المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

مراحل تطور الصناعة - المرحلة الأولى -الصناعات العائلية
2023-08-07
مُفَرع الجلڤانومتر galvanometer shunt
4-7-2019
طريقة الطبقات الأركيولوجية Archaeological Stratification
16-8-2022
قصة سليمان
2-06-2015
العد العيوشي Viable Count
10-9-2020
أنواع القشطة
2023-09-11


الدلالات العلمية للنصوص على زواج علي (عليه السلام) بفاطمة (عليها السلام)  
  
2218   01:35 مساءً   التاريخ: 17-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 289-291.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-10-2015 3491
التاريخ: 9-10-2015 3520
التاريخ: 14-10-2015 3599
التاريخ: 14-10-2015 3302

1- تشير جميع الدلائل العلمية والتأريخية الى ان زواج علي (عليه السلام)  بفاطمة (عليها السلام) كان امراً من الله عزّ وجلّ. وقد كان ابو بكر وعمر يطمحان في التزوج من فاطمة الزهراء (عليه السلام) ، ولكن رسول الله (صلى الله عليه واله) كان يعرض عنهما ويقول مرة: ان أمرها الى ربها، واخرى كان يقول لهما: حتى ينـزل القضاء. وكلا الجوابين يفضيان الى ان رسول الله (صلى الله عليه واله) كان ينتظر امر السماء فيها. وفي ذلك دلالة على فضل علي (عليه السلام) وكفائته حيث انتخب لها.

علماً بأن رسول الله (صلى الله عليه واله) تزوج ابنتي ابي بكر وعمر وهما عائشة وحفصة.

2- ان ما ميز حياة علي (عليه السلام) العائلية ومن قبله رسول الله (صلى الله عليه واله) أنهما ساوى نفسيهما مع افقر فقراء بلاد الاسلام، بل حتى الفقير المدقع لا يتحمل حرماناً كليّاً من الطعام ثلاثة ايام بلياليها. ولم يكن الحرمان مقصوراً على الطعام والشراب، بل كان يمتدّ الى اغلب المباحات الحياتية من اثاث ومتاع تقتضيه مستلزمات العيش الاجتماعي في الاسرة . ومن هنا ندرك بساطة متاع فاطمة (عليها السلام) وخشونة ملبسها وملبس زوجها. فقد روي ان علياً (عليه السلام)  عندما اشترى بصداق فاطمة الزاهراء (عليه السلام)  متاع بيته نظر اليه رسول الله (صلى الله عليه واله) فبكى ثم رفع رأسه الى السماء وقال: اللهم بارك لقوم جُلَّ أوانيهم الخزف. والاواني المصنوعة من الطين المفخور هي اقل ما يستطيع الزوج ان يقدمه لاسرته الجديدة. وكانت نساء مكة في ذلك الزمان يفترشن الحرير ويلبسن ما تنتجه الصين والهند من ملابس تنقلها لهم القوافل العابرة الى الشام. فلا شك ان وضع فاطمة الزهراء (عليه السلام)  كان وضعاً استثنائياً تحدثت عنه نساء مكة انذاك.

3- ان فاطمة (عليها السلام) لم تكن لتسأل رسول الله (صلى الله عليه واله) خادماً لولا انها كانت لا تطيق عمل البيت وهي على ما هي عليه من طهارة النفس والروح والجسد مشغولة بذكر الله عزّ وجلّ. وقد كان علاجها متناسباً مع شخصيتها الدينية الرسالية، لقد كان علاجها التسبيح والتكبير والتحميد. فكان سؤالها أباها عمّن يساعدها في ادارة أعمال البيت مبرراً على الصعيدين العرفي والاخلاقي، لان تلك التكاليف كانت تمنعها بعض الوقت عن تمام الانشغال بالله سبحانه، واداء حق الزوجية والأمومة. وقد كانت الواجبات البيتية في ذلك الزمان تقتضي الخدمة والمساعدة من الغير، لان الجهد كان يبذل من اجل اتمام اعمال البيت باليد، فلم تكن هناك غسّالة تعمل بالبرق لغسل الملابس، ولم يكن هنا طبّاخ غازي أو نفطي لطهي الطهام، ولم تكن هناك انابيب لنقل المياه المصفاة. فكان غسل الملابس وطهي الطعام ونقل المياه يتطلب جهداً ووقتاً لا يطيق الفرد القيام به لمفرده. وكانت فاطمة الزهراء (عليه السلام)  يتيمة من طرف الام وليس لها عم أو عمة، ولا خال أو خالة على الارجح. وليس لها اخ أو اخت من أبيها تركن اليهم وقت الشدة.

4- كانت الفترة التي عاشها علي (عليه السلام) تستدعي تأليف القبائل، فكان (عليه السلام)  يتزوج من سائر القبائل العربية من اجل تثبيت الاسلام. في حين كانت القبائل تتشرف بالانتساب اليه (عليه السلام)  عن طريق الزواج ولاشك ان قضية الاماء أوملك اليمين كانت منتشرة في ذلك العصر، فكان اشراف المسلمين يشترونهن من اجل تثبيتهن على الاسلام ثم يطلق سراحهن، فكنّ يفضلن البقاء مع ازواجهن (سادتهن) المؤمنين في مرحلة الحرية. فلم يكن غريباً ان نرى امير المؤمنين (عليه السلام)  قد تزوج بهذا العدد من الزوجات. فقد كان العرف الاجتماعي يقتضي ان يتزوج القائد من اطراف القبائل العربية. يضاف الى ذلك ان بعضهن كن ارامل يعشن حياة الفقر مع ابنائهن اليتامى، فكان يشار اليه بأبي الارامل والايتام. وملك اليمين على الاغلب من الارامل اللاتي فقدن ازواجهن في الحروب، او اليتامى اللآتي فقدن آبائهن في الحروب ايضاً.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.