المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



كلام الامام عند توجهه الى البصرة  
  
3477   03:00 مساءً   التاريخ: 7-02-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص189-193.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

توجه أميرالمؤمنين (عليه السلام) إلى البصرة فنزل الربذة فلقيه بها آخر الحاج فاجتمعوا ليسمعوا من كلامه وهو في خبائه، قال ابن عباس رضى الله عنه: فأتيته فوجدته يخصف نعلا فقلت له نحن إلى أن تصلح أمرنا أحوج منا الى ما تصنع، فلم يكلمني حتى فرغ من نعله، ثم ضمها إلى صاحبتها وقال لي: قومهما؟ فقلت: ليس لهما قيمة قال: على ذاك ! قلت: كسر درهم، قال: والله لهما أحب إلى من أمركم هذا إلا أن أقيم حقا وأدفع باطلا قلت: ان الحاج قد اجتمعوا ليسمعوا من كلامك، فتأذن لي ان أتكلم فان كان حسنا كان منك وان كان غير ذلك كان منى؟ قال: لا أنا أتكلم ثم وضع يده على صدري وكان شثن الكفين فألمني ثم قام فأخذت بثوبه وقلت: نشدتك الله والرحم؟ قال: لا تنشدني ثم خرج فاجتمعوا عليه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: اما بعد فان الله تعالى بعث محمدا (صلى الله عليه واله) وليس في العرب أحد يقرئ كتابا ولا يدعى نبوة، فساق الناس إلى منجاتهم، أم والله ما زلت في ساقتها ما غيرت ولا بدلت ولا خنت حتى تولت بحذاء فيرها، ما لى ولقريش؟ ام والله لقد قاتلتهم كافرين ولا قاتلنهم مفتونين، وان مسيري هذا عن عهد الي فيه، ام والله: لا بقرن الباطل حتى يخرج الحق من خاصرته ما تنقم منا قريش إلا ان الله اختارنا عليهم فأدخلناهم في حيزنا وانشد:

ذنب لعمرى شربك المحض خالصا      *        وأكلك بالزبد المقشرة التمرا

ونحن وهبناك العلاء ولم تكن           *        عليا و حطنا حولك الجرد والسمرا

ولما نزل بذي قار أخذ البيعة على من حضره ثم تكلم فأكثر من الحمد لله والثناء عليه والصلاة على رسول الله (صلى الله عليه واله) ثم قال: قد جرت أمور صبرنا عليها وفي أعيننا القذى تسليما لأمر الله تعالى فيما امتحننا به ورجاء الثواب على ذلك وكان الصبر عليها أمثل من أن يتفرق المسلمون وتسفك دمائهم نحن أهل بيت النبوة وعترة الرسول وأحق الخلق بسلطان الرسالة ومعدن الكرامة التى ابتدأ الله بها هذه الامة وهذا طلحة والزبير ليسا من أهل النبوة ولا من ذرية الرسول، حين رأيا ان الله قدر علينا حقنا بعد أعصر، فلم يصبرا حولا واحدا ولا شهرا كاملا حتى وثبا على دأب الماضين قبلهما ليذهبا بحقي، ويفرقا جماعة المسلمين عنى ثم دعى عليهما.

وقد روى عبد الحميد بن عمران العجلى عن سلمة بن كهيل قال: لما التقى أهل الكوفة أميرالمؤمنين (عليه السلام) بذي قار رحبوا به ثم قالوا: الحمد لله الذى خصنا بجوارك وأكرمنا بنصرتك، فقام أميرالمؤمنين (عليه السلام) فيهم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أهل الكوفة انكم من اكرم المسلمين وأقصدهم تقويما، وأعدلهم سنة وأفضلهم سهما في الاسلام وأجودهم في العرب مركبا ونصابا، انتم أشد العرب ود النبى (صلى الله عليه واله) وأهل بيته، وانما جئتكم ثقة بعد الله بكم للذي بذلتم من أنفسكم عند نقض طلحة والزبير، وخلفهما طاعتي واقبالهما بعائشة للفتنة واخراجهما اياها من بيتها حتى أقدماها البصرة فاستغو واطغامها وغوغاها، مع انه قد بلغني ان اهل الفضل منهم وخيارهم في الدين قد اعتزلوا وكرهوا ما صنع طلحة والزبير، ثم سكت (عليه السلام) فقال أهل الكوفة: نحن أنصارك وأعوانك على عدوك ولو دعوتنا إلى أضعافهم من الناس احتسبنا في ذلك الخير ورجوناه، فدعى لهم أميرالمؤمنين (عليه السلام) وأثنى عليهم ثم قال: لقد علمتم معاشر المسلمين ان طلحة والزبير بايعاني طائعين غير مكرهين راغبين، ثم استأذناني في العمرة فأذنت لهما، فسارا الى البصرة فقتلا المسلمين وفعلا المنكر، اللهم انهما قطعاني وظلماني ونكثا بيعتى وألبا الناس علي فاحلل ما عقدا ولا تحكم ما أبرما وأرهما المساءة فيما عملا.

ومن كلامه (عليه السلام) وقد نفر من ذي قار متوجها إلى البصرة بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على رسول الله (صلى الله عليه واله): اما بعد فان الله تعالى فرض الجهاد وعظمه وجعله نصرة له، والله ما صلحت دنيا قط ولادين إلا به، وان الشيطان قد جمع حزبه واستجلب خيله وشبه في ذلك وخدع، وقد بانت الامور و تمحصت والله ما انكروا علي منكرا، ولا جعلوا بينى وبينهم نصفا، وانهم ليطلبون حقا تركوه ودما سفكوه، ولئن كنت شركتهم فيه، ان لهم لنصيبهم منه وان كانوا ولوه دوني، فما تبعته إلا قبلهم وان أعظم حجتهم لعلى أنفسهم، وانى لعلى بصيرتي ما لبست علي وانها للفئة الباغية فيه الحما و الحمة قد طالت هلبتها وأمكنت درتها، يرضعون ما فطمت ويحيون بيعة تركت ليعود الضلال إلى نصابه.

ما أعتذر مما فعلت، ولا أتبرء مما صنعت، فيا خيبة للداعي ومن دعى، لو قيل له: إلى من دعوتك والى من أجبت ومن امامك وما سنته؟ اذا لزاح الباطل عن مقامه، ولصمت لسانه فيما نطق وايم الله لأفرطن لهم حوضا أنا ماتحه، لا يصدرون عنه ولا يلقون بعده ريا ابدا، انى لراض بحجة الله عليهم وعذره فيهم، اذ أنا داعيهم فمعذر إليهم، فان تابوا واقبلوا فالتوبة مبذولة والحق مقبول وليس على الله كفران، وان أبوا أعطيتهم حد السيف وكفى به شافيا من باطل وناصر المؤمن.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.