أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-01-2015
3978
التاريخ: 29-01-2015
4970
التاريخ: 31-01-2015
3661
التاريخ: 17-10-2015
3808
|
روى الخوارزمي بإسناده عن أبي الحمراء مولى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " من أراد أن ينظر إلى آدم فيعلمه ، والى موسى في شدته ، والى عيسى في زهده ، فلينظر إلى هذا المقبل فأقبل علي "[1].
وروى الحاكم بإسناده عن ربيعة بن ناجد عن علي رضي الله عنه قال : " دعاني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : يا علي ، إنّ فيك من عيسى مثلاً أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس بها ، قال : وقال علي : ألا وانّه يهلك فيّ محب مطر يقرظني بما ليس فيّ ، ومبغض مفتر يحمله شنآني على أن يبهتني ، ألا وإني لست بنبي ولا يوحى إليّ ولكني اعمل بكتاب الله وسنة نبيه صلّى الله عليه وآله وسلّم ما استطعت ، فما أمرتكم به من طاعة الله تعالى فحق عليكم طاعتي فيما أحببتم أو كرهتم ، وما أمرتكم بمعصية أنا وغيري فلا طاعة لأحد في معصية الله عزّوجلّ ، انما الطاعة في المعروف "[2].
وروى النسائي بإسناده عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " يا علي فيك مثل من مثل عيسى أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه ، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي ليس به "[3].
وروى الحمويني باسناده عن ربيعة بن ناجد عن علي عليه السّلام قال : " دعاني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : يا علي ، إنّ فيك من عيسى مثلاً أبغضته اليهود حتى اتهموا أمه ، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي ليس به "[4].
وروى الخوارزمي باسناده عن أبي رافع قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا علي ، لولا إنّ تقول طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم ، لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بأحد من المسلمين إلاّ أخذوا التراب من أثر قدميك يطلبون البركة "[5].
وبإسناده عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال : " قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم فتحت خيبر : يا علي ، لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم ، لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملأ من المسلمين إلا وأخذوا تراب نعليك وفضل طهورك يستشفون به . ولكن حسبك إنّ تكون مني وأنا منك ترثني وأرثك ، أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، أنت تؤدّي ديني وتقاتل على سنتي وأنت في الآخرة أقرب الناس مني ، وإنك غداً على الحوض خليفتي تذود عنه المنافقين ، وإنك أول من يرد علي الحوض ، وإنك أول داخل يدخل الجنة من أمتي ، وإن شيعتك على منابر من نور رواء مرويين مبيضة وجوههم حولي اشفع لهم فيكونون غداً في الجنة جيراني ، وإن عدوك غداً ظماء مظمئين مسودة وجوههم مقمحين ، يا علي حربك حربي وسلمك سلمي وعلانيتك علانيتي وسريرة صدرك كسريرة صدري ، وأنت باب علمي ، وإن ولدك ولدي ولحمك لحمي ودمك دمي ، وإن الحق معك والحق على لسانك ، ما نطقت فهو الحق وفي قلبك وبين عينيك ، والايمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي ، وإن الله عزّوجلّ أمرني أن أبشرك أنت وعترتك ومحبيك في الجنة وإن عدوك في النار ، يا علي لا يرد الحوض مبغض لك ولا يغيب عنه محب لك ، قال : قال علي عليه السّلام فخررت ساجداً لله سبحانه وتعالى وحمدته على ما أنعم به علي من الاسلام والقرآن وحببني إلى خاتم النبيين وسيد المرسلين صلّى الله عليه وآله وسلّم "[6].
ورواه ابن المغازلي باسناده عن جابر بن عبد الله[7].
قال العاصمي : " وقعت المشابهة بين المرتضى رضوان الله عليه وبين عيسى صلوات الله عليه بثمانية أشياء : أولها : بالاذعان لله الكبير المتعال ، والثّاني : بعلمه بالكتاب طفلا ولم يبلغ مبلغ الرجال ، والثّالث : بعلمه بالكتابة ووجوه الانفصال والاتصال ، والرابع : بهلاك الفريقين فيه من أهل الضلال ، والخامس : بالزهد في الدنيا ، والسادس : بالكرم والإفضال ، والسابع : بالاخبار عن الكوائن في الاستقبال ، والثامن : بالكفاية والاشكال .
1 - أما الاذعان لله الكبير المتعال : فالاقرار له بالربوبية والنداء على نفسه بالعبودية فقوله تعالى حكاية عنه ، ( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ )[8] ولما علم الله سبحانه من أمر النصارى واختلاف أحزابهم فيه فجعل أول ما افتتح به عيسى عليه السّلام ما يكون حجة عليهم وتبرياً عنهم . .
فكذلك المرتضى رضوان الله عليه لما علم الله سبحانه من بعض الناس القول فيه بالغلو فانطلق لسانه بما تبرء عنهم وذلك قوله رضي الله عنه " أنا عبد الله وأخو رسوله . . . " .
2 - وأما علمه بالكتاب طفلا ولم يبلغ مبلغ الرجال : فقوله تعالى : ( وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ )[9] وروي عن ابن عبّاس ، قال : " أول من آمن بعيسى بن مريم يحيى بن زكريا عليهما السّلام ثم انقطع عنه الكلام حتى أدرك يعني عيسى عليه السّلام ، فلما أدرك رجع عيسى وأمه إلى ارضهم وهو ابن اثنتي عشرة سنة وكتب الإنجيل من ظهر قلبه وعلم تفسيرها ، فكان يحدّثهم وهم يتعجبون من كثرة علمه في حداثة سنه .
وكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، كان أول من آمن بالرسول من بني أعمامه ، لأن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أوحي اليه يوم الاثنين وأسلم علي رضي الله عنه يوم الثلاثاء ، كما ذكرناه ، ثم إنه أوتي العلم في حداثة سنّه ، فبلغ منه مبلغاً لم يبلغه غيره ، لأنه مذ اسلم كان يسمع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ويتعلم منه ، وقد كان النبي عليه السّلام يغرّه بالعلم غراً ويسر إليه من علومه ما لم يسر إلى مثله سراً .
3 - وأما الكتابة بوجوه الاتصال والانفصال : فقوله تعالى : ( وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) قيل : معناه الكتابة بالقلم وكان عيسى في الكتابة آية كما كان في سائر الأشياء آية .
فكذلك المرتضى رضوان الله عليه علم الكتابة والخطابة وأوتي الفضل والإصابة ، وكان كاتب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يكتب له العقود والعهود .
4 - وأما هلاك الفريقين فيه من أهل الضلال : فان عيسى يهلك فيه اليهود والنصارى ، أما اليهود فإنهم ينسبونه إلى السحر والغي ، وأما النصارى فإنهم يقولون بالأقانيم الثلاثة أو بالبنوّة ، أو بالشركة ، أو بالربوبية ، وجميعها متضادة وكلا الفريقين ضالاّن ، ومأواهم النار وبئس المصير . . .
فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، يهلك فيه الخوارج المارقة والروافض الضالة . . . عن ربيعة بن ناجد عن علي قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : فيك مثل من عيسى بن مريم ، أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه وأحبّته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي ليس له ، ثم قال علي : يهلك فيّ رجلان محب يعرفني بما ليس فيّ ومبغض مفتر يحمله شنآني على أن يبهتني .
5 - وأما الزهد في الدنيا ذات الانتقال : فقد قال عيسى عليه السّلام فيما روي عنه : مثل الدنيا والآخرة مثل رجل له ضرّتان إنْ أرضى إحداهما أسخط الأخرى . وقال : بحق أقول لكم إنّ رأس كل خطيئة حب الدنيا . . .
فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، روي أنه وضع درهماً على كفه وقال : أما إنك ما لم تخرج عني لم تنفعني . وقال أيضاً : لا يدع النّاس شيئاً من أمر دينهم لاستصلاح دنياهم إلا فتح الله عليهم ما هو أضر لهم منه . . . عن أبي مريم قال : سمعت عمّار بن ياسر - ونحن بصفين - يقول : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعلي بن أبي طالب : إنّ الله زيّنك بزينة لم يتزين العباد بشئ أحب إلى الله منها وهو زينة الأبرار عند الله تعالى : زهدك في الدنيا ، فجعلك لا تنال منها ولا تنال الدنيا منك شيئاً . وروي إنّ علي بن أبي طالب كرم الله وجهه خرج إلى السوق - وعليه ثياب غليظة غير غسيل - فقيل له يا أمير المؤمنين لو لبست ألين من هذا ، فقال : هذا أخشع للقلب ، فأشبه بشعار الصالحين فأحسن أن يقتدي به المؤمن .
6 - وأمّا الكرم والإفضال : فقد كانت شريعة المسيح صلوات الله عليه مبنية على الكرم ، وذلك أنه كان في شريعته إذا لطم أحدهم على خدّه اليمنى كان يجب على الملطوم إنّ يعرض بوجهه عنه ولا ينتصر ولا يكافيه ، بل يريه خده اليسرى ليضربها أيضاً إنّ شاء ، وهذا هو أصل الكرم في اللغة . . . وذلك قوله عزّوجلّ : ( وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً )[10] أي معرضين عنه يدل عليه قوله عزّوجلّ في موضع آخر : ( وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ )[11].
فكذلك المرتضى رضوان الله عليه . . . من كرمه ما روي إنّ ابن ملجم - لعنه الله - كان يدخل عليه فيقرّبه ويدنيه ويقول : هذا قاتلي ، ويتمثل بقوله الشاعر :
أريد حياته ويريد قتلي * عذيرك من خليلك من مرادي
ومن ذلك : ما روي إنّ رجلا أتى أمير المؤمنين رضوان الله عليه وقال : إنّ لي حاجة رفعتها إلى الله تعالى قبل أن ارفعها إليك ، فان قضيتها فالحمد لله وأشكرك ، وإن لم تقضها لي أحمد الله واعذرك ، فقال المرتضى رضوان الله عليه اكتب على وجه الأرض حاجتك لئلا أرى أثر المسألة على وجهك . فكتب : إني فقير ، فأمر له بحلّة ، فلما أخذها أنشأ الرجل يقول :
كسوتني حلّة تبلى محاسنها * فسوف أكسوك من ثوب الثنا حُللا
إنّ نلت حسن ثنائي نلت مكرمة * ولست تبغي بما قد نلته بدلا
إنّ الثناء ليحيي ذكر صاحبه * كالغيث يحيي نداه السهل والجبلا
لا تزهد الدهر في عرف بدأت به * فكل عبد سيجزى بالذي فعلا
7 - وأما الأخبار عن الكوائن في الاستقبال : فقوله : ( وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ )[12] وقوله : ( وَمُبَشِّراً بِرَسُول يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ )[13] فكان عيسى عليه السّلام يخبرهم بما أكلوه بالبارحة وعمّا أدّخروه في بيوتهم ، فيكون الأمر كما أخبرهم .
فكذلك المرتضى رضوان الله عليه كان يخبر عمّا يكون في هذه الأمة من الفتن والحوادث ، فيجدونه على ما أخبر .
8 - وأما الكفاية والاشكال : فان يحيى بن زكريا عليهما السّلام قد كان ابن خالة عيسى عليه السّلام فعضده الله تعالى ونصره به ، فكان يحيى أول من آمن بعيسى عليهما السّلام كما ذكرناه ، وكان كفواً له ويصلح لأن يقوم مقامه في أمره .
فكذلك المرتضى رضوان الله عليه كان كفواً للرسول عليه السّلام يصلح لأن يقوم مقامه في أمره ، ولعمري إنّ كفاءة المرتضى رضوان الله عليه للرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم كانت أوكد من كفاءة يحيى لعيسى ، لأن المرتضى كان ابن عم ، وابن العم أقرب نسباً من ابن الخالة لأن اتصال الأنساب بالآباء أقرب من اتصالها بالأمهات ، فالعم صنو الأب ، ولذلك قال عليه السّلام : عم الرجل صنو أبيه . . .
وعن ابن عبّاس ، قال : رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم فتح مكة متعلقاً بأستار الكعبة وهو يقول : " اللهم ابعث إليّ من بني عمي من يعضدني ، قال : فهبط جبرئيل عليه السّلام فقال : يا محمّد أوليس الله قد أيدك بسيف من سيوف الله مجرد على أعداء الله ، علي بن أبي طالب ، والله لا يزال دينك مثبتاً حتى يثلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد ، أقسم بربّي عزّوجلّ قسماً حقّاً ليصليّنه جحيماً وليسقيّنه حميماً ، أفرضيت يا محمّد ؟ قال : نعم .
عن حبشي بن جنادة السلولي قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : " علي مني وأنا منه ، لا يؤدي عني إلاّ أنا أو علي عليه السّلام " .
قال البياضي : " عيسى نزلت المائدة عليه ، ونزلت على علي بنقل أهل المذاهب الأربعة فيه ، وقال في عيسى : ( وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ )[14] وفي علي ( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ )[15] وفي عيسى : ( وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ )[16] وعليّ أحيى سام وأهل الكهف والجمجمة بإذن الله . واختلف في عيسى ، فاليعقوبية : هو الله ، والنسطورية : هو ابن الله ، والإسرائيلية : هو ثالث ثلاثة لله ، واليهود : هو كذاب على الله ، والمحقون : هو عبد الله . واختلف في علي ، فالمسلمون : هو عبد الله ، والغلاة : هو الله ، والخوارج : كافر بالله ، والمخالفون : انه رابع افتراء على الله ، والمؤمنون المحقون : انه المقدم من الله ، ولأجل ذلك قال النبي صلّى الله عليه وآله : انه أشبه الخلق بعيسى "[17].
[1] المناقب الفصل التاسع عشر ص 219 .
[2] المستدرك على الصّحيحين ج 3 ص 123 ، ورواه أحمد في مسنده ج 1 ص 160 ، والشبلنجي في نور الأبصار ص 93 وابن حجر في الصواعق المحرقة ص 74 .
[3] الخصائص ص 27 . ورواه البدخشي في مفتاح النجاء ص 96 .
[4] فرائد السمطين ج 1 ص 137 .
[5] المناقب الفصل التّاسع عشر ص 220 .
[6] المناقب الفصل الثّالث عشر ص 75 ، ورواه القندوزي في ينابيع المودّة الباب الثالث عشر ص 63 .
[7] مناقب علي بن أبي طالب ص 237 حديث 285 .
[8] سورة مريم : 30 .
[9] سورة آل عمران : 48 .
[10] سورة الفرقان : 72 .
[11] سورة القصص : 55 .
[12] سورة آل عمران : 49 .
[13] سورة الصّف : 6 .
[14] سورة آل عمران : 48 .
[15] سورة الرّعد : 43 .
[16] سورة آل عمران : 49 .
[17] الصّراط المستقيم إلى مستحقي التقديم ج 1 ص 103 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|