المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

جملة ممن عاصر الرضا (عليه السلام)
27-7-2016
Resources
2024-05-06
ماهي الوسائل والآليات التي تعتمدها الادغال للانتشار؟
29-12-2021
Fatty Acids
9-5-2016
الاحتقار
9-9-2020
مـفهـوم التـفكيـر الابتـكاري والمـهـارة الإبـداعـيـة
2024-06-27


ابي تراب أحبّ الكنى  
  
5248   01:37 صباحاً   التاريخ: 9-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج1 ، ص61-65
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /

إنّ هذه الكنية من أحبّ الكنى عند الإمام (عليه‌ السلام) فقد كنّاه بها رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) في عدّة مناسبات كان من بينها ما يلي :

١ ـ روى ابن عبّاس حبر الامّة قال : لمّا آخى النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) بين أصحابه من المهاجرين والأنصار ولم يواخ بين الإمام وبين أحد منهم خرج عليّ مغضبا حتّى أتى جدولا فتوسّد ذراعه فسفت عليه الريح فطلبه النبيّ حتى ظفر به فوكزه برجله فقال له : قم فما صلحت أن تكون إلاّ أبا تراب غضبت عليّ حين آخيت بين المهاجرين والأنصار ولم اواخ بينك وبين أحد منهم أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ألا من أحبّك حفّ بالأمن والإيمان ومن أبغضك أماته الله ميتة جاهليّة وحوسب بعمله في الإسلام , حكت الرواية ما يلي :

أوّلا : أنّ النبيّ كنّى الإمام بأبي تراب .

ثانيا : أنّ النبيّ صرّح أنّ الإمام منه بمنزلة هارون من موسى فكما أنّ هارون خليفة موسى ووصيّه كذلك الإمام خليفة النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) ووصيّه من بعده .

ثالثا : أنّ الرواية بشّرت محبّي الإمام بالرحمة والمغفرة والرضوان كما أنذرت مبغضيه بسوء العاقبة والخلود في النار.

٢ ـ روى الإمام أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) قال :  طلبني رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) فوجدني نائما في جدول فقال : ما النّوم؟ النّاس يسمّونك أبا تراب فرآني كأنّي وجدت في نفسي من ذلك فقال : قم والله لارضينّك أنت أخي وأبو ولدي تقاتل على سنّتي وتبرئ ذمّتي من مات في عهدي فهو كبّر الله ومن مات في عهدك فقد قضى نحبه ومن مات يحبّك بعد موتك ختم الله له بالأمن والإيمان ما طلعت شمس أو غربت ومن مات يبغضك مات ميتة جاهليّة .

٣ ـ روى الحاكم بسنده أنّ رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) وجد عليّا وعمّارا في دقعاء من التراب فأيقظهما وحرّك عليّا فقال : قم يا أبا تراب ألا اخبرك بأشقى النّاس؟ رجلين : احيمر ثمود عاقر النّاقة والّذي يضربك على هذه أي على هامة رأسك فيخضب هذه أي لحيته منها .

٤ ـ روى أبو الفضل الطفيل قال : جاء النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) وعليّ نائم في التراب فقال : إنّ أحقّ أسمائك أبو تراب أنت أبو تراب .

٥ ـ روى عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه قال : قلت لسهل بن سعد : إنّ بعض امراء المدينة يريد أن يبعث إليك أن تسبّ عليّا فوق المنبر قال : أقول : ماذا؟ قال : تقول : لعن الله أبا تراب قال : والله ما سمّاه بذلك إلاّ رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) قلت : وكيف ذلك يا أبا العبّاس؟

قال : دخل عليّ على فاطمة ثمّ خرج من عندها فاضطجع في فيء المسجد ثمّ دخل رسول الله(صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) على فاطمة فقال لها : أين ابن عمّك؟ فقالت : هو ذاك مضطجعا في المسجد فجاءه رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) فوجده قد سقط رداؤه على ظهره وخلص التراب إلى ظهره فجعل يمسح التراب عن ظهره ويقول : اجلس أبا تراب فو الله ما سمّاه به إلاّ رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) وو الله ما كان له اسم أحبّ إليه منه.

وشاع هذا اللقب بين المسلمين ونظمه الشعراء وكان فيما نظمه بعضهم :

وجاء رسول الله مرتضيا له               و ما كان عن زهرائه في تشرّد

فمسّح عنه التّرب إذ مسّ جلده            و قد قام منها آلفا للتّفرّد

وقال له قول التّلطّف : قم أبا              تراب كلام المخلص المتودّد

وما أبدع ما قاله عبد الباقي العمري :

أنت ثاني الآباء في منتهى الدّو            ر وآباؤه تعدّ بنوه

خلق الله آدما من تراب                 فهو ابن له وأنت أبوه

إنّ الله تعالى خلق آدما من تراب والإمام أبوه تكريما وتعظيما من الله الذي ميّز الابن على أبيه.

وقال العلاّمة الشيخ حسن طرّاد العاملي :

نور الحقيقة والصّواب            متمثّل بأبي تراب

عنوان مجد شامخ                 متنزّه عن كلّ عاب

قد أبدعته يد السّما                ليجيء بالعجب العجاب

و يكون نفس محمّد               في حفظ أحكام الكتاب

فعلومه من علمه                             و بيانه فصل الخطاب

إنّ كنية أبي تراب وسام فخر وشرف أضفاه الرسول (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) على وصيّه وباب مدينة علمه للتدليل على زهده في الدنيا ورفضه لجميع متعها وزينتها وإنّها عنده كالتراب.

واتّخذ الأمويّون لقب أبي تراب وسيلة لانتقاص الإمام والتشهير به قال الحاكم النيسابوري : كان بنو اميّة ينقصون عليّا بهذا الاسم الذي سمّاه به رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) ويلعنونه على المنبر بعد الخطبة مدّة ولايتهم وكانوا يستهزءون به وإنّما استهزءوا بالذي سمّاه وقد قال الله تعالى : {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ } [التوبة: 65] , وكان الذئب الجاهلي ( معاوية في آخر خطبة الجمعة يقول : اللهمّ إنّ أبا تراب ألحد في دينك وصدّ عن سبيلك فالعنه لعنا وبيلا وعذّبه عذابا أليما , وكتب بذلك إلى الآفاق فكانت هذه الكلمات الفاجرة يشاد بها وتتلى على منابر المسلمين التي أنشئت ليشاد عليها الحقّ والعدل وتكون مدرسة لتهذيب الأخلاق وإشاعة الفضيلة بين الناس ولكنّ معاوية بوحي من جاهليّته حوّلها إلى سبّ العترة الطاهرة التي أذهب الله عنها الرجس وطهّرها تطهيرا وقد اقتدى به ملوك الأمويّين فجعلوا سبّ أهل البيت واجبا إسلاميا يحاسبون العامّة والخاصّة على تركه وكانت هذه السياسة النكراء من المآسي القاسية التي عاناها الأخيار والمصلحون من المسلمين ؛ ومن طريف ما ينقل أنّ رجلا من أهل السنّة أهدى إلى صديق له شيعي برّا من الحنطة كانت رديئة فردّها عليه فأرسل إليه عوضها حنطة جيّدة إلاّ أنّها كانت مخلوطة بالتراب فكتب إليه :

بعثت لنا بدال البرّ برّا             رجاء للجزيل من الثّواب

رفضناه عتيقا وارتضينا          به إذ جاء وهو أبو تراب




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.