أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-01-2015
3378
التاريخ: 12-02-2015
3116
التاريخ: 22-11-2015
3148
التاريخ: 9-02-2015
3625
|
ان الائتلاف او الاندماج يعبّران الى حد ما عن الاستثمار المشترك للمصادر من اجل الوصول الى قرار، ولكن الفرق بين الائتلاف والاندماج، هو ان الائتلاف حالة مؤقتة بينما يكون الاندماج حالة دائمية، ولو افترضنا ان هناك ائتلافاً او اندماجاً بين طرفين، فان اي طرف ثالث يروم الدخول في ذلك الائتلاف او الاندماج يعتبر حالة تطفلية او حالة اقتحامية متعدية على ملكية الغير.
وعندما نقول ان هناك حالة ائتلاف او اندماج بين طرفين، فان المؤتلَفيَن او المندمجيَن لا يمكن ان يكون احدهما ضد الآخر، ولذلك فان الائتلاف او الاندماج لا يتم بين المتناقضين ولا بين المتضادين، بل يتم الائتلاف والاندماج بين المنسجميَن اللذين يكمّل احدهما الآخر، وهنا يفرز الاندماج دائماً اطمئناناً عقلياً ومنفعة دينية واجتماعية، لان هناك تشخيصاً من قبل الطرفين للنتائج التي يمكن توقعها.
ولو درسنا الرابطة بين النبوة والامامة يوم الغدير لرأينا بان هناك حالة اندماجية تعبّر عنه المقولة النبوية : «من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه»، فالمولوية هنا عملية استمرار لتطبيق الحكم الشرعي من المنبع السماوي «القرآن والسنّة»، وتلك المولوية المتصلة بعضها ببعض تعني قرارات شرعية متشابهة تحكم القانون الاجتماعي والاعراف والارتكازات العقلائية.
ومن هنا نفهم بان اعلان الولاية لعلي (عليه السلام) يوم الغدير كان يعني ان هناك تناسقاً فكرياً بين النبوة والامامة، بمعنى ان النبي (صلى الله عليه واله) والامام (عليه السلام) كانا ينظران الى نفس الملاك والمصلحة، وكانا ينسقان لنفس التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى للدين، وبتعبير ثالث، ان كلاً منهما كان يعلم بمقاصد الآخر ونيته وارتباطه بالله عز وجل علماً يقينياً، ولذلك كان النبي (صلى الله عليه واله) على اطمئنان تام بصحة نقل المولوية منه (صلى الله عليه واله) بعد وفاته الى من هو اهلٌ لتلك المسؤولية وهو علي (عليه السلام)، وكان ذلك امر الله سبحانه وتعالى.
ولاشك ان المشاكل التي كانت تواجه رسول الله (صلى الله عليه واله) تجاه التيارات والمؤسسات الاجتماعية ستواجه المولى الجديد (عليه السلام)، فالمنافقون الذين واجهوا رسول الله (صلى الله عليه واله) كانوا سيواجهون امير المؤمنين (عليه السلام)، وعصيان الجنود الذي واجهه (صلى الله عليه واله) في اُحد كان سيواجهه في معركة اخرى، وبالفعل قد واجهه في صفين مثلاً، ولكن بسبب التغير الاجتماعي الذي حصل خلال عقدين ونصف من الزمان، واجهَ امير المؤمنين (عليه السلام) انواعاً جديدة من التيارات الاجتماعية وهي : تيار الناكثين، والقاسطين، والمارقين، وهو يشبه الى حد ما تيار المشركين من اهل الكتاب (اليهود)، والمشركين من عبدة الاصنام، والمنافقين الذين كانوا يضمرون العداء لدولة رسول الله (صلى الله عليه واله).
وبكلمة، فان الحديث عن الائتلاف او الاندماج بين النبوة والامامة يوم الغدير كان خاضعاً لثلاثة عوامل :
الاول : ان درجة الائتلاف او الاندماج كانت ضخمة جداً بحيث ان صلاحيات المولوية انتقلت بكاملها من النبي (صلى الله عليه واله) الى الامام (عليه السلام) عبر قوله (صلى الله عليه واله) : «من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه»، اي اذا كنت انا قائداً لزيد، فان علياً (عليه السلام) هو ايضاً قائدٌ لزيد بنفس الدرجة.
الثاني : ادامة ولاية العترة الطاهرة (عليه السلام) الى قرون عديدة قادمة، فالولاية الشرعية على المجتمع الاسلامي لم ولن تتوقف عند حد زمني معين، لان اهدافها الدينية في تكامل الجماعة المؤمنة تبقى متجددة مع كل جيل من الاجيال الانسانية.
الثالث : ان فحوى القرار الذي يمكن ان يتخذه الامام (عليه السلام) لا يحيد عن فحوى القرار الديني السماوي، فشخصية علي (عليه السلام) تعلّمت من رسول الله (صلى الله عليه واله) جميع الكليات الدينية، ولاريب في ذلك فهي شخصية غير منفصلة عن الصفوة الالهية التي اصطفاها الله سبحانه لعباده.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|