أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-11-2014
1523
التاريخ: 5-10-2014
1422
التاريخ: 25-11-2014
1854
التاريخ: 5-10-2014
1693
|
لا يكفي الأستدلال القوي المتين للنفوذ إلى قلوب الآخرين واكتسابهم بالكلام الحق، فانّ أُسلوب التعامل مع الطرف الآخر وطريقة البحث والمناظرة تترك أعمق الأثر في هذه المرحلة.. فكثيراً ما يتفق أن يوجد أناس مطّلعون ولهم يد طولى في البحوث العلمية الدقيقة، إلاّ أنّهم قلّما يوفقون للنفوذ إلى قلوب الآخرين، بسبب عدم معرفتهم بكيفية المجادلة بالتي هي أحسن، وعدم معرفتهم بالبحوث البنّاءة!.
وبتعبير آخر فإنّ النفوذ الى مرحلة الوعي ـ في المخاطب ـ غير كاف وحده، بل ينبغي الدخول إلى مرحلة عدم الوعي الذي يمثل القسم الأكبر لروح الإنسان أيضاً.
ويستفاد من مطالعة أحوال الأنبياء، ولا سيما حال النّبي محمّد(صلى الله عليه وآله) وأئمّة الهدى(عليهم السلام) ـ بصورة جيدة أن هؤلاء العظام سلكوا أحسن سبل الأخلاق الإجتماعية وأسس المعارف النفسية والإنسانية، لأجل تحقيق أهدافهم التبليغية والتربوية!.
وكانت طريقة تعاملهم مع الناس أن يكتسبوهم إليهم بشكل سريع فينجذبوا إليهم، وإن كان بعض الناس يميل إلى أن يضفي على مثل هذه الأُمور ثوب الإعجاز دائماً، إلاّ أنّه ليس كذلك، فلو اتبعنا سنتهم وطريقتهم لاستطعنا بسرعة أن نترك في الناس عظيم الأثر، وأن ننفذ إلى أعماق قلوبهم.
والقرآن يخاطب نبيّ الأسلام(صلى الله عليه وآله) بصراحة فيقول : {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159] أو كثيراً ما يرى أنّ بعضهم بعد ساعات من الجدال والمناظرة، لا أنه لا يحصل على تقدم في مناقشاته فحسب، بل على العكس يجعل الطرف الآخر متعصباً ومتشدداً في عقيدته الباطلة بصورة أكثر... وذلك دليل على أنّه لم يتبع أُسلوب المجادلة بالتي هي أحسن.
فالخشونة في البحث، وطلب الإستعلاء، وتحقير الطرف المقابل، وإظهار التكبر والغرور، وعدم احترام أفكار الآخرين، وعدم الجدية في المناقشات والبحوث، كلها من الأُمور التي تبعث على انهزام الإنسان في بحثه، وعدم انتصاره على الطرف الآخر. لذلك فإنّنا نرى في مباحث الأخلاق الإسلامية بحثاً تحت عنوان «تحريم الجدال والمراء» والمراد منه الأبحاث التي لا يطلب من ورائها الحق، بل المراد منها الإستعلاء وإبراز العضلات لا غير!.
وتحريم الجدال والمراء ـ بالإضافة إلى الجوانب المعنوية والإخلاقية ـ إنّما هو لأنّه لا يحصل من ورائهما على نتيجة فكرية ملحوظة.
والجدال والمراء في حرمتهما متقاربان، إلاّ أن العلماء من المسلمين جعلوا فرقاً بين كلّ منهما... «فالمراء» معناه إظهار الفضل والكمال، «والجدال» يراد منه تحقير الطرف المقابل!. وقالوا: إنّ الجدال هي المراحل الهجومية الأُولى في البحث... وأمّا المراء فيراد منه الصدّ الدفاعي في الكلام.
كما أنّ هناك قولا بأن الجدال في المسائل العلمية، أمّا المراء فهو في الأعم منها «وبالطبع فإنه لا تضادّ بين هذه التفاسير جميعاً».
وعلى كل حال، فإنّ الجدال أو البحث مع الآخرين، تارة يقع بالتي هي أحسن، وذلك ما بيّناه بالشرائط المتقدمة آنفاً، وينبغي رعايتها بدقّة. وتارة يكون بغير الأحسن، وذلك في ما لو أهملت الأُمور التي ذكرناها في مستهل كلامنا على الجدال، وجعلت في طيّ النسيان.
ونختتم هذا الكلام بعدة روايات بليغة ونافعة لنتعلم منها:
ففي حديث عن النّبي(صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى يدع المراء وإن كان محقاً» (1).
ونقرأ في حديث آخر أن سليمان النّبي(عليه السلام) قال لولده «يا بني إيّاك والمراء، فإنّه ليست فيه منفعة، وهو يهيج بين الأخوان العداوة» (2).
2 ـ إحياء العلوم.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|