المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



التبيان في تفسير القرآن : لأبي جعفر الطوسي (460 هـ)  
  
2052   06:30 مساءاً   التاريخ: 23-02-2015
المؤلف : الشيخ سالم الصفار
الكتاب أو المصدر : نقد منهج التفسير والمفسرين
الجزء والصفحة : ص383- 386.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التفاسير وتراجم مفسريها / التفاسير /

هو الشيخ أبوجعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي، نسبة إلى «طوس» من خراسان. يعد علما من أعلام الطائفة وشيخها المقدّم وإمامها الأسبق، سباق العلوم والمعارف الإسلامية، والقدوة العليا لمن كتب وألف في شتى شئون العلوم الإسلامية من فقه وتفسير وكلام، فضلا عن الأصول والرجال والحديث.

ولقد لقب بشيخ الطائفة ، لأنه زعيمها وقائدها وسائقها ومعلمها الأول في مختلف العلوم. ولد بطوس سنة (385) وهاجر إلى بغداد سنة (408) أيام زعامة عميد الطائفة محمد بن محمد بن النعمان المشتهر بالشيخ المفيد، فلازمه ملازمة الظل، وعكف على الاستفادة منه، وأدرك ابن الغضائري، وشارك النجاشي.

وبعد وفاة شيخه المفيد سنة (413) وانتقال الزعامة إلى علم الهدى السيد المرتضى، ولازمه وبعد وفاة السيد في (436) فاستقل شيخ الطائفة بأعباء الإمامة.

وقد تصدر كرسي الكلام في بغداد بطلب من الخليفة القادر باللّه العباسي. ولم يزل شيخنا المعظم في عطائه الكبير، حتى ثارت القلاقل والفتن في بغداد، واتسع ذلك على عهد طغرل‏ بيك أول ملوك السلاجقة، وكان أول ما فعل أن شن الإغارة على الكرخ، وأحرق مكتبة شيعة أهل البيت المباركة، والتي انشأها أبونصر سابور بن أردشير، وزير بهاء الدولة البويهي.

وكان قد جمع فيها من كتب فارس والعراق واستجلب كتبا من بلاد الهند والصين والروم، فكانت مكتبة ضخمة ثرية، ربما تفوق كتبها على عشرات الألوف وأكثرها نسخ الأصل بخطوط المؤلفين!

وبذلك تعرف مدى المظلومية والجنايات الفادحة لا بحق الشيعة فقط بل بحق الأمة الإسلامية أجمع بل البشرية كلها، بعد ما أدّت الثغرات والهنات بل الانحرافات عند أهل السنة رغم أن كل الظروف الزمنية كانت معهم وكانوا لها طائعين وساكتين على كل تجاوزات الحكّام بذريعة أنّ الخروج عليهم أشدّ ضررا على الدين؟! وبعد ما اضطر شيخنا أبوجعفر للهجرة إلى النجف الأشرف سنة (449) واستفرغ للعكوف على التأليف والتصنيف، وفيها خرجت أمهات كتبه مثل : المبسوط، والخلاف والنهاية في الفقه، والتبيان في التفسير، والتهذيب، والاستبصار في الحديث، والاقتصاد، والتمهيد في الكلام وسائر كتبه الرجالية وغيرها.

التعريف بتفسيره :

بحق أنه حاز قصب السبق من بين سائر التفاسير التي كانت في عصره، والتي كانت مختصرات، تعالج جانبا من التفسير دون جميع جوانبه مما أوجب أن يكون هذا التفسير جامعا وشاملا لمختلف أبعاد الكلام حول القرآن لغة وأدبا، وقراءة ونحوا، تفسيرا وتأويلا، فقها وكلاما ... ولكل ما ذكره المفسرون من قبل، وحاويا لجميع ما بحثه السابقون عليه.

فهوتفسير وسط جامع شامل، حاويا لمحاسن من تقدمه، تاركا فضول الكلام فيه مما يمل قارئيه، وهوما يدل على أمانة جدية وصدقية بل مسئولية شيخنا أمام القرآن الكريم، لا كما فعله الفخر الرازي كما مرّ عليه من خوضه بأمور لا نفع بها ولا يضر من جهلها نقلا عن الإسرائيليات التي تبحث عن لون كلب أصحاب الكهف، وصفات عصا موسى عليه السّلام وغيرها.

منهجه في التفسير :

فإنه يعد من القلة القليلة من المفسرين المتقنين، والذين فرضت تفاسيرهم على أهل العلم والأجيال. فيأخذ الآية بمختلف علومها وأوجهها، فيبدأ بذكر مقدمات تمهيدية، تقع نافعة في معرفة أساليب القرآن، ومناهج بيانه، وسائر شئونه، من يرتبط بالتفسير والتأويل، والحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ‏ ومعرفة وجوه الإعجاز في القرآن، وأحكام تلاوته، وقراءته، وأنه نزل بحرف واحد والكلام عن الحديث المعروف : نزل القرآن على سبعة أحرف. والتعرض لأسامي القرآن، وأسامي سورة وآيات، وما إلى ذلك.

يقول المؤلف في المقدمة : وسمعت جماعة من أصحابنا قديما وحديثا يرغبون في كتاب مقتصد، يجمّع على جميع متون علم القرآن، من القراءة، والمعاني، والإعراب والكلام على المتشابه والجواب عن مطاعن الملحدين فيه، وأنواع المبطلين، كالمجبرة والمشبهة والمجسمة وغيرهم، وذكر ما يختص أصحابنا من الاستدلال بمواضع كثيرة منه، على صحة مذهبهم في أصول الديانات وفروعها. وأنا إن شاء اللّه تعالى أشرع في ذلك على وجه الإيجاز والاختصار لكل فن من فنونه، ولا أطيل، فيملّه الناظر فيه، ولا اختصر اختصارا يقصر فهمه عن معانيه.

ولنذكر أمثلة على ذلك :

مثلا عند تفسير قوله تعالى : { إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ وهُمْ راكِعُونَ } [المائدة : 55] يقول : وأعلم أن هذه الآية من الأدلة الواضحة على إمامة أمير المؤمنين عليه السّلام بعد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بلا فصل.

وجه الدلالة فيها أنه قد ثبت أن الولي في الآية بمعنى الأولى والأحق، وثبت أيضا أن المعنى من قوله تعالى‏ {والَّذِينَ آمَنُوا } أمير المؤمنين فإذا ثبت هذان الأصلان، دلّ على إمامته. ثم أخذ في بيان كون المراد من «الولي» في الآية، هوالأولى بالأمر، لأنه المتبادر من اللفظ، واستشهد قبول العرب وبآيات وأشعار، وشواهد آخر، لا كما فعل مفسروأهل السنة بخلع وتطبيق مسبقاتهم على القرآن الكريم في التفسير؟! ثم أخذ في بيان دلالة «إنما» على الحصر، كما أثبت من رواية أكثر المفسرين- من الفريقين- على نزولها في الإمام علي عليه السّلام‏ (1).

مثال آخر في مسألة العقائد : وفي مسألة الصفات والأسماء، واستخدامه للعقل لا بالشكل المعتزلي المفرط والأشعري التفريطي، وما سبب من تهافت وتخبط عند الآخرين، فنراه يذهب مذهب أهل الاعتدال في النظر فيؤول الآيات على خلاف ما يراه أهل الظاهر من الصفاتيين من الأشاعرة وأهل القول بالجبر والتشبيه.

_____________

(1) التبيان ، 3/ 559.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .