أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-4-2019
![]()
التاريخ: 17-4-2019
![]()
التاريخ: 20-4-2019
![]()
التاريخ: 20-4-2019
![]() |
تاج العروس للزبيدي:
اشتهر الزبيدي باسم السيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي. وقد ولد بإحدى مدن الهند عام 1145 هـ، ثم ارتحل إلى زبيد باليمن حيث درس بها ثم غادرها وهو في السابعة عشرة من عمره. وفي سنة 1167 هـ هاجر إلى مصر واستقر بها إلى أن توفي عام 1205 هـ.
وقد التقى الزبيدي بأستاذه الفاسي في المدينة المنورة وتتلمذ عليه هناك، وتلقى عليه القاموس المحيط وشرحه سماعًا ومشافهة، ووضع نسخة من حاشية ابن الطيب الفاسي بين يديه وهو يؤلف التاج(1).
ولم يترك الزبيدي مناسبة إلا أشاد بأستاذه وشيخه كقوله: "وهو عمدتي في هذا الفن والمقلد جيدي العاطل بحلي تقريره المستحسن"، "ولعمري لقد جمع فأوعى، وأتى بالمقاصد ووفى". وكان إذا قال في "تاج العروس": "شيخنا" -وما أكثر ما قالها- فإنه يعني ابن الطيب الفاسي(2).
وقد ذكر المؤلف الهدف من تأليف هذا الكتاب فقال: "كتاب القاموس المحيط ... أجلّ ما ألف في الفن.. ولما كان إبرازه في غاية الإيجاز، وإيجازه عن حد الإعجاز تصدى لكشف غوامضه ودقائقه رجال من أهل العلم "فكرت" في وضع شرح عليه ممزوج العبارة جامع لمواده.. واف ببيان ما اختلف من نسخه والتصويب لما صح منها من صحيح الأصول".
وتقول المراجع إن الزبيدي بعد أن أنجز من "التاج" إلى آخر حرف الدال أولم وليمة حافلة جمع فيها طلاب العلم بمصر وأطلعهم عليه فاغتبطوا به وشهدوا بفضله وسعة اطلاعه.
وإذا كان الزبيدي قد ترسم خطى أستاذه الفاسي في جميع مراحل
ص266
منهجه، فقد خالفه في حملته الشديدة على الفيروزآبادي حيث خفف كثيرًا من حدتها وتجنب استعمال العبارات الجارحة.
وكانت طريقة صاحب التاج أن يضع عبارة "القاموس المحيط" بين قوسين ثم يورد شروحه وأقواله واستشهاداته وتعليقاته خارج الأقواس، محاولًا الملاءمة بين ما يقوله وما هو من كلام القاموس حتى لا ينقطع السياق.
وبرغم أن "تاج العروس" شرح للقاموس فلقد ظهرت شخصية الزبيدي فيه إلى حد جعله يفوق مجرد شرح أو تعليق، ويعتبره اللغويون كتابًا مستقلًّا، ومعجمًا قائمًا بذاته(3). وقد ختم الزبيدي بمعجمه هذا عهد المعجمات المطولة، ورجع في تأليفه إلى حوالي خمسمائة مرجع ذكر أهمها في مقدمته.
وتشمل إضافات الزبيدي على القاموس ما يأتي:
1- ذكر الشواهد التي أغفلها القاموس.
2- رد بعض الاقتباسات إلى أصولها أو مصادرها الأولى.
3- الاستدراك على الفيروزآبادي فيما أغفله من مواد أو كلمات أو معان. وكان من عادة المؤلف أن يختم المادة بما استدركه قائلًا: ومما يستدرك عليه.
وقد تم طبع تاج العروس عام 1307 هـ "1889 م" بعد محاولة بدأت سنة 1287 هـ(4). ويعاد طبعه الآن بالكويت طبعة علمية محققة وصلت عام 1986 إلى الجزء الثالث والعشرين.
ص267
التكملة والذيل والصلة للزبيدي:
ألف الزبيدي هذا الكتاب ليستدرك ما فات صاحب القاموس من اللغة "إبطالًا لما يعتقده كثير ممن لا توغل له في هذا الشأن أن صاحب القاموس قد أحاط باللغة"(5) وهو بهذا يحاكي الصاغاني في تكملته على الصحاح.
وقد ظلت التكملة مخطوطة حتى طبع مجمع اللغة العربية بالقاهرة الجزءين الأول والثاني منها بتحقيق الأستاذ مصطفى حجازي "1986"، وقد وصل الجزءان إلى نهاية حرف الجيم.
ويشبه منهج الزبيدي في هذا الكتاب منهج الصاغاني في تكملته على الصحاح فهو مثله:
1- ينسب ما يورده -مما فات صاحب القاموس من اللغة- إلى قائليه من اللغويين وأصحاب المعاجم.
2- ويعزو ما ينقله إلى مصدره كالصحاح واللسان والأساس.
3- ويتعقبه فيما وقع فيه من خطأ أو وهم. وكانت طريقته في ذلك إيراد عبارة القاموس مسبوقة بقوله: "وقول المصنف كذا ... " ثم التعقيب على ذلك بقوله: "خطأ، أو وهم صوابه: كذا" ثم يتبع ذلك بالقول والشواهد التي تؤيد ما ذهب إليه"(6).
وقد ألفه بعد فراغه من معجمه "تاج العروس"، وقد ذكر ذلك في مقدمة التكملة حيث يقول: "فإني لما فرغت من شرحي على كتاب القاموس.. وتعقبت فيه البحث عن عواره، والكشف عن مخبآت أسراره، وبيان غامضه ومشكله، وتقييد مبهمه ومهمله، والتنبيه على ما وقع فيه من اختلال في بعض سياقاته، وحل تعقيد في طي عباراته، وكنت ذكرت عقيب كل تركيب ما فاته من اللغات.. فكان يختلج في البال إفراد ذلك في تأليف على الاستقلال ... ".
ص268
__________
(1) ابن الطيب الفاسي، ص 288، 289، عدنان الخطيب، ص 43.
(2) ابن الطيب الفاسي، ص 290.
(3) عبد الله درويش: المعاجم العربية ص 107، وحسين نصار: المعجم العربي 2/ 639 وما بعدها.
(4) عدنان الخطيب ص 46.
(5) ص 71.
(6)ص 12، 13.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
بالصور: ممثل المرجعية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي يؤم جموع المؤمنين في صلاة عيد الفطر المبارك داخل الصحن الحسيني الشريف
|
|
|