المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الفكر الجغرافي عند العرب قبل الاسلام
13-6-2017
السلطـة ودرجة تفويضهـا والمسؤوليـة وانواع السلطـة
12-5-2021
جمال الدين والثورة
1-10-2019
الدليل الشرعي غير اللفظي
29-8-2016
صوت نبضي impulsive sound
23-4-2020
وظـائـف المـبادلـة في التـسويـق
12/9/2022


فاتح خيبر  
  
3935   10:58 صباحاً   التاريخ: 10-02-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص55-56.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

كان قد قرر رسول اللّه...أن يحارب يهود خيبر ويغزوهم، وكان دافعه في ذلك أمرين:

1-    كانت خيبر قد تحولت إلى مركز للمؤامرات والفتن ضدّ الدولة الإسلامية الحديثة، وقد شارك يهود هذه الحصن أعداء الإسلام في الهجوم على المدينة مرات عديدة، وبشكل خاص في حرب الأحزاب حيث كان لهم دور هام في تعزيز قوة ذلك الجيش وتقويته.

2-    وعلى الرغم من أنّ فارس والروم كانتا وبصفتهما امبراطوريتين كبيرتين في نزاعات طويلة مع بعضهما غير انّ ظهور الإسلام في الساحة على أنّه قوة ثالثة لم يكن بالأمر الذي يمكن التسامح فيه، ولهذا لم يكن من المستبعد أن يصير يهود خيبر أداة لكسرى أو لقيصر تساندهما في دك الإسلام، أو انّهم كما حرّضوا المشركين ضد الإسلام الفتي قد يحرضون هاتين الامبراطوريتين لأجل القضاء على هذا الدين الجديد.

دفع هذان الأمران الرسول إلى أن ينطلق برفقة ألف وستمائة مقاتل نحو خيبر، وقد كانت قلاع خيبر محصّنة ومستحكمة جداً ومجهّزة بأجهزة دفاعية كثيرة، وكان المقاتلون اليهود يدافعون عنها بقوة، وكانت الحصون والقلاع تتساقط الواحدة تلو الأُخرى (ومع صعوبة وبطء) بجهاد وبسالة جنود جيش الإسلام، ولكن بقيت حصن قموص التي كانت أكبر الحصون ومركزاً لمقاتليهم الشجعان تقاوم ولم يكن بإمكان مجاهدي الإسلام فتحها، وكان الصداع الذي أُصيب به رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قد منعه أن يحضر ساحة القتال ويقود الجيش بنفسه، ومن هنا كان (صلى الله عليه واله) يعطي الراية كل يوم لواحد من المسلمين ويحمّله مسؤولية فتحها، ولكنّهم كانوا يعودون الواحد تلو الآخر بلا جدوى، وفي أحد الأيام أعطى الراية لأبي بكر وفي اليوم الثاني أعطاها لعمر، و قد عاد كلاهما من دون أن يحقّقا نصراً وفتحاً إلى عسكر الإسلام، وقد كان استمرار هذه الحالة ومشاهدة ذلك أمراً ثقيلاً على رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فقال حينئذ: «لأعطين هذه الراية غداً رجلاً يفتح اللّه على يديه، يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله» وظلّ أصحاب رسول اللّه يفكّرون تلك الليلة في أنّه من هو الذي سيعطيه الرسول الراية غداً؟ وعند شروق الشمس اجتمع جنود الإسلام عند خيمة رسول اللّه (صلى الله عليه واله)وكان كلّ واحد منهم يتمنّى أن يكون هو الشخص الذي يأخذ الراية منه، و قال حينئذ: «أين علي بن أبي طالب؟» فقالوا : يا رسول اللّه يشتكي عينيه، قال: «فأرسلوا إليه» فجاء فدعا النبي لشفاء عينيه فشفي.

وقال : «يا رسول اللّه أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا »فقال (صلى الله عليه واله): «فانفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ اللّه فيه، فو اللّه لأن يهدي اللّه بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم» انطلق عليٌّ في هذه المهمة وفتح تلك الحصن القوية الصامدة بشجاعة فريدة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.