أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-5-2016
3068
التاريخ: 29-4-2016
3372
التاريخ: 7-01-2015
3400
التاريخ: 7-01-2015
3385
|
إنّ هذه الكنية من أحبّ الكنى عند الإمام (عليه السلام) فقد كنّاه بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) في عدّة مناسبات كان من بينها ما يلي :
١ ـ روى ابن عبّاس حبر الامّة قال : لمّا آخى النبيّ (صلى الله عليه وآله) بين أصحابه من المهاجرين والأنصار ولم يواخ بين الإمام وبين أحد منهم خرج عليّ مغضبا حتّى أتى جدولا فتوسّد ذراعه فسفت عليه الريح فطلبه النبيّ حتى ظفر به فوكزه برجله فقال له : قم فما صلحت أن تكون إلاّ أبا تراب غضبت عليّ حين آخيت بين المهاجرين والأنصار ولم اواخ بينك وبين أحد منهم أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ألا من أحبّك حفّ بالأمن والإيمان ومن أبغضك أماته الله ميتة جاهليّة وحوسب بعمله في الإسلام , حكت الرواية ما يلي :
أوّلا : أنّ النبيّ كنّى الإمام بأبي تراب .
ثانيا : أنّ النبيّ صرّح أنّ الإمام منه بمنزلة هارون من موسى فكما أنّ هارون خليفة موسى ووصيّه كذلك الإمام خليفة النبيّ (صلى الله عليه وآله) ووصيّه من بعده .
ثالثا : أنّ الرواية بشّرت محبّي الإمام بالرحمة والمغفرة والرضوان كما أنذرت مبغضيه بسوء العاقبة والخلود في النار.
٢ ـ روى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : طلبني رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوجدني نائما في جدول فقال : ما النّوم؟ النّاس يسمّونك أبا تراب فرآني كأنّي وجدت في نفسي من ذلك فقال : قم والله لارضينّك أنت أخي وأبو ولدي تقاتل على سنّتي وتبرئ ذمّتي من مات في عهدي فهو كبّر الله ومن مات في عهدك فقد قضى نحبه ومن مات يحبّك بعد موتك ختم الله له بالأمن والإيمان ما طلعت شمس أو غربت ومن مات يبغضك مات ميتة جاهليّة .
٣ ـ روى الحاكم بسنده أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجد عليّا وعمّارا في دقعاء من التراب فأيقظهما وحرّك عليّا فقال : قم يا أبا تراب ألا اخبرك بأشقى النّاس؟ رجلين : احيمر ثمود عاقر النّاقة والّذي يضربك على هذه أي على هامة رأسك فيخضب هذه أي لحيته منها .
٤ ـ روى أبو الفضل الطفيل قال : جاء النبيّ (صلى الله عليه وآله) وعليّ نائم في التراب فقال : إنّ أحقّ أسمائك أبو تراب أنت أبو تراب .
٥ ـ روى عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه قال : قلت لسهل بن سعد : إنّ بعض امراء المدينة يريد أن يبعث إليك أن تسبّ عليّا فوق المنبر قال : أقول : ماذا؟ قال : تقول : لعن الله أبا تراب قال : والله ما سمّاه بذلك إلاّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قلت : وكيف ذلك يا أبا العبّاس؟
قال : دخل عليّ على فاطمة ثمّ خرج من عندها فاضطجع في فيء المسجد ثمّ دخل رسول الله(صلى الله عليه وآله) على فاطمة فقال لها : أين ابن عمّك؟ فقالت : هو ذاك مضطجعا في المسجد فجاءه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوجده قد سقط رداؤه على ظهره وخلص التراب إلى ظهره فجعل يمسح التراب عن ظهره ويقول : اجلس أبا تراب فو الله ما سمّاه به إلاّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وو الله ما كان له اسم أحبّ إليه منه.
وشاع هذا اللقب بين المسلمين ونظمه الشعراء وكان فيما نظمه بعضهم :
وجاء رسول الله مرتضيا له و ما كان عن زهرائه في تشرّد
فمسّح عنه التّرب إذ مسّ جلده و قد قام منها آلفا للتّفرّد
وقال له قول التّلطّف : قم أبا تراب كلام المخلص المتودّد
وما أبدع ما قاله عبد الباقي العمري :
أنت ثاني الآباء في منتهى الدّو ر وآباؤه تعدّ بنوه
خلق الله آدما من تراب فهو ابن له وأنت أبوه
إنّ الله تعالى خلق آدما من تراب والإمام أبوه تكريما وتعظيما من الله الذي ميّز الابن على أبيه.
وقال العلاّمة الشيخ حسن طرّاد العاملي :
نور الحقيقة والصّواب متمثّل بأبي تراب
عنوان مجد شامخ متنزّه عن كلّ عاب
قد أبدعته يد السّما ليجيء بالعجب العجاب
و يكون نفس محمّد في حفظ أحكام الكتاب
فعلومه من علمه و بيانه فصل الخطاب
إنّ كنية أبي تراب وسام فخر وشرف أضفاه الرسول (صلى الله عليه وآله) على وصيّه وباب مدينة علمه للتدليل على زهده في الدنيا ورفضه لجميع متعها وزينتها وإنّها عنده كالتراب.
واتّخذ الأمويّون لقب أبي تراب وسيلة لانتقاص الإمام والتشهير به قال الحاكم النيسابوري : كان بنو اميّة ينقصون عليّا بهذا الاسم الذي سمّاه به رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويلعنونه على المنبر بعد الخطبة مدّة ولايتهم وكانوا يستهزءون به وإنّما استهزءوا بالذي سمّاه وقد قال الله تعالى : {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ } [التوبة: 65] , وكان الذئب الجاهلي ( معاوية في آخر خطبة الجمعة يقول : اللهمّ إنّ أبا تراب ألحد في دينك وصدّ عن سبيلك فالعنه لعنا وبيلا وعذّبه عذابا أليما , وكتب بذلك إلى الآفاق فكانت هذه الكلمات الفاجرة يشاد بها وتتلى على منابر المسلمين التي أنشئت ليشاد عليها الحقّ والعدل وتكون مدرسة لتهذيب الأخلاق وإشاعة الفضيلة بين الناس ولكنّ معاوية بوحي من جاهليّته حوّلها إلى سبّ العترة الطاهرة التي أذهب الله عنها الرجس وطهّرها تطهيرا وقد اقتدى به ملوك الأمويّين فجعلوا سبّ أهل البيت واجبا إسلاميا يحاسبون العامّة والخاصّة على تركه وكانت هذه السياسة النكراء من المآسي القاسية التي عاناها الأخيار والمصلحون من المسلمين ؛ ومن طريف ما ينقل أنّ رجلا من أهل السنّة أهدى إلى صديق له شيعي برّا من الحنطة كانت رديئة فردّها عليه فأرسل إليه عوضها حنطة جيّدة إلاّ أنّها كانت مخلوطة بالتراب فكتب إليه :
بعثت لنا بدال البرّ برّا رجاء للجزيل من الثّواب
رفضناه عتيقا وارتضينا به إذ جاء وهو أبو تراب
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|