المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الدافع الواقعي لهجرته إلى العراق (عليه السلام)
3-04-2015
الانحراف عن غاية حق الطعن الكيدي
8/10/2022
الربعي
3-03-2015
وصية النبي لأبن عباس (صلى الله عليه واله)
13-12-2014
palate (n.)
2023-10-21
لا يكلف الله خلقه فوق طاقتهم
3-12-2015


القول في مسائل الوعد والوعيد [1]  
  
1952   02:15 مساءً   التاريخ: 5-12-2018
المؤلف : أبو إسحاق إبراهيم بن نوبخت
الكتاب أو المصدر : الياقوت في علم الكلام
الجزء والصفحة : 63- 67
القسم : العقائد الاسلامية / مقالات عقائدية /

ليس‌ في العقل ما يدلّ على ثواب‌ ولا عقاب‌ ، لكثرة النّعم الّتي لا يستحقّ العبد معها جزاء على طاعته وإن استحقّ فلا دليل على الدّوام [قطعا] عقلا، ولا عقاب؛ إذ لا يقتضي العقل تعذيب المسيء في الشّاهد أبدا.

والإحباط باطل، لأنّ العقل لا يقتضي‌ محو الإحسان الكثير بالإساءة القليلة ولا منافاة بين الثّواب والعقاب ولأنّ انتفاء الأقدم بالأحدث ليس أولى من عكسه وللزوم الدّور المشهور ولأنّ الطّارئ إن أحبط وبقي أدّى إلى مخالفة قوله [تعالى‌] : {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} [الزلزلة: 7] وإن لم يبق، استحال زوال شي‌ء منهما، إذ لا مقتضي له إلّا بإلزام‌ وجودهما حال عدمهما، لوجوب وجود العلّة مع المعلول‌ .

والفاسق المؤمن لا يخلّد في النّار، لأنّ ثواب طاعته قد بطل أن يحبط وبقاؤه مع القول بنقله من الجنّة إلى النّار خلاف الإجماع‌ ؛ ولأنّه تعالى وصف نفسه بأنّه عفوّ غفور، فلو كانت الصّغائر مكفّرة والكبائر غير مكفّرة لبطل الوصف؛ وأيضا فالجمع‌ بين العمومين في الآيتين المذكورتين واجب لا بدّ منه وعمومات الخصم‌ ظاهرة لا تفيد العلم ومعارضة بأمثالها.

والشّفاعة من النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله‌ في أهل الكبائر متحقّقة، للخبر القاطع، ولوجوب شفاعتنا في النّبيّ عليه السّلام لو لم يكن كذلك‌ [2].

والتّوبة لا يجب قبولها على اللّه تعالى‌ ، لأنّ المسي‌ء في العرف يحسن قبول توبته ويحسن الإعراض عنه والإجماع على الدّعاء يمنع وجوبها أيضا.

والتّوبة على العبد واجبة، لقضاء العقل والشرع بوجوبها، وليس من شرطها الندم على جميع الذّنوب وإلّا لزم لو أذنبت ذنوبا إلى شخص وكسرت منه قلمه ألّا تقبل‌ توبتي لو لم أذكر القلم وأعتذر من كسره وذلك باطل.

والمؤمن لا يصحّ منه الكفر وإلّا أدّى إلى تعذّر استيفاء الحقّ منه، لانعقاد الإجماع على أنّه لا ينفك‌ عن إحدى النّفعين‌ .

والمؤمن إذا فسق يسمّى مؤمنا [3]، لأنّ الإيمان هو التّصديق وهو مصدّق وليست الطاعات جزءا من الإيمان وإلّا كان قوله [تعالى‌] : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ‌ تكرارا .

وسائر السّمعيّات من الصّراط والميزان نقول به، لأنّ العقل يجيز ذلك وقد ورد به الشّرع، فكان حقّا.

ادّعاؤه حسن المدح أبدا وقياس الثّواب عليه قياس من غير جامع.

والتجاؤهم إلى الإغراء بالمعاصي واقع لو لم نقل بدوام‌ العقاب باطل بالتّوبة عندهم.

ويسير العقاب كاف للعاقل.

واعتصا [مهم‌] في الإحباط بما لو كسرت لغيري قلما وأنجيت‌ ولده من الهلكة باطل بإحسان الكافر إلينا، فإنّه يذمّ ويمدح معا.

وعذرهم‌ في الشّفاعة باعتبار الرّتبة باطل لسقوطها في المشفوع فيه كسقوطها في المأمور به وإن اعتبرت في الشّافع والمشفوع إليه والآمر والمأمور.

_________________

[1] . الوعيد هو أصل من الأصول الخمسة للمعتزلة وهو في اعتقادهم كلّ خبر يتضمّن إيصال ضرر إلى الغير أو تفويت نفع عنه في المستقبل ولا فرق بين أن يكون حسنا مستحقا أو لا يكون كذلك، انظر: إشراق اللّاهوت، مخطوط في مكتبة الإمام الرضا، الورقة 116؛ الفصل في الملل، 4/ 44؛ مذاهب الإسلاميين، 1/ 55، 62- 64؛ الشيعة بين الأشاعرة والمعتزلة، 266- 268؛ أوائل المقالات، 99.

[2] . انظر عن آراء المعتزلة والأشاعرة والشيعة في الشفاعة: أوائل المقالات، 52، 96؛ كشف المراد، 443- 444؛ الشيعة بين الأشاعرة والمعتزلة، 247- 250؛ أصول الدين لأبي منصور البغدادي، 244- 245.

[3] . وإلى هذا القول ذهبت الإمامية والمرجئة وأصحاب الحديث وجماعة الأشعرية، انظر: كشف المراد، 454؛ تلخيص المحصل، 403.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.