المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17980 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



المترفون  
  
5209   12:46 صباحاً   التاريخ: 5-10-2014
المؤلف : محمد جواد مغنية
الكتاب أو المصدر : تفسير الكاشف
الجزء والصفحة : ج5/ ص31ـ32
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قضايا إجتماعية في القرآن الكريم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-04-2015 1557
التاريخ: 15-02-2015 1878
التاريخ: 13-02-2015 1791
التاريخ: 12/11/2022 1536

حين بلغت بالتفسير إلى قوله تعالى : { أَمَرْنا مُتْرَفِيها الخ . } تذكرت سؤالا وجّهه إليّ أحد خطباء العراق قائلا : لما ذا تصب جام غضبك على المترفين في كتاباتك ومؤلفاتك ؟ . فقلت له : ولما ذا أنت تدافع عنهم ؟ . ألأنك منهم ، أو لأنهم أولياء نعمتك ؟ . فتراجع عن سؤاله واعتذر . . وهذا ما دعاني أن أعرض تفسير الآية على النحو التالي :

1 - وردت كلمة المترفين ومشتقاتها في القرآن بثماني آيات - كما في المرشد - وجاءت في نهج البلاغة في العديد من الموارد . . هذا عدا عن كلمة الغنى ، وما يتفرع منها ، وما ذكرت كلمة الترف في كلام اللَّه وأوليائه إلا مقرونة بالذم .

2 - قال أهل اللغة : ترف الرجل تنعم ، وأترفه المال أبطره وأفسده ، واستترف بغى وتغطرف . هذا هو تعريف المترفين في اللغة ، أما صفاتهم كما

جاءت في كتاب اللَّه وغيره فغفلة عن اللَّه ، وبغي على عباد اللَّه ، واستكبار على أمر اللَّه ، وحرب لأولياء اللَّه . . حديثهم التكاثر والتفاخر ، وطبعهم الجفاء والتهاتر . . إلى كثير من ألقاب الذم . . إلا من رحم اللَّه ، ورحم نفسه .

3 - {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء: 16]. المأمور به محذوف أي أمرنا مترفيها بالعدل والطاعة ، وذكر أهل التفاسير أربعة أقوال في معنى هذه الآية ، أرجحها ان اللَّه سبحانه أطلق كلمة المترفين على جميع أهل القرية ، من باب استعمال الجزء في الكل ، ومثل هذا الاستعمال كثير في كلام العرب إذا كان الجزء عضوا رئيسيا في الكل ، كالعين بالنسبة إلى جسم الإنسان ، فقد استعملوها في طليعة الجيش ، لأن للعين مزية على سائر أعضاء الجسم ، ولما كان المترفون أقدر وأسرع إلى الفسق ، وأجرأ على المعصية من غيرهم ، وهم في الوقت نفسه متبوعون تقلدهم العامة فيما يفعلون ، لما كان كذلك - صح اطلاق كلمة المترفين على جميع أهل القرية كما صح اطلاق كلمة العين على الإنسان .

وعلى هذا يكون معنى الآية ان اللَّه لا يهلك أهل قرية إلا إذا استحقوا الهلاك والدمار ، وهم يستحقون ذلك بعد ان تقوم عليهم الحجة بإرسال الرسل ، يأمرونهم بالخير ، وينهونهم عن الشر ، ويحذرونهم من المخالفة والعصيان ، فإذا فسقوا وخرجوا عن الطاعة حقت عليهم كلمة العذاب ، وأنزل اللَّه بهم الهلاك والدمار .

ومع العلم بأن هذا المعنى يحتمه اللفظ ، ولا يأباه العقل فإننا نذهب في تفسير الآية مذهبا آخر ، وهو ان أي مجتمع يوجد فيه مترفون بالمعنى الذي ذكرناه فهو مجتمع يعيش في ظل نظام فاسد جائر ، لأن وجود المترفين فيه تماما كوجود السرطان في الجسم ، والمسؤول الأول عن وجود الفاسدين في المجتمع هو المجتمع بالذات ، حيث لم يقف منهم موقف المقاوم ، أو المستخف بشأنهم - على الأقل - بل أضفى عليهم ألقاب الشرف والسيادة ، وأحاطهم بالتكريم والتعظيم ، ومنحهم ثقته أيام الانتخاب ، واختارهم لمنصب الحكم والقيادة ، وبهذا يكون المجتمع الذي عبر عنه سبحانه بالقرية - شريكا للمترفين الفاسقين في جميع جرائمهم وآثامهم ، ومستحقا للهلاك والدمار تماما كالمترفين . . فقد جاء في الحديث الشريف : « الراضي بالظلم كفاعله . . الساكت عن الحق شيطان أخرس » فكيف إذا كان مناصرا للباطل ؟ وقال السيد الأفغاني : « أيها الفلاح الذي تشق الأرض بمحراثك ، لما ذا لا تشق به قلب من يستعبدك ؟ » . انظر ما قلناه عند تفسير الآية 11 من سورة الرعد : { إِنَّ اللَّهً لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ } .

وتجدر الإشارة إلى ان الهلاك على أنواع ، فيكون بالطوفان أو الخسف والزلازل والصواعق ، وأيضا يكون بالإذلال وتسليط الأشرار ، وهذا أوجع وأفظع . وقد عاقب اللَّه به أمة محمد ( ص ) لما تركوا الجهاد ، وتغاضوا عن أهل الشر والفساد ، ورضوا لأنفسهم المذلة والهوان ، قال الإمام علي ( عليه السلام ) : « ان في سلطان الإسلام عصمة لأمركم ، فأعطوه طاعتكم . . واللَّه لتفعلن أو لينقلن اللَّه عنكم سلطان الإسلام ، ثم لا ينقله إليكم أبدا حتى يأرز - يرجع - الأمر إلى غيركم » . أي إذا أطعنا الإسلام عشنا في حصن حصين من المناعة والكرامة ، والا انتقل عنا الحكم والسلطان إلى أعدائنا ، ثم لا يرجع إلينا أبدا . . وما قرأت هذا الانذار إلا اعترتني رعدة هزتني من الأعماق.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .