المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

حقائق حول كتابة المقال في المجلة
2023-06-22
الآثار الإيجابية للبر
2023-06-25
تفسير قوله تعالى : {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}
14-06-2015
Words Summary 
3-8-2022
Semitic
2024-01-11
Georg Alexander Pick
25-2-2017


الدلالات العلمية للنصوص في معركة حنين  
  
2498   01:50 مساءً   التاريخ: 23-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 441-443.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

1- كان قتل ابي جرول امام هوازن، ومالك بن عوف احد ابطالهم من قبل الامام (عليه السلام)، وثبوته (عليه السلام) وبعض من بني هاشم مع رسول الله (صلى الله عليه واله) نقطة تحول عظمى في سير المعركة. فقد كانت هزيمة المشركين بقتل ابي جرول.

ويجدر بنا ان ننظر الى حقيقة اساسية وهي ان معركة حنين قد وقعت بعد شهر واحد فقط من فتح مكة. فلو تحققت هزيمة المسلمين عند فرارهم من ساحة المعركة وغياب علي (عليه السلام) وبني هاشم على سبيل الافتراض، لكانت تلك هزيمة ساحقة يتحدث عنها التأريخ بسخرية. ذلك لان هزيمة من ذاك القبيل كانت ستحطم معنويات المسلمين، وكانت ستدمر كل ما انجزوه من انجازات دينية وعسكرية على صعيد عالم الجزيرة العربية. فكان مقتل امام هوازن على يد امير المؤمنين (عليه السلام) قد غيّر سير المعركة.

2- كانت غنائم حنين كثيرة جدّاً، فبدأ النبي (صلى الله عليه واله) بتقسيم الغنائم بين المقاتلين. فكان المؤلفة قلوبهم اول من اُعطي واجزل من اُعطي. فقد حاول رسول الله (صلى الله عليه واله) نسيان ماضيهم تكرمّاً منه ولطفاً. وهكذا الاخلاق الدينية. فأخذ ابو سفيان مائة من الابل، واربعين اوقية من الفضة. فقال: وابني معاوية.فمُنح مثلها لابنه معاوية. فقال: وابني يزيد. فمُنح مثلها لابنه يزيد. وهؤلاء هم اول من فرّ من المعركة في البداية، وأول من جاء وقت تقسيم الغنائم. ولا ريب فان هؤلاء يفكّرون ببطونهم وشهواتهم اكثر مما يفكّرون بقلوبهم وايمانهم.

وعندما اجزل النبي (صلى الله عليه واله) العطاء للمؤلفة قلوبهم من اجل ابعاد شرّهم عن الاسلام في تلك المرحلة، غضب قوم من الانصار من الذين لم يفهموا معاني الدين بعد، وقالوا: لقي رسول الله (صلى الله عليه واله) قومه فحاباهم. فبلغ النبي (صلى الله عليه واله) عنهم ذلك، فجمعهم. ولم يكن احد من غير الانصار الا النبي (صلى الله عليه واله) وعلي (عليه السلام).

قال لهم النبي (صلى الله عليه واله): اني سائلكم عن امرٍ فأجيبوني.

قالوا: قل يا رسول الله.

قال (صلى الله عليه واله): ألستم كنتم ضالين فهداكم الله بي؟ ألم تكونوا على شفا حفرة من النار، فأنقذكم الله بي؟ ألم تكونوا قليلاً فكثّركم الله بي؟ وعالة فأغناكم الله بي؟ وأعداءاً فألّف بين قلوبكم بي؟

قالوا: بلى والله فلله ، ولرسوله المن والفضل.

ثم قال (صلى الله عليه واله) له: ألا تجيبوني بما عندكم؟

قالوا: بماذا نجيبك فداك آباؤنا وأمهاتنا؟

قال (صلى الله عليه واله): أما لو شئتم لقلتم فصدقتم: وأنت قد جئتنا مكذّباً فصدقناك، ومخذولاً فنصرناك، وطريداً فآويناك، وخائفاً فآمنّاك، وعائلاً فآسيناك.

فارتفعت اصواتهم بالبكاء وقاموا اليه يقبّلون يديه ورجليه. وقالوا: رضينا بالله وبرسول الله، وهذه اموالنا بين يديك فاعطها لمن شئت، وقسّمها بين قومك.

فقال النبي (صلى الله عليه واله): اللهم اغفر للانصار ولابناء الانصار ولابناء ابناء الانصار. يا معشر الانصار الا ترضون ان يرجع غيركم بالشاء والنعم، وترجعون انتم وسهمكم برسول الله؟

قالوا: بلى رضينا.

فقال النبي (صلى الله عليه واله): الانصار كرشي وعيبتي، لو سلك الناس وادياً، وسلك الانصار شعباً لسلكت شعب الانصار.

وفي هذه الواقعة دلالتان:

الاولى: ان رسول الله (صلى الله عليه واله) اجزل العطاء للمؤلفة قلوبهم من اجل دفع شرّهم وتليين قلوبهم نحو الاسلام. فمن الناس من يفكّر ببطنه قبل عقله ويتأمّل بشهوته قبل ان يتأمل بقلبه. ولا شك ان قبولهم تلك الكميّة من الغنائم كانت ادانة لهم لانهم لو كانوا يعقلون لزهدوا فيها لانهم اول من انهزم من ساحة المعركة.

الثانية: كان للقواعد الجاهلية اثر كبير في تفكير الانصار الى تلك اللحظة، ولذلك تراهم غضبوا عندما علموا بتوزيع الغنائم بتلك الصورة. وقالوا: لقي النبي (صلى الله عليه واله) قومه فحاباهم. وهو لا شك يدلّ على عدم فهمهم لمعاني الدين وجهلهم بنظرته البعيدة المدى نحو الفرد والمجتمع. ولكنهم على اية حال تراجعوا عن موقفهم وندموا على ما قالوه، فعفا عنهم النبي (صلى الله عليه واله) وأكبر مواقفهم.

وفي كل الاحوال، فان تلك الاحداث تثبت لنا صعوبة موقف رسول الله (صلى الله عليه واله) تجاه الذين يدخلون الاسلام، ورواسب الجاهلية ومتبنياتها لا تزال في اذهانهم وعقولهم.

3- معنى الفرار في الحرب: قال تعالى: ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الأنفال: 15، 16].

وخطاب الآية عام غير خاص بغزوة معينة، وهي تعلن عن حرمة الفرار من الزحف مقروناً بالوعيد الشديد. ومعناها، والخطاب للمؤمنين، بأنهم اذا دخلوا ساحة المعركة ولقوا الكافرين لقاء زحف وقتال، فينبغي ان لا يفرّوا منهم. ومن يفرّ منهم يومئذٍ فقد رجع ومعه غضبٌ من الله ومأواه جهنم. الا ان يكون فراراه للتحرف لقتال والانعطاف من جهة لاخرى للتمكّن من العدو، او التحيّز الى فئة كأن ينعطف المقاتل عن الانفراد بالعدو الى فئة من قومه فيلحق بهم ويقاتل معهم.

وقد امتحن الله سبحانه الصحابة بالتوالي والإدبار في القتال مرتين والنبي (صلى الله عليه واله) موجود بينهم المرة الاولى يوم اُحد، حيث قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [آل عمران: 155]. والمرة الثانية يوم حنين، حيث قال تعالى: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [التوبة: 25].

وقد قيل بان التولي قد قُيّد بامرين.

الاول: آية رخصة الضعف: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [الأنفال: 66]، وفرض عليهم بان يقاتل المسلم كافريَن، فان فرّ منهما فهو فارٌّ من الزحف، وان كان الكفار ثلاثة وفرّ فليس هو بفارّ من الزحف.

والثاني: النهي عن القاء النفس في التهلكة: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195].

ولكن الظاهر ان الآية الاولى لا تدل على جواز التولي، بل المراد بها الإخبار. والمراد بالضعف هو «ضعف البصيرة والعزيمة ولم يرد ضعف البدن. فان الذين اسلموا في الابتداء لم يكونوا كلهم اقوياء البدن بل كان فيهم القوي والضعيف ولكن كانوا اقوياء البصيرة واليقين. ولما كثر المسلمون واختلط فيهم من كان اضعف يقيناً وبصيرةً نزل: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ} [الأنفال: 66]. اما الآية الثانية فهي اجنبية عن المقام.

وبالاجمال، فان آية رخصة الضعف ليس فيها دلالة على جواز التولي وقت الزحف. وظاهرها الإخبار عن حال المؤمنين المقاتلين بنقصان السجايا النفسية المثلى كالشجاعة والصبر والفتح والظفر، واختلاط ضعفاء العقيدة مع اولئك الذين كانوا على يقين تام بنصر الله سبحانه.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.