المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

Non - biofilm Population
7-5-2019
Odd Perfect Number
5-8-2020
Aminopenicillins
27-3-2016
حمض النيكوتين Vit. pp)  Nicotinic acid)
4-7-2016
البيئة الفيزياوية Physical Environment
12-8-2019
‏التصنيع مركبات الليثيوم
13-10-2016


إنَّ محمّداً كان قد اعتمد على اليهود في البداية وبعد العداء معهم هداه ذكاءه الى ابراهيم  
  
1653   07:32 صباحاً   التاريخ: 14-1-2019
المؤلف : الشيخ فؤاد كاظم المقدادي
الكتاب أو المصدر : الإسلام و شبهات المستشرقين
الجزء والصفحة : 239- 242
القسم : العقائد الاسلامية / شبهات و ردود / الاسلام والمسلمين /

[نص الشبهة] إنَّ محمّداً كان قد اعتمد على اليهود في مكّة ، فما لبِثوا أنْ اتخذوا حياله خطّة عِداء ، فلم يكن له بدٌّ من أنْ يلتمس غيرهم ناصراً .

هناك هداه ذكاءٌ مسدّد إلى شأنٍ جديد لأبي العرب إبراهيم ، وبذلك استطاع أنْ يخلّص مِن يهوديّة عصره ليصل حبله بيهوديّة إبراهيم

[جواب الشبهة]

نجد مصاديق هذه الشبهة في عدّة موارد ، منها ما جاء تحت مادّة ( إبراهيم ) ، ففي معرض بيان دعوى ( سنوك هجروينيه ) بأنّ شخصيّة إبراهيم مرّت بأطوارٍ متناقضة في القرآن الكريم، والإشارة إلى السرّ في هذا الاختلاف يقول ( فنسنك A. J. Wensinck ) : ( إنَّ محمّداً كان قد اعتمد على اليهود في مكّة ، فما لبِثوا أنْ اتخذوا حياله خطّة عِداء ، فلم يكن له بدٌّ من أنْ يلتمس غيرهم ناصراً .

هناك هداه ذكاءٌ مسدّد إلى شأنٍ جديد لأبي العرب إبراهيم ، وبذلك استطاع أنْ يخلّص مِن يهوديّة عصره ليصل حبله بيهوديّة إبراهيم )(1) .

ومنها ما جاء تحت مادّة ( الله ) الفقرة ( ج ) : الله في ذاته لذاته ، يقول ( ماكدونالد D. B. Macdonald ) :

( وقد استطاع محمّد بفضل خياله المتوقّد أنْ يصف الله بصفات واضحة معيّنة ، مثل الأوّل والآخر ، والظاهر والباطن ( سورة الحديد ـ الآية 3 ) ، وأنّه القيّوم ( سورة البقرة ـ الآية 256) ، ( سورة آل عمران ـ الآية 1 )(2).

وفي معرض الردّ والمعالجة لهذه النصوص من الدسّ والتشويه نؤشّر أوّلاً إلى أنْ الأساس في مثل هذا الدسّ والتشويه والهدف من وراء إرجاع النجاح في خطوات دعوة النبيّ محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ومواقفه الرساليّة إلى ذكائه مثلاً أو خياله المتوقّد ـ كما يعبّرون ـ هو إنكارهم الوحي الإلهي للنبيّ محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) سنقوم ببحثه في فصل مستقل يستوعب جميع جوانب الإثارات التي ذكرناها عن المستشرقين ، أو ما سيأتي منها في موارد وأبواب أخرى ، وبصيغ وزوايا مختلفة [بحث المصنف هذا الموضوع في الصفحة (313) وما بعدها من هذا الكتاب] .

أمّا ردّنا وعلاجنا لموارد الدسّ والتشويه التفصيليّة التي أوردناها في هذه الفقرة فنرتبه كالآتي :

1 ـ قول ( فنسنك A. J. Wensinck ) : إنّ محمّداً ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) كان قد اعتمد على اليهود في مكّة ، فهذا ما لم يقله ولم ينقله لنا أيّ مؤرّخ ، سواء كان من المسلمين أم من غيرهم ، بل الذي ورد هو العكس ، حيث إنّ اليهود كانوا أوّل وأشدّ مَنْ نصب العِداء ومارس تأليب مشركي قريش ، والتآمر على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) ودعوته الإسلاميّة ، حتّى نزل في ذلك قرآن الكريمٌ ، قال فيه الله تعالى : {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى} [المائدة: 82] .

أمّا قوله : ( وبذلك استطاع أنْ يخلص من يهوديّة عصره ليصل حبله بيهوديّة إبراهيم ) ففيه :

أوّلاً : إنّ اليهوديّة المدّعاة التي كانت على عصر الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) هي انحراف عن الدين الحق ، الذي بعث الله تعالى به أنبياء بني إسرائيل وعلى رأسهم موسى ( عليه السلام ) ، وفي ذلك قال الله تعالى في محكم قرآنه الكريم : {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [النساء: 46].

وقوله تعالى أيضا : {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 75] .

ثانياً : إنّ الرسول محمّداً ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) لم يكن بحاجة لأنْ يصل حبله باليهوديّة المدّعاة ؛ لأنّ الأصل في الأديان هو الإسلام ، وقد توالى بعث الرسُل والأنبياء من الله تعالى للتبشير به ، وردّ التحريف عنه ، والدعوة له قبل خاتمهم محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، أمّا النصرانيّة واليهوديّة المدّعَيتان فما هي إلاّ انحراف عن الأصل الإسلامي ، وبدعة أملَتها عليهم أهواؤهم ودنياهم الرخيصة ، وفي ذلك قول الله تعالى في القرآن الكريم :

{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران: 187] .

وهذه هي العقيدة التي دعا لها النبيّ محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وذكرها الله تعالى في القرآن الكريم بقوله :

{شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ * وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ * فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ } [الشورى: 13 - 15] .

ثالثاً : إنّ نبيّ الله إبراهيم ( عليه السلام ) لم يكن يهوديّاً ، لما قلنا من أنّ الأصل في الأديان المبشَّر بها هو الإسلام ، وكيف يكون إبراهيم ( عليه السلام ) يهوديّاً أو نصرانيّاً حسب دعواهم وقد نزلت التوراة والإنجيل مِن بعده بزمنٍ مديد ؟ وهو قول الله تعالى في قرآنه الكريم : {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ * هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } [آل عمران: 65، 66].

ثُمّ ينفي الله عزّ وجلّ اليهوديّة والنصرانيّة المدّعيتين عن إبراهيم ( عليه السلام ) ويثبت كونه حنيفاً مسلماً لا غير ، وذلك قوله عزّ من قائل في الكتاب الكريم : { مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [آل عمران: 67] .

ــــــــــــــــــــــ

(1) دائرة المعارف الإسلاميّة 1 : 27.

(2) المصدر السابق 2 : 562 .




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.