يرجع نجاح أي قضية في التحقيق إلى الجهد الجماعي الذي يبذله كافة المتهمين بأمر مكافحتها ويعرف هذا الجهد بالجهد الجماعي أي ما يطلق عليه الفريق المتكامل حيث يكون الجميع مكملا لآخر ولا تكون لأحد مصلحة بالانفراد بالعمل أو  التدخل الذي لا يتقنه.

ماهية الفريق المتكامل:

إن رجل الشرطة الذي يكتشف الجريمة ويقوم بالأخطار والإبلاغ عنها للجهات المختصة وذلك عبر وسائل الاتصال المتاحة له وكما يقوم بالمحافظة على الآثار الموجودة بمكان الجريمة وخاصة الموجودة بمسرح الجريمة ويعمل جاهدًا على منع الآخرين من العبث بمسرح الجريمة محاولا كذلك منع اختلاط المتهمين والشهود حيث ينتظر رجل البحث والمحقق الذي يتولى أمر التحقيق فيها واستدعاء الخبراء إذا لزم الأمر للبحث عن الآثار المادية الظاهرة وغير الظاهرة ورفعها وتصويرها وكما يستدعي الطبيب الشرعي الذي يتولى بدوره فحص الجثث وتحديد نوع الإصابات إذا تعددت. فالشرطي رجل الدورية والخبراء المختصين سواء كانوا خبراء بصمات أو آثار أو طب شرعي كل هؤلاء يعتبرون  خبراء كل في مجال تخصصه يقدمون تقاريرهم ونتائج أبحاثهم ليضعها المحقق إلى جانب ما استخلصه من دلائل في استجواب المتهمين والمجني عليهم وال شهود وعمل المعاينات والتفتيشات اللازمة لتقديم القضية صالحة للحكم فيها. فكل هؤلاء الأشخاص الذين يعملون في ميدان مسرح الجريمة هم ما يطلق عليهم بالفريق team work الذين يتعاونون  المتكامل جميعًا بعضهم مع بعض لإنجاح القضية ولا يتم هذا النجاح إلا إذا كان العمل ا لجماعي يتم بالتعاون والتنسيق المطلق بين الجميع فلا يجوز لأحدهم أن ينفرد في العمل وأن يتدخل في العمل على اختصاص غيره من أفراد الفريق أي حسب اختصاص كل منهم، فلا يجوز مثًلا لرجل الدورية أن يتدخل ويعمل مكان الخبير المختص بالبحث عن الآثار المادية الظاهرة وغير ا لظاهرة لأنه غير خبير وبالتالي ستكون نتيجة عمله العبث بمسرح الجريمة وهذا يؤدي إلى تأخير الوصول إلى النتائج المطلوبة وبالتالي تفشل القضية، وغالبًا ما تقيد ضد مجهول، لأنه قد يترك بصماته أو آثار أقدامه في مسرح الجريمة وعندما يأتي الخبير لرفع هذه الآثار والبصمات قد لا يجد سوى بصمات وآثار رجل الدورية فيرفعها الخبير وهو لا يعلم أنها تخص رجل الشرطة غير المختص، وبالتالي لا يمكن الوصول إلى البصمة الحقيقية، ولذلك لابد أن يدرك الجميع بأنه لا مجال للتنافس الغير علمي والغير مختص بينهم في العمل وأن نجاح أي قضية يتوقف على م دى التعاون والتفاهم والتنسيق بين الجميع ومدى كل شخص بإتقان علمه وعدم تدخله في عمل شخص آخر في مجال البحث الجنائي على أن يكون التنسيق الكامل بينهم علمًا بأن نشاط الفريق المتكامل يبدأ عقب وقوع الحادث مباشرة ويعتبر مسرح الجريمة من أهم عناصر الوصول إلى نتائج ه امة، وذلك عن طريق الآثار المادية المتروكة فيه وخاصة في جرائم القتل، الانتحار، السرقات، الحريق وجرائم الزنا التي يتطلب من المحقق الاهتمام بأمر فحصها اهتمامًا كبيرًا. فمسرح الجريمة يحمل الكثير من الآثار المادية التي تركها الجاني أثناء وبعد ارتكابه الحادث سوا ء كانت هذه الآثار ناتجة من جسمه كبصمات أصابعه أو قطرة من دمه أو خصلة من شعره أو حيوانات منوية منه أو قطعة من لحمه أو أجزاء من ملابسه أو ورقة خاصة به تحمل بيانات خاصة عنه أو عن أصدقاء له وتركها بدون قصد منه، أو آثار من الأدوات التي يحملها ليسهل ارتكابه للحادث مثل الشاكوش، البلطة، الزرادية، مسدس، حبل، سكين....الخ. أو آثار من المكان الذي أتى منه مثل التراب أو المواد الغريبة الذي يتميز بها المكان الذي كان به وأتى منه ويحمله حذاؤه أو الأدوات التي معه، لذلك يتوجب على المحقق أن يولي اهتمامًا كبيرًا بمسرح الجريمة لأنه ومن خلال مسرح الجريمة يمكن التعرف على الجاني، وهذا يؤدي بالتالي إلى إخلاء سبيل كثير من الذين سلبت حريتهم لسبب الاشتباه بهم.

مهام أفراد الفريق المتكامل:

ذكرنا أن الفريق المتكامل يتكون من رجل الشرطة (الدورية)، المحقق والخبراء، لذلك لابد أن تكون لك ل منهم مهام يقوم به وذلك فور إخطاره بالحادث الإجرامي الواقع، حيث يحتاج الأمر لإجراء معاينة فنية للبحث في مسرح الجريمة للوصول إلى أفضل المعلومات وهذه المهام سنذكرها كل على حده وفقًا للآتي:

أولا: مهام رجل الشرطة-الدورية:

نظرًا لوجود الإدارة العامة للدوريات الخارجية ولما لها من دوريات ثابتة ومتحركة وراجلة ولوجود دوريات تتبع المراكز الشرطية بالمحافظات الفلسطينية فغالبًا ما يكون رجل الشرطة هو رجل الدورية، وبالتالي تبدأ واجباته من الجهة التي وقعت فيها الحادث بمجرد إخطاره بها وذلك إما عن طريق مشاهدته للواقعة أو إخطاره من قبل المجني عليه أو من الشهود حيث تبدأ واجباته أولا بالمحافظة على مسرح الجريمة قدر الإمكان أي المحافظة على الحالة التي تركها عليها الجاني في مسرح الجريمة ثم يتوجب عليه الاتصال بجهات الاختصاص. أما إذا تعذر عليه الوصول لمسرح الجريمة فور الإبلاغ عليه أن يطلب من المجني عليه أو من الشهود أي المبلغ عدم العبق بمسرح الجريمة وإبقاء كل شي على وضعه وعدم لمس أي شيء لحين حضوره أو حضور المحقق، وأن مهمة رجل الدورية بالحفاظ على مسرح الجريمة يساعد المحقق بالوصول إلى نتائج أفضل لذلك يطلب من رجل الدورية في مسرح الجريمة بالقيام بالمهام التالية لحين وصول المحقق وهي:

1. سرعة الانتقال لمكان الحادث.

2. عدم لمس أو تحريك أو تغيير أي شيء من وضعه مهما ظهر

له تافهًا أو ليس ذا قيمة.

3. منع أي شخص من الدخول إلى مسرح الجريمة.

4. استدعاء الطبيب والإسعاف لإسعاف المصابين وهذا من أوليات

العمل ال محافظة على حياة الناس حيث أن حياة البشر أهم من مسرح الجريمة.

5. كتابة أسماء الحاضرين من الشهود أو أشخاص لهم علاقة بالحادث.

6. إثبات وكتابة بعض الأحاديث الهامة الذي يسمعها ويتداولها الحاضرون بالقرب من مسرح الجريمة.

7. أن يعمل فصل المشتبه بهم كل عن الآخر.

8. عليه أن لا يبدي أي نوع من الرأي بل يقوم بتسجيل النقاط التي يسمعها ويسجلها في مذكرة يقدمها للمحقق عند وصوله.

9. يجل عليه أن يقدم تقريرًا إما شفويًا أو كتابيًا للمحقق بالخطوات التي قام بها منذ إبلاغه بالحادث حتى وصول المحقق.

10 . أن يحسن التصرف مع الشهود والجمهور.

ثانيًا: واجبات المحقق عن الانتقال إلى مكان الحادث:

قبل انتقال المحقق لمكان الحادث وفور تلقيه الب لاغ سواء كان ذلك البلاغ من رجل الدورية أو المجني عليه أو أحد الشهود عليه إعطاء التعليمات الخاصة بعدم العبث أو إجراء أي تغيير بمسرح الجريمة لحين وصوله وبالتالي عليه إتباع الخطوات التالية:

1. أن يعمل المحقق جاهدًا على الوصول بأقصى سرعة لمكان الحادث.

2. أن يقوم بوضع خطة تتفق وظروف الجريمة التي أمامه حتى يتسنى له الوصول للحقيقة التي يبحث عنها.

3. أن يقوم بمناقشة المبلغ أو أول من اكتشف الجريمة ومعرفة علاقته بالحادث.

4. أن لا يترك مجالا لعاطفته بأن تتحكم في عمله كأن يتأثر بشخصية المجني عليه أو الجاني أو الشهود.

5. عدم السماح لأحد بالدخول لمسرح الجريمة وحتى ولو كانوا

من رجال الشرطة غير المختصين لعدم العبث بمحتويات الجريمة حتى لو بدون قصد.

6. أن يعمل بكل الإمكانيات لفحص جميع الآثار المحتمل تواجدها بالمكان.

7. استدعاء الخبراء الذين يحتاج إليهم وذلك حسب نوعية الجريمة.

8. إسعاف المصابين إذا كان هناك مصابون ووضع الحراسة

عليهم إذا اقتضت الظروف ذلك خاصة إذا كان المصاب من الجناة، مع محاولة استجوابهم حتى ولو أثناء نقلهم إلى المستشفى.

9. على المحقق ألا يتسرع في إبدا ء رأيه، كما لا يجوز أن تسيطر عليه فكرة معينة سواء كان ذلك ناتج عن البلاغ أو عن طريق إشاعة قد تصل إليه.

10 . عليه أن يتأكد من جميع المعلومات التي تصل إليه عن طريق معاينة محل الحادث.

11 . عليه أن يعمل على فصل المشتبه بهم عن بعض ويعمل على تفتيشهم.

12 . عليه أن يعمل على فصل الشهود عن بعض حتى لا يؤثر أحدهم على الآخر لأن الشهود أنواع.

13 . على المحقق أن يطلب من الخبراء كل ما يرغب في معرفته وتوضيحه خاصة إذا أراد التأكد من شيء معين يبدو له غير واضح.

14 . أن يقوم المحقق بوضع الحراسة التامة حتى الانتهاء الكامل من معاينة مسرح الجريمة.

ثالثًا: واجبات الخبراء عند الانتقال إلى محل الحادث:

يطلق لفظ خبير على كل من يستعين بهم المحقق في محل الحادث لفحص الآثار المادية المختلفة عن ارتكابها، وهؤلاء

الخبراء مختلفو التخصص العلمي والفني ومعدون إعداد فنيًا خاصًا... أن ما يقوم به الخبير من عمل في محل الحاد ث يطلق عليه لفظ معاينة فنية وهي تنحصر في وصفه أو تصويره أو رسمه أو رفع الآثار المادية منه وهذه الآثار تختلف باختلاف نوع الجريمة أو طريقة ارتكابها فنرها في شكل بصمات أصابع أو أقدام أو أثار دماء أو شعر أو منسوجات أو زجاج أو طلاء أو كل ما يتخلف عن الجاني وشركائه وضبط كل ماله علاقة بالجريمة وحتى يمكن أن تصل إلى تحقيق ذلك فهناك قواعد لابد من معرفتها ويترك للخبير أمر اختيار ما يناسبه منها سواء أخد بها أو في جزء منها.

واجبات الخبير في مكان الحادث:

على الخبير أن يلتزم بالآتي:

1. الحصول من المحقق أو ضابط الشرطة على بيا نات كافية عن الواقعة وكيف ومتى حدثت وطريقة الإبلاغ عنها وأسماء المجني عليهم والشهود والمتهمين إن أمكن.

2. تنسيق الجهود بين الخبراء إذا لزم الأمر وجود أكثر من خبير بحيث لا يؤدي عمل أحدهم إتلاف عمل الآخر كأن يبدأ خبير البصمات عمله أو لا أو يسبقه المصور أو خبير البيولوجي أو خبير الأسلحة.

3. على الخبير أن لا يتأثر بظروف الواقعة ولا يترك مشاعره وعواطفه تتغلب عليه في عمله.

4. أن يستجيب لطلبات المحقق إذا أبدى الأخير رغبته في فحص أثر أو تصويره أو تفتيش شخص .....الخ.

5. عليه أن لا يتسرع في إبداء رأيه فيما يتعلق بأثر مادي ما لم يكن متأكدًا من كلامه تمامًا ويقتصر إبداء الرأي للمحقق أو لضابط الشرطة الذي استدعاه، وإذا لم يتأكد الخبير من قوله فعليه أن يؤجل ذلك حتى رجوعه إلى معمله وفحصه للأثر فحصًا دقيقًا.

6. عليه أن لا ينصرف من مكان الحادث إلى بعد أن ينتهي من كافة إجراءات المعاينة الفن ية وإذا تحتاج الأمر استمرار المعاينة الفنية بعدة أيام فعليه أن يقوم بطلب وضح الحراسة على المكان من غلقه تمامًا حتى لا يبعث بمحتوياته أحد على أن ينتهي من عمله قم يقوم بتسليمه إلى الجهة التي كلفته بعمله لكي يتصرف فيه.

7. عليه أن يثبت حالة الأثر ومكانه وطريقة ال عثور عليه في مذكرة يحتفظ بها معه حتى لا يختلط أثر مع آخر عند الفحص أو عند كتابة التقرير الفني.

8. عليه أن يحتفظ بوضع الآثار في أوعية أو أنابيب نظيفة تمامًا أو قارورة أو داخل إطار من الخشب أو البلاستيك كل حسب حالته وأن يضع علامة مع كل حرز يبين بها وصفه للأثر و حالته ومكان رفعه واسم من رفعه.