المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

النظام القانوني للعقد الإداري الإلكتروني
11-11-2021
George G Lorentz
1-12-2017
خصائص الوكالة بالخصومة .
23-6-2016
العمليات الزراعية للكتان
15-12-2016
Stationary Phase : Column Chromatography
12-2-2020
الوجه البشوش
11-6-2020


وصية الوداع له (عليه السلام)  
  
3494   01:51 مساءً   التاريخ: 8-02-2015
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص211-213.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

روى الكليني، والصدوق، والشيخ المفيد، والشيخ الطوسي وغيرهم من المحدثين بطرق عديدة عن الحسن والكاظم (عليهما السلام) وسليم بن قيس الهلالي، قال سليم بن قيس : شهدت وصية علي بن أبي طالب (عليه السلام) حين أوصى ابنه الحسن (عليه السلام) واشهد على وصيته الحسين (عليه السلام) ومحمدا وجميع ولده ورؤساء أهل بيته وشيعته، ثم دفع اليه الكتاب والسلاح، ثم قال : يا بني، أمرني رسول الله (صلى الله عليه واله) ان أوصي اليك وادفع إليك كتبي وسلاحي كما أوصي الى رسول الله (صلى الله عليه واله) ودفع الي كتبه وسلاحه، وأمرني ان امرك اذا حضرك الموت ان تدفعه الى اخيك الحسين ثم أقبل على الحسين (عليه السلام) فقال : وأمرك رسول الله أن تدفع وصيتك الى علي بن الحسين، وأمر علي بن الحسين ان يدفع الوصية الى ولده محمد بن علي، فاقرأه من رسول الله (صلى الله عليه واله) ومني السلام,ثم أقبل على ابنه الحسن (عليه السلام) فقال : يا بني، انت ولي الامر من بعدي، وولي الدم، فان عفوت؛ فلك، وان قتلت؛ فضربة مكان ضربة، ولا تأثم ؛ ثم قال : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما اوصى به علي بن ابي طالب، اوصى انه يشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، وان محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، ثم ان صلاتي ونكسي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا اول المسلمين.

ثم أوصيك يا حسن وجميع أهل بيتي وولدي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ربكم، ولا تموتن الا وانتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، فاني سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول : صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام، وان المبيرة الحالقة للدين فساد ذات البين، ولا قوة الا بالله العلي العظيم انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب الله الله في الايتام فلا تغيروا افواههم، ولا يضيعو بحضرتكم، فقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول : من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله عز وجل لذلك له الجنة كما أوجب الله لآكل مال اليتيم النار.

الله الله في القران، فلا يسبقكم الى العمل به أحد غيركم.

الله الله في جيرانكم، فان النبي (صلى الله عليه واله) أوصى بهم، وما زال رسول الله يوصي بهم حتى ظننا انه سيورثهم.

الله الله في بيت ربكم، فلا يخلو منكم ما بقيتم، فانه ان ترك لم تناظروا، وادنى ما يرجع به من الله ان يغفر له ما سلف.

الله الله في الصلاة، فانها خير العمل، وانها عمود دينكم.

الله الله في الزكاة، فانها تطفئ غضب ربكم.

الله الله في شهر رمضان، فان صيامه جنة من نار.

الله الله في الفقراء والمساكين، فشاركوهم في معايشكم.

الله الله في الجهاد بأموالكم وانفسكم والسنتكم، فإنما يجاهد رجلان : امام هدى او مطيع له مقتد بهداه.

الله الله في ذرية نبيكم فلا يظلمون بحضرتكم وبين ظهرانيكم وانتم تقدرون على الدفع عنهم الله الله في اصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا ولم يؤووا محدثا، فان رسول الله (صلى الله عليه واله) أوصى بهم، ولعن المحدث ومن غيرهم والمؤوي للمحدث.

الله الله في النساء وفيما ملكت ايمانكم، فان اخر ما تكلم به نبيكم (صلى الله عليه واله) ان قال : أوصيكم بالضعيفين : النساء وما ملكت ايمانكم الصلاة الصلاة الصلاة لا تخافوا في الله لومة لائم يكفيكم الله من آذاكم وبغى عليكم، قولوا للناس حسنا كما أمركم الله عز وجل، ولا تتركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي الله أمركم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم عليهم، وعليكم يا بني بالتواصل والتباذل والتبار، وإياكم والتقاطع والتدابر والتفرق، وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الاثم والعدوان، واتقوا الله ان الله شديد العقاب، حفظكم الله من أهل بيت، وحفظ فيكم نبيكم، استودعكم الله واقرأ عليكم السلام ورحمة الله.

ثم لم يزل يقول : لا اله الا الله حتى قبض (عليه السلام) في ثلاث ليالي من العشر الاواخر ليلة ثلاث وعشرون من شهر رمضان، ليلة الجمعة، سنة أربعين من الهجرة، وكان ضرب ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.