أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-11-2016
418
التاريخ: 17-11-2016
382
التاريخ: 17-11-2016
298
التاريخ: 17-11-2016
384
|
أ. مؤتمر الجابية (64ه/ 684م):
اجتمع بنو أمية في دمشق في ظل انقسام العالم الإسلامي لإنقاذ خلافتهم المهددة بالسقوط، وكانوا أسرى القوى القبلية المتنافسة والمتصارعة سياسياً وعسكرياً التي تعاظم نفوذها، مع انهيار الحكم المركزي وتفرق الأسرة الحاكمة.
فالحزب اليمنى بقبيلته كلب النافذة في البلاط الأموي، وهي عصب الدولة وقوتها بزعامة حسان بن مالك كان متشدداً في الحفاظ على امتيازاته، فقد تمسك بالأمويين، وخشي مناصروه من انتقال الخلافة إلى الحجازيين بعد أن ظلت في الشام منذ أن نقلها معاوية إليها.
أما الحزب القيسي الذي استاء من محاربة يزيد لأهل المدينة، وقد وصل مع زعيمه الضحاك بن قيس الفهري إلى مكانة كادت تنافس الحزب اليمنى. ومنحته الأحداث السياسية، بعد وفاة معاوية الثاني، مركزاً متقدما من خلال منصبه كأمير لبلاد الشام، حيث أتيح له أن يملأ الفراغ بصورة غير رسمية. وفي الوقت نفسه، وجد القيسيون في ظل تضعضع الأسرة الأموية، في دعوة ابن الزبير لهم فرصة أخرى تمكنهم من التغلب على الكلبيين وانتزاع مواقع القوة من أيديهم، وهي المواقع التي اكتسبوها من تحالفهم مع معاوية، فأعلن الضحاك ولاءه لابن الزبير الذي عينه ممثلا له في بلاد الشام.
وتفرقت كلمة الأمويين وتنافسوا على منصب الخلافة، فتوزعت ولاءاتهم بين ثلاثة مشرحين:
- فقد أيد حسان بن مالك، خالد بن يزيد بن معاوية .
- ومال بعض القادة إلى مروان بن الحكم.
- وساند فريق ثالث عمرو بن سعيد بن العاص.
وأخيراً اتفقت عدول بني أمية على عقد مؤتمر في الجابية ليتداولوا فيمن يولونه الخلافة، ترأسه حسان بن مالك، وكان مروان الأوفر حظا نظراً لشيخوخته وتجربته، حيث اعتبر مؤهلا للحكم في ظروف استثنائية.
وانتهى المؤتمر لمصلحة هذا الأخير حيث اختير خليفة بإجماع الحاضرين. وخرج الكلبيون ممن أيدوا خالد بن يزيد بترضية حيث اختير مرشحهم وليا للعهد، على أن تكون الخلافة من بعده لعمرو بن سعيد.
وبذلك انتقل الملك من الفرع السفياني إلى الفرع المرواني، واتحدت كلمة اليمنيين، ونجح التحالف الأموي – اليمنى في إعادة توحيد الموقف السياسي من مشكلة الحكم.
ب. معركة مرج راهط:
كان اختيار مروان بن الحكم خليفة خطوة موفقة من وجهة النظر الأموية، لكن ما زالت تعترضه صعوبة تذليل عقدة القيسيين. فقد استاء الضحاك بن قيس من خروج الأمر من يد ابن الزبير، فغادر دمشق إلى مرج راهط، إلى الشرق منها، وعسكر هناك، وانضم إليه النعمان بن بشير وإلى حمص، وزفر بن الحارث أمير قنسرين. وكان واضحا أنهم يستعدون للحرب. فكان على مروان أن يثبت أنه أهل لحمل عبء المسؤولية والدفاع عن الخلافة.
وهكذا توضحت المواجهة بين الطرفين، وأسفر الصراع عن وجهه القبلي، وظهرت بوادر حرب أهلية.
وحقق مروان أول نجاح سياسي له عندما استولى على دمشق وطرد عامل الضحاك منها، ثم عبأ أنصاره وخرج إلى مرج راهط لمواجهة جموع القيسيين، وجرت بين الطرفين مفاوضات بهدف تسوية الموقف صلحا استمرت عشرين يوما، وصلت خلالها أنباء استيلاء المروانيين على دمشق وإخراج عامل الضحاك منها وإعلان خلافة مروان فيها، فتوقفت المفاوضات.
وأخيراً كان لابد من المواجهة لتقرير المصير. وفي الموقعة الشهيرة التي جرت بين الطرفين في (شهر ذي القعدة عام 64ه/ شهر حزيران عام 684م) تم تدميره قوة القيسيين الذين انهزموا أمام اليمنيين، وقتل الضحاك في المعركة مع عدد كبير من أشراف قيس في الشام. وهرب زفر بن الحارث الكلابي بعد المعركة إلى قرقيسياء وغلب عليها وتحصن بها، فلما جاءته خيل مروان، عاد ففر منها ولحق بالعراق. وكم فر النعمان بن بشير إلى حمص فتبعه جماعة من أهلها فقتلوه، وفر نائل بن قيس من فلسطين واستتب الأمر لمروان في الشام وفلسطين.
ج. نتائج معركة مرج راهط:
كان لمعركة مرج راهط، التي انتصرت فيها العصبية اليمنية على القيسية، آثار خطيرة في تجديد العداء التقليدي بين العصبيتين، وإشعال نار الفتنة، في سائر أنحاء العالم الإسلامي، فقامت الحرب بين اليمنية والقيسية في مناطق عديدة من الدولة الإسلامية.
استخلص مروان الشام كلها وبسط نفوذه عليها، كما خضعت له فلسطين. وكانت خطوته التالية مصر بفعل أهميتها الكبيرة إذ إن استيلاءه عليها سيدعهم موقفه في مواجهة ابن الزبير. والمعروف أن معظم المصريين كان هو أهم مع بني أمية وأن بيعتهم لابن الزبير لم تكن ثابتة، لذلك لم يجد مروان صعوبة في الاستيلاء عليها بعد تغلبه على وإليها من قبل ابن الزبير، عبد الرحمن بن جحدم في (شهر جمادي الآخرة عام 65ه/ شهر كانون الثاني عام 685م).
وبعد أن أقام فيها مدة شهرين رتب خلالها أوضاعها الإدارية وعين ابنه عبد العزيز واليا عاد مروان بن الحكم إلى الشام ليواجه خطر ابن الزبير حيث أعد جيشين سير أحدهما إلى الحجاز بقيادة حبيش بن دلجة، والآخر إلى الجزيرة بقيادة عبيد الله بن زياد لمحاربة زفر بن الحارث بقرقيسياء، فإذا فرغ من الجزيرة توجه إلى العراق للسيطرة عليها.
ويبدو أن جيش الحجاز فشل في دخول المدينة، واستطاع الزبيريون القضاء عليه، أما ابن زياد فقد تحرك باتجاه الجزيرة ووافته فيها أنباء نعي مروان.
وهكذا عاجلت المنية مروان بن الحكم في مستهل (شهر رمضان عام 65ه/ شهر نيسان عام 685م) دون أن يحقق هدفه بإعادة الحجاز والعراق إلى الحكم الأموي، وكان قد عهد بالخلافة لابنيه عبد الملك وعبد العزيز بعد أن أقنع الكلبيين ممن ساندوا خالد بن يزيد بعدم قدرته على التصدي لابن الزبير، واعتبر ما تم في الجابية من العهد لخالد بن يزيد بعد مروان ومن بعده لعمرو بن سعيد، اعتبر هذا أمر ضرورة، وقد زالت الضرورة الآن.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|