أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2016
5549
التاريخ: 19-4-2016
3059
التاريخ: 14-4-2016
2944
التاريخ: 8-02-2015
3547
|
توجه أميرالمؤمنين (عليه السلام) إلى البصرة فنزل الربذة فلقيه بها آخر الحاج فاجتمعوا ليسمعوا من كلامه وهو في خبائه، قال ابن عباس رضى الله عنه: فأتيته فوجدته يخصف نعلا فقلت له نحن إلى أن تصلح أمرنا أحوج منا الى ما تصنع، فلم يكلمني حتى فرغ من نعله، ثم ضمها إلى صاحبتها وقال لي: قومهما؟ فقلت: ليس لهما قيمة قال: على ذاك ! قلت: كسر درهم، قال: والله لهما أحب إلى من أمركم هذا إلا أن أقيم حقا وأدفع باطلا قلت: ان الحاج قد اجتمعوا ليسمعوا من كلامك، فتأذن لي ان أتكلم فان كان حسنا كان منك وان كان غير ذلك كان منى؟ قال: لا أنا أتكلم ثم وضع يده على صدري وكان شثن الكفين فألمني ثم قام فأخذت بثوبه وقلت: نشدتك الله والرحم؟ قال: لا تنشدني ثم خرج فاجتمعوا عليه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: اما بعد فان الله تعالى بعث محمدا (صلى الله عليه واله) وليس في العرب أحد يقرئ كتابا ولا يدعى نبوة، فساق الناس إلى منجاتهم، أم والله ما زلت في ساقتها ما غيرت ولا بدلت ولا خنت حتى تولت بحذاء فيرها، ما لى ولقريش؟ ام والله لقد قاتلتهم كافرين ولا قاتلنهم مفتونين، وان مسيري هذا عن عهد الي فيه، ام والله: لا بقرن الباطل حتى يخرج الحق من خاصرته ما تنقم منا قريش إلا ان الله اختارنا عليهم فأدخلناهم في حيزنا وانشد:
ذنب لعمرى شربك المحض خالصا * وأكلك بالزبد المقشرة التمرا
ونحن وهبناك العلاء ولم تكن * عليا و حطنا حولك الجرد والسمرا
ولما نزل بذي قار أخذ البيعة على من حضره ثم تكلم فأكثر من الحمد لله والثناء عليه والصلاة على رسول الله (صلى الله عليه واله) ثم قال: قد جرت أمور صبرنا عليها وفي أعيننا القذى تسليما لأمر الله تعالى فيما امتحننا به ورجاء الثواب على ذلك وكان الصبر عليها أمثل من أن يتفرق المسلمون وتسفك دمائهم نحن أهل بيت النبوة وعترة الرسول وأحق الخلق بسلطان الرسالة ومعدن الكرامة التى ابتدأ الله بها هذه الامة وهذا طلحة والزبير ليسا من أهل النبوة ولا من ذرية الرسول، حين رأيا ان الله قدر علينا حقنا بعد أعصر، فلم يصبرا حولا واحدا ولا شهرا كاملا حتى وثبا على دأب الماضين قبلهما ليذهبا بحقي، ويفرقا جماعة المسلمين عنى ثم دعى عليهما.
وقد روى عبد الحميد بن عمران العجلى عن سلمة بن كهيل قال: لما التقى أهل الكوفة أميرالمؤمنين (عليه السلام) بذي قار رحبوا به ثم قالوا: الحمد لله الذى خصنا بجوارك وأكرمنا بنصرتك، فقام أميرالمؤمنين (عليه السلام) فيهم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أهل الكوفة انكم من اكرم المسلمين وأقصدهم تقويما، وأعدلهم سنة وأفضلهم سهما في الاسلام وأجودهم في العرب مركبا ونصابا، انتم أشد العرب ود النبى (صلى الله عليه واله) وأهل بيته، وانما جئتكم ثقة بعد الله بكم للذي بذلتم من أنفسكم عند نقض طلحة والزبير، وخلفهما طاعتي واقبالهما بعائشة للفتنة واخراجهما اياها من بيتها حتى أقدماها البصرة فاستغو واطغامها وغوغاها، مع انه قد بلغني ان اهل الفضل منهم وخيارهم في الدين قد اعتزلوا وكرهوا ما صنع طلحة والزبير، ثم سكت (عليه السلام) فقال أهل الكوفة: نحن أنصارك وأعوانك على عدوك ولو دعوتنا إلى أضعافهم من الناس احتسبنا في ذلك الخير ورجوناه، فدعى لهم أميرالمؤمنين (عليه السلام) وأثنى عليهم ثم قال: لقد علمتم معاشر المسلمين ان طلحة والزبير بايعاني طائعين غير مكرهين راغبين، ثم استأذناني في العمرة فأذنت لهما، فسارا الى البصرة فقتلا المسلمين وفعلا المنكر، اللهم انهما قطعاني وظلماني ونكثا بيعتى وألبا الناس علي فاحلل ما عقدا ولا تحكم ما أبرما وأرهما المساءة فيما عملا.
ومن كلامه (عليه السلام) وقد نفر من ذي قار متوجها إلى البصرة بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على رسول الله (صلى الله عليه واله): اما بعد فان الله تعالى فرض الجهاد وعظمه وجعله نصرة له، والله ما صلحت دنيا قط ولادين إلا به، وان الشيطان قد جمع حزبه واستجلب خيله وشبه في ذلك وخدع، وقد بانت الامور و تمحصت والله ما انكروا علي منكرا، ولا جعلوا بينى وبينهم نصفا، وانهم ليطلبون حقا تركوه ودما سفكوه، ولئن كنت شركتهم فيه، ان لهم لنصيبهم منه وان كانوا ولوه دوني، فما تبعته إلا قبلهم وان أعظم حجتهم لعلى أنفسهم، وانى لعلى بصيرتي ما لبست علي وانها للفئة الباغية فيه الحما و الحمة قد طالت هلبتها وأمكنت درتها، يرضعون ما فطمت ويحيون بيعة تركت ليعود الضلال إلى نصابه.
ما أعتذر مما فعلت، ولا أتبرء مما صنعت، فيا خيبة للداعي ومن دعى، لو قيل له: إلى من دعوتك والى من أجبت ومن امامك وما سنته؟ اذا لزاح الباطل عن مقامه، ولصمت لسانه فيما نطق وايم الله لأفرطن لهم حوضا أنا ماتحه، لا يصدرون عنه ولا يلقون بعده ريا ابدا، انى لراض بحجة الله عليهم وعذره فيهم، اذ أنا داعيهم فمعذر إليهم، فان تابوا واقبلوا فالتوبة مبذولة والحق مقبول وليس على الله كفران، وان أبوا أعطيتهم حد السيف وكفى به شافيا من باطل وناصر المؤمن.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|