المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الامراض التي تصيب السبيناغ
14-11-2016
Conjugation
15-6-2021
ذكر وفاة أبى جعفر (عليه السلام) وسببه
21-05-2015
التحمل الحراري Thermotolerance
11-7-2020
معنى كلمة رجع
8-06-2015
علم الجغرافيا في مدارس الاستشراق - المدرسة الألمانية
22-11-2017


فاطمة (عليها السلام) واحتجاج الخليفة الاول  
  
2206   03:10 مساءً   التاريخ: 7-3-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 599-601.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / شهادتها والأيام الأخيرة /

          وتفصيل الامر، ان فاطمة (عليها السلام) احتجت على ابي بكر، فقالت له : «ان رسول الله اعطاني فدكاً، فقال : هل لك بيّنة ؟ فشهد لها عليّ وام ايمن، فقال لها : أفبرجل وامرأة تستحقينها ؟ »، واحتجاج الخليفة بتلك الطريقة في غاية الغرابة، ذلك :

          1- ان فاطمة الزهراء (عليها السلام) لا يمكن ان تطالب الخليفة امراً ليس لها، خصوصاً وهي العابدة الزاهدة التقية المعصومة، ودليل عصمتها امران :

الاول : طهارتها التي وُصفت في قوله تعالى : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]، والارادة الالهية هنا تدلّ على وقوع الفعل للشيء المراد.

الثاني : يدلُّ على عصمتها قوله (صلى الله عيله واله) : «فاطمةٌ بضعةٌ مني، من آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله عز وجل»، ولو كانت تقترف الذنوب لا يمكن ان يكون مؤذيها مؤذياً لرسول الله (صلى الله عيله واله) ، فكان على الخليفة الاول تصديقها (عليها السلام).

          2- ان البيّنة التي يطلبها القاضي، على الاغلب، انما يُراد منها التغليب في الظن على صدق المدّعى، ولاشك ان العدالة معتبرة في الشهادات لانها تؤثر في غلبة الظن، ولذلك اُجيز للحاكم ان يحكم بعلمه من غير شهادة، لان علمه اقوى من الشهادة.

          وقد روي ان اعرابياً نازع النبي (صلى الله عيله واله) في ناقة، فقال (صلى الله عيله واله) : «هذه لي، وقد خرجت اليك من ثمنها»، فقال الاعرابي : من يشهد لك بذلك ؟ فقال خزيمة بن ثابت : أنا أشهد بذلك، فقال النبي (صلى الله عيله واله) : «من اين علمت وما حضرت ذلك ؟»، قال : لا، ولكن علمت ذلك من حيث علمتُ انك رسول الله، فقال (صلى الله عيله واله) : «قد اجزت شهادتك، شهادتين»، فسُمي ذا الشهادتين.

          وفيما نحن فيه، كان على الخليفة الاول الا يستظهر عليها (عليها السلام) بطلب شهادة او بيّنة، فهو يعلم مكانها في الدين وموقعها من رسول الله (صلى الله عيله واله).

          3- وقع الخليفة الاول في اول تناقض فقهي له بعد بيعة قريش له، فإن كانت فاطمة (عليها السلام) قد طالبت بفدك وتدعي ان اباها (صلى الله عيله واله) نحلها ايّاها احتاجت الى اقامة البيّنة، فلم يبق لقول ابي بكر المنسوب الى رسول الله (صلى الله عيله واله) : «نحن معاشر الانبياء لا نوّرث» من معنى، وإن كانت تطالب بميراث فلا حاجة بها الى الشهود، فالذي يستحق التركة لا يحتاج الى شاهد الا اذا كان نسبه مُنكراً او مجهولاً.

          قال المعتزلي : «سألتُ علي بن الفارقي مدرس المدرسة الغربية ببغداد، فقلت له : أكانت فاطمة صادقة ؟ قال : نعم، قلت : فلِمَ لم يدفع اليها ابو بكر فدك وهي عنده صادقة ؟ فتبسّم ثم قال كلاماً لطيفاً مستحسناً مع ناموسه وحرمته وقلة دعابته، قال : لو اعطاها اليوم فدكاً بمجرد دعواها لجاءت اليه غداً وادّعت لزوجها الخلافة، وزحزحته عن مقامه، ولم يكن يمكنه الاعتذار والموافقة بشيء، لانه يكون قد أسجل على نفسه انها صادقة فيما تدعي كائناً ما كان من غير حاجة الى بينة ولا شهود.

          وهذا كلام صحيح، وإن كان اخرجه مخرج الدعابة والهزل».

          4- من اصول القضاء انه يجوز ان يقضي بيمين وشاهد، وقد روى ابو داود «ان رسول الله (صلى الله عيله واله) قضى بيمين وشاهد»، فكان بامكان الخليفة ان يفعل ذلك اقتداءً برسول الله (صلى الله عيله واله)، لكنه لم يفعل.

          5- ان جملة : «نحن معاشر الانبياء لا نوّرث» قد طبّقت فقط على فاطمة الزهراء (عليها السلام) فمُنعت من فدك، بينما لم يطبقوا القاعدة على زوجات النبي (صلى الله عيله واله) وبالخصوص عائشة ام المؤمنين، فعندما دخل رسول الله (صلى الله عيله واله) المدينة اراد شراء موضع المسجد من قوم بني النجار فوهبوه له، فكان بيتاً له ومسجداً، قال كتاب الله : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ...} [الأحزاب: 53] ، ولم يكن لزوجته عائشة داراً بالمدينة ولا لابيها ولا لعشيرتها لانهم من اهل مكة، ولم يروَ انها بنت بيتاً لنفسها، ولكنها عندما ادعت حجرة النبي (صلى الله عيله واله) بعد وفاته حيث دفن  فيها، صدقها ابو بكر وسلمها اليها بمجرد سكناها، او دعواها.

          ومن المعلوم ان البيوت للازواج، فقد ورد في الذكر الحكيم : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} [الطلاق: 1] ، والمراد ببيوتهنّ : البيوت التي كنَّ يسكنها قبل الطلاق، أضيفت اليهن بعناية السكنى، لا الملك.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.