المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

آراء المفسرين في الحروف المقطعة هي ألوان من القسم
2023-11-24
دعاء الإمام الصادق (عليه السلام) في شهر رجب الأصب.
2023-05-18
تقسيم نزول القرآن الى مرحلتين
12-10-2014
آداب الجوارح
22-6-2017
التفاعلات للسلفون اميدو
2024-04-21
مراعاة النظير
26-03-2015


نظرية القرار  
  
2882   01:38 مساءً   التاريخ: 4-3-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 536-538.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

          ان الانسان بطبيعته الاجتماعية يحب ان يختار ما يعمل، وفي اغلب الاحيان فان قرار الاختيار يُصنع في غياب معرفة يقينية بآثار ذلك القرار،  فقد يختار الرجل امرأةً من عائلة ما لتصبح زوجته، لكنه لا يعرف على قدر اليقين والقطع آثار تلك الزوجية ونجاحها او فشلها، وقد يختار التلميذ فرعاً من فروع المعرفة في الجامعة ويتخذ القرار لدراسة ذلك الحقل من العلوم كالكيمياء او الفيزياء، لكنه لا يعرف يقيناً مقدار استفادته من ذلك العلم او مقدار استيعابه.

          واتخاذ القرار يعتمد على عاملين :

الاول : القيمة الموضوعية او النفع او الفائدة لآثار القرار.

الثاني : الاحتمالية العقلائية العالية لنجاح القرار في تحقيق اهدافه.

          فالذي يشخّص سلامة اتخاذ القرار اذن هو : الفائدة، واحتمالية تحقيق الهدف، وكلا المبدأين معياريين، اي يمكن قياسهما بالمقاييس العرفية، ويمكن الجمع في هذه الطريقة بين المثالية الدينية والواقعية الارضية، ذلك ان الذي يتخذ القرار المثالي ينبغي ان يربط بين المثالية والواقعية في الاداء.

          فالقرار في مسألة خطيرة كالولاية مثلاً ينبغي ان يكون ذا قيمة موضوعية مطلقة نافعاً الى اقصى درجات النفع باعتباره ينتقي الخيار الافضل الذي يؤدي الى نتيجة فُضلى، وان درجة احتمالية نجاح القرار ينبغي ان تكون الاعلى من اجل ان يحقق اهدافه، ولاشك ان قراراً ـ من هذا القبيل ـ لا يُتخذ الا بعد ان يكون هناك قطع بدقة المعلومات المتوفرة عن المولى الجديد الذي انيطت به مسؤولية ولاية المسلمين.

          ولو حللّنا القيمة الاخلاقية والدينية المتوقعة من تولية امير المؤمنين (عليه السلام)، لاستندنا على المباني التالية :

          1- المبنى العقلائي : الذي كان يدعو الى اختيار شخصية حكيمة شجاعة مثل شخصية الامام (عليه السلام) للولاية بعد رحيل رسول الله (صلى الله عليه واله) عن عالمنا، فالصفات التي توفرت فيه (عليه السلام) كانت صفات كمالية تقود المجتمع الى الامان الديني والاجتماعي.

          2- المبنى الشرعي : وهو المبنى الذي يريده الشارع، لا الذي تهواه رغبات الناس، فقد يهوى الناس ارتكاب المعاصي، لكن الشارع عز وجل ينهاهم عن ذلك، وقد يهوى الناس ترك  الواجبات لكن الشارع يأمرهم بادائها حتماً.

          وقد كان اختيار الشرع لعلي (عليه السلام) في ولاية المؤمنين منسجماً مع شروط الشارع عز وجل في اقامة المجتمع الديني الذي اُسس على اصالة عبادة الله سبحانه وتحقيق العدالة الاجتماعية والحقوقية بين الناس.

          3- المبنى الاجتماعي : ان الناس يريدون - على الاغلب- اقحام اذواقهم في المسائل الاجتماعية الكبرى التي تهمّ المجتمع، ولذلك كان الالحاح من رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم الغدير على نقل الصلاحيات الشرعية بعد وفاته (صلى الله عليه واله) واضحاً اشد الوضوح، يقول (صلى الله عليه واله) : (اني اوشك ان ادعى فاُجيب..، ان الله مولاي، وانا مولى المؤمنين، وانا اولى بهم من انفسهم، فمن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه...) ، ولكنه عندما مرض (صلى الله عليه واله) وارادهم ان يذهبوا مع جيش اسامة، تعللوا بمختلف العلل من اجل البقاء، فكان إقحام اذواقهم في هذا المعترك الديني الخطير قد افسد الامر في نقل الصلاحيات الشرعية  الى اليد الامينة.

          4- المبنى الغيبي : ان رسول الله (صلى الله عليه واله) كان يملك كرامة التنبأ بالاحداث المستقبلية، فكان (صلى الله عليه واله) يعلم بان امر الولاية سيؤول الى هذا المصير، ولذلك فقد شرك في كتابة القرآن مع علي بن ابي طالب (عليه السلام) كتاب آخرون مثل زيد بن ثابت، وابي بن كعب، وعثمان بن عفان، وغيرهم من اجل ان يبقى القرآن محفوظاً بين الدفتين، ولا يُختلف فيه كما اُختلف في الولاية الشرعية بعد وفاته.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.