1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التوحيد

النظر و المعرفة

اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته

صفات الله تعالى

الصفات الثبوتية

القدرة و الاختيار

العلم و الحكمة

الحياة و الادراك

الارادة

السمع و البصر

التكلم و الصدق

الأزلية و الأبدية

الصفات الجلالية ( السلبية )

الصفات - مواضيع عامة

معنى التوحيد و مراتبه

العدل

البداء

التكليف

الجبر و التفويض

الحسن و القبح

القضاء و القدر

اللطف الالهي

مواضيع عامة

النبوة

اثبات النبوة

الانبياء

العصمة

الغرض من بعثة الانبياء

المعجزة

صفات النبي

النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

الامامة

الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها

صفات الأئمة وفضائلهم

العصمة

امامة الامام علي عليه السلام

إمامة الأئمة الأثني عشر

الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف

الرجعة

المعاد

تعريف المعاد و الدليل عليه

المعاد الجسماني

الموت و القبر و البرزخ

القيامة

الثواب و العقاب

الجنة و النار

الشفاعة

التوبة

فرق و أديان

علم الملل و النحل ومصنفاته

علل تكون الفرق و المذاهب

الفرق بين الفرق

الشيعة الاثنا عشرية

أهل السنة و الجماعة

أهل الحديث و الحشوية

الخوارج

المعتزلة

الزيدية

الاشاعرة

الاسماعيلية

الاباضية

القدرية

المرجئة

الماتريدية

الظاهرية

الجبرية

المفوضة

المجسمة

الجهمية

الصوفية

الكرامية

الغلو

الدروز

القاديانيّة

الشيخية

النصيرية

الحنابلة

السلفية

الوهابية

شبهات و ردود

التوحيـــــــد

العـــــــدل

النبـــــــوة

الامامـــــــة

المعـــاد

القرآن الكريم

الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)

الزهراء (عليها السلام)

الامام الحسين (عليه السلام) و كربلاء

الامام المهدي (عليه السلام)

إمامة الائمـــــــة الاثني عشر

العصمـــــــة

الغلـــــــو

التقية

الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة

الاسلام والمسلمين

الشيعة والتشيع

اديان و مذاهب و فرق

الصحابة

ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم

نساء النبي (صلى الله عليه واله و سلم)

البكاء على الميت و احياء ذكرى الصاحين

التبرك و الزيارة و البناء على القبور

الفقه

سيرة و تاريخ

مواضيع عامة

مقالات عقائدية

مصطلحات عقائدية

أسئلة وأجوبة عقائدية

التوحيد

اثبات الصانع ونفي الشريك عنه

اسماء وصفات الباري تعالى

التجسيم والتشبيه

النظر والمعرفة

رؤية الله تعالى

مواضيع عامة

النبوة والأنبياء

الإمامة

العدل الإلهي

المعاد

القرآن الكريم

القرآن

آيات القرآن العقائدية

تحريف القرآن

النبي محمد صلى الله عليه وآله

فاطمة الزهراء عليها السلام

الاسلام والمسلمين

الصحابة

الأئمة الإثنا عشر

الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أدلة إمامة إمير المؤمنين

الإمام الحسن عليه السلام

الإمام الحسين عليه السلام

الإمام السجاد عليه السلام

الإمام الباقر عليه السلام

الإمام الصادق عليه السلام

الإمام الكاظم عليه السلام

الإمام الرضا عليه السلام

الإمام الجواد عليه السلام

الإمام الهادي عليه السلام

الإمام العسكري عليه السلام

الإمام المهدي عليه السلام

إمامة الأئمة الإثنا عشر

الشيعة والتشيع

العصمة

الموالات والتبري واللعن

أهل البيت عليهم السلام

علم المعصوم

أديان وفرق ومذاهب

الإسماعيلية

الأصولية والاخبارية والشيخية

الخوارج والأباضية

السبئية وعبد الله بن سبأ

الصوفية والتصوف

العلويين

الغلاة

النواصب

الفرقة الناجية

المعتزلة والاشاعرة

الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب

أهل السنة

أهل الكتاب

زيد بن علي والزيدية

مواضيع عامة

البكاء والعزاء وإحياء المناسبات

احاديث وروايات

حديث اثنا عشر خليفة

حديث الغدير

حديث الثقلين

حديث الدار

حديث السفينة

حديث المنزلة

حديث المؤاخاة

حديث رد الشمس

حديث مدينة العلم

حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه

احاديث متنوعة

التوسل والاستغاثة بالاولياء

الجبر والاختيار والقضاء والقدر

الجنة والنار

الخلق والخليقة

الدعاء والذكر والاستخارة

الذنب والابتلاء والتوبة

الشفاعة

الفقه

القبور

المرأة

الملائكة

أولياء وخلفاء وشخصيات

أبو الفضل العباس عليه السلام

زينب الكبرى عليها السلام

مريم عليها السلام

ابو طالب

ابن عباس

المختار الثقفي

ابن تيمية

أبو هريرة

أبو بكر

عثمان بن عفان

عمر بن الخطاب

محمد بن الحنفية

خالد بن الوليد

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

عمر بن عبد العزيز

شخصيات متفرقة

زوجات النبي صلى الله عليه وآله

زيارة المعصوم

سيرة وتاريخ

علم الحديث والرجال

كتب ومؤلفات

مفاهيم ومصطلحات

اسئلة عامة

أصول الدين وفروعه

الاسراء والمعراج

الرجعة

الحوزة العلمية

الولاية التكوينية والتشريعية

تزويج عمر من ام كلثوم

الشيطان

فتوحات وثورات وغزوات

عالم الذر

البدعة

التقية

البيعة

رزية يوم الخميس

نهج البلاغة

مواضيع مختلفة

الحوار العقائدي

* التوحيد

* العدل

* النبوة

* الإمامة

* المعاد

* الرجعة

* القرآن الكريم

* النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

* أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

* فضائل النبي وآله

* الإمام علي (عليه السلام)

* فاطمة الزهراء (عليها السلام)

* الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء

* الإمام المهدي (عجل الله فرجه)

* زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)

* الخلفاء والملوك بعد الرسول ومشروعية سلطتهم

* العـصمة

* التقيــة

* الملائكة

* الأولياء والصالحين

* فرق وأديان

* الشيعة والتشيع

* التوسل وبناء القبور وزيارتها

* العلم والعلماء

* سيرة وتاريخ

* أحاديث وروايات

* طُرف الحوارات

* آداب وأخلاق

* الفقه والأصول والشرائع

* مواضيع عامة

العقائد الاسلامية : الامامة : امامة الامام علي عليه السلام :

إمامة علي بن ابي طالب (عليه السلام)

المؤلف:  السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني النجفي

المصدر:  عقائد الإمامية الإثني عشرية

الجزء والصفحة:  ج1 ، 81- 112

4-3-2018

2500

ذهب الامامية رضوان اللّه عليهم الى أن الإمام بعد رسول اللّه (صلى الله عليه واله) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) ، ومن بعده اولاده الطاهرون الى القائم المهدي.

ولهم على ذلك أدلة عقلية ونقلية يحتاج استقصاؤها الى كتاب مفرد كبير الحجم، وقد الف علماؤنا المتقدمون والمتأخرون رضوان اللّه عليهم في ذلك كتبا مبسوطة مشتملة على أدلة عقلية ونقلية، وأنهى العلامة الحلي «ره» تلك الأدلة في كتابه الألفين إلى ألفي دليل ألف من العقل وألف من النقل، واقتصروا في النقل على ما رواه جمهور المخالفين في كتبهم وصحاحهم دون ما تفرد بنقله الامامية ، ونحن نذكر مما ذكروه رضوان اللّه عليهم ونقلوه من كتبهم المعتمدة جملة وافية.

الأدلة العقلية والنقلية الدالة على إمامة امير المؤمنين (عليه السلام) :

ذكر العلامة السيد عبد اللّه شبر في حق اليقين وجوها من الأدلة العقلية والنقلية :

(الاول) أن الامام يجب ان يكون معصوما ... ولا احد ممن ادعي له الامامة غير علي (عليه السلام) بمعصوم اتفاقا، فلا أحد غير علي بإمام، والمقدمة الأولى برهانية ... والثانية اجماعية.

(الثاني) إن الامام يجب أن يكون منصوصا عليه أو مظهرا للمعجز لما تقدم من بطلان الاختيار وادائه الى التنازع والتشاجر واعظم انواع الفساد، وغير علي لم يكن كذلك اتفاقا، فتعين أن يكون هو الإمام.

(الثالث) ان الإمام يجب أن يكون حافظا للشرع عالما بجميع احكام اللّه تعالى المودعة في كتابه، لانقطاع الوحي بموت النبي (صلى الله عليه واله) وقصور ما يفهمه الناس من الكتاب والسنة عن جميع الأحكام، فلا بد من امام منصوب من اللّه تعالى عالم بجميع احكام اللّه تعالى منزه عن الزلل في الاعتقاد والقول والعمل، وغير علي لم يكن كذلك اجماعا، فتعين أن يكون هو الإمام.

(الرابع) ان الامام يجب ان يكون افضل من جميع الرعية لما تقدم من العقل والنقل، وعلي افضل من الجميع لما يأتي، فتعين أن يكون هو الإمام.

(الخامس) أن شرط الامام أن لا تسبق منه معصية على نحو ما تقدم، وغير علي قبل الاسلام كانوا يعبدون الأصنام اتفاقا فلا يكونون أئمة، فتعين أن يكون (عليه السلام) هو الامام، لقوله تعالى‏ { لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة: 124] .

(السادس) أن الإمامة رئاسة عامة وإنما تستحق بأوصاف الزهد والعلم والعبادة والشجاعة والإيمان كما تقدم تحقيقه، والجامع لهذه الصفات على الوجه الاكمل الذي لم يلحقه غيره هو علي (عليه السلام) فيكون هو الإمام.

الآيات القرآنية الدالة على إمامة علي بواسطة تفسير المفسرين :

(الأولى) قوله تعالى‏ {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55] فقد اتفق المفسرون والمحدثون من العامة والخاصة انها نزلت في علي (عليه السلام) لما تصدق بخاتمه على المسكين في الصلاة بمحضر من الصحابة ، وهو مذكور في الصحاح الستة ، وممن روى نزول الآية في علي من المخالفين السيوطي بأسانيد كثيرة في الدر المنثور ج 2 ص 293، والفخر الرازي في تفسيره بسندين ج 3 ص 618، والزمخشري في تفسيره ج 1 ص 264 والبيضاوي في تفسيره ص 154، والنيشابوري في تفسيره ج 2 ص 28، وانظر مجمع البيان للطبرسي ج 6 ص 165، ونور الابصار للشبلنجي ص 69، وكنز العمال ج 6 ص 391. وابن البتيع والواحدي والسماني والبيهقي والنشري وصاحب المشكاة ومؤلف المصباح والسدي ومجاهد والحسن البصري والأعمش وعتبة بن أبي حكيم وغالب بن عبد اللّه وقيس بن الربيع وعباية بن ربعي وابن عباس، ورواها ابو ذر الغفاري وجابر بن عبد اللّه الانصاري، ونظمها شاعر رسول اللّه (صلى الله عليه واله) حسان بن ثابت وغيره من الشعراء.

(ووجه الاستدلال) أن‏ «إِنَّما» للحصر باتفاق اهل اللّغة، «و الولي» بمعنى الأولى بالتصرف المرادف للإمام الخليفة، وهو معنى مشهور عند اهل اللغة والشرع كقوله (صلى الله عليه واله) «أي امرأة نكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل» وقولهم «السلطان ولي الرعية» و«فلان ولي الميت»، وهذه الكلمة وإن استعملت في اللغة بمعنى الناصر والمحب إلا انهما لا يناسبان المقام، لأن المحب والناصر غير منحصرين فيمن ذكر في الآية بل عامان لجميع المؤمنين، كما قال تعالى‏ {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } [التوبة: 71] ولفظ الجمع إما للتعظيم أو لشمول سائر الائمة الطاهرين.

(الثانية) قوله تعالى‏ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] ووجه الاستدلال: أن المراد بوجوب الكون مع الصادقين مشايعتهم في أقوالهم وأفعالهم لا الاجتماع معهم في الأبد ان لاستحالة ذلك وعدم فائدته، والخطاب جار في جميع المؤمنين في سائر الأزمنة والامكنة، فلا بد في كل زمان من صادق يجب اتباعه، وليس المراد بالصادق صادقا ما وإلا لزم وجوب متابعة كل‏ من صدق مرة وهو باطل اجماعا، بل الصادق في جميع اقواله وأفعاله وهو المعصوم فيلزم وجوب وجود المعصوم في كل زمان ووجوب متابعته وليس غير علي واولاده اتفاقا، فثبت إمامتهم. على أنه قد روى العامة كالسيوطي في الدر المنثور ج 3 ص 290 والثعلبي عن ابن عباس أن المراد بالصادقين في الآية الصادقين من آل محمد وعن علي (عليه السلام) ان الصادقين عترة رسول اللّه (صلى الله عليه واله).

وعن جعفر بن محمد (عليهما السلام) : أن الصادقين آل محمد (صلى الله عليه واله).

(الثالثة) قوله تعالى‏ {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ} [المعارج: 1، 2] روى الثعلبي الذي هو من قدوة مفسري المخالفين في شأن نزلوها (انظر هامش ج 8 تفسير الفخر الرازي لأبي السعود ص 292 والسيرة الحلبية ج 3 ص 302 ونور الابصار ص 69) أنه لما كان النبي (صلى الله عليه واله) بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا فأخذ بيد علي (عليه السلام) فقال «من كنت مولاه فعلي مولاه» فشاع ذلك وطار في البلاد فبلغ الحارث بن النعمان الفهري فأتى نحو النبي (صلى الله عليه واله) على ناقته حتى الأبطح فنزل عن ناقته فأناخها وعقلها، ثم أتى النبي (صلى الله عليه واله) وهو في ملأ من اصحابه فقال: يا محمد امرتنا من اللّه أن نشهد أن لا إله إلا اللّه وانك رسول اللّه ففعلناه، وأمرتنا أن نصلى خمسا فقبلنا، وامرتنا أن نصوم شهر رمضان فقبلنا، وأمرتنا ان نحج البيت فقبلنا، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك وفضلته علينا وقلت «من كنت مولاه فعلي مولاه» وهذا الشيء منك أم من اللّه؟ فقال النبي (صلى الله عليه واله): والذي لا إله إلا هو من اللّه. فولى الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول «اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء، أو أتنا بعذاب أليم» فما وصل إليها حتى رماه بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله، وانزل اللّه تعالى‏ {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ } [المعارج: 1 - 3].

(الرابعة) قوله تعالى‏ {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ} [المائدة: 3] فقد روى العامة (انظر الدر المنثور للسيوطي ج 2 ص 259) ومنهم ابو نعيم الاصفهانى عن أبي سعيد الخدري: أن النبي (صلى الله عليه واله) لما أخذ بضبعي علي (عليه السلام) يوم الغدير لم يتفرق الناس حتى نزلت هذه الآية، فقال (صلى الله عليه واله) اللّه اكبر على اكمال الدين واتمام النعمة ورضاء الرب برسالتي وبالولاية لعلي (عليه السلام) من بعدي. ثم قال (صلى الله عليه واله): من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.

(الخامسة) قوله تعالى‏ {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] فقد روى المخالف‏ (1) والمؤالف بأسانيد عديدة وطرق شتى أنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وفي هذه الآية دلالة على عصمتهم من جميع الأرجاس والمعاصي مع التأكيد بلفظة إنما وادخال اللام في الخبر واختصاص الخطاب والتكرير بقوله تعالى «يطهر» والتأكيد بقوله تعالى‏ «تَطْهِيراً» وغيرهم ليس بمعصوم اتفاقا فتكون الإمامة فيهم، ولأن امير المؤمنين (عليه السلام) قد ادعى الخلافة في مواضع، ومنها قوله (عليه السلام) في خطبته الشقشقية التى رواها العامة والخاصة «اما واللّه لقد تقمصها ابن أبي قحافة وانه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى» وقد ثبت نفي الرجس عنه عليه السلام فيكون صادقا.

(السادسة) قوله تعالى‏ {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7] وقد روى‏ العامة (2) والخاصة بطرق عديدة عن النبي (صلى الله عليه واله) انه قال: أنا المنذر وعلي الهادي وبك يا علي يهتدي المهتدون. فيكون إماما لقوله تعالى‏ {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [يونس: 35] وفيها أيضا دلالة على احقية مذهب الامامية من عدم خلو الزمان من حجة هاد.

(السابعة) آية المباهلة، وهي قوله تعالى‏ {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ} [آل عمران: 61] فقد روى الجمهور بطرق مستفيضة (3) إن هذه الآية نزلت في اهل البيت عليهم السلام، وان ابناءنا اشارة الى الحسن والحسين ونساءنا إلى فاطمة وانفسنا إلى علي، فهي تدل على ثبوت الإمامة لعلي (عليه السلام) حيث جعله اللّه تعالى نفس رسول اللّه (صلى الله عليه واله) والاتحاد محال فتعين المساواة في الولاية العامة الا النبوة.

(الثامنة) قوله تعالى‏ {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} [الصافات: 24] فقد روى العامة (4) بأسانيد عديدة عن ابن عباس وابي سعيد الخدري انهم مسئولون عن ولاية علي عليه السلام.

 (التاسعة) قوله تعالى‏ {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] روى الجمهور في الصحيحين واحمد بن حنبل في مسنده والثعلبي في تفسيره‏ (5) عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية قالوا: يا رسول اللّه من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال (صلى الله عليه واله) : علي وفاطمة وابناهما. ووجوب المودة يستلزم وجوب الإطاعة، لأن المودة إنما تجب مع العصمة، إذ مع وقوع الخطأ منهم يجب ترك مودتهم كما قال تعالى‏ {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المجادلة: 22] وغيرهم عليهم السلام ليس بمعصوم اتفاقا، فثبت مودة علي وولده. وقد روى في الصواعق المحرقة في الباب العاشر عن ابن ادريس الشافعي شعرا في وجوب مودة من ذكرناهم آنفا:

يا أهل بيت رسول اللّه حبكم‏                فرض من اللّه في القرآن انزله‏

كفاكم من عظيم القدر انكم‏                  من لا يصلي عليكم لا صلاة له‏ .

(العاشر) قوله تعالى‏ {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} [البقرة: 207] فروى الفخر والنيسابوري والثعلبى‏ (6) أنها نزلت في علي (عليه السلام) لما هرب النبي (صلى الله عليه واله) من المشركين إلى الغار خلفه لقضاء ديونه ورد ودائعه ، فبات على فراشه وأحاط المشركون بالدار فأوحى اللّه إلى جبرائيل وميكائيل أني قد آخيت بينكما وجعلت عمر احد كما أطول من عمر الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة، فاختار كل منهما الحياة، فأوحى اللّه إليهما ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب (عليهما السلام) آخيت بينه‏ وبين رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثر بالحياة، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه، فنزلا وكان جبرائيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه فقال جبرائيل: بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي اللّه بك الملائكة.

(الحادية عشرة) قوله تعالى‏ {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96] روى الجمهور ومنهم الإمام الرازي والنيشابوري‏ (7) انها نزلت في امير المؤمنين (عليه السلام)، والود المحبّة في قلوب المؤمنين، وفي الصواعق المحرقة (ص 103 ط مصر سنة 324) قال: في رواية صحيحة عن النبي (صلى الله عليه واله) قال:

ما بال أقوام يتحدثون فاذا رأوا الرجل من أهل بيتى قطعوا حديثهم، واللّه لا يدخل قلب رجل الايمان حتى يحبهم اللّه ولقرابتهم مني. ومن يوقع اللّه محبته في قلوب المؤمنين ويذكر ذلك في مقام الامتنان لا بد أن يكون معصوما لما تقدم.

(الثانية عشرة) سورة «هل أتى» فقد روى جمهور (8) علماء المسلمين أن الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وعامة العرب (يعني أهل المدينة) فنذر علي صوم ثلاثة أيام وكذا امهما فاطمة الزهراء صلوات اللّه عليها وخادمتهما فضة لئن برئا، فبرئا وليس عند آل محمد قليل ولا كثير، فاستقرض امير المؤمنين (عليه السلام) ثلاثة اصوع من شعير وطحنت فاطمة الزهراء عليها السلام منها صاعا فخبزته خمسة أقراص لكل واحد قرص وصلى علي (عليه السلام) المغرب، فلما أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه للإفطار أتاهم مسكين وسألهم فأعطاه كل منهم قوته ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا، ثم صاموا اليوم‏ الثاني فخبزت فاطمة عليها السلام صاعا فلما قدم بين ايديهم للإفطار أتاهم يتيم وسألهم القوت فأعطاه كل واحد منهم قوته، فلما كان اليوم الثالث من صومهم وقدم الطعام أتاهم أسير وسألهم القوت فأعطاه كل واحد منهم قوته ولم يذوقوا في الأيام الثلاثة سوى الماء ، فرآهم النبي (صلى الله عليه واله) في اليوم الرابع وهم يرتعشون من الجوع وفاطمة (عليها السلام) قد التصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها ، فقال: واغوثاه يا اللّه اهل بيت محمد يموتون جوعا. فهبط جبرائيل (عليه السلام).

(الثالثة عشرة) قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ } [الأنفال: 62] روى‏ (9) الجمهور ومنهم الفضل بن روزبهان عن أبي هريرة قال: مكتوب على العرش «لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له محمد عبدي ورسولي ايدته بعلي بن أبي طالب» وهذه الفضيلة المكتوبة على العرش الأعظم في ازل الأزل يحيل العقل والنقل أن يكون صاحبها متبعا ورعية لمن صرف اكثر عمره في عبادة الأصنام.

(الرابعة عشرة) قوله تعالى‏ {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} [التحريم: 4] فقد روى‏ (10) الجمهور أن المراد بصالح المؤمنين امير المؤمنين (عليه السلام) وان الخطاب لعائشة وحفصة. وتقريب الاستدلال ما تقدم.

ولو قصدنا جمع كل الآيات الواردة في علي وأهل بيته عليهم السلام مما يدل على أولويته بالخلافة والامامة وافضليته لخرجنا عن المقصود، بل القرآن كله في شأن علي نزل تأويلا، وفيما ذكرناه كفاية ومن اراد استقصاء ذلك فعليه بمطالعة كتب العلامة وآية اللّه في العالمين حسن بن يوسف بن المطهر الحلي.

(الأول) ما روى العامة بأسرهم ومنهم ابن ماجة القزويني في صحيحه في باب فضائل اصحاب رسول اللّه ص 12، روى بسنده عن البراء بن عازب‏ قال: أقبلنا مع رسول اللّه (صلى الله عليه واله) في حجته التي حج، فنزل في بعض الطريق فأمر الصلاة جامعة، فأخذ بيد علي (عليه السلام) فقال: ألست أولى بالمؤمنين من انفسهم؟ قالوا: بلى. قال: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى قال: فهذا ولي من أنا مولاه، اللهم وال من والاه، اللهم عاد من عاداه.

ورواه احمد بن حنبل أيضا في مسنده ج 4 ص 281، وهذا لفظه: قال البراء كنا مع رسول اللّه (صلى الله عليه واله) في سفر، فنزلنا بغدير خم فنودى فينا الصلاة جامعة، وكسح لرسول اللّه (صلى الله عليه واله) تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي عليه السلام فقال: ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من انفسهم؟ قالوا: بلى.

قال: ألستم تعلمون أنى أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فأخذ بيد علي (عليه السلام) فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال البراء: فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.

وفي صحيح ابن ماجة أيضا في باب فضائل اصحاب رسول اللّه ص 12:

روى بسنده عن ابن سابط وهو عبد الرحمن عن سعد بن أبي وقاص (فاتح مدائن كسرى) قال: قدم معاوية في بعض حجاته، فدخل عليه سعد فذكروا عليا فنال منه، فغضب سعد وقال: تقول هذا لرجل سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يقول «من كنت مولاه فعلي مولاه» وسمعته يقول «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» وسمعته يقول «لأعطين الراية اليوم رجلا يحب اللّه ورسوله» أقول : ورواه النسائي أيضا في خصائصه ص 4 باختلاف في اللفظ، قال بعد ما ساق السند إلى عبد الرحمن بن سابط عن سعد بن أبي وقاص قال: كنت جالسا فتنقصوا علي بن ابي طالب (عليه السلام) فقلت : لقد سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يقول في علي خصالا ثلاثة لأن يكون لي واحدة منها أحب إلي من حمر النعم، سمعته يقول «إنه مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي» وسمعته يقول‏ «لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّه ورسوله» وسمعته يقول «من كنت مولاه فعلي مولاه».

مستدرك الحاكم ج 3 ص 109 روى بسنده عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول اللّه (صلى الله عليه واله) من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن (أي المراكب) فقال: كأني دعيت فأجبت، اني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما اكبر من الآخر كتاب اللّه تعالى وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: إن اللّه عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن، ثم اخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

حديث الغدير الذي رواه جمهور العامة :

منهم الصواعق لابن حجر في الشبهة الحادية عشرة ص 25، وكنز العمال ج 6 ص 390 وص 397 وص 403 وص 407 ومسند احمد ج 1 في علي ص 119 وج 4 منه ص 370 و372 و381، وخصائص النسائي ص 15 و18، والمواقف وشرحها، وشرح التجريد للقوشجي، والسيرة الحلبية ج 3 ص 3 و302، والدر المنثور للسيوطي ج 2 ص 259، ونور الابصار ص 69، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص 65، والعقد الفريد ج 2 ص 194، والاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 473 في ترجمة امير المؤمنين (عليه السلام)، وانظر المحاضرات للراغب ج 2 ص 213، ودائرة المعارف لفريد وجدي في احوال عمر.

بل في الموسوعة ص 314: إن من أدلة الشيعة الامامية على نص النبي (صلى الله عليه واله) على إمامة علي بالاسم حديث (غدير خم) المشهور الذي رواه 120 صحابيا و84 تابعيا، وتجاوز طبقات رواته من أئمة الحديث عن 360 راويا، وبلغ المؤلفون في حديث الغدير من السنة والشيعة 36 مؤلفا، بل هذا الحديث متواتر بين علماء العامة فضلا عن الخاصة.

وخلاصته : لما انزل في حجة الوداع قوله تعالى‏ {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] وكان النبي (صلى الله عليه واله) في غدير خم وقت القيلولة في شدة الحر بحيث لو وضع اللحم على الأرض لشوى ، فأمر باجتماع الناس وعمل له منبر من احجار (او من الحدوج) كما قال الحكيم الاصفهاني في ارجوزته «و اتخذوا من الحدوج منبرا» فقام (صلى الله عليه واله) خطيبا ثم قال : ايها الناس ألست أولى بكم من انفسكم؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. فقال عمر : بخ بخ لك يا علي اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ثم نزل بعد ذلك قوله تعالى‏ {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] فقال النبي: الحمد للّه على اكمال الدين واتمام النعمة.

(الثاني) كنز العمال ج 6 ص 395 عن ابن عباس: قال عمر بن الخطاب: كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب فاني سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يقول في علي ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منهن أحب الي مما طلعت عليه الشمس كنت أنا وابو بكر وابو عبيدة الجراح ونفر من اصحاب رسول اللّه والنبي (صلى الله عليه واله) متكئ على علي بن ابي طالب حتى ضرب بيده على منكبه ثم قال «أنت يا علي اوّل المؤمنين ايمانا واولهم إسلاما» ثم قال «أنت مني بمنزلة هارون من موسى وكذب علي من زعم أنه يحبني ويبغضك».

(الثالث) ما رواه ابن ابي الحديد ج 2 ص 50 عن مسند احمد وكتاب الفردوس وتذكرة الخواص ص 28 قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله :

كنت أنا وعلي بن ابي طالب نورا بين يدى اللّه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر الف عام ، فلما خلق اللّه تعالى آدم قسم ذلك النور جزأين فجزء أنا وجزء علي.

وفي حديث آخر رواه ابن المغازلي الشافعي: فلما خلق اللّه نور آدم وكتب ذلك النور في صلبه فلم يزل في نبي واحد حتى افترقا في صلب عبد المطلب ففيّ النبوة وفي علي الخلافة. وفي خبر رواه ابن المغازلي عن جابر وفي آخره: حتى قسمها جز أين جزء في صلب عبد اللّه وجزء في صلب ابى طالب فأخرجني نبيا واخرج عليا وصيا.

(الرابع) روى احمد بن حنبل في مسنده انه لما نزل قوله تعالى‏ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } [الشعراء: 214] جمع النبي (صلى الله عليه واله) من اهل بيته ثلاثين نفرا فأكلوا وشربوا ثلاثا، ثم قال لهم: من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون خليفتي ويكون معي في الجنة؟ فقال: علي أنا. فقال (صلى الله عليه واله) أنت مني بمنزلة هارون من موسى.

ورواه الثعلبي في تفسيره بعد ثلاث مرات في كل مرة يسكت القوم غير على انظر مسند احمد ج 1 ص 111، وكنز العمال ج 6 ص 397، وتاريخ الطبري ج 2 ص 217، وكامل ابن الأثير ج 2 ص 2 و24، وشرح النهج ج 3 ص 263.

(الخامس) روى العلامة في نهج الحق وأقره فضل بن روزبهان على ذلك عن مسند ابن حنبل عن سلمان انه قال لرسول اللّه : ومن وصيك؟ قال : يا سلمان من كان وصي أخي موسى. قال: يوشع بن نون. قال: فان وصيي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي على بن ابي طالب.

واقول: احاديث الوصية كثيرة جدا بل هي متواترة عند القوم معنى، وقد ذكر في الباب الخامس عشر وغيره من ينابيع المودة أحاديث جمة منها عن مسند احمد. وكتب ابن ابي الحديد ثلاث صحائف في اوائل الجزء الأول من الشعر المقول في صدر الاسلام من وجوههم يتضمن بيان الوصية لأمير المؤمنين (عليه السلام)

(السادس) ما رواه العلامة أيضا عن كتاب ابن المغازلي الشافعي وأقره الناصب عليه بإسناده عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) انه قال : لكل نبي وصي ووارث، وأن وصي ووارثي علي بن أبي طالب (عليه السلام).

(السابع) روى العلامة عن مسند ابن حنبل وعن الجمع بين الصحاح الستة وأقره فضل بن روزبهان أن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) بعث براءة مع أبي بكر إلى اهل مكة، فلما بلغ ذا الحليفة بعث إليه عليا (عليه السلام) فرده ، فرجع ابو بكر إلى النبي صلى اللّه عليه وآله فقال: يا رسول اللّه أنزل في شي‏ء ؟ قال : لا ولكن جبرائيل جاءني وقال : لا يؤدي عنك إلا أنت او رجل منك.

(الثامن) روى العلامة بطرق عديدة، عن صحيح مسلم وصحيح البخارى وصحيح الترمذي وغيرها حتى اعترف اكابر اهل السنة كابن حجر وغيره بصحة ما روى، وهو حديث المنزلة، وهو قوله (صلى الله عليه واله) لعلي «أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي».

(التاسع) صحيح الترمذي ج 2 ص 297 : روى بسنده عن عمران بن حصين قال: بعث رسول اللّه (صلى الله عليه واله) جيشا واستعمل عليهم علي بن أبي طالب عليه السلام، فمضى في السرية فأصاب جارية فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من اصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فقالوا: إذا لقينا رسول اللّه (صلى الله عليه واله) اخبرناه بما صنع وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدءوا برسول اللّه فسلموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم، فلما قدمت السرية سلموا على النبي (صلى الله عليه واله) فقام احد الأربعة فقال :

يا رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا، فأعرض عنه رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ، ثم قام الثاني فقال مثل مقالته فاعرض عنه، ثم قام الثالث فقال مثل مقالته فأعرض عنه، ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا، فأقبل رسول اللّه (صلى الله عليه واله) والغضب يعرف في وجهه فقال: ما تريدون من علي- ثلاث مرات- إن عليا مني وانا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي.

(اقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضا في مسنده ج 4 ص 237 باختلاف يسير في اللفظ ، وقال فيه: فقال دعوا عليا دعوا عليا، إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي. ورواه داود الطيالسي واحمد بن حنبل وصاحب مجمع‏ الزوائد وتاريخ بغداد وكنز العمال والطبرانى والرياض وغير ذلك من كبار علماء الجمهور.

(العاشر) ذكر المحب الطبري في الرياض النضرة ج 1 ص 152 جملة من الأحاديث التي قد تمسك بها الشيعة لخلافة علي عليه السلام بعد رسول اللّه (صلى الله عليه واله) بلا فصل ، فذكر حديث المنزلة وحديث الغدير ثم قال : ومنها - وهو اقواها سندا ومتنا- حديث عمران بن حصين «إن عليا مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي».

(الحادي عشر) صحيح البخاري في كتاب الأحكام روى بسنده عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي (صلى الله عليه واله) يقول : يكون اثنا عشر اميرا، فقال كلمة لم اسمعها، فقال أبي إنه قال: كلهم من قريش. اقول: ورواه احمد بن حنبل أيضا في مسنده ج 5 ص 90 و92 بطريقين.

وصحيح مسلم في كتاب الامارة في باب «الناس تبع لقريش» روى بسندين عن جابر بن سمرة قال : دخلت مع ابي على النبي (صلى الله عليه واله) فسمعته يقول: ان هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضى فيهم اثنا عشر خليفة. قال ثم تكلم بكلام خفى علي قال فقلت لأبي ما قال؟ فقال قال كلهم من قريش.

وصحيح مسلم في كتاب الإمارة في باب «الناس تبع لقريش» روى بسندين عن عامر بن سعد عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول: لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة او يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش.

وصحيح الترمذي ج 2 ص 35 روى بسندين عن جابر بن سمرة قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) : يكون من بعدي اثنا عشر اميرا. قال ثم تكلم بشي‏ء لم أفهمه فسألت الذي يليني فقال: قال (صلى الله عليه واله) كلهم من قريش.

المستدرك ج 4 ص 501 روى بسنده عن مسروق قال: كنا جلوسا ليلة عند عبد اللّه يقرئنا القرآن، فسأله رجل فقال : يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول اللّه كم يملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال عبد اللّه: ما سألني عن هذا احد منذ قدمت العراق قبلك. قال: سألناه فقال اثنا عشر عدة نقباء بني اسرائيل.

اقول : ورواه احمد بن حنبل أيضا في مسنده في الجزء الأول ، وذكره صاحب كنز العمال ج 3 ص 205، ولفظه «إن عدة الخلفاء بعدي عدة نقباء موسى» ، وذكر أيضا الطبرانى وابو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء ج 4 صفحة 333.

ومسند احمد بن حنبل ج 5 ص 86 روى بسنده عن جابر ابن سمرة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله : لا يزال الدين قائما حتى يكون اثنا عشر خليفة من قريش- الحديث.

و أيضا مسند الامام أحمد بن حنبل ج 5 ص 92 روى بسنده عن جابر بن سمرة قال: يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش- الحديث.

و كنز العمال ج 6 ص 309 ولفظه : يكون لهذه الأمة اثنا عشر خليفة قيما لا يضرهم من خذلهم كلهم من قريش.

(الثاني عشر) صحيح الترمذي ج 2 ص 299 روى بسنده عن ابن عمر قال: آخى رسول اللّه (صلى الله عليه واله) بين اصحابه، فجاء علي (عليه السلام) تدمع عيناه فقال:

يا رسول اللّه (صلى الله عليه واله) آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد. فقال له رسول اللّه (صلى الله عليه واله): انت اخي في الدنيا والآخرة. أقول : ورواه الحاكم أيضا ج 3 ص 14، وذكر المناوي أيضا في كنوز الحقائق مختصرا، ولفظه: علي أخي في الدنيا والآخرة.

صحيح ابن ماجة ص 12 روى بسنده عن عباد بن عبد اللّه عن علي (عليه السلام) قال: قال علي (عليه السلام) أنا عبد اللّه وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي الا كذاب، صليت قبل الناس بسبع سنين.

مستدرك الصحيحين ج 3 ص 14 روى بسنده عن ابن عمر قال: إن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) آخى بين اصحابه فآخى بين ابى بكر وعمر وبين طلحة والزبير وبين عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف، فقال علي (عليه السلام) : يا رسول اللّه انك قد آخيت بين اصحابك فمن أخي؟ قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) : أما ترضى يا علي أن اكون اخاك. قال ابن عمر: وكان علي جلدا شجاعا، فقال علي (عليه السلام): بلى يا رسول اللّه. فقال رسول اللّه: أنت أخي في الدنيا والآخرة.

(الثالث عشر) ما رواه العلامة عن مسند ابن حنبل قال: قال رسول اللّه:

النجوم أمان لأهل السماء فاذا ذهبت ذهبوا، واهل بيتي أمان لأهل الارض فاذا ذهب اهل بيتي ذهب اهل الأرض. ورواه صدر الأئمة موفق بن احمد المكي.

و في مسند احمد قال رسول اللّه: اللهم اني اقول كما قال أخي موسى «اجعل لي وزيرا من أهلي عليا أخي اشدد به ازرى واشركه في امري».

(الرابع عشر) ما رواه احمد بن حنبل في مسنده من عدة طرق، وعن الجمع بين الصحاح الستة عن أمّ سلمة قالت: كان رسول اللّه (صلى الله عليه واله) في بيتي فأتت فاطمة فقال: ادعى زوجك وابنيك، فجاء علي وفاطمة والحسن والحسين وكان تحته كساء خيبري، فأنزل اللّه تعالى‏ {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] فأخذ فضل الكساء وكساهم به ثم اخرج يده فأومى بها إلى السماء وقال: هؤلاء اهل بيتي وخاصتي، اللهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فأدخلت راسي البيت وقلت : وأنا معكم يا رسول اللّه. قال: انك إلى خير انك الى خير. وقد روى نحو المعنى من صحيح ابن داود وموطأ مالك وصحيح مسلم في عدة مواضع وعدة طرق.

(الخامس عشر) مسند الامام احمد بن حنبل ج 6 ص 373: روى بسنده عن مسهر بن حوشب عن أمّ سلمة ان رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال لفاطمة: آتيني بزوجك وابنيك، فجاءت بهم فألقى عليهم كساء فدكيا ثم وضع يده عليهم ثم قال : اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد إنك حميد مجيد. قالت أم سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم، فجذبه من يدي وقال: إنك على خير.

اقول: ذكره الطحاوي أيضا في مشكل الآثار ج 1 ص 334، ورواه المتقي الهندي أيضا في كنز العمال ج 7 ص 103، وذكره السيوطي أيضا في الدر المنثور في تفسير آية التطهير من سورة الأحزاب.

المستدرك للحاكم ج 3 ص 107 روى بسنده عن عامر بن سعد يقول : قال معاوية لسعد بن أبي وقاص: ما يمنعك أن تسب ابن أبي طالب ؟ قال : فقال لا أسب ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول اللّه (صلى الله عليه واله) لئن تكون لي واحدة منهن احب إلي من حمر النعم. قال له معاوية: ما هن يا أبا اسحاق؟ قال:

لا أسبه ما ذكرت حين نزل عليه الوحي فأخذ عليا وابنيه وفاطمة فأدخلهم تحت ثوبه ثم قال: رب إن هؤلاء أهل بيتي، ولا أسبه ما ذكرت حين خلفه في غزوة تبوك غزاها رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فقال له علي: خلفتني مع الصبيان والنساء؟ قال:

ألا ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي، ولا أسبه ما ذكرت يوم خيبر قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): لأعطين هذه الراية رجلا يحب اللّه ورسوله ويفتح اللّه على يديه، فتطاولنا لرسول اللّه (صلى الله عليه واله) فقال: أين علي؟

قالوا: هو أرمد. فقال: أدعوه، فدعوه فبصق في عينيه ثم أعطاه الراية ففتح اللّه عليه. قال: فلا واللّه ما ذكره معاوية بحرف حتى خرج من المدينة. ورواه أيضا في كنز العمال، ورواه النسائي أيضا في خصائصه ص 16.

(السادس عشر) سنن البيهقي ج 2 ص 379 روى بسنده عن ابى السعود قال: لو صليت صلاة لا أصلي فيها على آل محمد لرأيت أن صلاتي لا تتمّ. أقول:

ورواه بطريق آخر بعد هذا وقال فيه: على محمد وآل محمد ما رأيت أنها تتم. 

(السابع عشر) في مسند ابن حنبل عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه: إني قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي الثقلين احد هما اكبر من الآخر، كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ألا إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

وروى أحمد من عدة طرق، وفي صحيح مسلم في موضعين عن زيد بن أرقم قال: خطبنا رسول اللّه (صلى الله عليه واله) بين مكة والمدينة ثم قال بعد الوعظ: ايها الناس إنما أنا بشر يوشك ان يأتيني رسول ربي فأجيب، واني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب اللّه فيه النور فخذوا بكتاب اللّه واستمسكوا- فحث على كتاب اللّه ورغب فيه ثم قال- أهل بيتي أذكركم اللّه في أهل بيتي اذكركم اللّه في أهل بيتي.

و روى الزمخشري وكان من اشد الناس عنادا لأهل البيت، وهو الثقة المأمون عند الجمهور بإسناده قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) : فاطمة مهجة قلبي وابناها ثمرة فؤادي وبعلها نور بصري والأئمة من ولدها احباء ربى وحبل ممدود بينه وبين خلقه من اعتصم بهم نجا ومن تخلف عنهم هوى.

وروى الثعلبي في تفسير قوله تعالى‏ {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا } [آل عمران: 103] بأسانيد متعددة عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال: يا أيها الناس قد تركت فيكم الثقلين خليفتين إن اخذتم بهما لن تضلوا بعدي، احد هما اكبر من الآخر: كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي اهل بيتى، ألا وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

وفي الجمع بين الصحيحين : إنما أنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربى فأجيب ، وأنا تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب اللّه فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب اللّه واستمسكوا به ، وأهل بيتي اذكركم اللّه في أهل بيتي خيرا.

وفي هذه الأخبار دلالة صريحة ومقالة فصيحة على أن أهل البيت هم خلفاء النبي (صلى الله عليه واله) ، وأنه يجب الرجوع إليهم والأخذ منهم والتعويل عليهم والتسليم لهم والركون إليهم، فعليك بالإنصاف ايها الناظر والتدبر في أن العامل بهذه الوصايا والتأكيدات الصادرة عمن لا ينطق عن الهوى هل هم الامامية أم المخالفون الذين لا يجسر أحد على ذكر أهل البيت بفضيلة عندهم؟؟

خلاصة الأخبار في الامامة وخلافة أمير المؤمنين (عليه السلام) :

اعلم ان ابن حجر قد ألف كتابا في الرد على الفرقة المحقة والطائفة الحقة وفي تكفيرهم وتكذيبهم، وذكر جملة من المفتريات التى هي أوهن من بيت العنكبوت وانه لأوهن البيوت، مستدلا بها على اثبات فضيلة ومنقبة لأئمته ، ومع ذلك قد أجرى الحق على لسانه فذكر في صواعقه أحاديث عجيبة وروايات غريبة مع شدة تعصبه وعناده، لنذكر جملة وافية من كلامه:

قال ابن حجر في الصواعق في ص 73 إلى ص 110 اسلم علي بن ابي طالب وهو عشر سنين وقيل تسع وقيل ثمان وقيل دون ذلك قديما.

قال ابن عباس وانس وزيد بن أرقم وسلمان الفارسي وجماعة أنه أول من أسلم، ونقل بعض الاجماع عليه يعنى اجماع المسلمين عليه ونقل ابو يعلى عنه (عليه السلام) قال: بعث رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يوم الاثنين وأسلمت يوم الثلاثاء.

وأخرج ابن سعد عن الحسن بن زيد بن الحسن قال: لم يعبد الأوثان لصغره ومن ثم يقال فيه «كرم اللّه وجهه».

ثم قال (يعنى ابن حجر) وفضائله - يعنى عليا عليه السلام- كثيرة شهيرة حتى قال احمد ما جاء لأحد من الفضائل ما لعلي (عليه السلام) ، وقال اسماعيل القاضي والنسائي وابو يعلى النيشابوري لم يرد في حق احد من الصحابة بالأسانيد الحسان اكثر مما جاء في فضل علي.

ثم روى عن سعد بن ابى وقاص واحمد والبزاز عن ابى سعيد الخدري عن‏ اسماء بنت عميس وأمّ سلمة وحبيش وجنادة وابن عمر وابن عباس وجابر بن سمرة وعلي والبراء بن عازب والطبرانى إن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) خلف علي بن أبي طالب في غزوة تبوك ، فقال: يا رسول اللّه تخلفني في النساء والصبيان ؟ فقال: أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي.

وأخرج الشيخاني أيضا عن سهل بن سعد والطبراني عن ابن عمر وابي ليلى وعمران بن حصين والبزاز عن ابن عباس ان رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال يوم خيبر :

لأعطين الراية غدا رجلا يفتح اللّه على يده يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله فبات الناس يتفكرون- أي يخوضون ويتحدثون ليلتهم- أيهم يعطاها ، فلما أصبح الناس غدوا على رسول اللّه (صلى الله عليه واله) كلهم يرجو أن يعطاها، فقال (صلى الله عليه واله) أين علي بن أبي طالب؟ فقيل: يشتكي عينه. فأرسلوا إليه فأتى به فبصق رسول اللّه في عينه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية.

و أخرج الترمذي عن عائشة قالت: كانت فاطمة أحب الناس إلى رسول اللّه وزوجها علي أحب الرجال إليه.

و أخرج مسلم عن سعد بن ابي وقاص قال: لما نزلت هذه الآية {أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} [آل عمران: 61] دعا رسول اللّه (صلى الله عليه واله) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي.

و قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه- الحديث. ورواه عن النبي (صلى الله عليه واله) ثلاثون صحابيا وكثير من طرقه صحيح أو حسن.

وروى البيهقي أنه ظهر علي من البعد فقال النبي (صلى الله عليه واله) : هذا سيد العرب فقالت عائشة : ألست سيد العرب؟ فقال: أنا سيد العالمين وهو سيد العرب.

ورواه الحاكم في صحيحه عن ابن عباس بلفظ أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب‏ .

وأخرج الترمذي والحاكم وصححه عن بريدة قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) إن اللّه أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم. قيل: يا رسول اللّه سمعهم لنا؟ قال علي منهم، وابو ذر، والمقداد، وسلمان.

وأخرج الترمذي والنسائي وابن ماجة القزويني عن حبيش بن جنادة قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) : علي مني وأنا من علي، ولا يؤدي عني إلا علي.

و أخرج الترمذي عن ابن عمر قال: آخى النبي (صلى الله عليه واله) بين أصحابه فجاء علي تدمع عيناه فقال: يا رسول اللّه آخيت بين اصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد؟ فقال (صلى الله عليه واله) : أنت أخي في الدنيا والآخرة.

وأخرج مسلم عن علي قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة أنه عهد النبي (صلى الله عليه واله) إلي أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق.

واخرج الترمذي عن ابى سعيد الخدري قال: كنا نعرف المنافقين ببغضهم عليا.

وأخرج البزاز والطبرانى في الأوسط عن جابر بن عبد اللّه والطبراني والحاكم والعقلي وابن عدي عن عمر والترمذي والحاكم عن علي قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) أنا مدينة العلم وعلي بابها. وفي رواية فمن أراد العلم فليأت الباب. وفي اخرى عن الترمذي عن علي أنا دار الحكمة وعلي بابها. وفي أخرى عن ابن عدي علي باب علمي.

وأخرج الحاكم وصححه عن علي قال: بعثنني رسول اللّه إلى اليمن فقلت:

يا رسول اللّه تبعثني وأنا شاب اقضي بينهم ولا ادري ما القضاء؟ فضرب صدري بيده ثم قال: اللهم اهد قلبه وثبت لسانه، فو الذي فلق الحبة ما شككت في قضاء بين اثنين.

وأخرج ابن سعد عن علي أنه قيل له: مالك اكثر أصحاب رسول اللّه حديثنا؟ قال (عليه السلام): كنت إذا سألته انبأني واذا سكت ابتدأنى.

وأخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن جابر بن عبد اللّه قال : قال‏ رسول اللّه (صلى الله عليه واله) الناس من شجر شتى وأنا وعلي من شجرة واحدة.

وأخرج البزاز عن سعد قال : قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك.

وأخرج الطبراني والحاكم وصححه عن أم سلمة قالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم اذا غضب لم يتجرأ أحد أن يكلمه إلا علي.

وأخرج الطبرانى والحاكم عن ابن مسعود عن النبي (صلى الله عليه واله) قال: قال رسول اللّه إن النظر إلى علي عليه السلام عبادة. واسناده حسن.

وأخرج ابو يعلى والبزاز عن سعد بن ابى وقاص قال: قال رسول اللّه من آذى عليا فقد آذاني.

وأخرج الطبرانى بسند حسن عن أمّ سلمة عن النبي (صلى الله عليه واله) أنها قالت: سمعت رسول اللّه يقول: من أحب عليا فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب اللّه، ومن أبغض عليا فقد أبغضني ومن أبغض اللّه.

وأخرج احمد والحاكم بسند صحيح عن ابي سعيد الخدري إن رسول اللّه قال لعلي: انك تقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله.

وأخرج الطبراني في الأوسط والصغير عن أمّ سلمة قالت: سمعت رسول اللّه يقول: علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض.

وأخرج الحاكم وصححه عن ابي سعيد الخدري قال: اشتكى الناس عليا فقام فينا خطيبا فقال: لا تشكوا عليا فو اللّه انه لخشن في ذات اللّه أو في سبيله.

وأخرج احمد والضياء عن زيد بن أرقم أن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال: اني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي، فقال قائل، وإني واللّه ما سددت شيئا ولا فتحته ولكن أمرت بشيء فاتبعته.

و أخرج الترمذي والحاكم عن عمران بن حصين إن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال :

ما تريدون من علي، ان عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن من بعدي.

وأخرج الطبراني عن ابن مسعود أن النبي (صلى الله عليه واله) قال: إن اللّه تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من علي (عليه السلام).

وأخرج الطبرانى عن جابر والخطيب عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه واله) قال:

إن اللّه جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب على بن ابي طالب (عليهما السلام).

وأخرج الديلمي عن عائشة إن النبي (صلى الله عليه واله) قال: خير اخوتى علي، وخير اعمامي حمزة، وذكر علي عبادة.

وأخرج الديلمي عن عائشة والطبرانى والحافظ ابن مردويه عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه واله) قال: علي أسبق ثلاثة فالسابق الى موسى يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى صاحب ياسين، والسابق إلى محمد (صلى الله عليه واله) علي بن أبى طالب (عليهما السلام).

و أخرج ابن النجار عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه واله) قال: الصديقون ثلاثة حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجار صاحب آل ياسين، وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) .

وأخرج ابو نعيم وابن عساكر عن أبي ليلى نحوه.

وأخرج الخطيب عن انس قال: قال (صلى الله عليه واله) عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن ابى طالب (عليه السلام).

وأخرج الحاكم عن جابر أن النبي (صلى الله عليه واله) قال: علي إمام البررة قاتل الفجرة منصور من نصره ومخذول من خذله.

وأخرج الدار قطني في الافراد عن ابن عباس إن النبي (صلى الله عليه واله) قال: علي باب حطة من دخله كان مؤمنا ومن خرج منه كان كافرا.

وأخرج الخطيب عن البراء بن عازب والديلمي عن أنس ان النبي (صلى الله عليه واله) قال: علي يزهر في الجنة ككوكب الصبح لأهل الدنيا.

وأخرج ابن عدي عن علي (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه واله) قال: علي يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين.

وأخرج البزاز عن النبي (صلى الله عليه واله) قال: علي يقضي ديني.

وأخرج الشيخان عن سهيل أن النبي (صلى الله عليه واله) وجد عليا مضطجعا في المسجد وقد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب، فجعل النبي (صلى الله عليه واله) يمسح عنه ويقول قم يا أبا تراب، قم يا أبا تراب، ولذلك كانت هذه الكنية أحب الكنى إليه لأنه كناه بها.

وأخرج ابن ابى شيبة عن عبد الرحمن بن عوف قال: لما فتح رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله مكة انصرف إلى الطائف فحصرها سبعة عشر او تسعة عشر يوما، ثم قام خطيبا فحمد اللّه واثنى عليه ثم قال: أوصيكم بعترتي خيرا، وان موعدكم الحوض، والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة او لأبعثن إليكم رجلا مني وهو كنفسي يضرب اعناقكم، ثم أخذ بيد علي (عليه السلام) ثم قال: وهو هذا.

و في رواية أنه قال (صلى الله عليه واله) في مرض موته: أيها الناس يوشك أن أقبض قبضا سريعا ينطلق بي ، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم، الا انى مخلف فيكم كتاب اللّه ربى عز وجل وعترتي أهل بيتي، ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال:

هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي ، لا يفترقان حتى يردا على الحوض فاسألهما ما خلفت فيهما.

وأخرج احمد في المناقب عن علي (عليه السلام) قال: طلبني النبي (صلى الله عليه واله) فوجدني نائما في حائط ، فضربني برجله وقال : قم فو اللّه لأرضينك أنت أخي وأبو ولدي، تقاتل على سنتي، من مات على عهدي فهو في كنز الجنة، ومن مات على عهدك فقد قضى نحبه، ومن مات يحبك بعد موتك ختم اللّه له بالأمن والايمان ما طلعت الشمس أو غربت.

و روى ابن السماك أن أبا بكر قال: سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يقول: لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي (عليه السلام) الجواز.

وأخرج ابى عن ابى هريرة قال: قال عمر بن الخطاب: علي اقضانا.

وأخرج الحاكم عن ابن مسعود قال: اقضى اهل المدينة علي (عليه السلام).

وعن سعيد بن المسيب قال: كان عمر بن الخطاب يتعوذ باللّه من معضلة ليس لها ابو الحسن- يعني عليا.

واخرج الطبراني وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: ما أنزل اللّه تعالى‏ «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» إلا وعلي اميرها وشريفها ، وقد عاتب اللّه أصحاب محمد في غير مكان وما ذكر عليا إلا بخير.

وأخرج ابن عساكر عنه قال: ما نزل في أحد من كتاب اللّه ما نزل في علي عليه السلام.

وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال: نزل في علي امير المؤمنين عليه السلام ثلاثمائة آية.

وأخرج الطبراني عنه قال: كانت لعلي (عليه السلام) ثماني عشرة منقبة ما كانت لأحد من هذه الأمة.

وأخرج أبو يعلى عن ابي هريرة قال : قال عمر بن الخطاب: لقد أعطي علي ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحب إلى من أن أعطى حمر النعم، فسئل وما هي ؟ قال : تزويجه ابنته فاطمة عليها السلام، وسكناه المسجد لا يحل فيه لأحد ما يحل له ، والراية يوم خيبر. وروى أحمد بسند صحيح عن ابن عمر نحوه.

وأخرج أحمد وأبو يعلى بسند صحيح عن علي (عليه السلام) قال : ما رمدت ولا صرعت منذ مسح رسول اللّه وجهي وتفل في عيني يوم خيبر حين أعطاني الراية.

ولما دخل علي الكوفة في زمان خلافته دخل عليه حكيم من العرب فقال:

واللّه يا أمير المؤمنين لقد زينت الخلافة وما زينتك وما رفعتك ، وهي كانت أحوج أليك منك إليها.

وأخرج السلفي في الطبريات عن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال : سألت‏ ابى عن علي (عليه السلام) ومعاوية فقال: اعلم أن عليا كان كثير الاعداء ففتش له اعداؤه شيئا فلم يجدوا فجاءوا إلى رجل قد حاربه وقاتله فأطروه كيدا منهم له.

ومن كراماته الباهرة أن الشمس ردت عليه (عليه السلام) لما كان رأس النبي (صلى الله عليه واله) في حجره والوحي ينزل عليه وعلي لم يصل العصر، فما سرى عنه (صلى الله عليه واله) إلا وقد غربت الشمس، فقال النبي (صلى الله عليه واله) اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس ، فطلعت بعد ما غربت. وحديث ردها صحيح رواه الطحاوي والقاضي في الشفاء وحسنه شيخ الإسلام ابو زرعة وتبعه غيره، وردوا على جميع من قال أنه موضوع وزعمه فوات الوقت فلا فائدة بردها، إذ هو في محل المنع إذ فيها كرامة لعلي.

قال سبط ابن الجوزي: وفي الباب حكاية عجيبة حدثني بها جماعة من مشايخنا بالعراق أنهم شاهدوا أبا منصور المظفر بن اردشير العبادي الواعظ ذكر بعد العصر هذا الحديث ونمقه بألفاظه وذكر فضائل أهل البيت، فغطت سحابة الشمس حتى ظن الناس أنها قد غابت فقام على المنبر واومأ إلى الشمس وأنشد:

لا تغربي يا شمس حتى ينتهي‏             مدحي لآل المصطفى ولنجله‏

و اثني عنانك إن أردت ثناهم‏              أنسيت إذ كان الوقوف لأجله‏

إن كان للمولى وقوفك فليكن‏               هذا الوقوف لخيله ولرجله‏ .

قالوا: فانجاب السحاب وطلعت الشمس.

وأخرج الديلمي عن ابي سعيد الخدري أن النبي (صلى الله عليه واله) قال‏ {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} [الصافات: 24] عن ولاية علي ، وكان هذا هو مراد الواحدي بقوله في الآية {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} عن ولاية علي (عليه السلام) وأهل البيت ، لأن اللّه تعالى أمر نبيه أن يعرف الخلق أنه لا يسألهم على تبليغ الرسالة إلا المودة في القربى، والمعنى أنهم يسألون هل والوهم حق الموالاة كما اوصاهم النبي (صلى الله عليه واله) أم أضاعوها وأهملوها، فتكون عليهم المطالبة والتبعة.

وأخرج ابن سعد عن علي (عليه السلام) قال : اخبرني رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ان أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين. قلت: يا رسول اللّه فمحبونا؟ قال من ورائكم.

وأخرج الطبراني عن علي قال: إن خليلي رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال: يا علي انك ستقدم على اللّه وشيعتك راضين مرضيين، ويقدم عليك اعداؤك غضابا مقمحين.

وقال في الصواعق أيضا في قوله تعالى‏ {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [البينة: 7] أخرج الحافظ جمال الدين عن ابن عباس إن هذه الآية لما نزلت قال النبي (صلى الله عليه واله) لعلي: أنت وشيعتك تأتي يوم القيامة راضين مرضيين، ويأتي اعداؤك غضابا مقمحين. فقال: ومن عدوي؟ قال : من تبرأ منك ولعنك، وخير السابقين إلى ظل العرش يوم القيامة طوبى لهم. قيل: ومن هم يا رسول اللّه قال: شيعتك يا علي ومحبوك.

وأخرج عمرو الأسلمي- وكان من اصحاب الحديبية مع علي الى اليمن- فرأى منه جفوة فلما قدم المدينة اذاع شكايته، فقال له النبي (صلى الله عليه واله): واللّه لقد آذيتنى .

فقال: أعوذ باللّه أن أوذيك يا رسول اللّه. فقال: بلى من آذى عليا فقد آذاني. أخرجه احمد بن حنبل، وزاد ابن عهد البر: من أحب عليا فقد أحبني ومن ابغض عليا فقد ابغضنى ، ومن آذى عليا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى اللّه ، وكذلك وقع لبريدة أنه كان مع علي (عليه السلام) في اليمن فقدم مغضبا عليه واراد شكايته بجارية اخذها من الخمس، فقيل له: أخبره- يعنى النبي (صلى الله عليه واله) ليسقط من عينيه، ورسول اللّه يسمع من وراء الباب، فخرج مغضبا فقال:

ما بال اقوام يبغضون عليا، ألا من أبغض عليا فقد ابغضنى، ومن فارق عليا فقد فارقنى، إن عليا مني وأنا منه، إن عليا خلق من طينتي وخلقت من طينة ابراهيم وأنا أفضل من ابراهيم‏ {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [آل عمران: 34] يا بريدة أ ما علمت أن لعلي اكثر من الجارية التى أخذ- الحديث.

وأخرج احمد والترمذي عن جابر قال: ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغضهم عليا (عليه السلام).

وأخرج الطبراني: يا علي معك يوم القيامة عصى من عصى الجنة تذود بها المنافقين عن الحوض.

وأخرج الملاء أن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ارسل أبا ذر الغفاري ينادي عليا ، فرأى رحى تطحن في بيته وليس معها أحد، فأخبر النبي (صلى الله عليه واله) بذلك فقال:

يا أبا ذر أما علمت إن للّه ملائكة سياحين في الأرض قد وكلوا بمعونة آل محمد.

وأخرج ابن عبد البر أنه كان ابو بكر يكثر النظر إلى وجه علي (عليه السلام)، فسألته فقال : سمعت رسول اللّه يقول: النظر إلى وجه علي عبادة. ومر نحو هذا وأنه حديث حسن.

ولما جاء أبو بكر وعلي إلى زيارة قبر رسول اللّه (صلى الله عليه واله) بعد وفاته بستة أيام قال علي: تقدم يا أبا بكر، فقال ابو بكر: ما كنت لأتقدم على رجل سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يقول فيه: علي مني كمنزلتي من ربي.

وأخرج الدار قطني أن عمر سأل عليا عن شي‏ء فأجابه ، فقال عمر: أعوذ باللّه ان أعش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن.

وأخرج أيضا أنه قيل لعمر: انك تصنع بعلي شيئا ما تفعله ببقية الصحابة؟

فقال: انه مولاي.

واخرج أيضا جاء اعرابيان يختصمان، فأذن لعلي (عليه السلام) في القضاء، فقضى بينهما فقال احدهما: هذا يقضي بيننا، فوثب إليه عمر وقال: ويحك هذا مولاي ومولى كل مؤمن، ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن- انتهى ما نقلناه من الصواعق المحرقة لابن حجر.

اقول: ولو رمنا الاتيان بجميع الأخبار التي رواها المخالفون فضلا عن الامامية وكتبهم وصحاحهم وزبرهم وبيناتهم لاحتجنا إلى كتب كثيرة، فان‏ الفضائل التي ذكروها لا تحصى والمناقب التي سطروها لا تستقصى، ولو كان البحر مدادا والأشجار اقلاما والثقلان كتابا والملائكة حسابا لما أحصوا عشر معشار مناقبه، كما في الأثر والعيان يغنى عن النقل والخبر، ولعمري لو لم يقع عليه نص بالخلافة لكانت صفاته الطاهرة ومناقبه الباهرة وأخلاقه الفاخرة ونعوته الزاهرة نصوصا صريحة وبراهين صحيحة، فكيف وقد وقع ذلك.

علي عليه السلام في نظر العظماء والأعداء :

قال النظام : تحيرنا في علي إن أحببناه قتلنا وإن ابغضناه كفرنا.

و قال الشافعي : ما اقول في رجل أخفت اعداؤه فضائله حسدا وأخفت أولياؤه فضائله خوفا، وقد شاع من بين ذين ما ملأ الخافقين.

قال ابو بكر بن عياش : ضرب علي بن أبي طالب ضربة ما كان في الإسلام أيمن منها، ضربته لابن عبد وديوم الخندق.

قال عمر بن عبد العزيز: ما علمنا أن احدا من هذه الأمة بعد رسول اللّه أزهد من علي بن أبي طالب، ما وضع لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة.

قال الخليل بن احمد: احتياج الكل إليه واستغناؤه عن الكل دليل على أنه امام الكل.

قال روسكو الفرنسي: ما وجدت في التاريخ من يستحق كلمة انسان بتمام مفهومها سوى رجل واحد هو علي.

عبد العزيز بن مروان بن الحكم يقول لولده: يا بني إن بنى مروان ما زالوا يشتمون عليا ستين سنة فلم يزده اللّه إلا رفعة، وإن الدين لم يبن شيئا فهدمته الدنيا وإن الدنيا لم تبن شيئا إلا عادت على ما ثبت فهدمته.

قال معاوية يرد على محفن بن أبي محفن الضبي حينما يتهم عليا بالبخل والجبن والعي فيقول: أعلي كان ابخل الناس، واللّه لو كان لعلي بيت من تين وبيت من تبر لأنفق تبره قبل تبنه؟ أعلي كان أجبن الناس وهل وقف في الحروب دون‏ رسول اللّه غير علي وهل كانت وقعة بدر إلا لعلي وهل كانت وقعة أحد إلا لعلي؟

أعلي كان اعيى الناس وهل سن الفصاحة لقريش غير علي؟

في كتاب قبس من حياة امير المؤمنين (عليه السلام) تأليف العلامة السيد جواد شبر ص 24: وعند ما استمع أحد علماء أوربا إلى كلمة الإمام «سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني عن طرق السماوات» قال: إن هذا الرجل- يعني عليا (عليه السلام)- لا شك انه كان عالما بذلك، ولو كان غير عالم لما كرر هذا القول، فعند ما يعجز عن الرد على سؤال واحد لم يعد يقول، ولو سألوه عن المريخ أو الزهرة او عن كرة القمر لأجابهم بما عنده من العلوم لأنه كان يطلب ذلك عينا دون غيره، ولو سئل عن ذلك لما تعبنا اليوم ونحن ننصب (التلسكوبات) وآلات التكبير لكشف جرم واحد من هذه الأجرام السماوية فلم نتوصل إليه، وهذا من علوم الإمام التي سبق بها الزمن، إذن يحق لنا أن نقول ان أمير المؤمنين اوّل من دعا الى ملاحة الفضاء قبل ثلاثة عشر قرنا.

وأليك ما رواه الشيخ الطريحي في كتاب مجمع البحرين ص 128 في مادة (كوكب) قوله (عليه السلام): «هذه النجوم التي في السماء مدائن كالمدائن التي في الأرض كل مدينة منها مربوطة بعمود من نور طول كل عمود مسيرة مائتين وخمسين عاما في السماء» .

يريد (عليه السلام) بذلك الجاذبية الشمسية التي تنتظم السيارات بها وتدور حولها، وروى الحديث نفسه علامة العصر الجديد السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني في كتابه (الهيئة والإسلام) نقلا عن دائرة المعارف (بحار الأنوار) للمجلسي المتوفى سنة 1111 هـ في الجزء الرابع عشر.

وقال السيد معلقا على الحديث : ظاهر الخبر يرشدنا إلى وجود مدن وعمران في الكرات السماوية، وهو مستلزم لوجود الأهالي والسكان كما ظهر ذلك للمتأخرين في نجمة المريخ.

وقوله (عليه السلام) «مربوطة بعمود من نور» قد يكون اشارة إلى تأثير جاذبية الشمس في حفظ نظام النجوم السيارة واتصال حامل الجاذبية بالنجوم على نحو الخط العمودي كما اتفق عليه الحكماء المتأخرون اجمع.

وقال الاستاذ الورع احمد امين في كتابه التكامل في الاسلام ج 5 ص  83:

كان علي (عليه السلام) رياضيا ملهما وفلكيا بارعا وفيزياويا عظيما وكيمياويا كاملا وهكذا في بقية الفروع العلمية من نبات وفسلجة وطبقات الأرض ، ولقد بلغ الدرجة القصوى من الإتقان والكمال ، وما كان ليتردد عليه أفضل الصلاة والسلام عند الإجابة على سؤال ، وقد سئل عن مسائل شتى في شتى المواضيع فأجاب بالبديهة وبصورة ارتجالية دون ما تفكير وبشكل موجز مفهوم .

_________________________

(1) انظر تفسير الفخر ج 6 ص 783، والدر المنثور ج 5 ص 199، والنيشابوري ج 3 في تفسير سورة الاحزاب، وصحيح مسلم ج 2 ص 331، والشرف المؤبد ص 10، ومصابيح السنة ج 2 ص 200 ذكره احتمالا، والخصائص الكبرى ج 2 ص 264، والاتحاف ص 18، واسعاف الراغبين حاشية نور الابصار ص 82، واصابة ابن حجر ج 4 ص 207.

(2) تفسير روح البيان للشيخ اسماعيل الحقي البروسى ج 3 ص 230، والدر المنثور ج 4 ص 45، وتفسير الفخر ج 5 ص 272، والنيشابوري ج 2 ص 367، ومنتخب كنز العمال ج 5 ص 39، وينابيع المودة ج 1 ص 99 ونور الابصار للشبلنجي ص 69.

(3) انظر الدر المنثور ج 2 ص 39، وتفسير الجلالين ج 1 ص 35 وتفسير روح البيان ج 1 ص 457، وتفسير الكشاف ج 1 ص 149، وتفسير الرازي ج 2 ص 699، وتفسير البيضاوي ص 76، وتاريخ الخلفاء لجلال الدين السيوطي ص 65، ومصابيح السنة للبغوي ج 2 ص 201، وصواعق ابن حجر ص 93.

(4) انظر صواعق ابن حجر ص 89، وينابيع المودة ج 1 ص 112.

(5) انظر الدر المنثور ج 6 ص 7، وهامش الفخر لابي السعود ج 7 ص 401، وتفسير الفخر ج 7 ص 406، وتفسير الكشاف ج 2 ص 339 وتفسير النيشابوري ج 3 سورة الشورى، وتفسير البيضاوي ص 642، ونور الأبصار للشبلنجي ص 100 وص 99، واسعاف الراغبين بهامشه ص 81.

(6) انظر الفخر ج 2 ص 283، والنيشابوري ج 1 ص 220، وشرح النهج الحديدي ج 3 ص 270.

(7) انظر الدر المنثور ج 4 ص 287، والنيشابوري ج 2 سورة مريم، والفتوحات الاسلامية ج 2 ص 342، وصواعق ابن حجر ص 102، واسعاف الراغبين بهامش نور الابصار ص 85.

(8) انظر روح البيان ج 6 ص 546، وتفسير الفخر ج 8 ص 392، والنيشابوري ج 3 سورة الدهر، وينابيع المودة ج 1 ص 93 وص 94.

(9) انظر الدر المنثور ج 3 ص 199، وينابيع المودة ج 1 ص 28.

(10) انظر الدر المنثور ج 6 ص 244، وينابيع المودة ج 1 ص 93.