أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-02-2015
62537
التاريخ: 18-02-2015
19453
التاريخ: 18-02-2015
201350
التاريخ: 18-02-2015
41872
|
هو – كما علمت – نوعان : مضعف رباعي ، ومضعف الثلاثي
فأما مضعف الرباعي فهو الذي تكون فاؤه ولامه الأولى من جنس ، وعينه ولامه الثانية من جنس آخر(1) نحو " زلزل ، ودمدم ، وعسعس " ويسمى مطابقا أيضا ولعدم تجاوز الحرفين المتجانسين فيه كان مثل السالم في جميع احكامه ؛ فلا حاجة بنا الى ذكر شيء عنه ، بعد أن فصلنا لك احكام السالم في الفصل السابق .
وقولنا " عينه ولامه " يخرج به ما كان فيه حرفان من جنس واحد ولكن ليس احدهما في مقابل العين والآخر في مقابل اللام، نحو " اجلوذ ، واعلوط " فإن هذه الواو المشددة لا تقابل العين ولا اللام ، بل هي زائدة , وكذلك يخرج بهذه العبارة ما كان فيه حرفان من جنس واحد واحدهما في مقابل العين والثاني ليس في مقابل اللام ، نحو " قطع ، وذهب " فإن الحرف الثاني من الحرفين المتجانسين في هذين المثالين وأشباههما ليس مقابلا للام الكلمة ، وانما هو تكرير لعينها ، وكذلك ما كان أحد الحرفين المتجانسين في مقابل اللام والآخر ليس في مقابل العين ، نحو " احمر ، واحمار " (2) ونحو " اقشعر ، واطمأن (3) " فان احد الحرفين المتجانسين في هذه المثل ونحوها ليس في مقابل العين ، بل هو تكرير للام الكلمة .
ص143
والمثال الذي ينطبق عليه التعريف قولك : " مد ، وشد ، وامتد ، واشتد ، واستمد ، واستمر " .
ولم يجيء المضاعف من بابي " فتح يفتح ، وحسب يحسب " – بفتح العين في الماضي والمضارع ، او كسرها فيهما – أصالة ، كما لم يجيء من باب " كرم يكرم " – بضم العين فيهما – الا في الفاظ قليلة : منها لببت وفككت (4) ، اي صرت ذالب وفكة ، وانما يجيء من ثلاثة الابواب الباقية ، ونحو شذ يشذ ، وشد يشد ، وظل يظل .
حكم ماضيه :
ثم ان كان ذلك الماضي المسند للضمير المتحرك مكسور العين – نحو ظل ومل(6) – جاز لك فيه ثلاثة اوجه :
ص144
الأول : بقاؤه على حاله الذي ذكرناه ، وهذه اكثر العرب .
الثاني : حذف عينه مع بقاء حركة الفاء على حالها – وهي الفتحة – فتقول :
" ظلت ، وملت " وهذه لغة بني عامر ، وعليها جاء قوله تعالى (56-65) :
(فظلتم تفكهون ) وقوله جلت كلمته (20-97) : (الذي ظلت عليه عاكفاً ) (7).
اذا اسند الى ضمير بارز ساكن – وذلك الف الاثنين ، وواو الجماعة ، وياء المؤنثة المخاطبة – مجزوماً كان أو غير مجزوم، او اسند الى اسم ظاهر او ضمير مستتر ولم يكن مجزوماً ؛ وجب فيه الإدغام ، تقول : " المحمدان يمدان ، ويخفان، ويملان ، ولن يمدا ، ولن يخفا ،ولن يملا ، ولم يمداً ، ولم يخفا ، ولم يملا " وتقول : " المحمدون يمدون ، ويملون ، ولن يملوا ، ولم يمدوا " : وتقول " أنتِ
ص145
تملين يا زينب ، ولن تملى ، ولم تملى " وكذلك تقول : " يمل زيد ، وان يمل ، ومحمد يمل ، ولن يمل " . قال الله تعالى (28-35) : (سنشد عضدك بأخيك ) وقال (20-81) : (ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبى ) وفي الحديث : " لن يمل الله حتى تملوا " .
فإن اسند الى ضمير بارز متحرك – وذلك نون النسوة – وجب فك الإدغام ، تقول : " النساء يمللن ، ويشددن ،ويخففن " .
وان كان مسندا الى الاسم الظاهر او الضمير المستتر ، وكان مجزوماً – جاز فيه الإدغام ، والفك ، تقول : " لم يشد ، ولم يمل ، ولم يخف " : " لم يشدد ، ولم يملل ، ولم يخفف " والفك أكثر استعمالا ، قال الله تعالى (20-81) : ( ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ) وقال (74-6) : (ولا تمنن تستكثر ) وقال (2-282) : (وليملل الذي عليه الحق – فليملل وليه بالعدل ).
حكم أمره :
اذا اسند الى ضمير ساكن وجب فيه الإدغام ، نحو " مدا ،ومدوا ،ومدى " واذا اسند الى ضمير متحرك – وهو نون النسوة – وجب فيه الفك ، نحو " امددن " واذا اسند الى الضمير المستتر جاز فيه فيه الأمران : الإدغام ، والفك ، تقول : " مد ، وظل، وخف " وتقول : " امدد ، واظلل ، واخفف " .
والفك أكثر استعمالا وهو لغة أهل الحجاز ، قال الله تعالى (31-19) :
(واغضض من صوتك ) .
وسائر العرب على الإدغام ، ولكنهم اختلفوا في تحريك الآخر :
فلغة أهل نجد قصداً ؛ قصداً الى التخفيف ، ولأن الفتح أخو السكون المنقول عنه ، وتشبيهاً له بنحو " أين ، وكيف " مما بنى على الفتح وقبله حرف ساكن؛
ص146
فهم يقولون : " عض ، وظل (9) ، وخف " .
ولغة بنى أسد كلغة أهل نجد ، إلا أن يقع بعد الفعل حرف ساكن ، فإن وقع بعده ساكن كسروا آخر الفعل ؛ فيقولون : " غض طرفك ، وغض الطرف " .
ولغة بنى كعب الكسر مطلقاً ؛ فيقولون : " غض طرفك ، وغض الطرف " .
ومن العرب من يحرك الآخر بحركة الأول ؛ فيقولون : " غض وخف ، وظل (10) ".
والضابط في وجوب الإدغام أو الفك او جوازهما في الانواع الثلاثة ان تقول :
1- كل موضع يكون فيه مكان المثلين من السالم حرفان متحركان يجب فيه الإدغام ، الا ترى أن " مد " في قولك : " مد على ، والمحمدان مدا " تقابل الدال الأولى صاد " نصر ، ونصرا " وتقابل الدال الثانية الراء ، وهما متحركان ؟
2- وكل موضع يكون فيه مكان ثاني المثلين من السالم حرف ساكن لعله الاتصال بالضمير المتحرك يجب فيه الفك ، ألا ترى أن " مد " في قولك " مددت ، ومددن " وكذلك " يمد ، ومد " في قولك : " يمددن ، وامددن " تقابل الدال الأولى فيهن الصاد في " نصرت ، ونصرن ، وينصرن ، وانصرن " وهي متحركة ، وتقابل الدال الثانية فيهن الراء وهي ساكنة ؟
3- وكل موضع يكون فيه مكان ثاني المثلين من سالم حرف ساكن لغير العلة المذكورة يجوز فيه الفك والإدغام ، الا ترى ان الدال الأولى في نحو " لم يمدد ، وامدد " تقابل الصاد في نحو " لم ينصر ، وانصر " وأن الدال الثانية تقابل الراء وهي ساكنة لغير الاتصال بالضمير المتحرك (11) ؟ .
وهذا الضابط مطرد في جميع ما ذكرنا .
ص147
__________________________
(1) يؤخذ هذا النوع من اسماء الاصوات كثيرا بتكرير الصوت ، نحو : سأسأ ، وشأشأ، وصرصر ، وبأبأ ، وهأهأ ، وقهقه ، وبسبس ، كما سبق توضيحه عند الكلام على النحت وعلى معاني الصيغ .
(2) و(3) لا يسمى هذان النوعان مضعفين اصطلاحا ، وان جرت عليهما احكامه من حيث الادغام والفك
(4) من هنا تعلم انه لا اعتداد بالحروف الزائدة ما دام الحرفان المتجانسان في مقابل العين واللام
(5) ومن ذلك ايضا قولهم " عززت الناقة تعزز " – من باب كرم – اذا ضاق مجرى لبنها ، وقد جاء هذا الفعل عنهم مدغما ومفكوكا ، والاصل هو الإدغام .
(6) ومن العرب من يبقي الادغام كما لو اسند الى اسم ظاهر ، وهي لغة رديئة .
(7) اصلهما : " ظلل ، وملل " بوزن " علم " .
(8) ومن شواهد ذلك قول عمر بن ابي ربيعة المخزومي
فظلت بمرأى شائق وبمسمع ألا حبذا مرأى هناك ومسمع
وقوله ايضا :
ظلت فيها ذات يوم واقفا أسأل المنزل هل فيه خبر
وقد جمع عمر ايضا بين اللغة الأولى والثانية في بيت واحد وهو قوله :
وما ملك ولكن زاد حبكم وما ذكرتك الا ظلت كالدر
(9) وقد حذفوا العين في المزيد من مضعف الثلاثي المسند لضمير الرفع ، للتخفيف ، شذوذا ، ومن ذلك وقول حريث بن عتاب الطائي :
عوى ثم نادى هل أحستم قلائصا وسمن على الافخاذ بالأمس أربعا
(10) و (11) من العلماء من ذكر ان الأمر من المضعف الذي من باب " علم يعلم " نحو " ظل ومل " يلزم فيه فك الإدغام، فتقول : " اظلل ، واملل " ولا يجوز الإدغام مخافة التباس صورة الأمر بصورة الماضي ، ومنهم من أنكر ذلك ، وقال : إن ألف الوصل انما تجلب الساكن ، والفاء محركة في المضارع ، وقد علمنا ان الامر مقتطع منه ؛ فلم يكن هناك حاجة الى الألف .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|