المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6234 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



الواجب اظهر الموجودات  
  
2010   03:18 مساءً   التاريخ: 9-4-2019
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج3 , ص172-174
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2021 2225
التاريخ: 2024-08-31 257
التاريخ: 28-3-2020 2319
التاريخ: 11-10-2016 2488

عجبا لاقوام عميت قلوبهم عن معرفة اللّه - سبحانه- ، مع أن اللّه - تعالى- أظهر الموجودات و أجلاها ، لان البديهة العقلية قاضية بأنه يجب أن يكون في الوجود موجود قائم بذاته ، أي ما هو صرف الوجود ، و لولاه لم يتحقق موجود أصلا ، فتحقق صرف الوجود القائم بذاته المقوم لغيره أظهر و أجلى من تحقق كل موجود بغيره عند البصيرة الصافية ، قال اللّه - سبحانه- : {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 35].

والنور هو الظاهر لنفسه المظهر لغيره ، و مبدأ الإدراك من المدرك إنما هو الوجود ، فكلما ادركته إنما تدرك أولا وجوده ، و إن لم تشعر بذلك , و لا ريب في أن الظاهر لنفسه أظهر من الظاهر بغيره ، و أيضا كل موجود سوى اللّه - سبحانه- يعلم وجوده بقليل من الآثار، فان وجود الحياة لزيد - مثلا- لا يدل عليه إلا حركته و تكلمه و بعض أخر من اعراض نفسه ، و لا يدل عليه شي‏ء آخر من سائر الموجودات ، و كذا وجود السماء - مثلا- لا يدل عليه سوى وجود ظهور جسمها و حركتها ، و لا يدل عليه شي‏ء آخر من الموجودات التي تحتها و فوقها.

وأما وجود الواجب - تعالى- فيدل عليه كل شي‏ء ، إذ ليس في الوجود مدرك محسوس او معقول ، و حاضر او غائب ، إلا و هو شاهد و معرف لوجوده ، فالسبب في خفائه مع كونه أجلى و أظهر من كل شي‏ء غاية وضوحه‏ و ظهوره ، فان شدة ظهور الشي‏ء قد يكون سببا لخفائه ، لانه يكل المدارك و يحسرها ، فشدة ظهوره - سبحانه - بلغت حدا بهرت العقول و ادهشتها ، فضعفت عن ادراكه.

وهذا كما ان الخفاش يبصر بالليل و لا يبصر بالنهار، لا لخفاء النهار و استتاره ، بل لشدة ظهوره و ضعف بصر الخفاش ، فان بصره ضعيف يبهره نور الشمس إذا اشرق ، فتكون قوة ظهوره مع ضعف بصره سببا لامتناع إبصاره ، فلا يرى شيئا إلا إذا امتزج بالضوء الظلام و ضعف ظهوره ، فكذلك عقولنا ضعيفة، و جمال الحضرة الإلهية في نهاية الإشراق و الاستنارة  وفي غاية الاستغراق و الشمول ، حتى لم تشذ عن ظهوره ذرة من ملكوت السماوات و الأرض  فصار ظهوره سبب خفائه ، فسبحان من احتجب باشراق نوره ، و اختفى عن العقول و البصائر بشدة ظهوره! و لا تتعجب من اختفاء شي‏ء بسبب شدة ظهوره ، فان الأشياء إنما تستبان باضدادها ، و ما عم وجوده حتى لا ضد له عسر ادراكه , فلو اختلفت الأشياء ، فدل بعضها على اللّه - تعالى- دون بعض ، ادركت التفرقة على قرب ، و لما اشتركت في الدلالة على نسق واحد ، اشكل الأمران ، و مثاله نور الشمس المشرق على الأرض فانا نعلم أنه عرض من الأعراض يحدث في الأرض ، و يزول عند غيبة الشمس ، فلو كانت الشمس دائمة الإشراق لا غروب لها ، لكنا نظن أن لا هيئة في الأجسام إلا ألوانها ، و هي السواد و البياض و غيرهما و أما الضوء فلا تدركه وحده ، لكن لما غابت الشمس و اظلمت المواضع أدركنا تفرقة بين الحالتين ، فعلمنا أن الاجسام قد استضاءت بضوء فارقها عند الغروب ، فعرفنا وجود النور بعدمه.

وما كنا نطلع عليه لولا عدمه إلا بعسر شديد ، و ذلك لمشاهدتنا الأجسام متشابهة غير مختلفة في النور و الظلام هذا مع أن النور أظهر المحسوسات ، إذ به تدرك سائر المحسوسات ، فما هو ظاهر في نفسه مظهر لغيره انظر كيف استبهم امره بسبب ظهوره لو لا طريان ضده  فاذن واجب الوجود لذاته هو اظهر الأشياء ، و به ظهرت الأشياء كلها ، و لو كان له عدم أو غيبة أو تغير، لانهدت السماوات و الأرض، و بطل الملك و الملكوت ، و ادركت التفرقة بين الحالتين  ولو كان بعض الأشياء موجودا به ، و بعضها موجودا بغيره ، لادركت التفرقة بين الشيئين في الدلالة ، و لكن دلالته عامة في الأشياء على نسق واحد، و وجوده دائم في الأحوال يستحيل خلافه ، فلا جرم أورثت شدة ظهوره خفاء كما قيل :

خفيّ لافراط الظهور تعرضت‏                       لادراكه أبصار قوم أخافش‏

و حظ عيون الزرق من نور وجهه‏                 لشدته حظ العيون العوامش‏

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : «لم تحط به الاوهام ، بل تجلى لها بها ، و بها امتنع منها». وقال (عليه السلام): «ظاهر في غيب ، و غائب في ظهور» , وقال (عليه السلام): «لا تجنه البطون عن الظهور، و لا تقطعه الظهور عن البطون ، قرب فنأى ، و علا فدنا ، و ظهر فبطن  و بطن فعلن ، و دان و لم يدن» : أي ظهر و غلب و لم يغلب , و من هناك قيل : «عرفت اللّه بجمعه بين الأضداد».




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.