أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2016
![]()
التاريخ: 23-12-2017
![]()
التاريخ: 9-4-2016
![]()
التاريخ: 1-5-2016
![]() |
من محبّي أمير المؤمنين (عليه السلام) و قد حضر جميع حروبه و قاتل معه لنصرته، قدم على رسول اللّه (صلى الله عليه واله)في السنة العاشرة للهجرة فأسلم على يده، و كان سبب إسلامه انّ جيش المسلمين هجم على جبل طي في السنة العاشرة للهجرة فخربوا معبدهم المسمى ب «الفلس» و أسروا أهله، فهرب عدي بن حاتم- و كان سيد القوم- الى الشام و سبيت أخته و جاءت الى المدينة في جملة السبايا.
فلمّا رآهم رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قامت إليه بنت حاتم و كانت امرأة جزلة و فصيحة فقالت: يا رسول اللّه هلك الوالد و غاب الوافد فامنن عليّ، منّ اللّه بك، فلم يجبها النبي (صلى الله عليه واله) في اليوم الاول و الثاني، و في اليوم الثالث لما مرّ بهم أشار إليها أمير المؤمنين (عليه السلام) بالقيام وعرض الحال، فقامت و أعادت كلامها، فقال (صلّى اللّه عليه و آله): قد فعلت فلا تعجلي بالخروج حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة حتى يبلغك الى بلادك، ثم أعلميني.
فقالت: إنمّا أريد أن آتي أخي بالشام، فبقيت حتى قدم ركب من قضاعة الى المدينة، فجاءت و قالت لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): يا رسول اللّه قد قدم رهط من قومي لي فيهم ثقة و بلاغ، فكساها رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وأعطاها راحلة و نفقة، فجاءت الى الشام و أخبرت أخاها بالحال و قالت له: أرى و اللّه أن تلحق به سريعا فانّ أمان الدنيا و الآخرة لا يدرك الّا بخدمته.
فتهيأ عديّ للسفر و خرج من الشام حتى قدم المدينة، فدخل على رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وهو في مسجده و عرّف نفسه، فقام رسول اللّه و انطلق به الى البيت فاذا بعجوز ضعيفة كبيرة لقيته في الطريق، فاستوقفته، فوقف لها طويلا تكلّمه في حاجتها.
قال عدي في نفسه: و اللّه ما هذا بملك أيعطّل نفسه و يؤخّر مهمّا لأجل عجوز ضعيفة بل هذا شيمة الأنبياء و الرسل، فلمّا قدموا البيت فرش له رسول اللّه (صلى الله عليه واله) بساطا من سعف النخل- ملاحظة لشرفه في قومه- و دعاه الى الجلوس، فامتنع عدي اولا لكنّه جلس عليها بعد إصرار النبي (صلى الله عليه واله) و جلس رسول اللّه على التراب.
نعم هذه كانت سيرة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) مع الكفار، و يوجد الكثير من امثال هذه الحكاية في الكتب التي دوّنت من الفريقين حول السيرة النبويّة.
و بالجملة، أسلم عدي بن حاتم على يد رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و طبقا لقول القائل: «بأبه اقتدى عدي في الكرم» كان رجلا جوادا سخيا، قيل أتاه رجل شاعر و قال له: يا أبا طريف قد نظمت في مدحك ابيات قال له: تأمّل هنيئة كي أعلمك مقدار عطائي لك حتى تمدحنى على قدر عطائي و هو الف الف درهم و الف شاة و ثلاثة عبيد و فرس، فابدأ الآن بما تريد، فبدأ الشاعر و أنشد له قصيدته.
و سكن عدي في الكوفة و حضر مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في معركة الجمل و صفين و النهروان، و أصيبت عينه بجرح في معركة الجمل فعميت من أثرها و توفي بالكوفة سنة (68) ه دخل على معاوية أيّام خلافته، فقال له معاوية: يا عدي أين الطرفات- يعني بنيه طريفا و طارفا و طرفة- قال: قتلوا يوم صفين بين يدي علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: ما انصفك ابن أبي طالب إذ قدّم بينك و أخّر بنيه قال: بل ما انصفت انا عليّا اذ قتل و بقيت.
فقال معاوية: أما انّه قد بقي قطرة من دم عثمان ما يمحوها الّا دم شريف من اشراف اليمن، فقال عدي: و اللّه انّ قلوبنا التي ابغضناك بها لفي صدورنا و انّ أسيافنا التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا و لئن أدنيت لنا من الغدر فترا لندنينّ إليك من الشرّ شبرا، و انّ حزّ الحلقوم و حشرجة الحيزوم لأهون علينا من ان نسمع المساءة في عليّ (عليه السلام) فسلّم السيف يا معاوية لباعث السيف.
فقال معاوية: (و لم ير المصلحة في اظهار الغضب) هذه كلمات حكم فاكتبوها، و أقبل على عدي محادثا كأنّه ما خاطبه بشيء .
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
بمناسبة مرور 40 يومًا على رحيله الهيأة العليا لإحياء التراث تعقد ندوة ثقافية لاستذكار العلامة المحقق السيد محمد رضا الجلالي
|
|
|