المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



أوصيكم بأهل بيتي خيراً  
  
5623   11:26 صباحاً   التاريخ: 9-02-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص140-142.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /

لما خرج (صلى الله عليه واله) إلى المسجد وجد أبابكر قد سبق إلى المحراب فأومأ اليه بيده ان تأخر عنه فتأخر أبوبكر ولم يبن على ما مضى من فعاله، فلما سلم انصرف إلى منزله واستدعى أبابكر وعمر و جماعة ممن حضر بالمسجد من المسلمين، ثم قال: ألم آمركم ان تنفذوا جيش اسامة؟.

فقالوا: بلى يارسول الله، قال: فلم تأخرتم عن أمرى؟.

قال أبوبكر: انى كنت خرجت ثم رجعت لأجدد بك عهدا، وقال عمر: يا رسول الله انى لم أخرج لأنني لم أحب ان أسئل عنك الركب.

فقال النبى (صلى الله عليه واله): نفذوا جيش اسامة، نفذوا جيش اسامة يكررها ثلاث مرات ثم اغمى عليه من التعب الذي لحقه، والاسف الذي ملكه، فمكث هنيئة مغمى عليه وبكى المسلمون وارتفع النحيب من أزواجه وولده ونساء المسلمين وجميع من حضر من المسلمين.

فأفاق رسول الله (صلى الله عليه واله) فنظر اليهم ثم قال: ايتونى بدواة وكتف لا كتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا، ثم اغمى عليه فقام بعض من حضره يلتمس دواتا فقال له عمر: ارجع فانه يهجر فرجع وندم من حضر على ماكان منهم من التضجيع في إحضار الدوات والكتف وتلاوموا بينهم وقالوا: انا لله وانا اليه راجعون لقد أشفقنا من خلاف رسول الله (صلى الله عليه واله)، فلما أفاق (عليه السلام) قال بعضهم: ألا نأتيك بدواة وكتف يارسول الله؟ فقال: أبعد الذي قلتم؟ لا ولكنى اوصيكم بأهل بيتى خيرا وأعرض بوجهه عن القوم، فنهضوا وبقى عنده العباس والفضل بن العباس وعلي بن ابى طالب (عليه السلام) واهل بيته خاصة، فقال له العباس: يا رسول الله ان يكن هذا الامر فينا مستقرا من بعدك فبشرنا، وان كنت تعلم انا نغلب عليه فأوص بنا فقال: انتم المستضعفون من بعدى وأصمت، فنهض القوم وهم يبكون قد يئسوا من النبى (صلى الله عليه واله) وسلم، فلما خرجوا من عنده قال (عليه السلام): ردوا على أخى وعمى فانفذا من دعاهما فحضرا، فلما استقر بهما المجلس قال عليه الصلوة والسلام: يا عم رسول الله تقبل وصيتي وتنجز عدتي وتقضى ديني؟ فقال العباس: يارسول الله عمك شيخ ذو عيال كثير، وأنت تبارى الريح سخاء وكرما، وعليك وعد لا ينهض به عمك.

 فاقبل على علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: ياأخى تقبل وصيتي وتنجز عدتي وتقضى عنى ديني وتقوم بأمر أهلى من بعدى؟ فقال؟ نعم يا رسول الله فقال: ادن منى فدنى فضمه اليه، ثم نزع خاتمه من يده فقال له: خذ هذا فضعه في يدك ودعى بسيفه ودرعه وجميع لامته فدفع ذلك اليه، والتمس عصابة كان يشدها على بطنه اذا لبس سلاحه و خرج إلى الحرب، فجئ بها اليه فدفعها إلى أميرالمؤمنين (عليه السلام)، وقال له: امض على اسم الله إلى منزلك، فلما كان من الغد حجب الناس عنه وثقل في موضعه.

وكان أميرالمؤمنين (عليه السلام) لا يفارقه إلا لضرورة، فقام في بعض شؤونه فأفاق رسول الله (صلى الله عليه واله) إفاقة فافتقد عليا (عليه السلام) قال - وازواجه حوله -: ادعوا لى أخى وصاحبي وعاوده الضعف، فاصمت فقالت عائشة: ادعوا له أبابكر فدعى فدخل عليه وقعد عند رأسه، فلما فتح عينه نظر اليه فاعرض عنه بوجهه.

فقام أبوبكر فقال: لوكان له إلى حاجة لأفضى بها إلى فلما خرج أعاد رسول الله (صلى الله عليه واله) القول ثانية وقال: ادعوا لى أخى و صاحبي، فقالت حفصة: ادعوا له عمر، فدعى فلما حضر ورآه رسول الله (صلى الله عليه واله) أعرض عنه فانصرف ثم قال: ادعوا لى أخى وصاحبي فقالت ام سلمة رضى الله عنها: ادعوا له عليا (عليه السلام) فانه (صلى الله عليه واله) لا يريد غيره، فدعى أميرالمؤمنين (عليه السلام) فلما دنى منه اومأ اليه فاكب عليه فناجاه رسول الله (صلى الله عليه واله) طويلا ثم قام فجلس ناحية حتى اغفى رسول الله (صلى الله عليه واله) فلما اغفى خرج فقال له الناس ما الذي أوعز اليك يا ابا الحسن؟.

فقال: علمني ألف باب من العلم فتح لى كل باب ألفباب، و أوصانى بما أنا قائم به انشآء الله تعالى.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.