أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-2-2019
2970
التاريخ: 30-01-2015
3167
التاريخ: 22-10-2015
3724
التاريخ: 2-2-2015
3386
|
اختصاصه (عليه السلام) بفضيلة نصرة الرسول (صلى الله عليه واله) كما قال تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} [التحريم: 4].
والمولى هنا بمعنى الناصر، والمراد من (صالح المؤمنين) هو عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) باجماع المفسرين.
واختصاصه أيضا بالاخوة مع رسول اللّه (صلى الله عليه واله) واختصاصه في الصعود على كتف النبي (صلى الله عليه واله) لكسر الأصنام واختصاصه بفضيلة خبر الطائر، وحديث المنزلة، و الراية، و يوم الغدير و غيرها من الاختصاصات الكثيرة التي لا تعدّ و لا تحصى.
وبالجملة فقد كان (عليه السلام) متميزا عن سائر الناس بكمالاته الخارجية و النفسانية و الجسمانية، و قد بلغت كمالاته النفسانية كالعلم و الحلم و الزهد و الشجاعة و السخاوة و حسن الخلق و العفة و غيرها، مبلغا بحيث لا يقدر الاعداء على اخفائها بل اعترفوا بها على رغم آنافهم.
و قد بلغت مروّته و ايثاره (عليه السلام) مبلغا حتى بات على فراش رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وواجه سيوف المشركين بدلا عن النبي، و لقد أظهر الفتوة و المروّة في غزوة احد حتى جاء النداء من الملأ الأعلى: «لا سيف الّا ذو الفقار و لا فتى الّا عليّ».
وأما في كمالاته الجسمانية، فقد علم كل احد مرتبته في القوة و البطولة حتى ضرب به المثل، فقد قلع باب خيبر و أراد جمع تحريكها فلم يقدروا، و رفع صخرة عظيمة عن بئر بعد أن عجز الجيش عن رفعها.
وقد أنست شجاعته شجاعة الماضين و أطفأ ذكرها بطولات المقبلين، و مقاماته في الحروب مشهورة، وحروبه الى يوم القيامة معروفة و مذكورة، وهو شجاع لم يفرّ قط، و لم يخف من أيّ جيش جرّار، ولم ينج من يده أحد الّا اذا أسلم، ولم يحتج في ضرباته الى ضربة أخرى متممة لها.
ولو قتل شجاعا افتخر قومه بانّه قتل على يد أمير المؤمنين (عليه السلام)، و لهذا قالت اخت عمرو بن عبد ود العامري في رثائها له:
لو كان قاتل عمرو غير قاتله لكنت أبكي عليه آخر الابد
لكنّ قاتله من لا يعاب به من كان يدعى قديما بيضة البلد
وكان يفتخر من وقف أمامه و لو لحظة واحدة، فينشد الاشعار لقوة قلبه وشجاعة نفسه في هذه المواجهة اليسيرة، و قد رسم بعض سلاطين بلاد الكفر صورته (عليه السلام) في معابدهم و رسم سلاطين آل بويه و جمع آخر من الملوك صورته على مقابض سيوفهم للظفر و النصرة على العدوّ ببركته.
نعم، هكذا كانت قوّته و بطولته و شجاعته مع قلّة أكله و المداومة على أكل خبز الشعير اليابس، بحيث كان ملبوسه و مأكوله أخشن من مأكول و ملبوس كل أحد مضافا الى انّه كان دائم العبادة والصوم والقيام والتهجد.
أما كمالاته الخارجيّة، فمنها نسبه الشريف فقد كان أبوه سيد البطحاء، و شيخ قريش، و رئيس مكة المعظمة، و كان كفيلا و حافظا لرسول اللّه (صلى الله عليه واله) منذ صغره الى كبره، و قد حفظه من بأس المشركين و كيد الكافرين و لم يضطر النبي (صلى الله عليه واله) للهجرة و الغربة ما دام أبو طالب على قيد الحياة.
فلمّا توفى أبو طالب أصبح النبي (صلى الله عليه واله) بلا ناصر و لا معين، و هاجر من مكّة الى المدينة و جلا عن وطنه.
وكانت أمّه (عليه السلام) فاطمة بنت أسد بن هاشم التي كفّنها رسول اللّه (صلى الله عليه واله) بردائه، وابن عمّه (عليه السلام) سيد الأولين و الآخرين محمد بن عبد اللّه خاتم النبيين (صلّى اللّه عليه و آله)، وأخوه جعفر الطيار ذو الجناحين في الجنة، و عمّه حمزة سيد الشهداء (سلام اللّه عليهم اجمعين).
وبالجملة فقد كان آباؤه آباء رسول اللّه و امهاته امهات خير خلق اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فقد اقترن لحمه و دمه بلحمه و دمه و اتصل نوره بنوره و روحه بروحه، قبل خلق آدم، ثم في صلبه الى صلب عبد المطّلب ثم انفصل من صلبه و ذهب نصفه في صلب عبد اللّه و النصف الآخر في صلب أبي طالب، فولد سيدا العالم، اولهم المنذر و ثانيهم الهادي.
ومن كمالاته الخارجية مصاهرته مع رسول اللّه (صلى الله عليه واله) بزواجه من فاطمة (عليها السلام) افضل بنات رسول اللّه و سيدة نساء العالمين، و كان رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يحبّها كثيرا و يتواضع لها عند ما يراها و يقوم إليها و يقبّلها و يشمّها.
ومن المعلوم انّ كثرة حبّه (صلى الله عليه واله) لها لا لأجل كونها ابنته بل لأجل شرفها و محبوبيتها لدى اللّه تعالى: (بالفارسية)
اين محبت از محبتها جداست حب محبوب خدا حب خداست
أي انّ هذا الحب يختلف عن سائر الوان الحب فانّ حب محبوب اللّه حب اللّه حقيقة.
و قد تكرر قوله (صلّى اللّه عليه و آله): «فاطمة بضعة منّي من آذاها فقد آذاني» و انّ رضاها رضاه و غضبها غضبه.
ومن كمالاته الخارجية بركة اولاده بحيث لم يحصل لأحد ما حصل له من شرف الاولاد و طيبهم، فقد كان الحسن و الحسين (عليهما السّلام) ابناه امامين وسيدي شباب أهل الجنّة، ولا يخفى شدّة حبّ النبي (صلى الله عليه واله)لهما وتعلّقه بهما، وأيضا باقي أولاده كالعباس و محمد وزينب وأمّ كلثوم وغيرهم فانّ جلالتهم و مرتبتهم أوضح من أن تبيّن.
وكان للامامين الحسن و الحسين (عليهما السّلام)أولاد في غاية الشرف والطيب و العزّة، أما أولاد الحسن (عليه السلام) فهم: القاسم، و عبد اللّه، و الحسن المثنى، و الحسن المثلث، و عبد اللّه المحض، و النفس الزكية، و ابراهيم قتيل باخمرى، و عليّ العابد، و الحسين بن عليّ بن الحسن المقتول في فخ، و إدريس بن عبد اللّه، و عبد العظيم، و أيضا سادات البطحاني و الشجري و كلستانة و آل طاوس و اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن عليّ (عليه السلام) الملقب بطباطبا و غيرهم رضوان اللّه عليهم أجمعين و سيأتي ذكرهم.
أما أولاد الامام الحسين (عليه السلام) فهم الائمة الكرام، زين العابدين، و الامام محمد الباقر، و جعفر الصادق، و موسى الكاظم، و عليّ الرضا، و محمد الجواد، و عليّ الهادي، و الحسن العسكري، و الحجة ابن الحسن، مولانا صاحب العصر و الزمان (صلوات اللّه و سلامه عليهم اجمعين).
«الحمد للّه الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)».
للّه درّ ابن شهرآشوب:
مواهب اللّه عندي جاوزت أملي و ليس يبلغها قولي و لا عملي
لكنّ أشرفها عندي و أفضلها ولايتي لأمير المؤمنين عليّ
يا ربّ فاحشرني في الآخرة مع النبي و العترة الطاهرة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|