المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



اختصاصه (عليه السلام)  
  
3796   11:01 صباحاً   التاريخ: 30-01-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص233-236.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

اختصاصه (عليه السلام) بفضيلة نصرة الرسول (صلى الله عليه واله) كما قال تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} [التحريم: 4].

والمولى هنا بمعنى الناصر، والمراد من (صالح المؤمنين) هو عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) باجماع المفسرين.

واختصاصه أيضا بالاخوة مع رسول اللّه (صلى الله عليه واله) واختصاصه في الصعود على كتف النبي (صلى الله عليه واله) لكسر الأصنام واختصاصه بفضيلة خبر الطائر، وحديث المنزلة، و الراية، و يوم الغدير و غيرها من الاختصاصات الكثيرة التي لا تعدّ و لا تحصى.

وبالجملة فقد كان (عليه السلام) متميزا عن سائر الناس بكمالاته الخارجية و النفسانية و الجسمانية، و قد بلغت كمالاته النفسانية كالعلم و الحلم و الزهد و الشجاعة و السخاوة و حسن الخلق و العفة و غيرها، مبلغا بحيث لا يقدر الاعداء على اخفائها بل اعترفوا بها على رغم آنافهم.

و قد بلغت مروّته و ايثاره (عليه السلام) مبلغا حتى بات على فراش رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وواجه سيوف المشركين بدلا عن النبي، و لقد أظهر الفتوة و المروّة في غزوة احد حتى جاء النداء من الملأ الأعلى: «لا سيف الّا ذو الفقار و لا فتى الّا عليّ».

وأما في كمالاته الجسمانية، فقد علم كل احد مرتبته في القوة و البطولة حتى ضرب به المثل، فقد قلع باب خيبر و أراد جمع تحريكها فلم يقدروا، و رفع صخرة عظيمة عن بئر بعد أن عجز الجيش عن رفعها.

وقد أنست شجاعته شجاعة الماضين و أطفأ ذكرها بطولات المقبلين، و مقاماته في الحروب مشهورة، وحروبه الى يوم القيامة معروفة و مذكورة، وهو شجاع لم يفرّ قط، و لم يخف من أيّ جيش جرّار، ولم ينج من يده أحد الّا اذا أسلم، ولم يحتج في ضرباته الى ضربة أخرى متممة لها.

ولو قتل شجاعا افتخر قومه بانّه قتل على يد أمير المؤمنين (عليه السلام)، و لهذا قالت اخت عمرو بن عبد ود العامري في رثائها له:

لو كان قاتل عمرو غير قاتله‏              لكنت أبكي عليه آخر الابد

لكنّ قاتله من لا يعاب به‏                   من كان يدعى قديما بيضة البلد

وكان يفتخر من وقف أمامه و لو لحظة واحدة، فينشد الاشعار لقوة قلبه وشجاعة نفسه في هذه المواجهة اليسيرة، و قد رسم بعض سلاطين بلاد الكفر صورته (عليه السلام) في معابدهم و رسم سلاطين آل بويه و جمع آخر من الملوك صورته على مقابض سيوفهم للظفر و النصرة على‏ العدوّ ببركته.

نعم، هكذا كانت قوّته و بطولته و شجاعته مع قلّة أكله و المداومة على أكل خبز الشعير اليابس، بحيث كان ملبوسه و مأكوله أخشن من مأكول و ملبوس كل أحد مضافا الى انّه كان دائم العبادة والصوم والقيام والتهجد.

أما كمالاته الخارجيّة، فمنها نسبه الشريف فقد كان أبوه سيد البطحاء، و شيخ قريش، و رئيس مكة المعظمة، و كان كفيلا و حافظا لرسول اللّه (صلى الله عليه واله) منذ صغره الى كبره، و قد حفظه من بأس المشركين و كيد الكافرين و لم يضطر النبي (صلى الله عليه واله) للهجرة و الغربة ما دام أبو طالب على قيد الحياة.

فلمّا توفى أبو طالب أصبح النبي (صلى الله عليه واله) بلا ناصر و لا معين، و هاجر من مكّة الى المدينة و جلا عن وطنه.

وكانت أمّه (عليه السلام) فاطمة بنت أسد بن هاشم التي كفّنها رسول اللّه (صلى الله عليه واله) بردائه، وابن عمّه (عليه السلام) سيد الأولين و الآخرين محمد بن عبد اللّه خاتم النبيين (صلّى اللّه عليه و آله)، وأخوه جعفر الطيار ذو الجناحين في الجنة، و عمّه حمزة سيد الشهداء (سلام اللّه عليهم اجمعين).

وبالجملة فقد كان آباؤه آباء رسول اللّه و امهاته امهات خير خلق اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فقد اقترن لحمه و دمه بلحمه و دمه و اتصل نوره بنوره و روحه بروحه، قبل خلق آدم، ثم في صلبه الى صلب عبد المطّلب ثم انفصل من صلبه و ذهب نصفه في صلب عبد اللّه و النصف الآخر في صلب أبي طالب، فولد سيدا العالم، اولهم المنذر و ثانيهم الهادي.

ومن كمالاته الخارجية مصاهرته مع رسول اللّه (صلى الله عليه واله) بزواجه من فاطمة (عليها السلام) افضل بنات رسول اللّه و سيدة نساء العالمين، و كان رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يحبّها كثيرا و يتواضع لها عند ما يراها و يقوم إليها و يقبّلها و يشمّها.

ومن المعلوم انّ كثرة حبّه (صلى الله عليه واله) لها لا لأجل كونها ابنته بل لأجل شرفها و محبوبيتها لدى اللّه تعالى: (بالفارسية)

اين محبت از محبتها جداست‏              حب محبوب خدا حب خداست‏

أي انّ هذا الحب يختلف عن سائر الوان الحب فانّ حب محبوب اللّه حب اللّه حقيقة.

و قد تكرر قوله (صلّى اللّه عليه و آله): «فاطمة بضعة منّي من آذاها فقد آذاني» و انّ رضاها رضاه و غضبها غضبه.

ومن كمالاته الخارجية بركة اولاده بحيث لم يحصل لأحد ما حصل له من شرف الاولاد و طيبهم، فقد كان الحسن و الحسين (عليهما السّلام) ابناه امامين وسيدي شباب أهل الجنّة، ولا يخفى شدّة حبّ النبي (صلى الله عليه واله)لهما وتعلّقه بهما، وأيضا باقي أولاده كالعباس و محمد وزينب وأمّ كلثوم وغيرهم فانّ جلالتهم و مرتبتهم أوضح من أن تبيّن.

وكان للامامين الحسن و الحسين (عليهما السّلام)أولاد في غاية الشرف والطيب و العزّة، أما أولاد الحسن (عليه السلام) فهم: القاسم، و عبد اللّه، و الحسن المثنى، و الحسن المثلث، و عبد اللّه المحض، و النفس الزكية، و ابراهيم قتيل باخمرى، و عليّ العابد، و الحسين بن عليّ بن الحسن المقتول في فخ، و إدريس بن عبد اللّه، و عبد العظيم، و أيضا سادات البطحاني و الشجري و كلستانة و آل طاوس و اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن عليّ (عليه السلام) الملقب بطباطبا و غيرهم رضوان اللّه عليهم أجمعين و سيأتي ذكرهم.

أما أولاد الامام الحسين (عليه السلام) فهم الائمة الكرام، زين العابدين، و الامام محمد الباقر، و جعفر الصادق، و موسى الكاظم، و عليّ الرضا، و محمد الجواد، و عليّ الهادي، و الحسن العسكري، و الحجة ابن الحسن، مولانا صاحب العصر و الزمان (صلوات اللّه و سلامه عليهم اجمعين).

«الحمد للّه الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)».

للّه درّ ابن شهرآشوب:

مواهب اللّه عندي جاوزت أملي‏            و ليس يبلغها قولي و لا عملي‏

لكنّ أشرفها عندي و أفضلها              ولايتي لأمير المؤمنين عليّ‏

يا ربّ فاحشرني في الآخرة مع النبي و العترة الطاهرة.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.