1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التاريخ والحضارة

التاريخ

الحضارة

ابرز المؤرخين

اقوام وادي الرافدين

السومريون

الساميون

اقوام مجهولة

العصور الحجرية

عصر ماقبل التاريخ

العصور الحجرية في العراق

العصور القديمة في مصر

العصور القديمة في الشام

العصور القديمة في العالم

العصر الشبيه بالكتابي

العصر الحجري المعدني

العصر البابلي القديم

عصر فجر السلالات

الامبراطوريات والدول القديمة في العراق

الاراميون

الاشوريون

الاكديون

بابل

لكش

سلالة اور

العهود الاجنبية القديمة في العراق

الاخمينيون

المقدونيون

السلوقيون

الفرثيون

الساسانيون

احوال العرب قبل الاسلام

عرب قبل الاسلام

ايام العرب قبل الاسلام

مدن عربية قديمة

الحضر

الحميريون

الغساسنة

المعينيون

المناذرة

اليمن

بطرا والانباط

تدمر

حضرموت

سبأ

قتبان

كندة

مكة

التاريخ الاسلامي

السيرة النبوية

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام

الخلفاء الاربعة

ابو بكر بن ابي قحافة

عمربن الخطاب

عثمان بن عفان

علي ابن ابي طالب (عليه السلام)

الامام علي (عليه السلام)

اصحاب الامام علي (عليه السلام)

الدولة الاموية

الدولة الاموية *

الدولة الاموية في الشام

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

معاوية بن يزيد بن ابي سفيان

مروان بن الحكم

عبد الملك بن مروان

الوليد بن عبد الملك

سليمان بن عبد الملك

عمر بن عبد العزيز

يزيد بن عبد الملك بن مروان

هشام بن عبد الملك

الوليد بن يزيد بن عبد الملك

يزيد بن الوليد بن عبد الملك

ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك

مروان بن محمد

الدولة الاموية في الاندلس

احوال الاندلس في الدولة الاموية

امراء الاندلس في الدولة الاموية

الدولة العباسية

الدولة العباسية *

خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى

ابو العباس السفاح

ابو جعفر المنصور

المهدي

الهادي

هارون الرشيد

الامين

المأمون

المعتصم

الواثق

المتوكل

خلفاء بني العباس المرحلة الثانية

عصر سيطرة العسكريين الترك

المنتصر بالله

المستعين بالله

المعتزبالله

المهتدي بالله

المعتمد بالله

المعتضد بالله

المكتفي بالله

المقتدر بالله

القاهر بالله

الراضي بالله

المتقي بالله

المستكفي بالله

عصر السيطرة البويهية العسكرية

المطيع لله

الطائع لله

القادر بالله

القائم بامرالله

عصر سيطرة السلاجقة

المقتدي بالله

المستظهر بالله

المسترشد بالله

الراشد بالله

المقتفي لامر الله

المستنجد بالله

المستضيء بامر الله

الناصر لدين الله

الظاهر لدين الله

المستنصر بامر الله

المستعصم بالله

تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام

شخصيات تاريخية مهمة

تاريخ الأندلس

طرف ونوادر تاريخية

التاريخ الحديث والمعاصر

التاريخ الحديث والمعاصر للعراق

تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي

تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني

تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق

تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى

العهد الملكي للعراق

الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق

قيام الجهورية العراقية

الاحتلال المغولي للبلاد العربية

الاحتلال العثماني للوطن العربي

الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية

الثورة الصناعية في اوربا

تاريخ الحضارة الأوربية

التاريخ الأوربي القديم و الوسيط

التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر

التاريخ : التاريخ الاسلامي : الدولة العباسية : خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى : هارون الرشيد :

الامام موسى الكاظم(عليه السلام) وهارون الرشيد

المؤلف:  حسين الشاكري

المصدر:  سيرة الأمام الكاظم

الجزء والصفحة:  ص 164- 181

28-7-2017

1916

مناظرات الامام مع الرشيد

1 - روى أبو زيد، قال: أخبرنا عبد الحميد، قال: سأل محمد بن الحسن أبا الحسن موسى (عليه السلام) بمحضر من الرشيد وهو بمكة، فقال له: هل يجوز للمحرم أن يظلل محمله؟ فقال: لا يجوز له ذلك مع الاختيار، فقال محمد بن الحسن: أفيجوز أن يمشي تحت الظلال مختارا؟ قال: نعم، فتضاحك محمد بن الحسن من ذلك، فقال له أبو الحسن (عليه السلام): أتعجب من سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتستهزئ بها! إن رسول الله كشف ظلاله في إحرامه ومشى تحت الظلال وهو محرم، إن أحكام الله تعالى يا محمد لا تقاس، فمن قاس بعضه على بعض فقد ضل عن سواء السبيل، فسكت محمد بن الحسن، ولم يحر جوابا (1).

 2 - وعن محمد بن الزبرقان الدامغاني - في حديث - عن أبي الحسن موسى (عليه السلام)، قال: قال الرشيد: إني أريد أن أسألك عن مسألة، فإن أجبتني، أعلم أنك صدقتني خليت عنك، ووصلتك، ولم أصدق ما قيل فيك. فقلت: ما كان علمه عندي، أجبتك فيه. فقال: لم لا تنهون شيعتكم عن قولهم لكم: يا بن رسول الله، وأنتم ولد علي، وفاطمة إنما هي وعاء، والولد ينسب إلى الأب لا إلى الأم؟ فقلت: إن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني من هذه المسألة فعل. فقال: لست أفعل أو أجبت. فقلت: فأنا في أمانك أن لا يصيبني من آفة السلطان شيئا؟ فقال: لك الأمان. قلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ} [الأنعام: 84، 85] (2)، فمن أبو عيسى؟ فقال: ليس له أب، إنما خلق من كلام الله عز وجل وروح القدس.

فقلت: إنما ألحق عيسى بذراري الأنبياء من قبل مريم، وألحقنا بذراري الأنبياء من قبل فاطمة لا من قبل علي (عليه السلام). فقال: أحسنت أحسنت يا موسى، زدني من مثله. فقلت: اجتمعت الأمة برها وفاجرها أن حديث النجراني حين دعاه النبي (صلى الله عليه وآله) إلى المباهلة لم يكن في الكساء إلا النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، فقال الله تبارك وتعالى {مَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ } [آل عمران: 61] (3)، فكان تأويل أبناءنا الحسن والحسين، و نساءنا فاطمة، و أنفسنا علي ابن أبي طالب. فقال: أحسنت. ثم قال: أخبرني عن قولكم: ليس للعم مع ولد الصلب ميراث . فقلت: أسألك يا أمير المؤمنين بحق الله وبحق رسوله (صلى الله عليه وآله) أن تعفيني من تأويل هذه الآية وكشفها، وهي عند العلماء مستورة. فقال: إنك قد ضمنت لي أن تجيب فيما أسألك ولست أعفيك. فقلت: فجدد في الأمان. فقال: قد أمنتك. فقلت: إن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يورث من قدر على الهجرة فلم يهاجر، وإن عمي العباس قدر على الهجرة فلم يهاجر، وإنما كان في عداد الأسارى عند النبي (صلى الله عليه وآله)، وجحد أن يكون له الفداء، فأنزل الله تبارك وتعالى على النبي (صلى الله عليه وآله) يخبره بدفين له من ذهب، فبعث عليا (عليه السلام) فأخرجه من عند أم الفضل، وأخبر العباس بما أخبره جبرئيل عن الله تبارك وتعالى، فأذن لعلي، وأعطاه علامة الموضع الذي دفن فيه. فقال العباس عند ذلك: يا بن أخي، ما فاتني منك أكثر، وأشهد أنك رسول رب العالمين، فلما أحضر علي الذهب، قال العباس: أفقرتني يا بن أخي، فأنزل الله تبارك وتعالى: {إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} [الأنفال: 70] ، وقوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا} [الأنفال: 72] ، ثم قال: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ } [الأنفال: 72] (4)، فرأيته قد اغتم. ثم قال: أخبرني من أين قلتم: إن الإنسان يدخله الفساد من قبل النساء لحال الخمس الذي لم يدفع إلى أهله؟ فقلت: أخبرك يا أمير المؤمنين بشرط أن لا تكشف هذا الباب لأحد ما دمت حيا، وعن قريب يفرق الله بيننا وبين من ظلمنا، وهذه مسألة لم يسألها أحد من السلاطين غير أمير المؤمنين. قال: ولا تيم، ولا عدي، ولا بنو أمية، ولا أحد من آبائنا؟ قلت: ما سئلت ولا سئل أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) عنها. قال: فإن بلغني عنك أو عن أحد من أهل بيتك كشف ما أخبرتني به، رجعت عما أمنتك منه، فقلت: لك علي ذلك. فقال: أحببت أن تكتب لي كلاما موجزا، له أصول وفروع، يفهم تفسيره ويكون ذلك سماعك من أبي عبد الله (عليه السلام). فقلت: نعم، وعلي عيني يا أمير المؤمنين.

قال: فإذا فرغت فارفع حوائجك، وقام ووكل بي من يحفظني، وبعث إلي في كل يوم بمائدة سرية. فكتبت: بسم الله الرحمن الرحيم، أمر الدنيا أمران: أمر لا اختلاف فيه، وهو إجماع الأمة على الضرورة التي يضطرون إليها، والأخبار المجمع عليها، المعروض عليها كل شبهة، والمستنبط منها كل حادثة. وأمر يحتمل الشك والإنكار، وسبيله استنصاح أهل الحجة عليه. فما ثبت لمنتحليه من كتاب مستجمع من تأويله، أو سنة عن النبي (صلى الله عليه وآله) لا اختلاف فيها، أو قياس تعرف العقول عدله، ضاق على من استوضح تلك الحجة ردها، ووجب عليه قبولها، والإقرار والديانة بها. وما لم يثبت لمنتحليه به حجة من كتاب مستجمع على تأويله، أو سنة عن النبي (صلى الله عليه وآله) لا اختلاف فيها، أو قياس تعرف العقول عدله، وسع خاص الأمة وعامها الشك فيه، والإنكار له. كذلك هذان الأمران من أمر التوحيد فما دونه، إلى أرش الخدش فما دونه، فهذا المعروض الذي يعرض عليه أمر الدين، فما ثبت لك برهانه اصطفيته، وما غمض عنك ضوؤه نفيته، ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل . فأخبرت الموكل بي أني قد فرغت من حاجته، فأخبره فخرج، وعرضت عليه، فقال: أحسنت، هو كلام موجز جامع...، الحديث (5).

 3 - عن أبي أحمد هانئ بن محمد بن محمود العبدي، عن أبيه، بإسناده عن موسى بن جعفر (عليه السلام) - في حديث - قال: قال الرشيد: وأنا أريد أن أسألك عن أشياء تتلجلج في صدري منذ حين، لم أسأل عنها أحدا، فإن أنت أجبتني عنها خليت عنك، ولم أقبل قول أحد فيك، وقد بلغني أنك لم تكذب قط، فأصدقني عما أسألك مما في قلبي. فقلت: ما كان علمه عندي فإني مخبرك به إن أنت أمنتني. قال: لك الأمان إن صدقتني وتركت التقية التي تعرفون بها معشر بني فاطمة. فقلت: ليسأل أمير المؤمنين عما شاء. قال: أخبرني لم فضلتم علينا؟ ونحن وأنتم من شجرة واحدة، وبنو عبد المطلب ونحن وأنتم واحد، وإنا بنو العباس وأنتم ولد أبي طالب، وهما عما رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقرابتهما منه سواء؟ فقلت: نحن أقرب. قال: وكيف ذلك؟! قلت: لأن عبد الله وأبا طالب لأب وأم، وأبوكم العباس ليس هو من أم عبد الله، ولا من أم أبي طالب. قال: فلم ادعيتم أنكم ورثتم النبي (صلى الله عليه وآله)، والعم يحجب ابن العم، وقبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد توفي أبو طالب قبله، والعباس عمه حي؟ فقلت له: إن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني من هذه المسألة ويسألني عن كل باب سواه يريده. فقال: لا أو تجيب. فقلت: أمني. قال: قد أمنتك قبل الكلام. فقلت: إن في قول علي بن أبي طالب (عليه السلام) ليس مع ولد الصلب ذكرا كان أو أنثى لأحد سهم إلا للأبوين والزوج والزوجة، ولم يثبت للعم مع ولد الصلب ميراث، ولم ينطق به الكتاب، إلا أن تيما وعديا وبني أمية قالوا: العم والد رأيا منهم بلا حقيقة، ولا أثر عن النبي (صلى الله عليه وآله). ومن قال بقول علي (عليه السلام) من العلماء قضاياهم خلاف قضايا هؤلاء، هذا نوح ابن دراج يقول في هذه المسألة بقول علي (عليه السلام)، وقد حكم به، وقد ولاه أمير المؤمنين المصرين: الكوفة والبصرة، وقد قضى به، فأنهي إلى أمير المؤمنين فأمر بإحضاره وإحضار من يقول بخلاف قوله، منهم: سفيان الثوري، وإبراهيم المدني، والفضيل بن عياض، فشهدوا أنه قول علي (عليه السلام) في هذه المسألة. فقال لهم - فيما أبلغني بعض العلماء من أهل الحجاز، فلم لا تفتون به وقد قضى به نوح بن دراج؟ فقالوا: جسر نوح وجبنا. وقد أمضى أمير المؤمنين قضيته بقول قدماء العامة عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: علي أقضاكم ، وكذلك قال عمر بن الخطاب: علي أقضانا ، وهو اسم جامع، لأن جميع ما مدح به النبي (صلى الله عليه وآله) أصحابه من القراءة والفرائض والعلم داخل في القضاء. قال: زدني يا موسى. قلت: المجالس بالأمانات، وخاصة مجلسك. فقال: لا بأس عليك. فقلت: إن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يورث من لم يهاجر، ولا أثبت له ولاية حتى يهاجر. فقال: ما حجتك فيه؟ فقلت: قول الله تعالى: : {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا} [الأنفال: 72] (6)، وإن عمي العباس لم يهاجر. فقال لي: أسألك يا موسى هل أفتيت بذلك أحدا من أعدائنا، أم أخبرت أحدا من الفقهاء في هذه المسألة بشيء؟ فقلت: اللهم لا، وما سألني عنها إلا أمير المؤمنين. ثم قال: لم جوزتم للعامة والخاصة أن ينسبوكم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويقولون لكم: يا بني رسول الله وأنتم بنو علي، وإنما ينسب المرء إلى أبيه، وفاطمة إنما هي وعاء، والنبي (صلى الله عليه وآله) جدكم من قبل أمكم؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، لو أن النبي (صلى الله عليه وآله) نشر فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه؟ فقال: سبحان الله ولم لا أجيبه؟! بل أفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك. فقلت: لكنه (صلى الله عليه وآله) لا يخطب إلي ولا أزوجه. فقال: ولم؟ فقلت: لأنه ولدني ولم يلدك. فقال: أحسنت يا موسى. ثم قال: كيف قلتم: إنا ذرية النبي، والنبي (صلى الله عليه وآله) لم يعقب، وإنما العقب للذكر لا للأنثى، وأنتم ولد الابنة، ولا يكون لها عقب؟ فقلت: أسألك على القرابة والقبر ومن فيه إلا ما أعفيتني عن هذه المسألة. فقال: لا، أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد علي؟ وأنت يا موسى يعسوبهم، وإمام زمانهم، كذا أنهي إلي، ولست أعفيك في كل ما أسألك عنه، حتى تأتيني فيه بحجة من كتاب الله، فأنتم تدعون معشر ولد علي أنه لا يسقط عنكم منه شيء، ألف ولا واو إلا وتأويله عندكم، واحتججتم بقوله عز وجل: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 38] (7) وقد استغنيتم عن رأي العلماء وقياسهم. فقلت: تأذن لي في الجواب؟ قال: هات.

فقلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ} [الأنعام: 84، 85] (8) من أبو عيسى يا أمير المؤمنين؟ فقال: ليس لعيسى أب. فقلت: إنما ألحقناه بذراري الأنبياء (عليهم السلام) من طريق مريم (عليها السلام)، وكذلك ألحقنا بذراري النبي (صلى الله عليه وآله) من قبل أمنا فاطمة (عليها السلام). أزيدك يا أمير المؤمنين؟ قال: هات. قلت: قول الله عز وجل: {مَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ } [آل عمران: 61] (9)، ولم يدع أحد أنه أدخل النبي (صلى الله عليه وآله) تحت الكساء عند مباهلة النصارى إلا علي بن أبي طالب، وفاطمة، والحسن، والحسين (عليهم السلام)، فكان تأويل قوله عز وجل: أبناءنا الحسن والحسين، و نساءنا فاطمة، و أنفسنا علي بن أبي طالب. على أن العلماء قد أجمعوا على أن جبرئيل قال يوم أحد: يا محمد، إن هذه هي المواساة من علي، قال: لأنه مني وأنا منه. فقال جبرئيل: وأنا منكما يا رسول الله. ثم قال: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي ، فكان كما مدح الله عز وجل به خليله (عليه السلام) إذ يقول: {فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} [الأنبياء: 60] (10)، إنا معشر بني عمك نفتخر بقول جبرئيل إنه منا.

فقال: أحسنت يا موسى، ارفع إلينا حوائجك. فقلت له: أول حاجة أن تأذن لابن عمك أن يرجع إلى حرم جده (صلى الله عليه وآله) وإلى عياله، فقال: ننظر إن شاء الله (11).

4- عن العكبري، بإسناده عن الكاظم (عليه السلام)، قال: قال لي هارون: أتقولون: إن الخمس لكم؟ قلت: نعم. قال: إنه لكثير. قال: قلت: إن الذي أعطانا علم أنه لنا غير كثير (12).

5- حكي أنه لما دخل هارون الرشيد حرم مكة، ابتدأ بالطواف، ومنع الناس من الطواف، فسبقه أعرابي وجعل يطوف معه، فشق ذلك على هارون الرشيد، والتفت إلى حاجبه كالمنكر عليه. فقال الحاجب: يا أعرابي، خل الطواف ليطوف أمير المؤمنين. فقال الأعرابي: إن الله ساوى بين الأنام في هذا المقام والبيت الحرام، فقال تعالى: {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } [الحج: 25] (13)، فلما سمع الرشيد ذلك من الأعرابي أمر حاجبه بالكف عنه، ثم جاء الرشيد إلى الحجر الأسود ليستلمه، فسبقه الأعرابي فاستلمه، ثم أتى إلى المقام ليصلي فيه فسبقه فصلى فيه. فلما فرغ الرشيد من صلواته وطوافه، قال للحاجب: ائتني بالأعرابي، فأتى الحاجب الأعرابي، وقال له: أجب أمير المؤمنين. فقال: ما لي إليه حاجة، إن كانت له حاجة، فهو أحق بالقيام إليها. فانصرف الحاجب مغضبا، ثم قص على الرشيد حديثه. فقال: صدق، نحن أحق بالقيام والسعي إليه، ثم نهض الرشيد والحاجب بين يديه حتى وقف بإزاء الأعرابي وسلم عليه، فرد عليه السلام. فقال له الرشيد: يا أخا العرب، أجلس ها هنا بأمرك؟ فقال له الأعرابي: ليس البيت بيتي، ولا الحرم حرمي، البيت بيت الله، والحرم حرم الله، وكلنا فيه سواء، إن شئت تجلس وإن شئت تنصرف. قال: فعظم ذلك على الرشيد حيث سمع ما لم يخطر في أذنه، وما ظن أحدا يواجهه بمثل ذلك، فجلس إلى جانبه، وقال له: يا أعرابي، أريد أن أسألك عن فرضك، فإن قمت به فأنت بغيره أقوم، وإن عجزت عنه فأنت عن غيره أعجز. فقال له الأعرابي: سؤالك هذا سؤال متعلم أو سؤال متعنت؟ قال: فعجب الرشيد من سرعة جوابه، وقال: بل سؤال متعلم. فقال الأعرابي: قم واجلس مقام السائل من المسؤول. قال: فقام الرشيد وجثا على ركبتيه بين يدي الأعرابي، فقال له: قد جلست، سل عما بدا لك. فقال: أخبرني عما فرضه الله عليك. فقال له: تسألني عن أي فرض، عن فرض واحد، أم عن خمسة فروض، أم عن سبعة عشر فرضا، أم عن أربعة وثلاثين فرضا، أم عن أربعة وتسعين فرضا، أم عن واحدة من أربعين، أم عن واحدة في طول العمر، أم عن خمسة من مائتين؟ قال: فضحك الرشيد مستهزءا، ثم قال: سألتك عن فرض، فأتيتني بحساب الدهر!

قال: يا هارون، لولا أن الدين حساب لما أخذ الله الخلائق بالحساب يوم القيامة، قال تعالى: {فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47] (14). قال: فظهر الغضب في وجه هارون وتغير من حال إلى حال حين قال له: يا هارون، ولم يقل له: يا أمير المؤمنين، وبلغ منه ذلك مبلغا شديدا، غير أن الله عصمه من ذلك الغضب، ورجع إلى عقله لما علم أن الله هو الذي أنطقه بذلك. ثم قال له الرشيد: وتربة آبائي وأجدادي إن لم تفسر لي ما قلت أمرت بضرب عنقك بين الصفا والمروة. فقال له الحاجب: يا أمير المؤمنين، اعف عنه، وهبه لله تعالى لأجل هذا المقام الشريف. قال: فضحك الأعرابي من قولهما حتى استلقى على قفاه. فقال له الرشيد: مم تضحك؟ قال: عجبا منكما، فإن أحدكما يستوهب أجلا قد حضر، والآخر يستعجل أجلا لم يحضر. فلما سمع الرشيد ما سمع منه، هانت عليه الدنيا. ثم قال: سألتك بالله إلا ما فسرت لي ما قلت، فقد تشوقت نفسي إلى شرحه. فقال الأعرابي: أما سؤالك عما فرض الله علي، فقد فرض الله علي فروضا كثيرة، فقولي لك عن فرض واحد، هو دين الإسلام، وأما قولي لك عن خمسة فروض فهي الصلوات الخمس، وأما قولي لك عن سبعة عشر فهي سبع عشر ركعة في اليوم والليلة، وأما قولي لك عن أربع وثلاثين فهي السجدات، وأما قولي عن أربع وتسعين فهي التكبيرات، وأما قولي لك عن واحدة من أربعين فهي الزكاة دينار من أربعين دينارا، وأما قولي لك عن واحدة في طول العمر فهي حجة في طول العمر على الإنسان، وأما قولي لك عن خمسة من مائتين فهي زكاة الورق. فامتلأ الرشيد فرحا وسرورا من تفسير هذه المسائل، ومن حسن كلام الأعرابي وعظم فطنته، واستعظمه في عينه. ثم إن الأعرابي قال للرشيد: سألتني فأجبتك، فإذا سألتك أنا، تجيبني؟ فقال الرشيد: سل. فقال له الأعرابي: ما يقول أمير المؤمنين في رجل نظر إلى امرأته وقت الصبح، فكانت عليه حراما، فلما كان الظهر حلت له، فلما كان العصر حرمت عليه، فإذا كان المغرب حلت له، فإذا كان العشاء حرمت عليه، فإذا كان الفجر حلت له، فإذا كان الظهر حرمت عليه، فلما كان العصر حلت له، فلما كان المغرب حرمت عليه، فلما كان العشاء حلت له؟ فقال الرشيد: فقد أوقعتني في بحر لا يخلصني منه غيرك. فقال الأعرابي: أنت أمير المؤمنين وليس أحد فوقك، ولا ينبغي أن تعجز عن شيء، فكيف تعجز عن مسألتي؟ فقال الرشيد: لقد عظم قدرك العلم، ورفع ذكرك، فأريد أن تفسر لي ما ذكرت إكراما لي ولهذا البيت الشريف. فقال الأعرابي: حبا وكرامة. أما قولي لك في رجل نظر إلى امرأته وقت الصبح فكانت عليه حراما، فهذا رجل نظر إلى أمة غيره فهي حرام، فلما كان الظهر اشتراها فحلت له، فلما كان العصر أعتقها فحرمت عليه، فلما كان المغرب تزوجها فحلت له، فلما كان العشاء طلقها فحرمت عليه، فلما كان الفجر راجعها فحلت له، فلما كان الظهر ارتد عن الإسلام فحرمت عليه، فلما كان العصر استتيب فرجع فحلت له، فلما كان المغرب ارتدت هي فحرمت عليه، فلما كان العشاء استتيبت فرجعت فحلت له. قال: فتعجب الرشيد وفرح به، واشتد عجبه، ثم أمر بعشرة آلاف درهم، فلما حضرت قال: لا حاجة لي بها، ردها إلى أصحابها، قال: فهل تريد أن أجري لك جراية تكفيك مدة حياتك. قال: الذي أجرى عليك يجري علي. قال: فإن كان عليك دين قضيناه، فلم يقبل منه شيئا، ثم أنشأ يقول:

هــــب الدنيـــا تؤاتينـــا سنينا *** فتكـــدر تـــارة وتلذ حينا

 فما أرضى بشيء ليس يبقى *** وأتـــركه غــدا للـوارثينا

كـــأني بـــــالتراب علي يحثى *** وبالإخوان حولي نائحينا

 ويــــوم تزفر النيـــــران فيه *** وتقســم جهـرة للسامعينا

 وعـــــزة خالقي وجلال ربي *** لأنتقمــن منكــــم أجمعينا

 فلما فرغ من إنشاده تأوه الرشيد وسأل عنه وعن أهله وبلاده، فأخبروه أنه موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين. وكان تزيى بزي الأعراب زهدا في الدنيا وتورعا عنها، فقام وقبله بين عينيه، ثم قرأ {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام: 124] (15).

6-  نقل السيد ابن طاووس عن كتاب نزهة الكرام وبستان العوام تأليف محمد بن الحسين بن الحسن الرازي، أن هارون الرشيد أنفذ إلى موسى ابن جعفر (عليه السلام) فأحضره، فلما حضر عنده قال: إن الناس ينسبونكم يا بني فاطمة إلى علم النجوم، وإن معرفتكم بها معرفة جيدة، وفقهاء العامة يقولون: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إذا ذكرني أصحابي فاسكتوا، وإذا ذكروا القدر فاسكتوا، وإذا ذكروا النجوم فاسكتوا ، وأمير المؤمنين (عليه السلام) كان أعلم الخلائق بعلم النجوم، وأولاده وذريته الذين تقول الشيعة بإمامتهم كانوا عارفين بها. فقال له الكاظم (عليه السلام): هذا حديث ضعيف، وإسناده مطعون فيه، والله تعالى قد مدح النجوم، ولولا أن النجوم صحيحة ما مدحها الله عز وجل، والأنبياء (عليهم السلام) كانوا عالمين بها، وقد قال الله تعالى في حق إبراهيم خليل الرحمن (عليه السلام): {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} [الأنعام: 75] (16). وقال في موضع آخر: { فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ } [الصافات: 88، 89] (17) فلو لم يكن عالما بعلم النجوم ما نظر فيها، وما قال: *( فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ)*، وإدريس (عليه السلام) كان أعلم أهل زمانه بالنجوم. والله تعالى قد أقسم بمواقع النجوم {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} [الواقعة: 76] (18)، وقال في موضع آخر: *(والنازعات غرقا)* إلى قوله: *(فالمدبرات أمرا)*(19)، يعني بذلك اثني عشر برجا وسبعة سيارات، والذي يظهر بالليل والنهار بأمر الله عز وجل.

وبعد علم القرآن، ما يكون أشرف من علم النجوم، وهو علم الأنبياء والأوصياء وورثة الأنبياء الذين قال الله عز وجل: {وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [النحل: 16] (20)، ونحن نعرف هذا العلم وما نذكره. فقال له هارون: بالله عليك يا موسى، هذا العلم لا تظهره عند الجهال وعوام الناس حتى لا يشنعوا عليك، وانفس عن العوام به (21)، وغط هذا العلم، وارجع إلى حرم جدك. ثم قال له هارون: وقد بقي مسألة أخرى، بالله عليك أخبرني بها. قال له: سل. فقال: بحق القبر والمنبر، وبحق قرابتك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخبرني: أنت تموت قبلي، أو أنا أموت قبلك؟ لأنك تعرف هذا من علم النجوم. فقال له موسى (عليه السلام): أمني حتى أخبرك. فقال: لك الأمان. فقال: أنا أموت قبلك، وما كذبت ولا أكذب، ووفاتي قريب. فقال له هارون: قد بقي مسألة تخبرني بها ولا تضجر. فقال له: سل. فقال: خبروني أنكم تقولون: إن جميع المسلمين عبيدنا وجوارينا، وإنكم تقولون: من يكون لنا عليه حق ولا يوصله إلينا فليس بمسلم. فقال له موسى (عليه السلام): كذب الذين زعموا أننا نقول ذلك، إذا كان الأمر كذلك فكيف يصح البيع والشراء عليهم (22)؟ ونحن نشتري عبيدا وجواري ونعتقهم، ونقعد معهم، ونأكل معهم، ونشتري المملوك، ونقول له: يا بني، وللجارية: يا بنتي، ونقعدهم يأكلون معنا تقربا إلى الله سبحانه، فلو أنهم عبيدنا وجوارينا ما صح البيع والشراء. وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله) لما حضرته الوفاة: الله الله في الصلاة وما ملكت أيمانكم يعني صلوا وأكرموا مماليككم وجواريكم ونحن نعتقهم. وهذا الذي سمعته غلط من قائله ودعوى باطلة، ولكن نحن ندعي أن ولاء جميع الخلائق لنا، يعني ولاء الدين، وهؤلاء الجهال يظنونه ولاء الملك، حملوا دعواهم على ذلك، ونحن ندعي ذلك لقول النبي (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه ، وما كان يطلب بذلك إلا ولاء الدين، والذي يوصلونه إلينا من الزكاة والصدقة فهو حرام علينا مثل الميتة والدم ولحم الخنزير. وأما الغنائم والخمس من بعد موت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد منعونا ذلك، ونحن محتاجون إلى ما في يد بني آدم الذين لنا ولاؤهم بولاء الدين ليس بولاء الملك، فإن نفذ إلينا أحد هدية ولا يقول إنها صدقة نقبلها لقول النبي (صلى الله عليه وآله): لو دعيت إلى كراع لأجبت، ولو أهدي إلي كراع لقبلت - والكراع اسم قرية، والكراع يد الشاة - وذلك سنة إلى يوم القيامة. ولو حملوا إلينا زكاة وعلمنا أنها زكاة رددناها، وإن كانت هدية قبلناها. ثم إن هارون أذن له في الانصراف، فتوجه إلى الرقة، ثم تقولوا عليه أشياء فاستعاده هارون وأطعمه السم فتوفي صلوات الله عليه (23).

7 - وعن أيوب بن الحسين الهاشمي، قال: قدم على الرشيد رجل من الأنصار، يقال له نفيع - وكان عريضا - قال: فحضر باب الرشيد ومعه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وحضر موسى بن جعفر (عليهما السلام) على حمار له، فتلقاه الحاجب بالبر والإكرام، وأعظمه من كان هناك، وعجل له الإذن، فقال نفيع لعبد العزيز: من هذا الشيخ؟ قال: أو ما تعرفه؟ قال: لا. قال: هذا شيخ آل أبي طالب، هذا موسى بن جعفر. قال: ما رأيت أعجز من هؤلاء القوم! يفعلون هذا برجل يقدر أن يزيلهم عن السرير! أما لئن خرج لأسوأنه، فقال له عبد العزيز: لا تفعل، فإن هؤلاء أهل بيت قلما تعرض لهم أحد في خطاب إلا وسموه بالجواب سمة يبقى عارها عليه مدى الدهر. قال: وخرج موسى بن جعفر (عليهما السلام)، فقام إليه نفيع الأنصاري: فأخذ بلجام حماره، ثم قال له: من أنت؟ فقال له: يا هذا، إن كنت تريد النسب فأنا ابن محمد حبيب الله بن إسماعيل ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله، وإن كنت تريد البلد فهو الذي فرض الله على المسلمين وعليك - إن كنت منهم - الحج إليه، وإن كنت تريد المفاخرة، فوالله ما رضي مشركو قومي مسلمي قومك أكفاء لهم حتى قالوا: يا محمد، أخرج إلينا أكفاءنا من قريش. وإن كنت تريد الصيت والاسم فنحن الذين أمر الله تعالى بالصلاة علينا في الصلوات المفروضة بقوله: اللهم صل على محمد وآل محمد، ونحن آل محمد. قال: فخلى عنه ويده ترعد، وانصرف بخزي، فقال له عبد العزيز: ألم أقل لك (24).

____________

(1) إعلام الورى: 309. الاحتجاج 2: 168. البحار 99: 176، الحديث 1.

(2)  الأنعام: 84 و85.

(3) آل عمران: 61.

(4) الأنفال: 70 و72.

(5) الإختصاص: 48. البحار 48: 121، الحديث 1. تحف العقول: 404 نحوه.

(6) الأنفال: 72.

(7) الأنعام: 38.

(8) الأنعام: 84 و85.

(9) آل عمران: 61.

(10) الأنبياء: 60.

(11) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 81، الحديث 9. البحار 48: 125، الحديث 2. الاحتجاج 2: 161.

(12) البحار 48: 158، الحديث 33 عن كتاب الاستدراك.

(13) الحج: 25.

(14) الأنبياء: 47.

(15) إحقاق الحق 12: 309، عن الروض الفائق: 65، مطبعة الاستقامة بالقاهرة. البحار 48: 141، الحديث 18 عن المناقب لابن شهرآشوب نحوه.

(16) الأنعام: 75.

(17)  الصافات: 88 و89.

(18)  الواقعة: 76.

(19) النازعات: 1 - 5.

(20) النحل: 16.

(21)  أي لا تعلمهم، من قولهم: نفست عليه الشيء نفاسة، إذا لم تره له أهلا.

(22) أي كيف يصح بيع الناس العبيد لنا وشراؤنا منهم؟

(23) فرج المهموم: 107، الحديث 25. البحار 48: 145، الحديث 21، و58: 252، الحديث 36.

(24) أمالي المرتضى 1: 274. المناقب 4: 316. أعلام الدين: 305. أعلام الورى: 307. البحار 48: 143، الحديث 19.

 

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي