x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الفتاة وعلاقاتها العائلية
المؤلف: د. رضا باك نجاد
المصدر: الواجبات الزوجية للمرأة في الاسلام
الجزء والصفحة: ص56ـ61
26-10-2017
2554
إن الفتاة التي تسلّم قيادها للشاب، والشاب الذي ينفصل عن الجميع وينقاد للفتاة كلاهما متعطش للحب والحنان. فإذا انعدم الحب والحنان في الأسرة، تبحث الفتاة عن عطف أبيها في زوجها، ويبحث الفتى عن حنان أمه في شخص زوجته. في مثل هذه الأسرة تضيع جميع المعايير والقواعد الأسرية ، ...
كان الناس في عهد النبي نوح (عليه السلام)، حتى من آمن به منهم، أدنى فهما من الذين آمنوا بالأنبياء اللاحقين. وقد ورد في القرآن الكريم ان المؤمنين من قوم نوح قالوا لنبيهم (نوح) هل نعطيك مالا لقاء هذه المتاعب والمشاق التي تحملتها في سبيل إبلاغ الرسالة، فقال لهم: إن أجري على الله. أما الذين آمنوا بالأنبياء الذين ارسلوا بعده فلم يذكروا كلمة المال؛ وإنما ذكروا كلمة الأجر، وكان جواب كل نبي هو : إن أجري إلا على رب العالمين. أما خاتم الأنبياء فقد قال قولا فيه دليل ساطع على خاتمية رسالته؛ إذ قال للمؤمنين الذين عرضوا عليه فكرة تقديم الأجر:{لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: 23]. ويتضح من خلال هذا القول ان لمبدأ المودة بعدا إلهيا يستدعي هذه الخصلة في نفوس الناس. وزواج الشاب والشابة يجب ان تتمخض عنه مودة ورحمة، لا أن يكون مصدرا للثروة والجمال. وإذا كان بدافع الثروة والجمال ولم يكن مصدر مودة ورحمة فهو يستوي عندئذ مع ما كان يحمله قوم نوح من أفكار.
الرجل الذي يبحث عن ملاذ يأوي إليه للاستراحة من متاعب الكفاح في ميدان الحياة، ويجد ذلك الملاذ خاليا من الحب والحنان ومليئا بالضجيج والتذمر، يحاول البحث عن ملاذ آخر ولا يكون هذا الملاذ الجديد سوى مجالس اللهو والشراب والقمار سواء بالنسبة للأشخاص المتدينين ام غير المتدينين. وإذا توجه الرجل الى مثل هذه المجالس يكون قد تلقى حينذاك ضربة قاضية من زوجته.
أدرك العالم كله اليوم ان السبب في زيادة معدل أعمار الرجال والنساء في اليابان وتفوقها على نظائرها من أعمار الرجال والنساء في انحاء العالم وحتى في الدول الاسكندنافية، يعود الى الدرس الذي يعطيه اليابانيون للفتيات في المدارس تحت عنوان آداب معاشرة الزوج. ولهذا السبب ينظر اليوم الى الفتاة اليابانية كأفضل فتاة للزواج فضلا عما تتصف به من طول العمر. بيد أن الإسلام قد جاء في ذلك الوقت بكل ما توصل إليه البشر بعد أربعة عشر قرنا. وأفضل مثال على ذلك هو ان كل ما تقرأونه... مستقى من الإسلام. والشخص المتخصص في مثل هذه الأمور يمكنه ان يعكس الإسلام على نحو أفضل.
بمجرد ان تلاحظ المرأة بأن زوجها قد تأخر في العودة الى البيت عن الوقت المعتاد، عليها ان تسارع للاستخبار عنه بواسطة الهاتف او أية وسيلة أخرى. ويعتبر هذا السلوك أسلوبا مهما ومدعاة لإيجاد المحبة.
ورد عن الصادق (عليه السلام) أنه قال:(إذا اغتبت شخصا وأسأت فيه القول خفية، إذا تلاقت الأعين تشعر بكراهية لبعضها البعض).
على المرأة ان تثني على زوجها في غيابه، وإذا اغتابه أحد او انتقص منه، عليها ان تدافع عنه دفاعا مستميتا؛ إذ كلما كان الزوج أرفع مكانة وأعلى منزلة، فإن خيره ينعكس على الزوجة نفسها. ولتعلم المرأة ان الوجه الجميل لا يأسر الرجل بقدر ما يأسره القلب الودود الذي يحبه. وقد وصف الإمام الرضا (عليه السلام) مثل هذه المرأة بقوله: (النساء شق؛ فمنهن الغنيمة والغرامة وهي المتحببة لزوجها والعاشقة له) (1) ووصف رسول الله (صلى الله عليه واله) مثل هذه المرأة بأنها أفضل النساء وذلك في قوله: (إن من خير نسائكم الولود الودود الستيرة العزيزة في أهلها، الذليلة مع بعلها المتبرجة مع زوجها، الحصان مع غيره، التي تسمع قوله وتطيع أمره، وإذا خلا بها بذلت له ما أراد منها ولم تبذل له تبذل الرجل)(2). ويجب ان لا تكون محبة المرأة لزوجها أثناء غيابه فقط وإنما يجب ان تخبره بحبها إياه؛ فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال:(إذا أحب أحدكم صاحبه أو أخاه فليعلمه)(3) فإن إظهار المحبة في غياب الشخص دليل على نوع من الألفة القوية التي لا تستطيع اية قوة ان تنال منها اما اعلام الشخص حضوريا بمحبته فينطوي على نوع من الاحترام لشخصيته على اعتبار ان كل إنسان يميل الى سماع التكريم والثناء والمحبة من الآخرين وقس على ذلك لو انه علم بأن زوجته لا تحبه.
أي رجل هذا الذي لا يواجه أثناء عمله اليومي إهانة من الآخرين. اذا فالشخص الذي يلقى الإهانة خارج الدار، يأمل ان يلقى الاحترام في داره على الأقل. فما بذلك لو انه لم يحترم في داره، وبأية شخصية وطاقة يمكنه ان يواصل عمله؟ فيا أيتها المرأة إذا دخل زوجك الدار استقبليه وافتحي له الباب وسلمي عليه، وافسحي له المجال ليقول ما يريد، واسأليه عن أحواله، ولا تصيحي في وجهه، وأكرميه واحترميه أمام الآخرين. والأهم من كل ذلك هو الوقوف الى جانبه ضد الاولاد. وهذا الجانب إذا لم يراع حق رعايته، تكن له آثار هدّامة.
الأب يربي ولده على أمل ان يكون له عونا في غده إذا ما أصابه عارض من مرض او شيخوخة او عمى، فإذا ما رأى ابنه يعارضه ويصيح بوجهه ويرفع صوته عليه او حتى ان يقول له: (أفٍ) حسب تعبير القرآن، تنهار كل آماله ويتلقى طعنة قاتلة في سويداء قلبه، وتساوره هواجس مخيفة من الغد؛ حيث يصبح هو أكثر ضعفا ويصبح ابنه أكثر قوة. وإذا ما وقفت الأم الى جانب الابن في مثل هذه الحالة، فإن الموقف يؤثر حينئذ في الأب تأثير مريرا لا نظير له؛ لأن موقف الأم هذا يتضمن تأكيدا على صحة الغد الموحش؛ غد عجز الأب أمام قوة ابنه الذي يجب عليه رعاية أبيه. والأبعد من ذلك هو ان الأب يدرك من خلال هذا الموقف وضاعة وحقارة زوجته، ويحاول البحث عن جذور موقفها هذا في أسرتها. وهذا يعد بحد ذاته مشغلة أخرى تشغل بال الأب. أعرف أسرة تتألف من أب وأم وأبن. وفي أحد الأيام قال أبو الزوجة لحفيده (ابن ابنته) إن أباك لا يرعاك ولا يعطيك شيئا من أمواله الكثيرة وعليك ان تأخذ حقك منه. وكانت نتيجة كلامه هذا ان أصبح هو الذي يتولى رعاية ابنته وأصبح حفيدَه مشرّداً ضائعاً.
إن استقبالكِ لزوجكِ وفتح الباب له، يبعث عل الحب ويطيل العمر، ويدفع الأمراض الكامنة للأسرة بالمرصاد. وسعادة الدنيا والآخرة رهينة بهذه الخطوات القلائل التي تخطوها المرأة نحو الباب وتفتحه لزوجها؛ لأن فيها إطاعة لله ورسوله، وامتثالا لأمرهما بفتح الباب للزوج واستقباله (وأن تستقبله عند باب بيتها)(4).
الأمر الآخر المهم هو حفظ سر الزوج ؛ وإذا لم يُحفظ سر الرجل، فلن يتورط بالإباحة بسره في داخل البيت مرة أخرى، ويضطر الى التكتم عمن ينبغي البوح له بسره. ويجب على المرأة خاصة أن لا تعيّر زوجها يوما بما تعرفه عنه؛ لأنه سيضطر في مثل هذه الحالة الى التخفي عن زوجته حيثما ذهب.
إن التذرّع على الزوج ومؤاخذته على الدوام يثير في نفسه الاشمئزاز والملل. وينبغي عدم إعلام الزوج بكل المعاناة الطفيفة والآلام البسيطة التي تمر بها الزوجة وأطفالها. وخلاصة القول هي: يجب عدم إيذاء الزوج باللسان؛ وذلك لأن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال:(من كانت له امرأة تؤذيه، لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعينه وترضيه، وإن صامت الدهر، وقامت واعتقت الرقاب وانفقت الاموال في سبيل الله وكانت أول من يرد النار)(5).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (ملعونة ملعونة امرأة تؤذي زوجها وتغمه، وسعيدة سعيدة امرأة تكرم زوجها ولا تؤذيه وتطيعه في جميع أحواله)(6).
كل امرأة ينبض في جسدها شريان من العاطفة، وتعلم ان معدل أعمار الرجال في العالم كله ادنى من معدل اعمار النساء، وتدرك ان ذلك يعزى سببه الى كيفية تعامل الرجل مع رؤسائه ومرؤوسيه ومع الدوائر والمؤسسات والزبائن ومال الى ذلك، فإنها تجتنب الإساءة إليه قطعا. وهذا الإدراك على درجة عالية من الأهمية بحيث أنه يحتل مرتبة بعد مرتبة الإيمان؛ فقد قال رسول الله (صلى الله عليه واله):(ما استفاد رجل بعد الإيمان بالله أفضل من زوجة موافقة)(7).
الزوجة إذا كانت على مستوى عال من الفهم لا تضحك من غير سبب، ولا تضحك ضحكة تثير استياء زوجها. واحمق النساء هي المرأة التي تضحك استهزاء بزوجها، او تلك التي تبكي بكاء في غير موضعه ويثير غضب الزوج. وعليها ان تراعي حال زوجها فإذا كان غاضبا يجب ان لا ترد عليه في تلك الساعة كل ما يقول، وستفهم عندما يسكن غضبه أنها أمام رجل إن كان عاقلا يعتذر إليها، وإذا لم يعتذر فبإمكانها أن تطلب منه الصفح عن زلاتها. وقد قال رسول الله (صلى الله عليه واله):(شر نساؤكم التي لا تقبل من زوجها عذرا، ولا تغفر له ذنبا)(8).
___________
1ـ مستدرك الوسائل: طبعة المطبعة الإسلامية،ج2،ص532.
2- بحار الانوار،ج103،ص235.
3- بحار الانوار،ج74،ص181.
4- مستدرك الوسائل،ج2،ص551.
5- بحار الأنوار، ج76،ص363.
6- بحار الانوار،ج103،ص253.
7- مستدرك الوسائل،ج2،ص532.
8- بحار الأنوار،ج103،ص235.