أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-01-2015
3597
التاريخ: 14-2-2019
3224
التاريخ: 2024-06-10
676
التاريخ: 4-3-2019
5170
|
انتدبت فوارس من قريش للبراز منهم: عمرو بن عبد ود بن ابى قيس بن عامر بن لؤي بن غالب وعكرمة بن أبي جهل، وهبيرة بن أبي وهب المخزوميان وضرار بن الخطاب، ومرداس الفهري فلبسوا للقتال ثم خرجوا علي خيلهم حتى مروا بمنازل بنى كنانة فقالوا: تهيؤا يا بنى كنانة للحرب ثم أقبلوا تعنق بهم خيلهم، حتى وقفوا علي الخندق، فلما تأملوه قالوا: والله ان هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها، ثم تيمموا مكانا من الخندق فيه ضيق فضربوا خيلهم فاقتحمته وجاءت بهم في السبخة بين الخندق وسليع، وخرج أميرالمؤمنين علي (عليه السلام) في نفر معه من المسلمين حتى أخذوا عليهم الثغرة التي اقتحموها فتقدم عمرو بن عبد ود الجماعة الذين خرجوا معه وقد أعلم ليرى مكانه فلما رأى المسلمين وقف هو والخيل التى معه وقال: هل من مبارز؟ فبرز اليه أميرالمؤمنين (عليه السلام) فقال له عمرو: ارجع يابن الاخ فما أحب أن أقتلك، فقال له أميرالمؤمنين (عليه السلام) قد كنت يا عمرو عاهدت الله أن لا يدعوك رجل من قريش إلى إحدى خصلتين إلا اخترتها منه .
قال: أجل فما ذاك؟ قال: انى أدعوك إلى الله ورسوله والاسلام، قال: لا حاجة لي إلى ذلك.
قال: فاني ادعوك إلى النزال.
فقال: ارجع فقد كان بينى وبين ابيك خلة وما احب ان اقتلك.
فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): لكنني والله احب أن اقتلك ما دمت آبيا للحق فحمي عمرو عند ذلك وقال أتقتلنى؟ ونزل عن فرسه فعقره وضرب وجهه حتى نفر وأقبل علي (عليه السلام) مصلتا سيفه، وبدره بالسيف فنشب سيفه في ترس علي (عليه السلام) فضربه أميرالمؤمنين (عليه السلام) ضربة فقتله .
وعففت عن أثوابه ولو أنني * كنت المقطر بزنى أثوابي
لا تحسبن الله خاذل دينه * ونبيه يا معشر الاحزاب
وقد روى محمد بن عمرو الواقدي، قال: حدثنى عبد الله بن جعفر، عن أبى عون، عن الزهري قال: جاء عمرو بن عبد ود، وعكرمة بن أبى جهل، وهبيرة بن أبي وهب، ونوفل بن عبد الله ابن المغيرة وضرار بن الخطاب، في يوم الاحزاب إلى الخندق فجعلوا يطوفون به يطلبون مضيقا منه فيعبرون، حتى انتهوا إلى مكان أكرهوا خيولهم فيه فعبرت فجعلوا يجيلون خيلهم فيما بين الخندق وسليع والمسلمون وقوف لا يقدم منهم أحد عليهم.
وجعل عمرو بن عبد ود يدعو إلى البراز ويعرض بالمسلمين ويقول: ولقد بححت من النداء بجمعهم هل من مبارز وفي كل ذلك يقوم علي بن أبي طالب (عليه السلام) ليبارزه فيأمره رسول الله (صلى الله عليه واله) بالجلوس انتظارا منه ليتحرك غيره، والمسلمون كأن على رؤوسهم الطير لمكان عمرو بن عبد ود، والخوف منه وممن معه ومن ورائه، فلما طال نداء عمرو بالبراز وتتابع قيام أميرالمؤمنين (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه واله): ادني يا علي فدنا منه فنزع عمامته من رأسه وعممه بها، وأعطاه سيفه، وقال له: امض لشأنك، ثم قال: اللهم أعنه فسعى نحو عمرو ومعه جابر بن عبد الله الانصارى رحمه الله لينظر ما يكون منه ومن عمرو فلما انتهى أميرالمؤمنين (عليه السلام) اليه قال له: ياعمرو انك كنت في الجاهلية تقول: لا يدعوني أحد إلى ثلاث واللات والعزى إلا قبلتها أو واحدة منها؟.
قال: أجل، قال: فاني ادعوك إلى شهادة: أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن تسلم لرب العالمين .
قال: يا بن الاخ أخر هذه عنى.
قال: لا تحدث نساء قريش بهذا أبدا، فهيهنا اخرى، قال: وما هي؟ قال: تنزل فتقاتلني، فضحك عمرو، وقال: ان هذه الخصلة ما كنت أظن أحدا من العرب يرومنى عليها، انى لا كره ان أقتل الرجل الكريم مثلك وقد كان ابوك لي نديما .
قال علي (عليه السلام): لكنى أحب أن اقتلك فانزل ان شئت، فأسف عمرو ونزل وضرب وجه فرسه حتى رجع، فقال جابر رحمه الله فثارت بينهما قترة فما رأيتهما فسمعت التكبير تحتها فعلمت ان عليا (عليه السلام) قد قتله فانكشف أصحابه حتى طفرت خيولهم الخندق، وتبادر أصحاب النبى (صلى الله عليه واله) حين سمعوا التكبير ينظرون ما صنع القوم، فوجدوا نوفل بن عبد الله في جوف الخندق لم ينهض به فرسه، فجعلوا يرمونه بالحجارة، فقال لهم: قتله أجمل من هذه ينزل إلي بعضكم أقاتله، فنزل اليه أميرالمؤمنين (عليه السلام) فضربه حتى قتله، ولحق هبيرة فأعجزه، وضرب قربوس سرجه وسقطت درع كانت عليه، و فر عكرمة وهرب ضرار بن الخطاب.
فقال جابر: فما شبهت قتل علي عمروا إلا بما قص الله تعالى من قصة داود (عليه السلام) وجالوت حيث يقول جل شانه: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ} [البقرة: 251].
قد روى قيس بن الربيع قال: حدثنا ابو هارون العبدى، عن ربيعة السعدى، قال: أتيت حذيفة بن اليمان فقلت له: يا أبا عبد الله انا لنتحدث عن علي (عليه السلام) ومناقبه فيقول لنا أهل البصرة انكم تفرطون في علي (عليه السلام)؟ فهل أنت محدثي فيه؟ .
فقال حذيفة: ياربيعة وما تسئلنى عن علي (عليه السلام)، فو الذي نفسى بيده لو وضع جميع أعمال اصحاب محمد (صلى الله عليه واله) في كفة الميزان منذ بعث الله محمدا الى يوم الناس هذا، ووضع عمل علي (عليه السلام) في الكفة الاخرى لرجح عمل علي (عليه السلام) على جميع أعمالهم.
فقال ربيعة: هذا الذى لا يقام له ولا يقعد؟ فقال حذيفة: يالكع وكيف لا تحمل واين كان ابو بكر وعمر وحذيفة وجميع اصحاب محمد (صلى الله عليه واله) يوم عمرو بن عبد ود وقد دعى إلى المبارزة فأحجم الناس كلهم ما خلا عليا (عليه السلام) فانه برز اليه وقتله الله على يده؟ والذي نفس حذيفة بيده لعمله ذلك اليوم أعظم أجرا من عمل أصحاب محمد (صلى الله عليه واله) إلى يوم القيامة.
وقد روى هشام محمد عن معروف بن خربوذ قال: قال علي بن ابى طالب (عليه السلام) في يوم الخندق.
أعلي تقتحم الفوارس هكذا * عنى وعنها خبروا أصحابى
ليوم تمنعني الفرار حفيظتي * ومصمم في الرأس ليس بنابي
أرديت عمروا اذ طغى بمهند * صافى الحديد محرب قضاب
فصددت حين تركته متجدلا * كالجذع بين دكادك وروابي
وعففت عن أثوابه ولو اننى * كنت المقطر بزنى أثوابي
وروى يونس بن بكير عن محمد بن اسحق، قال: لما قتل علي بن ابي طالب (عليه السلام) عمروا أقبل نحو رسول الله (صلى الله عليه واله) ووجهه يتهلل، فقال له عمر بن الخطاب: هلا سلبته يا علي درعه فانه ليس في العرب درع مثلها؟ فقال أميرالمؤمنين (عليه السلام): انى استحييت ان أكشف سوأة ابن عمي.
وروى عمر بن ابي الأزهري، عن عمرو بن عبيد، عن الحسن ان عليا (عليه السلام) لما قتل عمرو بن عبد ود اجتز رأسه وحمله فألقاه بين يدى النبى (صلى الله عليه واله)، فقام أبو بكر وعمر فقبلا رأس علي (عليه السلام).
وروى علي بن الحكيم الأودي قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: لقد ضرب علي ضربة ما كان في الاسلام أعز منها يعنى ضربة عمرو بن عبد ود، ولقد ضرب (عليه السلام) ضربة ما ضرب في الاسلام أشأم منها يعنى ضربة ابن ملجم لعنه الله.
وفي الاحزاب انزل الله تعالى: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا * وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا } [الأحزاب: 10 - 12] إلى قوله: { وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب: 25] فتوجه العتب اليهم والتوبيخ والتقريع والخطاب، ولم ينج من ذلك أحد بالاتفاق إلا اميرالمؤمنين (عليه السلام)، اذ كان الفتح له وعلى يديه، وكان قتله عمروا ونوفل بن عبد الله، سبب هزيمة المشركين، وقال رسول الله (صلى الله عليه واله) بعد قتله هؤلاء النفر: الآن نغزوهم ولايغزونا.
وقد روى يوسف بن كليب، عن سفيان بن يزيد، عن قرة وغيره، عن عبد الله بن مسعود انه كان يقرئ { وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب: 25] .
وفي قتل عمرو بن عبد ود يقول
امسى الفتى عمرو بن عبد يبتغى * بجنوب يثرب غارة لم نظر
ولقد وجدت سيوفنا مشهورة * ولقد وجدت جيادنا لم تقصر
ولقد رأيت غداة بدر عصبة * ضربوك ضربا غير ضرب الخسر
اصبحت لا تدعى ليوم عظيمة * ياعمرو او لجسيم امر منكر
بسيف ابن عبد الله أحمد في الوغا * بكف علي نلتم ذاك فاقصروا
ولم تقتلوا عمرو بن عبد ببأسكم * ولكنه الكفو الهزبر الغضنفر
علي الذي في الفخر طال بناؤه * ولا تكثروا الدعوى علينا فتحقروا
ببدر خرجتم للبراز فردكم * شيوخ قريش جهرة وتأخروا
فلما أتاهم حمزة وعبيدة * وجاء علي بالمهند يخطر
فقالوا نعم أكفاء صدق فاقبلوا * اليهم سراعا إذ بغوا وتجبروا
فجال علي جولة هاشمية * فدمرهم لما عتوا وتكبروا
فليس لكم فخر علينا بغيرنا * وليس لكم فخر يعد ويذكر
وقد روى أحمد بن عبد العزيز، قال: حدثنا سليمان بن أيوب، عن ابى الحسن المدائنى قال:
لما قتل علي بن أبي طالب (عليه السلام) عمرو بن عبد ود نعي إلى أخته فقالت: من ذا الذى اجترأ عليه؟ فقالوا: ابن ابي طالب (عليه السلام) فقالت: لم يعد موته إلا على يد كفو كريم لا رقأت دمعي ان هرقتها عليه قتل الابطال وبارز الاقران، وكانت منيته على يد كفو كريم من قومه ما سمعت بأفخز من هذا يابنى عامر، ثم أنشات تقول:
لوكان قاتل عمرو غير قاتله * لكنت أبكى عليه آخر الابد
لكن قاتل عمرو لا يعاب به * من كان يدعى قديما بيضة البلد
وقالت ايضا في قتل أخيها وذكر علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه:
أسدان في ضيق المكر تصاولا * وكلاهما كفو كريم باسل
فتخالسا مهج النفوس كلاهما * وسط المدار مخاتل ومقاتل
وكلاهما حضر القراع حفيظة * لم يثنه عن ذاك شغل شاغل
فاذهب علي فما ظفرت بمثله * قول سديد ليس فيه تحامل
والثأر عندى ياعلي فليتني * أدركته والعقل منى كامل
ذلت قريش بعد مقتل فارس * فالذل مهلكها وخزى شامل
ثم قالت: والله لا ثارت قريش بأخي ما حنت النيب.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|