المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

أثر التغذية الخلفية على التشويه اللاخطي
23-9-2021
صحافة العواصم
23-6-2021
زبدة البيان في أحكام القرآن : للمقدس الأردبيلي
23-02-2015
المتكلم المجنون
17-10-2019
تقديم الاستجواب البرلماني
7-12-2017
جرعة النصفية المؤثرة ED50, 50% ) Effective Dose)
23-2-2018


قضاء امير المؤمنين في عهد ابي بكر  
  
3789   02:36 مساءً   التاريخ: 7-02-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص152-154.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

ما جاء به الخبر عن رجال من العامة والخاصة ان رجلا رفع إلى أبى بكر وقد شرب الخمر، فاراد أن يقيم عليه الحد فقال له: انى شربتها ولا علم لى بتحريمها لأنى نشأت بين قوم يستحلونها ولم أعلم بتحريمها حتى الآن، فارتج على أبي بكر الامر بالحكم عليه ولم يعلم وجه القضاء فيه فأشار عليه بعض من حضر أن يستخبر أميرالمؤمنين (عليه السلام) عن الحكم في ذلك.

 فأرسل اليه من سئله عنه فقال أميرالمؤمنين (عليه السلام): مر رجلين ثقتين من المسلمين يطوفان به على مجالس المهاجرين والانصار ويناشدانهم هل فيهم أحد تلا عليه آية التحريم أو أخبره بذلك عن رسول الله (صلى الله عليه واله)؟ فان شهد بذلك رجلان منهم فأقم الحد عليه، وان لم يشهد أحد بذلك فاستتبه وخل سبيله، ففعل ذلك أبوبكر فلم يشهد أحد من المهاجرين والانصار انه تلا عليه آية التحريم، ولا أخبره عن رسول الله (صلى الله عليه واله) بذلك، فاستتابة أبوبكر وخلى سبيله وسلم لعلى (عليه السلام) في القضاء به.

وروي ان أبابكر سئل عن قوله تعالى: { وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} [عبس: 31] فلم يعرف معنى الاب من القرآن ؛فقال: أي سماء تظلني أم أي أرض تقلني أم كيف أصنع ان قلت في كتاب الله تعالى بما لا أعلم، اما الفاكهة فنعرفها، واما الاب فالله أعلم به، فبلغ أميرالمؤمنين (عليه السلام) مقاله ذلك في ذلك، فقال يا سبحان الله أما علم ان الاب هو الكلاء والمرعى، وان قوله تعالى: { وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} [عبس: 31] اعتداد من الله تعالى بأنعامه على خلقه بما غذاهم به، وخلقه لهم ولأنعامهم، فما تحيى به أنفسهم و تقوم به أجسادهم.

وسئل ابو بكر عن الكلالة؟ فقال: أقول فيها برأيي فان أصبت فمن الله، وان أخطأت فمن نفسى ومن الشيطان، فبلغ ذلك أميرالمؤمنين (عليه السلام) فقال: ما أغناه عن الرأي في هذا المكان ! أما علم ان الكلالة هم الاخوة والاخوات من قبل الاب والام ومن قبل الاب على انفراده، ومن قبل الام ايضا على حدتها؟ قال الله عزوجل: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ} [النساء: 176] وقال عز قائلا: {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ } [النساء: 12].

وجاءت الرواية: ان بعض أحبار اليهود جاءوا الى أبى بكر فقال: أنت خليفة نبي هذه الامة فقال له: نعم، فقال: انا نجد في التوراة ان خلفاء الانبياء أعلم اممهم فأخبرني عن الله تعالى أين هو أفي السماء أم في الارض؟ فقال أبوبكر: هو في السماء على العرش، فقال اليهودي: فأرى الارض خالية منه؟ وأراه على هذا القول في مكان دون مكان؟ فقال له أبوبكر: هذا كلام الزنادقة أغرب عنى وإلا قتلتك، فولى الحبر متعجبا يستهزئ بالإسلام فاستقبله أميرالمؤمنين (عليه السلام) فقال: يا يهودي قد عرفت ما سئلت عنه وما اجبت به، وانا نقول ان الله عزوجل أين الاين فلا أين له وجل أن يحويه مكان وهو في كل مكان بغير مماسة ولامجاورة يحيط علما بما فيها، ولا يخلو شيء منها من تدبيره، وانى مخبرك بما جاء في كتاب من كتبكم يصدق ما ذكرته لك، فان عرفته أتؤمن به؟ فقال اليهودي: نعم.

 قال: ألستم تجدون في بعض كتبكم ان موسى بن عمران (عليه السلام) كان ذات يوم جالسا اذ جاءه ملك من المشرق فقال له موسى: من أين أقبلت؟ قال: من عند الله عزوجل ثم جائه ملك من المغرب فقال له من أين جئت؟ فقال من عند الله عز وجل، ثم جاءه ملك فقال: قد جئتك من السماء السابعة من عند الله عزوجل وجائه ملك آخر فقال له: قدجئتك من الارض السفلى السابعة من عند الله عزوجل فقال موسى (عليه السلام): سبحان من لا يخلو منه مكان، ولا يكون إلى مكان أقرب من مكان، فقال اليهودي: اشهد ان هذا هو الحق، وانك أحق بمقام نبيك ممن استولى عليه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.