أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2022
3221
التاريخ: 6-8-2019
2896
التاريخ: 13-8-2019
3884
التاريخ: 7-8-2019
14310
|
المنطق النظري للمدخل المعرفـي
ان جوهر المعرفة هو الإحاطة بالشيء والإلمام بمعالمه الخفية ، ويتحقق ذلك بالتوفيق بين إرادة موضوعية واحدة تعتمد على محاكاة ما هو سائد ومنتشر وشائع بين المفكرين والعلماء والباحثين بصدد ظاهرة تنظيمية مختلفة وبين ارادة ذاتية يسعى من خلالها الى الاجتهاد بهدف ان يحقق لهذه الارادة مجدها في اضافة أو خلق ماهو جديد لكونه يتسم بالتفرد والأصالة.
وقد يتحقق هذا الاعتقاد عندما تعتمد الادارة الذاتية للباحثين والممارسين على أدوات حكم منطقية ، مما يقود ضمناً الى عقلنتها ، ولكي يبلغ المدخل النظري للمدخل المعرفي مبتغاه ، حتى تبدو حالة الاستقلالية قي كلتا الارادتين معتلة والعاجزة عن التعبير عن مضامين وجوهر مسالك الحركة التنظيمية وأسلوب تشخيص مستواها وحركتها ، وهو أمر يعني في محتواه أن النتاج الفكري يجسد التفاعل بين ارادتين : الأولى تهيئ اساساً ويرتكز على حقائق ونظريات ونماذج وافتراضات ومبادئ متفق عليها مقبولة ومكتسبة صفة التعميم ومجتازة مرحلة الاختيار ومهيأة للاستخدام كأدوات يسترشد بها للتنبؤ بسلوك الظاهرة وضمن موقع التوقعات مع درجة خطأ مسموح به والتحكم بنتائج سلوكها ، والثانية تتصدى لناحية الاخفاق والقصور في دراسة الظاهرة وتحليلها سواء أكان السبب يعود لحالة جهل تام أو شبه تام أو جزئي ام سبب خضوعها لدائرة النقد والتقويم ، فيأتي الخيال والتأمل والابداع في معالجة البيانات وتمثيلها متصلاً مع مجال العملية الادراكية والتعلم والتفكير المتدرج.
فكلما ازدادت شدة هذه العمليات دلت على استمرارية وحركة وتكامل آلية العقل في خلق وتكامل العلوم من المجهول لتكتمل أو تطرح صوراً غير مألوفة بصيغ مفاهيم وأفكار تداعب بعضها وتتناغم مع بعضها الآخر بإتساق أو تناقض لتنتج سلوكاً يستجيب لمعطيات الارادتين التي قد تنتصر أحداهما أو كلتاهما أو يخفقان فيتراجعان تحت وهم معتقدات الاستسلام لتهديدات المجهول على أمل ان المألوف مرغوب في عالم المعرفة والمجهول مقيت مقرف لأنه يتعامل مع عناصر المغامرة والمجازفة والمخاطرة الفكرية ، ولكن الخلود والبقاء السرمدي في هذا العالم لمن يسَخّر الارادتين لفهم أبعاد المخاطرة ونتائجها وقدرتها على التجدد والتكيف والتلون الفكري والتفاعل مع ما اصطلح عليه من فنون وعلوم.
وقد يبدو هذا الحوار الفكري ضرباً من ضروب الخيال ولكنه حقيقة عاشها وتحسسها ودافع عنها الروائيون والفلاسفة والحكماء والمؤرخون والمفكرون والادباء والعلماء المنتمون للمدينة الفاضلة.
وحجتنا في ذلك الكثير الذي لا يحصى من النظريات والنماذج التي ازدهرت آراءها حيناً من الدهر وأفل ضياءها ولمعانها حيناً آخر، وتلك هي سنة حياة الفكر التي تحكم المفكر وأدواته ومن يتعامل معه سواء اتجه نحو التقليد والمحاكاة أم نحو الخلق والتفكير والابتكار.
وتعد عملية الانتقال أو التحول من المعرفة العامة الى الخاصة ومن العامية الى العلمية بجميع أنواعها وخصائصها ، ومن المستلزمات الجوهرية لبناء المدخل المعرفي كونها تؤمن وضوح الرؤية بمنابع المعرفة والموارد التي أسهمت أو كان لها أثر في بلورة وتكوين وانبثاق وتنوع مستوى التحليل سواء أكان ذلك كلياً او جزئياً ام احدهما ، وتضم المعرفة الفلسفية والعلمية تشكيلة علوم رئيسية مساندة ورافضة لأثر العقل ، فانبرت تلك العلوم تمخر برؤاها الفسلفية لتكوين نظريات ونماذج شاملة مستمدة من نظرية المعرفة العامة ( الأبسـتمولوجيا ) والعمليات والموقفية والتجانس- التنافر والتوقعية والسلوك التنظيمي والاستراتيجي والسياسي والتكاملي.
لذلك فإن مهمة هذا الفصل من دراسة هي استجابة لمجموعة مؤلفات ومعضلات فكرية تستحق التحليل والتفسير ، اذ يضـمن دقة وصواب الرأي في المرحلة الابتدائية من الدراسة كبداية صحيحة ، ويؤشر الاتجاه المعول عليه فيما تبقى من الجانب النظري والعملي ، وتشخص الأثارات على النحو الآتي :
اولاً : ما هو مضمون المعرفة بشكل عام ومضمونها التنظيمي بشكل الخاص ؟
ثانياً : هل اهتمت العلوم الانسانية بدراسة المعرفة ؟ وماهي درجة ذلك الاهتمام ؟ وما هي خصائص المدخل المعرفي؟
ثالثاً : متى ظهرت بوادر الآراء النظرية والعملية في مجال المعرفة التنظيمية والاستراتيجية ، ومن هم أهم الرواد الذين رصدوا وتصدوا للظواهر التنظيمية والاستراتيجية بالدراسة والتحليل ؟
رابعاً : مدى امكانية تصنيف تلك الجهود الفكرية طبقاً لمستوى التحليل والمجال الفلسفي للنظريات والنماذج المؤلفة للمدخل المعرفي ؟
خامساً : أي مستويات تحليل ومنطق نظري سُينتخب ؟ ولماذا ؟ .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|