، فهذا امر ممكن في نفسه ، الا انه حينئذ يفتقد الكثير من المميزات اللفظية والمعنوية التي كان القرآن مشتملا عليها، وكانت من دلائل الاعجاز لا محالة .
كـمـا انـه اذا غير الكلام الى غير لفظه وبسوى نظمه ولا سيما بغير لغته ، فهذا لا يعد من كلام الـمـتـكـلـم الاول ،لان من مقومات كلام كل متكلم هو البقا على نفس الكلمات والتعابير والنظم والاسـلـوب الـذي جـاء في كلامه ، فان غير في احد المذكورات ، فانه يصبح اجنبيا عنه ولا يعد من كلامه البتة ، الامر الذي لا يحتاج الى مزيد بيان .
وعـلـيـه فـلو كان كلام خاص ، يحمل قدسية خاصة ، وله احكام خاصة به ، وباعتبار انتسابه الى مـتـكـلـم خاص ،فان هذه الميزة سوف تذهب بأدنى تغيير شكلي في كلامه فكيف اذا كان تغييرا في الكلمات والالفاظ من غير اللغة ، ومغيرا للنظم والاسلوب ايضا ولو يسيرا، الامر الذي يتحقق في الترجمة الحرفية لا محالة .
مـن اجـل ذلـك نرى الفقها (1) ـ ولا سيما فقها الامامية ـ متفقين على عدم اجزاء القراة بغير الـعـربـية في الصلاة ، حتى على العاجز عن النطق بالعربية ، وانما يعوض بآيات اخرى ، او دعا وتهليل وتسبيح ان امكن اما الفارسية او غيرها فلا تجوز اطلاقا، اللهم الا بعنوان الذكر المطلق ، اذا جوزناه بغير العربية ، وفيه اشكال ايضا.
قـال المحقق الهمداني : يعتبر في كون المقروء قرآنا حقيقة ، كونه بعينه هي المهية المنزلة من اللّه تـعـالـى عـلى النبي (صلى الله عليه واله ) مادة وصورة ، وقد انزله اللّه بلسان عربي ، فالإخلال بصورته التي هي عـبارة عن الهيئات المعتبرة في العربية بحسب وضع الواضع كالأخلال بمادته ، مانع عن صدق كونه هي تلك الماهية (2) .
و قـال : ولا يـجزئ المصلي عن الفاتحة ترجمتها، ولو بالعربية فضلا عن الفارسية ، اختيارا بلا شبهة ، فان ترجمتها ليست عين فاتحة الكتاب المأمور بقراتها، كي تكون مجزئة (3) .
قـال ـ بشان العاجز عن العربية ـ : الاقوى عدم الاعتبار بالترجمة ـ في حالة العجز عن الفاتحة وبـدلـها (من قرآن غيرها او تحميد وتسبيح ) ـ من حيث هي اصلا، ضرورة عدم كونها قرآنا ولا مـيـسوره ، بعد وضوح ان لألفاظ القرآن دخلا في قوام قرآنيتها نعم بنا على الاجتزاء بمطلق الذكر لـدى الـعـجـز عـن قـراة شيء من القرآن مطلقا، او لدى العجز عن التسبيح والتحميد والتهليل ايـضـا، اتـجه الاجتزاء بترجمة الفاتحة ونظائرها، لا من حيث كونها ترجمة للقرآن ، بل من حيث كونها من مصاديق الذكر، واما ترجمة الايات التي هي من قبيل القصص فلا يجتزئ بها اصلا، بل لا يجوز التلفظ بها لكونها من الكلام المبطل (4) .
وهـذا اجماع من الامامية : ان ترجمة القرآن ليست بقرآن وفي ذلك احاديث متظافرة عن النبي والائمة الصادقين (عليه السلام ) :
قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله ) : " تعلموا القرآن بعربيته ".
وعـن الامـام الـصـادق (عليه السلام ) : " تـعـلـمـوا الـعربية ، فأنها كلام اللّه الذي كلم به خلقه ونطق به للماضين " (5).
ولا يزال الفقها يفتون بالمسائل التالية :
1ـ من لا يعرف قراة الحمد، يجب عليه التعلم .
2ـ ومن تعذر عليه تعلمها استبدل من قراتها ما تيسر من سائر آيات القرآن .
3ـ ومـن لـم يـتـيـسـر لـه ذلـك ايضا يعوض عنه بما يعرفه من اذكار وادعية على قدر سورة الفاتحة (6) ، بشرط ادائها بالعربية .
4ـ واذا كانت الترجمة لا تصدق عليها عنوان الذكر او الدعاء ، فغير جائزة البتة .
5ـ واذا كانت من قبيل الدعاء والذكر فتجوز في الدرجة الثالثة ، بنا على جواز الدعاء بغير العربية في الصلاة ، وهو محل خلاف بين الفقهاء .
والـخلاصة : ان فقها الامامية متفقون على عدم اجرا احكام القرآن ـ بصورة عامة ـ على ترجمته ، بباية لغة كانت ويوافقهم على هذا الراي اصحاب سائر المذاهب من عدا ابي حنيفة واصحابه ، فقد اجـازوا في الصلاة قراة ترجمة الفاتحة بالفارسية استنادا الى ما روي : ان الفرس كتبوا الى سلمان الفارسي (رض ) ان يكتب لهم الفاتحة بالفارسية ، فكانوا يقراون ذلك في صلاتهم ، حتى لانت السنتهم للعربية .
امـا ابـو حـنـيفة فقد اجاز ذلك مطلقا، واما صاحباه (ابو يوسف ومحمد) فقد اجازا لمن لا يحسن الـعـربـيـة (7) وكـان الحبيب العجمي ـ صاحب الحسن البصري ـ يقرا القرآن في الصلاة بالفارسية ، لعدم انطلاق لسانه باللغة العربية (8) .
وقـد افتى بالجواز ـ عند العجز ـ الشيخ محمد بخيت ، مفتي الديار المصرية ـ سابقا ـ فتوى لأهل التران سفال ،استنادا الى فعلة الحبيب العجمي (9) ، وسياتي تفصيل ذلك مشروحا.
هـذا ومـن نـاحية اخرى فان الترجمة الحرفية (تحت اللفظية ) تخون في التأدية ولا تفي بإفادة الـمـعنى المراد في كثير من الاحيان ، ان لم تشوه المعنى وتشوشه على اذهان القراء والمستمعين ، على ما سبق بعض الامثلة على ذلك ، وسياتي مزيد بيان .
وعـلـيـه فقد صح القول : بان الترجمة الحرفية تذهب بروا الكلام ، فضلا عن بلاغته الاولى التي كـانت من اهل دلائل الاعجاز في القرآن ، كما لم يصح اسناد الترجمة الى صاحب الكلام الاول ، بعد تـبـديـله الى غيره لفظا واسلوبا واخيرا فأنها تخون في تأدية المراد في كثير من الاحيان ، الامر الذي يحتم ضرورة اجتنابها، ولا سيما في مثل القرآن العظيم .
الترجمة المعنوية (التفسيرية )|
اما الترجمة المعنوية ـ الترجمة الحرة غير المتقيدة بنظام الاصل ، ان دعت ضرورة الايفاء بالمعنى الى مخالفة النظم ـ فهو امر معقول ، وتختلف عن الترجمة الحرفية بوفائها بتمام المراد، وان كانت توافقها في الامرين الاولين (انتقاد دلائل الاعجاز والمميزات اللفظية التي كانت في الاصل ، وعدم اجـرا احكام القرآن عليه ) اما الوفاء بالمعنى تماما فهو الامر الذي يختص به هذا النوع من الترجمة الحرة ، على شريطة الدقة والاحاطة ، بتمام جهات المعنى المقصودة من الكلام .
و صـاحـب هذا النوع من الترجمة انما يقوم بعملية ايفا المعنى وبيان مقصود الكلام ، وهو نوع من الـشرح والتفسير، ولكن في قالب لفظي متناسب مع الاصل مهما امكن ، فهو في الغالب (بل الاكثرية الساحقة ) متوافق مع الاصل في النظم والترتيب وحتى في الاسلوب البياني ، ان امكن ذلك ، وكانت اللغة المترجمة اليها متقاربة مع اللغة المترجم عنها في تلكم المصطلحات وفنون المحاورة غالبا والمعهود ان لغات الامم المتجاورة ، قريبات بعضهن مع البعض في آفاق التعبير البيان .
والترجمة المعنوية ، هي الراجحة والمتداولة في الاوساط العلمية والادبية ، منذ عهد سحيق ، وهـي الـوسيلة الناجحة لبث الدعوة بين الملا على مختلف لغاتهم والسنتهم ، وقد جرت عليها سيرة الـمـسـلمين ولا تزال قائمة على ساق ولا شك ان عرض مفاهيم القرآن وحقائقه الناصعة ، على ذوي الاحلام الراجحة من سائر الامم ، من انجح الوسائل في ادا رسالة اللّه الى الخلق ، التي تحملتها عـواتق هذه الامة (10) ، الامر الذي لا يمكن الا بتبيين وترجمة النصوص الاسلامية ـ كتابا وسـنة ـ وعرضها بالسن الامم ولغاتهم المألوفة (11) ومن ثم كانت ترجمة القرآن ترجمة صحيحة ، ضرورة دعائية يستدعيها صميم الاسلام وواقع القرآن ، حسبما يأتي .
دفاع حاسم
ولـقـد احـسـن الاسـتـاذ مـحـمد فريد وجدي الدفاع عن ((مشروع ترجمة القرآن الى اللغات الاجـنبية )) واجاب عن اعتراض الاستاذ (الشاطر) قائلا: نحن نعتقد ان القرآن كتاب لا تنقضي عـجـائبه ولا يدرك غوره ، كما يعتقد الاستاذ (الشاطر) ولكنا لا نذهب بالغلو في هذا المعنى الى درجة التعطيل ، واعتباره طلسما تضل العقول في فهمه ، ولا تصل منه الى حقيقة ثابتة فان هذا الفهم يـصـطـدم بـالـقرآن نفسه ، فقد وصفه في غير آية بانه آيات بينات ، وبانه منزل ليتدبر الناس هذه الايـات ، حـتـى قـال : {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 17]، اي سهلناه للاتعاظ وكـررت هـذه الايـة اربـع مرات في سورة واحدة الاتعاظ، معمى لا يمكن فكه ، وطلسم لا يستطاع حله .
نـعم ان المفسرين بعد القرنين الاولين تذرعوا بالفنون الالية التي وضعوها لضبط قواعد اللغة ، من : نـحـو وبيان وبديع ومعاني ، الى زيادة التعمق في تمحيص الايات لهذا السبب ـ واكثر هذا التعدد آلي محض ـ ولكن المعاني لم تخرج قط عن دائرة الفهم ، فلم يدع احد ان القرآن لم يفهم في عصر مـن الـعـصـور، ولا سيما الايات المحكمات وكيف يمكن ان يقال : ان محكمات القرآن لم تفهم على حقيقتها، وقد أنبنى عليها الدين كله عقائده وعباداته ومعاملاته ؟ فاللجنة التي ستدعي لترجمة القرآن ستنظر في المعاني التي قررها ائمة التفسير، فان آنسوا في بـعـضـهـا ـ خـلافـا بـينهم ـ عمدوا الى اختيار ما رضيه جمهورهم ، مشيرين في الهامش الى بقية الاحتمالات ، فتكون الترجمة قد استوعبت جميع الآراء.
هـذا فـي آيات العقائد والعبادات والمعاملات واما الايات الكونية والتاريخية والمتشابهات ، فان الـلـجنة ستترجم معانيها على ما يحتمله اللفظ العربي ، ولا تتعرض لشرحها، فمثل قوله تعالى : (و اللّه الـذي ارسـل الرياح فتثير سحابا) مثل هذه الاية تتولاها لجنة التفسير فتعطي معناها الصحيح لـلـجـنـة الترجمة لتترجمه ،دون ان تتعرض ـ هذه الاخيرة ـ لما تشير اليه الالفاظ من الدلالات الـعـلـمـيـة ولـكـنـهـا تـجتهد في ترجمة كلمة ((تثير)) مثلا لتكون واجدة لجميع خصائصها الـلـغوية (12) ، تاركة دلالاتها العلمية الى عقول القارئين ، تفاديا من الوقوع في مثل هذا الخطأ الـكبير الذي وقع فيه الاستاذ (الشاطر) في هذا الموطن نفسه (13) ،و حفظا للقرآن الكريم مما عسى ان يرجع عنه العلم من مقرراته الحالية ، وهو دائم التغير بطبيعته .
قال : وهنا يسوغ لنا ان نقول : اذا جرينا على مذهب الاستاذ الشاطر في تفسير الايات وترجمتها، ثم رجـع الـعـلـم عـن رايـه الاول ، انـعـيد اذ ذاك ترجمة القرآن ، ام نترك الترجمة على خطائها ولكن الترجمة على الاسلوب الذي ذكرناه فلا تجعل محلا لمثل هذا الندم ، لان الكلمة قد تبدلت الى ما يـرادفـهـا في الافادة ، من دون التعرض للشرح والبيان ، تاركين ذلك الى فهم القرآن، كما هو الحال بالنسبة الى الكلمة في موضعها من القرآن (14) .
وامـا الايـات الـتي استشهد بها، فأظنه مشتبها فيها، فضلا عن ان الاختلاف في الترجمة لا يزيد خطرا عن الاختلاف في التفسير الذي لا محيص عنه البتة .
وقـد تـعـرض الاسـتاذ وجدي لبيان الايات على وجه يخالف راي الاستاذ الشاطر، نذكرها على الترتيب : اما الاية الاولى التي قال فيها : لكن العلم الحديث كشف لنا ان كل ثمرة فيها ذكر وانثى .
فـقال الاستاذ وجدي : هذا خطا ، اذ الثمار ليس فيها ذكر ولا انثى على الاطلاق ، نعم ان الذكورة والانـوثـة مـن اعـضا الازهار لا الاثمار فقد يكون هناك عضوان ذكر وانثى في زهرة واحدة ، وقـد يكونان في زهرتين من نفس الشجرة ، او في زهور شجرتين مستقلتين وهذا اللقاح النباتي كان معروفا منذ اقدم العصور، حتى ان عرب الجاهلية كانوا يعرفونه ، فكانوا يلقحون اناث النخيل بالطلع المستخرج من ذكورها.
اذن فـلم يكن هذا المعنى خافيا على المفسرين القدامى ، ومن ثم اخذوا الاية حسب مفهومها الظاهر اللغوي ، وهو الصحيح ، بعد ملاحظة آية اخرى جاء فيها وصف الجنتين اللتين وعد اللّه بهما المتقين ، قال تعالى : {فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ} [الرحمن : 52] ولا يمكن صرف هذه الاية بحال من الاحوال الى المعنى الذي اراده الاستاذ (الشاطر).
والايـة الـثـانـيـة ، الـتي جعل لفظة (تثير) فيها اشارة الى (عملية التبخير) بفعل الحرارة والـريـاح ، فالمعروف في علم الطبيعة ان عملية التبخير ـ في المياه والرطوبات ـ انما تقوم على فـعل الحرارة المركزية للأرض ، والحرارة الجوية للشمس ، اما الرياح فلا دور لها في ذلك ، ولم يقل به احد من العلماء.
وقد كان العلماء منذ خمسمائة عام قبل ميلاد المسيح (عليه السلام) يعرفون تكون الابخرة الارضية ، التي هي المؤلفة للسحب وهذه كتب الطبيعيات القديمة شاهدة بذلك ، وليس امرا اكتشفه العلم حديثا.
والايـة الـثالثة ـ التي زعم (الاوتاد) فيها هي الاهرام ـ فلا يمكن المصادقة عليه ، بعد ان كان السبب في اطلاق (الوتد) على الجبل باعتبار تأثيره في ضبط الارض عن الميدان وعن التفتت والانـدثـار، الامـر الذي يرجع الى ضخامته وصلابته ، مما لا تناسب بينه وبين اكبر هرم من اهرام مـصر، الذي يبلغ ارتفاعه مائة وخمسين مترا، وطول قاعدته عن ثلاثمائة وثلاثة وثلاثين مترا فـايـن ذلـك مـن جبل (هملايا) الذي يزيد ارتفاعه عن ثمانية آلاف متر وثمانمائة متر، ويشغل شمالي الهند كله او جبال انده في امريكا الجنوبية التي يبلغ طول قاعتها نحو سبعة آلاف كيلومترا، وارتفاعها بضعة آلاف متر لا جرم كان اطول الاهرام لا يساوي اصغر تلال الارض ، فلا يتناسب والاطـلاق وتد الارض عليه ، اذ لا مناسبة حينذاك على ان (الاهرام) هي قبور فراعنة مصر مـمـن سـبـقوا فرعون موسى نحو ثلاثة آلاف عام ، ولم يكن هذا الاخير ممن شيدها، فكيف يصح نسبتها اليه ؟ والاية الرابعة ، وكذا الخامسة ، فان الذي ذكره احتمال ، لا نستبعد امكان الدلالة عليه اجمالا، لكن لـيـس مـن الـحـتم ، فهو احتمال كسائر الاحتمالات التي تحتملها جل آيات الذكر الحكيم ، كما قال عـلـي (عليه السلام) : (القرآن حمال ذو وجوه) ، لكن لا يرتبط الامر وقضية امكان الترجمة بشكل يبقى احتمالات اللفظ على حالها في الترجمة ،كما هي في الاصل .
وعلى اية حال فليست الترجمة بذاتها مما يتنافى واحتمالات لفظ القرآن ، ان كانت الترجمة ـ كما ذكره الاستاذ وجدي (15) ـ قائمة على اصولها حسبما عرفت .
_______________________________
1- من عدا ابي حنيفة ومن رأى رايه ، حسبما يأتي .
2- راجع : مصباح الفقيه ، كتاب الصلاة ، ص 273.
3- المصدر نفسه ، ص 277.
4- مصباح الفقيه ، كتاب الصلاة ، ص 282.
5- راجـع : وسـائل الـشـيـعـة لـلـشـيخ حر العاملي ، ج4 ، ص 865ـ866، الباب (30) من كتاب الصلاة ، رقم 1و2.
6- الوسائل ، ج4 ، ص 735.
7- راجع : المبسوط للسرخسي ، ج1 ، ص 37.
8- شـرح مـسـلـم الـثـبـوت ، بـنـقـل المراغي شيخ الازهر في رسالته (بحث عن ترجمة القرآن )،ص 17.
9- الادلة العلمية لفريد وجدي ، ص 58.
10- البقرة / 143.
11- ابراهيم / 4.
12- وقـد جـات تـرجـمـة كـلمة (تثير) في التراجم الفارسية ب (بر مى انگيزد)، لان معنى (الاثارة ) بالفارسية (برانگيختن ) وهي تنطبق مع الكلمة في العربية تماما.
13- سنذكر مواضع اشتباهه .
14- راجـع : الادلـة الـعـلـمـيـة عـلـى جـواز تـرجـمة معاني القرآن ، بقلم الاستاذ وجدي ، ص 28ـ30،(ملحق العدد الثاني من مجلة الازهر، ع1 / 1355).
15- راجع : الادلة العلمية ، ص 31ـ35.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|