المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



علمه (عليه السلام)  
  
3563   10:28 صباحاً   التاريخ: 30-01-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص210-213.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

كان (عليه السلام) اعلم الناس و أفقههم، و تظهر أعلميته من وجوه:

الاول: انّه كان في غاية الذكاء و الفطانة و الفراسة و كان دائم الملازمة لرسول اللّه (صلى الله عليه واله) يقتبس علمه من مشكاة النبوة، و هذا برهان جليّ على اعلميته بعد النبي (صلى الله عليه واله)، مضافا الى انّ النبي (صلى الله عليه واله)علّمه حين وفاته ألف باب من العلم ينفتح من كل باب ألف باب، و قد ورد في الاخبار الكثيرة المعتبرة المتواترة من طرق الخاصة و العامة انّ النبي (صلى الله عليه واله) قال: «انا مدينة العلم و عليّ بابها».

الثاني: انّ الاصحاب كثير ما اتفق عندهم الخلط في الاحكام و عدم الفهم لها و حصل لهم الاشتباه في الفتوى مرارا، فكانوا يرجعون إليه (عليه السلام) فيعلمهم و يهديهم الى الصواب.

ولم يذكر أبدا انّه (عليه السلام) رجع إليهم في مسألة جهلها أو حكم لم يعرفه، بل القضية على العكس تماما كما قلنا فهذا دليل واضح على اعلميته (عليه السلام) وقصص خطأ الصحابة في الفتوى ثم الرجوع الى عليّ (عليه السلام) باب علم مدينة النبي (صلى الله عليه واله)لا تخفى على أحد سيما المتتبع الخبير.

الثالث: انّ المستفاد من الحديث الشريف «أقضاكم عليّ» هو أعلميّته لانّ القضاء يستلزم العلم ولا ينفك عنه.

الرابع: انتهاء جميع علماء الفنون إليه (عليه السلام)، قال ابن أبي الحديد: «قد عرفت انّ أشرف العلوم هو العلم الالهي ، ومن كلامه (عليه السلام) اقتبس و عنه نقل، و إليه انتهى و منه ابتدأ، فانّ المعتزلة تلامذته و أصحابه لانّ كبيرهم واصل بن عطاء تلميذ أبي هاشم عبد اللّه بن محمد بن الحنفية، و أبو هاشم تلميذ أبيه و أبوه تلميذه (عليه السلام).

وأما الأشعرية فانّهم ينتمون الى أبي الحسن على بن اسماعيل بن أبي بشر الاشعري، و هو تلميذ أبي عليّ الجبائي، و أبو عليّ أحد مشايخ المعتزلة، فالاشعرية ينتهون بأخرة الى استاذ المعتزلة و معلمهم و هو علي بن أبي طالب (عليه السلام).

وأما الامامية و الزيدية فانتماؤهم إليه ظاهر و من العلوم علم تفسير القرآن و عنه أخذ و منه فرع و اذا رجعت الى كتب التفسير علمت صحة ذلك لانّ اكثره عنه و عن عبد اللّه بن عباس و قد علم الناس حال ابن عباس في ملازمته له و انقطاعه إليه و انّه تلميذه و خرّيجه‏ .

ومن العلوم علم النحو و العربية و قد علم الناس كافة انّه هو الذي ابتدعه و أنشأه و أملى على أبي الاسود الدؤلي جوامعه و أصوله، و من العلوم علم الفقه و هو (عليه السلام) اصله و أساسه و كل‏ فقيه في الاسلام فهو عيال عليه و مستفيد من فقهه.

و من العلوم علم الطريقة و قد عرفت ان أرباب هذا الفن في جميع بلاد السلام إليه ينتهون و عنده يقفون، و يكفيك دلالة على ذلك الخرقة التي هي شعارهم الى اليوم و كونهم يسندونها باسناد متصل إليه (عليه السلام)‏ .

الخامس: تصريحه (عليه السلام) بهذا الأمر في مواطن كثيرة فقد قال (عليه السلام): «انا بطرق السماء اعلم منّي بطرق الارض»، و قوله (عليه السلام): «سلوني قبل ان تفقدوني».

فكان يسأل دائما عن المطالب المشكلة و العلوم الغامضة و الأمور العويصة و يجيب عليها جوابا كافيا وافيا شافيا.

ومن الغرائب انّ من تفوه بهذه الجملة بعده (عليه السلام) انفضح أمره و ذلّ عند الناس كما وقع هذا الأمر لابن الجوزي‏ ، و مقاتل بن سليمان‏ ، و الواعظ البغدادي في عهد الناصر لدين اللّه العباسي‏ ، و انفضاحهم و ذلهم مسطور في كتب السير و التاريخ.

وقال (عليه السلام) تأييدا لهذا المطلب: لا يقولها بعدي الّا مدع كذّاب، و كان (عليه السلام) يضع يده في بعض الاحيان على بطنه الشريفة و يقول: انّ هاهنا لعلما جمّا.

ويقول تارة: و اللّه لو ثنيت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم و بالجملة لم ينقل عن أحد من العلوم و المعارف و الحكم و القضايا الكثيرة الّا عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، ونرى علماءنا و حكماءنا كابن سينا و المحقق نصير الدين الطوسي و ابن ميثم، و أيضا من الفقهاء كالعلامة و المحقق و الشهيد و غيرهم (رضوان اللّه عليهم)، يستمد بعضهم من بعض في تفسير كلماته (عليه السلام) و استفادوا كثيرا منها و اقتبسوا العلوم من تلك الكلمات و القضايا.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.